بعدما قدموا مذكرة لأمانة السياسات لحل أزمتهم ..خبراء العدل لجأوا لـ«جمال» لأنهم «عارفين اللي فيها»

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٤ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


بعدما قدموا مذكرة لأمانة السياسات لحل أزمتهم ..خبراء العدل لجأوا لـ«جمال» لأنهم «عارفين اللي فيها»
14/07/2009
رضوان آدام

أصبح جمال مبارك فجأة ملاذ المظلومين والباحثين عن حقوقهم.. يستنجد به الناس لخفض أسعار الكيماوي والضغط علي الوزراء، وأخيراً لجأ إليه خبراء العدل بعدما قدموا مذكرة في أمانة السياسات واختاروا من بينهم وفداً للقاء نجل الرئيس، هناك عشرات الآلاف من الشكاوي التي يستنجد فيها المواطنون بجمال مبارك، ومع هذا هناك سؤال واحد: لماذا جمال مبارك تحديداً وليس محافظ سوهاج مثلا أو وزير العدل ؟.. هل أصبح هناك تسليم من الناس بأن جمال مبارك هو الرئيس الفعلي للبلاد، ومن أجل هذا، يشكون إليه حالهم ويتوسلون إليه لإنقاذهم ؟. وما الدلالات السياسية التي نستنتجها من هذه الوقائع؟




الدكتور عمرو الشوبكي ـ الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ـ قال: إنه ربما هناك إحساس فطري لدي الناس بأن جمال مبارك واحد من أهم مصادر القوة في النظام. فرغم أن نجل الرئيس لا يشغل موقعاً سيادياً فلا هو وزير مثلا ولا مسئول في الدولة إلا أن هذا لا ينفي أنه شخصية مؤثرة جدا في الحكم.


فالناس أصبحوا علي يقين بأنه يملك في يديه أدوات التأثير في صنع القرار في الدولة.

لافتا إلي أن هذه القوة جزء من واقع عملي تدل عليه تحركات جمال مبارك وجولاته التي يظهر فيها كمسئول كبير، بل أكبر سلطة من رئيس الوزراء.

بهي الدين حسن ـ مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان ـ قال إن شكاوي الموظفين والمواطنين لجمال مبارك تدل علي أن الشاكين يعتبرونه الرئيس المقبل، وسبب هذا في رأيه هو أن جمال يتولي مسئوليات تنفيذية في الوقت الحالي بالفعل، مشيرا إلي أن لجوء موظفي وزارة العدل لنجل الرئيس يدل علي أن جمال أعلي وأقوي من وزير العدل، ولجوء الناس إليه وهو أمين السياسات بالحزب الحاكم يدل علي أنه أعلي من أمين عام الحزب وإلا لماذا لم يلجأوا للمسئولين مباشرة عن الشكاوي ؟

جمال عيد ـ مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ـ قال إنه في البداية لا يدين الموظفين البسطاء الذين لجأوا لجمال مبارك، فهذا في رأيه يدل علي ذكاء فطري اتجه بهم نحو من يعرفون أنه يسيطر علي مقاليد الأمور في البلاد، مشيرا إلي أنه أصبح واضحاً أن لجنة نجل الرئيس في الحزب الوطني هي التي تحكم مصر.

وأوضح عيد أن صلاحيات جمال مبارك لا يعترف بها الدستور لكن الدستور حسب كلامه ليس إلا بروازا ورقيا يوضع علي حائط في مكتب ضابط شرطة.

وشبه ضياء رشوان ـ الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية ـ توسل المواطنين بجمال مبارك في شكاواهم بتوسل الصوفيين للأولياء في الأضرحة دفعا للهم وطلبا للحق، مشيرا إلي أنه لا يملك أي صفة تنفيذية أو حتي حزبية لتلقي طلبات وشكاوي من أحد، وأنه ليس من حقه بالطبع دستورياً أن يتلقي شكوي خبراء وزارة العدل أو غيرهم.

ويري رشوان أنه لا علاقة بين لجوء شاكين لجمال مبارك، وبين أنه يحظي بشعبية بين المواطنين مدللاً علي أن التقدم بمظلمة مرتبط بتحقيق منفعة ولا يعبر عن الحب والتأييد من جانب أصحاب المظالم لكن هذا في رأيه مؤشر أخطر ودال علي ازدياد نفوذ نجل الرئيس.

اجمالي القراءات 3979
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق