سوق بيع الأطفال في إيران... سعر البنت أعلى

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: رصيف 22


سوق بيع الأطفال في إيران... سعر البنت أعلى

على تطبيق إنستغرام الأكثر استخداماً من بين وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، ينشر تجار بيع الأطفال في إيران صور لـ"بضاعتهم البشرية"، تحت وسم "تبنّي". هي صور دعائية تستقطب مشاهدين وتزيد عدد متابعي الحسابات مجهولة الهوية، والحذرة في تحركاتها خوفاً من عين الرقابة.

رضيعٌ ملفوف بأقمشة بسيطة، لا إضاءة حوله ولا زينة. الصورة ليست للذكرى ولا للاستعراض بل هي لـ"التسويق" الفوري. تفاصيل الصورة جارحة تزيد اقترابك من حقيقة مرة تقبع خلفها. لا أهل ولا إخوة يرحّبون بالطفل ببالونات ملوّنة. كل ما في الأمر وجه جنين خرج للتو من رحم أمه ليُرمى أمام عدسة كاميرا منخفضة الدقة. صورة مع فلاش وتحميل على "ستوري" حساب مجهول مع وسم عاجل إلى جانب عبارة تنضح باللاإنسانية: "للبيع، حديث الولادة، صبي، العمر أسبوع".

أشبه بـ"التبني" لكن بمعاملة أقصر

لتحاشي تهمة "بيع الأطفال حديثي الولادة"، يلجأ التجار إلى استخدام مصطلح "التبنّي" لتسهيل معاملاتهم. يقول أحد التجار في حديث سرّبته صحيفة خراسان: "صحيح أن عملنا غير قانوني لكنه شبيه بعمل مؤسسات رعاية الأطفال المشردين. نختصر كل المعاملات الروتينية وتصبح أنت والد الطفل بمجرد أن تدفع المال، كما نوفّر لك محامياً يساعدك في تسجيل الطفل على اسمك ليصبح كل شيء قانونياً".

تبدو القوانين الصارمة بطبيعها لتبنّي الاطفال في إيران أبرز الأسباب للحاجة إلى دلال أو وسيط في معاملة البيع. فالفئات التي يحق لها التبنّي في إيران محدودة، ووفقاً للقانون الإيراني يُسمح بالتبنّي فقط للزوجين اللذين مضى على زواجها خمس سنوات وليس لديها أطفال، بشرط أن يكون أحدهما قد تجاوز سن الثلاثين، ثم السيدات العازبات اللواتي تجاون سن الخامسة والثلاثين بشرط أن يكون الطفل المتبنى أنثى، ثم الزوجين اللذين لديهما طفل واحد.

ويمنح القانون الإيراني الأب والأم الحقيقين حق استرداد طفلهم من العائلة التي تبنّته في أي وقت، ما يجعل الراغبين في التبنّي مرددين في خيار ربما ينتهي بغير إرادتهم.

يوضح بائع الأطفال للصحافي الإيراني الذي ادّعى أنه زبون أن العائلة الأصلية للطفل لن تتسبب بإزعاجات لعائلته الجديدة أبداً، والسبب أن الطفل ينتقل بين عدد من الدلالين لمدة قبل أن يصل إلى العائلة الزبونة، وكل هؤلاء الدلالين حريصون جداً على التخلص من أرقام هواتفهم وعناوينهم بعد كل معاملة، وبالتالي من الصعب حتى في اليوم الثاني للمعاملة أن يتمكن أحد من الوصول إلى العائلة الجديدة للطفل، إضافة إلى أن الطفل سيأخذ صفة الابن رسمياً وفق معاملة قانونية.

يقف القدر السيئ أمام أمهات عاجزات لأسباب عديدة عن تربية أطفالهن، فيلجأن إلى بيعهم اعتقاداً منهنّ بأن هذا القرار صائب وسينقذ الطفل من حياة مليئة بالفقر والمذلة.

تبرر إحدى دلالات بيع الأطفال، وهي شابة من مدينة مهاباد، بيعها لطفل أقربائها الذي لم يولد بعد، بأنهم لن يتمكنوا من تأمين حياة كريمة له، ولذلك الأفضل له أن يحظى بعائلة مقتدرة.

وتضيف الشابة في حديث عبر الهاتف مع وكالة كرد برس أن عائلة الجنين الذي بيع قبل أن يصل إلى الحياة لديها طفلان آخران وترغب في بيع هذا الجنين لأنه جاء عبر حمل غير مرغوب فيه وبذلك توفّر حياة أفضل له ولإخوته.

اجمالي القراءات 463
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق