في محاضرة ألقاها بجامعة أمريكية.. سعد الدين إبراهيم: العالم ثار لسجني بينما آلاف المعتقلين السياسيين

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٨ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً.


 

في محاضرة ألقاها بجامعة أمريكية.. سعد الدين إبراهيم: العالم ثار لسجني بينما آلاف المعتقلين السياسيين لا يجدون أدنى اهتمام
مقالات متعلقة :

كتب أشرف علام (المصريون):   |  28-02-2010 00:43

أبدى الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، استغرابه إزاء صمت المجتمع الدولي تجاه آلاف المعتقلين السياسيين في العالم العربي، قائلا إن العالم أثار ضجة ضده أثناء اعتقاله قبل سنوات رغم أنه "فرد واحد" في حين أن "هناك آلافا من المعتقلين السياسيين لا يجدون من يهتم بهم".
وقال إبراهيم، الزميل الزائر بمركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة هارفارد الأمريكية، إن الطريق لاحتواء الإرهاب يبدأ بالحديث مع أربعة أجيال من المعتقلين السياسيين الغاضبين من سبب سوء معاملتهم بالسجون والذين لا يجدون أملا في ظل الحكم المستبد في العالم العربي، على ما نقلت دورية "تقرير واشنطن عن شئون الشرق الأوسط" التابعة لـ"مؤسسة التعليم الأمريكية" في عدد مارس 2010.
وأضاف خلال محاضرة بعنوان: "العالم العربي: هل يتجه نحو التطرف أم الإصلاح؟" بجامعة ماريلاند في 4 ديسمبر الماضي: هناك كشف حساب للعنف يضم الولايات المتحدة والمسلمين طوال الثلاثين عاما المنصرمة، يؤكد أن عدد المسلمين الذين راحوا ضحية هذا العنف أكثر بكثير من الأمريكيين. وقال: إن "أصدقائي الأمريكيون يعتقدون أنني ينبغي أن أعرف ماذا يقصدون حينما يقولون "إرهابيين" و"متطرفين" لكنني لست متأكدًا من ذلك".
وانتقد النظرة الأمريكية تجاه المسلمين، ورأى أن "من يُسمون متطرفين لا يمثلون أكثر من كسر من واحد بالمائة. أما بقية الناس- فمثلي ومثلكم- يحاولون أن يصنعوا مستقبلا لأولادهم وأحفادهم. نصف بالمائة لونوا صورتنا عن العالم"، ورأى أن "الطريقة لمكافحة هذه النسبة الضئيلة من المتطرفين هي فهمهم".
وقال إنه بوصفه أستاذا لعلم الاجتماع وناشطا حقوقيا زار متطرفين في السجون طيلة عقود وسجن فيما بعد وكان قادرا على مواصلة دراسته، وأشار إلى أنه قابل مسجونا منذ 25 عاما لا يزال في السجن حتى الآن مع أنه أتم فترة عقوبته، وأضاف: "السجناء غاضبون"، لافتا إلى أن هناك ثلاثة أو أربعة أجيال من المتشددين الغاضبين الذين قضوا فترة في السجن وتلقوا معاملة غير عادلة.
وأعرب عن استيائه لتجاهل معاناة آلاف المعتقلين السياسيين، وتابع: "ثارت ضجة في العالم بسبب سجني. وهناك 21 منا- نحن نشطاء حقوق الإنسان- نشكل قبيلة واحدة. وكنا ندافع عن أنفسنا- كل واحد منا يدافع عن الآخر- في حين أن هناك آلافا من المعتقلين السياسيين لا يجدون من يهتم بهم".
وقدم إبراهيم تحليلا تاريخيا لتحول هذه النسبة الضئيلة من العرب إلى متطرفين غاضبين، قائلا إن ذلك يرجع إلى اتفاقية سايكس- بيكو السرية عام 1916 التي قسمت الإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ بين حكومتي بريطانيا وفرنسا بموافقة روسيا الإمبريالية، واصفا هذا التقسيم بأنه كان يمثل "خيانة كبيرة للأحلام العربية التي أصبحت كابوسا"، خصوصا بعد إبرام صفقات مع الصهاينة، وأشار إلى أن الخيانات تواصلت بعد الحرب العالمية الثانية وفي الحرب الباردة حين أيدت الولايات المتحدة الأنظمة المستبدة لكي تواجه السوفيت.
وأوضح أن الكثير من المسلمين يؤيدون الديمقراطية في العالم العربي، "لكن صوتنا مكتوم"، في إشارة إلى التضييق على الإصلاحيين من أصحاب التوجهات المعارضة للأنظمة الحاكمة بالمنطقة، واستدرك قائلا: "يوجد 4ر1 مليار مسلم وثلثاهم يعيشون في ظل حكومات منتخبة ديمقراطيا في إندونيسيا وماليزيا والسنغال وتركيا. أين الثلث الباقي؟" ويجيب بقوله: "في العالم العربي".
وربط إبراهيم بين تكريس الديكتاتورية في دول المنطقة العربية وقيام إسرائيل على أرض فلسطين في أواخر الأربعينات، موضحا أنه طوال قرن كامل كانت الأرض العربية حرة بها برلمانات منتخبة في مصر والعراق وسوريا ولبنان والمغرب.
وتساءل: "متى انتهى الشرق الأوسط الليبرالي؟". مجيبا بقوله: "في العام 1948 مع قيام إسرائيل كانت هذه هي بداية النهاية للحقبة الليبرالية العربية، فقد ألقى العرب باللوم في هزيمتهم على الحكومات المدنية وبدأت الانقلابات العسكرية واحدا تلو الآخر في سوريا ومصر والعراق واليمن وتونس والسودان. فقد تولى الجيش السلطة وكان دائما يثير قضية فلسطين باعتبارها السبب لإنهاء الحكم المدني".
وضرب مثلا بالشباب في العالم العربي، الذي "ينظر إلى مستقبله فلا يجد أملا مع وجود دكتاتور يتولى السلطة وغربا يؤيد هذا الدكتاتور"، ومضي قائلا: "هذا الشباب غاضب. إذا أردنا احتواء الإرهاب فيجب أن نعرف كيف ينشأ. أعطوا الشباب الأمل في مستقبله. الغرب يتساءل "لماذا يكرهوننا". الأغلبية لا تكرهنا (في الغرب). إنهم معجبون بالديمقراطية والحرية والعلوم والتكنولوجيا. إنهم لا يحبون الأخلاقيات الجنسية الغربية"، واستدرك قائلا: "منذ خمسين عاما فقط كان للأمريكيين نفس المواقف المتزمتة".
وأكد أن العرب لا يكرهون أمريكا وأوضح أنه عرف ذلك عن طريق ما يسميه "اختبار السفارة"، وقال موضحا: "بوسعكم أن تعرفوا ما هي السفارة (الغربية في العالم العربي) صاحبة أطول طابور ممن يحاولون الحصول على تأشيرة. إنها السفارة الأمريكية"، وخلص إلى أن العرب "يريدون تعليما أمريكيا".

 

اجمالي القراءات 3854
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الإثنين ٠١ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46110]

خليه بعيد خليه سعيد

أجهزة الدولة هى التي تبث هذه الكراهية للغرب وخاصة أمريكا وهذا انطلاقا من مبدأ( خليه بعيد خليه سعيد )فالدولة تجعل المواطن بعيد عن الغرب الذي لديه حرية وديمقراطية وحقوق إنسان حتي تسعد بظلمه دون رقيب، أما إذا كان قريبا من الغرب الحر المتحضر الذي يقدر قيمة حقوق الإنسان فسوف يقلده وبالتالي سوف تحرم الدولة من سعادتها هى، وهى تتخيل أن سعادة المواطنين تكمن في سعادتها مع أنها متناقضة

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق