التعذيب في «أبو زعبل» شيء عادي جدا .. والخارج منه إما عاجز أو معتوه:
التعذيب في «أبو زعبل» شيء عادي جدا .. والخارج منه إما عاجز أو معتوه

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٦ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


التعذيب في «أبو زعبل» شيء عادي جدا .. والخارج منه إما عاجز أو معتوه

لتعذيب في «أبو زعبل» شيء عادي جدا .. والخارج منه إما عاجز أو معتوه
كانت واقعة "قتل" المعتقل السيد رجب عبد الله داخل سجن أبو زعبل، شديد الحراسة ،والتي جمدت عدة جهات التحقيق فيها ، مجرد حادث عابر يتكرر كثيرا داخل عنبر 1 الشهير بعنبر الموت ، تلك كانت خلاصة رسائل المعتقلين وذويهم التي وردت إلي "البديل" مؤخرا، أما الأشد خطورة فهو استغاثتهم طلبا لإنقاذهم من الممارسات القمعية المستمرة من قبل إدارة السجن وضباط أمن الدولة محترفي التعذيب .

مقالات متعلقة :

محمد عاشور 26 عاما والمختفي قسريا قبل 3 أشهر، نزيل عنبر الموت ووصلات التعذيب علي يد الضابط طارق البنا بمباحث أمن الدولة، والذي شهد علي واقعة قتل السيد رجب، لخصت كلمات رسالته ما ورد إلينا من خطابات :
أنا الذي ذقت مرارة العيش في وطني أشهد علي بشاعتها في السجن علي يد بني وطني، فبالأمس كنت أسمع عن التعذيب حتي ذقته ورأيته بأم عيني ، ليس حالة شاذة بل أسلوب منهجي بمعني الكلمة خاصة في جهاز أمن الدولة بمدينة نصر تلك القلعة المرعبة ، هناك من مات أمامي أو أصيب بعجز أو فقد عضوا بجسده أو تم وضعه بعنبر المجانين بعد أن فقد عقله من شدة التعذيب أو ألقي به في السجون ليستكمل ضباطها تصفيته كما جري مع "السيد رجب" .. كانت أحلامي وغيري من الشباب الذي يدفع ضريبة الصراعات السياسية والحسابات الأمنية، تتلخص في عمل حلال وبيت صغير وزوجة وأطفال، الحكومة التي لم تكتف بحرماننا من كل ذلك رفضت أن تتركنا وحالنا واختارت لنا العذاب في سجونها .
ويستكمل الشاب "المعاق": لم يرحموا عجزي وأخذوني من بيت أمي المتواضع ليهددني كبيرهم الذي اغمي عيني قائلا: سنقتلك ولن يعرف أحد عنك شيئا " ، قيدوني بسلاسل وجرجروني كالخراف إلي مكان أشبه بالقبر، نمت علي الأرض علي جنب واحد لا تسمح لطشات أقدام الزبانية بتغييره ، استيقظت لأواجه أسئلة المحقق : إحنا عارفين مين اللي معاك واللي عاوزين تعملوه ، ثم نادي علي الزبانية فجردونني من ملابسي تماما ووضعوني علي سرير لكهربتي بفمي ورأسي وصدري وقضيبي، ثم ألقوا بي في طرقة مكتب المحقق عاريا لساعات قبل أن يكرروا السؤال وأعاود الرد بذات الإجابة لتعلو "فولتات" الكهرباء علي جسدي، تكررت عملية تعذيبي وتركي عاريا بشكل يومي حتي قام المحقق بتعليقي غير مبال بقدمي المعاقة وهددني "هاشويك هنا" .. كنت أسمع أصوات المعذبين داخل حجرات أخري وهم يصرخون طالبين الرحمة ، نقلوني إلي غرفة انفرادية، ظللت بها 3 أسابيع لم تنته خلالها وصلات التعذيب قبل نقلي إلي السجن .
ويضيف عاشور: في سيارة الترحيلات قابلت شبابا لاقوا ذات المصير ، بعضهم وضعت عصا في مؤخرته والآخر روي كيف كان الزبانية يجذبونه من قضيبه ، وكيف جري كهربته لدرجة احتراق لسانه ، ومنهم من مات بالفعل ، وفي السجن تواصلت عمليات البطش قبل أن يلقوا بنا في غرفة غارقة في المياه الملوثة، نمنا فيها بلا طعام أو شراب ، بعد أيام قتل السيد رجب والذي كنا نلقبه بالبطل لقدرته علي الزواج في سن مبكرة رغم إنفاقه علي والديه، كانت تهمته أنه يعرف شخصا تبرع للجرحي والمرضي الفلسطينيين بمستشفي معهد ناصر، حصل علي عدة أحكام قضائية بإخلاء سبيله وكان يقبل يد الضباط ليسمحوا بخروجه لأهله وطفلته ذات الأشهر الستة ، لكنهم كانوا يرفضون وكان يرد عليهم بالإضراب عن الطعام والشراب، ذلك السلاح المزعج دائما لإدارة السجن ظروف الغرفة التي يصعب الوصول لسقفها وشهدت موته ، لا تسمح إلا بإرجاع ما حدث له إلا لأمرين : إما أنهم ساعدوه علي الانتحار أو قتلوه لصعوبة وصوله إلي "الجنش" بالسقف وتعليق نفسه .
رسائل أهالي المعتقلين بأبو زعبل أو من كتب لهم الخروج أمواتا إلي الحياة ، ضمت كلا من عبد الجواد عبادي أحد أبطال أكتوبر والذي ترك زوجته و 10 أطفال منذ عام 1994 اعتقل منهم الأمن اثنين. وعاطف الباجوري الذي خرج مؤخرا بعد فترة اعتقال تجاوزت 12 عاما فقد خلالها عقله تماما من جراء التعذيب المتواصل وأساليب التأديب غير الآدمية للمعتقلين ، ومصطفي شلبي الذي خرج منذ عام ونصف بعد اعتقاله عام 1994 وفقده ساقه بمستشفي المنيل الجامعي ، ومحمد سعد خفاجة ابن قرية أنطونيادس بكفر الدوار المصاب بتليف الكبد وتضخم الطحال وتجري تصفيت،ه فيما تحيا زوجته وأطفالها الثلاثة بلا عائل منذ عام 1993 ، وكامل حامد عزام ابن قرية دبورة المهدد حاليا ببتر ساقه لإهمال علاجه من السكر والضغط وتصارع زوجته وأبناؤه الأربعة الفقر منذ 14 عاما ، كما لم ترحم الداخلية شقيقه أحمد ضمن 7 أشقاء قضي أقلهم بالسجن 8 سنوات ضمن جملة اعتقالات عائلية عاشتها قرية دبور بكفر الدوار آنذاك .
قائمة الضحايا المنتظرين بسجن أبو زعبل تضم محمد سعد حميدة المحامي المعتقل منذ عام 1993، والمهدد بالموت وفقدان البصر لإهمال علاجه ورفيقه حسام خواص الذي فقد والديه في يوم واحد عقب اعتقاله قبل 14 عاما كما فقد شقيقه العائل لزوجته وأطفاله ، ومعهما علي حسن مظهر 41 عاما والمصاب بعموده الفقري جراء التعذيب المتواصل منذ 1993 بصحبة "بلدياته" أحمد عشوش الذي جري نفيه إلي سجن الوادي الجديد وفقد والديه بعد اعتقاله ، أما أشرف عشري فيقبع الآن بسجن وادي النطرون 1 الذي واصلت إدارته إهمال علاجه من مرض الدرن ومعه محمد الحداد الذي تآكل غضروف ظهره وتكاد عيناه لا تريان ، فيما تجاوز 3 محامين سن الأربعين بأبي زعبل بعد قضاء 15 عاما وهم جلال أبو الفتوح ، محمد حميدة و الشحات أبو سبحة مع تجاهل نقابة المحامين طوال هذه المدة السؤال عنهم.
مجموعة أخري بسجن أبو زعبل جري تغريبها إلي الوادي الجديد منهم مصطفي شلبي الذي بترت ساقه ، أسامة عبد القادر ، سامي أمين توفيق العفني وشقيقه مصطفي ، أسامة أحمد عبد الله أستاذ الجغرافيا السياسية بالشرقية ، عاطف عبد الواحد المصاب بحالة جنون تام ، يحيي خلف الله ، إبراهيم صالح ، مصطفي الجندي ، محمود الصعيدي ، فيما جري نقل آخرين قبل أسابيع من ليمان أبو زعبل إلي الوادي الجديد بينهم سيد عباس "القليوبية" ، عادل عوض شحتو ، أسامة جبريل ونبيل شمردل "القاهرة" وسط تخوفات ذويهم من تصفيتهم هناك علي أيدي الضابط أحمد الشريف، الذي اعتاد تهديد المعتقلين بالقتل والدفن في الصحراء، لدرجة أنه أخفي عادل أحمد السيد شقيق طارق المتهم الرئيسي في قضية تفجيرات الأزهر ، لعام كامل قبل أن يجري نقله لسجن قنا ومعه شقيق زوجته عصام محمد سعد .
طارق خاطر رئيس مجموعة المساعدة القانونية لحقوق الإنسان أكد رصد جمعيته 6 حالات قتل لمعتقلين داخل أبو زعبل، شديد الحراسة، خلال 9 سنوات هي مدة عمل الجمعية ، لافتا إلي صعوبة قضية السيد رجب مع اعتياد النيابة العامة عدم استعجال تقرير الطب الشرعي في القضايا التي تريد تجميدها ، وهو ما تكرر من قبل في قضية حرق المواطن ربيع أحمد في ديسمبر 1998 علي يد النقيب عمر جابر المحال للمحاكمة في 2003 ، وأيضا في قضية تعذيب محمد بدر الدين عام 1996 علي أيدي ضباط قسم المنتزه حيث أحيل الضباط للمحاكمة في عام 2002 وتستخدم معهم الرأفة ، ويضيف خاطر أن تراخي النيابة العامة في التفتيش علي السجون ومقار الاحتجاز أدي لانتشار غرف التأديب والسلخانات، وجعل من استعمال القسوة طقسا عاديا، لا يلتفت إليها أحد، واختتم خاطر مؤكدا أن أبو زعبل شديد الحراسة مجرد نموذج علي سوء أوضاع السجون، ربما أسوأها لأنه أبعد جغرافيا عن الرقابة ويصعب علي الحقوقيين حصر ضحاياه

اجمالي القراءات 7919
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق