ريتشاردوني يؤكد وجود اتصالات مع "الإخوان" منذ عهد السادات

اضيف الخبر في يوم السبت ١٧ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


ريتشاردوني يؤكد وجود اتصالات مع "الإخوان" منذ عهد السادات

كشف السفير الأمريكي بالقاهرة فرانسيس ريتشاردوني عن إجراء اتصالات ولقاءات منتظمة بين سفارة بلاده وجماعة "الإخوان المسلمين" بدأت منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات في فترة السبعينات، وهو أول اعتراف على هذا المستوى من جانب مسئول أمريكي بإجراء اتصالات مع الجماعة المحظورة حكوميًا.

مقالات متعلقة :

وأكد ريتشاردوني لصحيفة "واشنطن تايمز" أنه شخصيًا دأب على زيارة مقر الجماعة بمنطقة وسط البلد منذ كان موظفًا صغيرًا في السفارة الأمريكية بداية من الثمانينات وحتى أحداث 11 سبتمبر حيث أعلنت الجماعة عن عدم رغبتها في مواصلة هذه اللقاءات.
وقال إن هذه اللقاءات تجرى بعلم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس رغم إعلانها 2005 بالقاهرة عدم الاتصال بالجماعة خشية تأثر العلاقات مع مصر، مضيفًا في رده على سؤاله بهذا الشأن: "بالطبع نرسل تقارير كاملة عن هذه الاتصالات لواشنطن".
وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية تتعامل مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان وتعاملها مع "الإخوان" كمستقلين يأتي من هذا المنطلق بغض النظر عن انتمائهم.
وأوضح أن هذه اللقاءات تتم في وضح النهار وبحضور آخرين من أعضاء الحزب "الوطني"، لافتًا إلى أن "الإخوان" ورغم أنها جماعة محظورة في مصر منذ سنة 1954 إلا أنها ليست ضمن القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية مثل "حماس" و"حزب الله".
ولم تنف جماعة "الإخوان" من جانبها عقد لقاءات مع مسئولين بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، وإن كانت نفت بشكل قاطع إجراء أي لقاءات مع مسئولين بالإدارة الأمريكية دون علم الخارجية المصرية.
وأكد الدكتور عصام العريان القيادي البارز بجماعة "الإخوان المسلمين" لـ "لمصريون" صحة كلام ريتشاردوني حول مشاركته في اتصالات بين السفارة و"الإخوان" في حقبة الثمانينات، مضيفًا: "رأيته عدة مرات في المكتب العام".
وقال إن لـ "الإخوان" موقفًا واضحًا وصريحًا تجاه الالتقاء بكافة الأطياف الدبلوماسية باستثناء عقد أي لقاءات تكون إسرائيل طرفًا فيها، كما اشترط أن تتم اللقاءات مع ممثلي الإدارة الأمريكية بعلم الحكومة المصرية وحضور من يمثلها.
في حين أكد الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لـ "لإخوان المسلمين" أن الإخوان قابلوا أعضاء من السفارة الأمريكية فقط أثناء زيارة أعضاء من الكونجرس للقاهرة، لكنه أكد أن اللقاءات مع المسئولين التنفيذيين تحتاج لتصريح من وزارة الخارجية.
وكان الدكتور سعد الكتاتني رئيس كتلة "الإخوان" شارك ضمن وفد مجلس الشعب خلال لقاء وفد من مجلس النواب الأمريكي في وقت سابق من هذا العام، وهو ما أثار وقتها أقاويل عن أن حضوره جاء .
وأنكر أن يكون لدى "الإخوان" رغبة للالتقاء بالإدارة الأمريكية، مشددًا على أنه ثمة أشياء لابد وأن تتغير قبل هذا اللقاء، مشيرًا إلى ممارسات الإدارة الأمريكية تجاه المسلمين بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في ظل احتلالهم العراق ومساندتهم لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، فضلاً عن مساندتها لأنظمة ديكتاتورية، ضاربًا المثل بالنظام المصري.
من ناحيته، قال اللواء فؤاد علام الخبير الأمني والنائب الأسبق لرئيس جهاز مباحث أمن الدولة إن الأمريكيين يلعبون بكارت "الإخوان" فيما عزاه لممارسة الضغط على الحكومة المصرية من خلال إظهار وجوده علاقة حميمية بالجماعة، أو إظهار العكس إذا ما رغبوا في إظهار مساندتهم للحكومة المصرية.
وحول ما أبرزه الإعلام عن وجود انشقاقات حادة داخل "الإخوان"، أكد علام أن كل التنظيمات تحدث فيها انقسامات، لكن قال إنه لم يتأكد حتى الآن من وجود انشقاقات، مشيرًا إلى أن البعض يظهر التناقضات في التصريحات على أنها انشقاقات وربما كانت تناقضًا في التعبير أو توزيعًا للأدوار، حسب تعبيره.
وقال إن "الإخوان" ليس لديها شجاعة الاعتراف بأخطائها كما هو الحال بالنسبة لجماعتي "الجهاد" و"الجماعة الإسلامية" اللتين كشفتا عن مبادرتهن اعترفتا فيها بأخطاء ارتكبتاها، وأضاف أن الوحيد الذي كان يمكن أن يخطو هذه الخطوة هو المرشد الأسبق عمر التلمساني حيث كان يردد في جلساته الخاصة بأن الجماعة ارتكبت اغتيالات وعمليات نهب ما كان لهم أن تقوم بها، حسب قوله.
من جهته، نعت الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق والمحلل السياسي السياسة الأمريكية بالارتباك، وقال إن هذا الأمر ينعكس على علاقة النظام بـ "الإخوان" فتتداول هذا الملف بشيء من الارتباك أيضًا.
وأكد صحة تصريحات السفير الأمريكي التي أشار فيها إلى أن العلاقة مع "الإخوان" بدأت في عهد الرئيس السادات في إطار تحجيم تيارات أخرى.
وحول مغزى توقيت تصريحاته، قال الأشعل: إذا أخذنا من زاوية دينية فهي امتداد لزيارته لمولد السيد البدوي بطنطا ليعطي انطباعًا أن علاقة الولايات المتحدة بالدين مستمرة، أما لو أخذت من منظور سياسي، فهي تعني مساندة للنظام وتبريرًا له، وتهدف إلى إحراج "الإخوان" بما يؤدي إلى حصول انشقاق في صفوفهم.
 

اجمالي القراءات 3720
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق