فورين بوليسي»: كيف تفشل الأنظمة الفاشية؟

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٥ - أغسطس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


فورين بوليسي»: كيف تفشل الأنظمة الفاشية؟

كان المستبدون على مدار التاريخ هم مهندسو الأحداث التي قادت إلى مصارعهم. وحتى إذا استولى ترامب على السلطة فسيلاحقه المصير نفسه.

مقالات متعلقة :

نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية مقالًا لمراسلها مايكل هيرش، تناول فيه أسباب فشل الفاشية، وكيف أن التاريخ أثبت أن الفاشيين أنفسهم يكونون السبب في زوال عروشهم، موضحًا أن مصير ترامب لن يختلف كثيرًا عن مصائرهم.

وكان جو بايدن، المرشح الرئاسي المتقدم في استطلاعات الرأي، قد وصف ترامب بأنه «مصدر القلق الأكبر». فماذا لو رفض دونالد ترامب أن يغادر منصبه طوعًا إذا فاز بايدن، المرشح الديمقراطي المفترض، في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) القادم؟

وكان الرئيس قد صرَّح في نهاية الأسبوع الماضي علانيةً ​​في لقاءٍ له مع شبكة فوكس نيوز أنه قد لا يقبل بنتائج الانتخابات، معلنًا: «لن أقول نعم ببساطة. ولن أقول لا». يعلق الكاتب قائلًا: في حقيقة الأمر يسعى ترامب بالفعل لإبطال نتائج انتخابات 2020 الرئاسية متهمًا الديمقراطيين بالتآمر والاحتيال من خلال التصويت عبر البريد الذي قد يكون ضروريًّا بسبب جائحة كورونا، وتتصاعد التحديات القانونية بوتيرة غير مسبوقة.

وعلاوةً على ذلك أمضى ترامب فترة ولايته الأولى كاملةً وهو يتعامل بقسوة واستعلاء تجاه مؤسسات الديمقراطية الأمريكية، ويعرقل سير العدالة، ويتحدى الكونجرس والمحاكم، ويصرخ «انقلاب!» في كل مرة يخضع فيها للتحقيق والاستجواب.

سياسة

منذ شهر
حتى لا تبدو ديكتاتورية.. هذه هي أساليب أمريكا لقمع مظاهراتها

إغراء دائم

ويتساءل المراسل: بدلًا عن ذلك ماذا لو لم يستحوذ ترامب على السلطة بطريقة غير قانونية، بل أُعِيد انتخابه بالفعل؟ من المؤكد أن ذلك سيكون بمثابة تفويض ضمني – من وجهة نظره – لأنْ يضرب بالدستور وجميع القوانين المعمول بها داخل البلاد عرض الحائط.

وقد سحق كثير من الفاشيين في الماضي والحاضر – بدءًا من بينيتو موسوليني وانتهاءً بفلاديمير بوتين – الأنظمة الديمقراطية الضعيفة سحقًا؛ لتنصيب أنفسهم حكامًا مستبدين.

ولما يربو على أربع سنوات ظلت جحافل من منتقدي ترامب يتهمونه بأن لديه ميولًا فاشية، والآن تبدو الديمقراطية الأمريكية مصابة بجروح بالغة، إن لم تكن قد تحطمت، ومعرَّضة لمزيد من التلاعب، وبخاصة بعد أن حوَّل ترامب الحزبَ الجمهوري إلى مجرد مُشجِّع لتضخيم مكانته الشخصية.

 

 

وأوضح المراسل أن الفاشية، كما كتب جيسون ستانلي، أحد الباحثين في جامعة ييل، «ليست تهديدًا جديدًا، بل هي إغراء دائم». وتشير كلمات ترامب وأفعاله إلى أنه يميل بشدة إلى محاكاة الحكام المستبدين الذين يُعجب بهم في جميع أنحاء العالم.

ولا أحد يعرف على وجه اليقين متى يمزح ترامب – يُصِر على أنه يمزح عندما تُوجَّه إليه سهام النقد بعدما يقول شيئًا مثيرًا للجدل من نوع خاص – ولكن في عام 2018 تحدث ترامب بحماسة شديدة عن التعزيز الوحشي للسلطة في الصين على يد الرئيس شي جين بينج وعن كونه «رئيسًا مدى الحياة (أقر البرلمان الصيني في 2018 تعديلًا دستوريًّا يتيح للرئيس شي جين بينغ البقاء في الرئاسة مدى الحياة)». وقال ترامب: «أظن أن هذا أمر رائع، وربما نضطر إلى أن نُجرِّب ذلك يومًا ما».

ولنفترض الأسوأ: ترامب – الذي وصفته المؤلفة ماري ترامب، وهي ابنة الشقيق الأكبر للرئيس الأمريكي، بأنه «أخطر رجل في العالم» – يحاول بالفعل تقمص شخصية الفاشي الذي بداخله في الأشهر القادمة.

وهذه أخبار سارَّة؛ إذ يخبرنا التاريخ أن فشله في نهاية المطاف أمر شبه مؤكد، خاصةً وأن ترامب لا يتمتع بأية مواهب شخصية مثل التي تمتع بها الفاشيون في ماضي الزمان، مثل الكفاءة الشديدة، أو البرامج التفصيلية.

وليس للفاشية بمختلف أشكالها سجل نجاح دائم على المدى الطويل. وذلك استنادًا إلى الأدلة، إذ إن الشخص الفاشي دائمًا ما يكون محكومًا عليه بتدمير نفسه، برصاصة القومية المتطرفة وجنون العظمة، كما فعل أدولف هتلر وموسوليني.

ويقول بعض الباحثين: إن الفاشيين الآخرين، أو الرجال الأقوياء الذين ظلوا قابعين في السلطة لمدة أطول، مثل فرانشيسكو فرانكو في إسبانيا وكمال أتاتورك في تركيا، نجحوا في ذلك عن طريق تغيير المسار بحكمة أو لأنهم أُسِيء فهمهم، ولم يكونوا يومًا ما فاشيين طوال حياتهم المهنية.

الديمقراطية الأمريكية في العناية المركزة

وأشار المراسل إلى أن ستانلي، مؤلف كتاب «كيف تعمل الفاشية»، قال في مقابلة مع فورين بوليسي: «إنه من الصعب أن تنجح الفاشية عمليًّا من تلقاء نفسها؛ لأنها دائمًا ما تتبنى رؤى تتصف بالمبالغة الحمقاء، ولا تتوافق مع الواقع الذي تتحطم على شواطئه».

وقد تكون الفاشية وسيلة فاعلة في الوصول إلى السلطة، لكن الفاشيين عادةً ما يدمرون أنفسهم قبل مرور مدة زمنية طويلة، وبخاصة بعدما تندلع الأزمات. ويضيف ستانلي: «ونلاحظ ذلك مع تفشي مرض كوفيد-19 في الولايات المتحدة والبرازيل».

 

 

يتابع الكاتب: إن كتاب ستانلي الصادر في عام 2018 عبارة عن نظرة تفصيلية لمفهوم الفاشية الواسع، والذي يُعرِّفه مؤلف الكتاب بأنه القومية المتطرفة المتجسدة في زعيم واحد وحركة واحدة ونوع السياسة التي تمارسها الفاشية في العادة.

وهذه الإستراتيجيات مألوفة بالنسبة لأي شخص رصد صعود ترامب: اختلاق ماضٍ أسطوري من العظمة، وتعزيز مناهضة الفكر والعقلانية، واللعب على أوتار الضحية الوطنية، والحاجة إلى القانون والنظام، والعزف على مشاعر الوطنية، والتحريض على الانقسام، وبخاصة من خلال مهاجمة المهاجرين والنخب الليبرالية.

وعلى غرار ما يفعله ترامب، يقطع الفاشيون دائمًا تقريبًا وعودًا «باستنزاف المستنقع» (عبارة استخدمها السياسيون الأمريكيون منذ الثمانينات، وتشير إلى التصريف المادي للمستنقعات لتقليل أعداد البعوض لمحاربة الملاريا)؛ من خلال تلفيق اتهامات كاذبة بالفساد، كما فعل الرئيس الأمريكي ضد هيلاري كلينتون ويفعل الآن ضد بايدن.

وعلاوةً على ذلك يقول ستانلي: إن السياسة الفاشية تتعلق بتحديد الأعداء، واستمالة مجموعة أغلبية غير آمنة مثل سكان أمريكا البيض، وتدمير الحقيقة واستبدال السلطة بها. وكما قال موسوليني في خطاب عام 1922: لكي تخلق أسطورة وطنية فاشية «ليس من الضروري أن تكون هذه الأسطورة حقيقية». ولمثل هذه الكلمات تطرب أذن دونالد ترامب.

يستشهد ستانلي في كتابه بالكلمة الألمانية «جلايش شالتونغ / التنسيق» – التي تصف العملية النازية التي دمَّر هتلر من خلالها مبادئ التنظيم الديمقراطي الليبرالي الألماني ببطء – للمساعدة في توضيح ما يحدث اليوم في عديد من الديمقراطيات الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، والهند، والبرازيل.

يقول ستانلي: «في هذه البلدان الثلاثة جميعها، هناك حركة تستهدف توحيد المؤسسات حول الولاء لهوية عرقية، كما هو الحال في الهند، أو حول الولاء لزعيم واحد، كما هو الحال في الولايات المتحدة، حيث أصبحت السمة الأبرز لأقوى حزب سياسي هي: الولاء لدونالد ترامب. وهذا يهدد الطبيعة الديمقراطية لهذه المؤسسات وكفاءتها للقيام بمهامها المؤسسية. وبذلك أصبحت ثقافتنا الديمقراطية قابعة داخل غرفة العناية المركزة».

قد يكون هذا صحيحًا، لكن الفاشية لها سجل سيئ للغاية كبديل. ويرى بعض المؤرخين أن أقوياء الماضي الذين عُرِفوا أحيانًا بالفاشية، مثل فرانكو وأتاتورك، اللذين كان نهجهما القاسي والخاطف بشأن التحول القومي مصدر إلهام لهتلر، وفقًا لما جاء في كتاب المؤرخ ستيفان إيريج الصادر في عام 2014، «أتاتورك في التصور النازي»، نجحا في النهاية لأن كلًا منهما تسامى عن تلك الميول فحسب.

ولفت المراسل إلى أن أتاتورك أيضًا تبنَّى خططًا طويلة الأجل للتحول القومي الذي استورد أفضل ممارساته من الدول الغربية – على سبيل المثال، استعان بالمربي والفيلسوف الأمريكي الشهير جون ديوي مقابل المال – حتى أنه وضع الخطط والبرامج لعودة الديمقراطية.

 

 

بعبارة أخرى، كان لدى هؤلاء القادة برامج ضخمة ومُفصَّلة كالتي يتهرب منها ترامب الآن. وقد تكون لدى ترامب غرائز فاشية، لكنه لم يُفصح إلا عن قليل من أهدافه أو ليس لديه أي أهداف كبيرة سوى التلاعب بالحقيقة لتحقيق مصالح سياسية وإثارة قاعدة مؤيديه من البيض ذوي التعليم المتدني.

مسببات القلق

وأضاف الكاتب: يقول ستانلي باين، وهو مؤرخ معروف في مجال الفاشية الأوروبية بجامعة ويسكونسن ماديسون: «حديثه الغبي غير اللائق ليس فاشيًّا في حقيقة الأمر، لكن يمكن تصوره على أنه شبه فاشي. وقد تحدث هتلر وموسوليني كثيرًا عن أهداف مترابطة نظريًّا». وحتى فرانكو في إسبانيا، الرجل العسكري القوي الذي تلاعب بالفاشية حتى وصل إلى أهدافه كما وصل هتلر وموسوليني إلى حد الهيمنة على أوروبا، تخلى عنها في النهاية لصالح نظام أكثر تعددية، كما يؤكد بعض المؤرخين.

يقول ستانلي جي. باين، المتخصص في الفاشية الإسبانية: «إن نظام فرانكو ككل، من عام 1945 إلى عام 1975، لم يكن فاشيًّا. ويجب التمييز بين النظام الكاثوليكي، والنظام التشاركي (سياسية تنادي بتنظيم المجتمع من خلال مجموعات جماعية، مثل الجمعيات الزراعية وغيرها على أساس مصالحها المشتركة)، والنظام شبه الملكي «للفرانكوية الناضجة» وبين المرحلة شبه الفاشية من 1937 حتى 1945. واستمرت الفرانكوية لمدة طويلة حتى أنها أصبحت أكثر من شيء واحد، على الرغم من سيادة الطابع غير الفاشي فيها».

وقال ستيفان إيريج، المؤرخ في جامعة حيفا، في مقابلة أُجريت معه: إن ترامب ينشر بوضوح تكتيكات الماضي الفاشية، لكنه استدرك: «والولايات المتحدة ليست جمهورية ڤايمار (جمهورية نشأت في ألمانيا من 1919 إلى 1933 نتيجةً للحرب العالمية الأولى وخسارة ألمانيا الحرب).

صحيح أننا يجب أن نشعر دائمًا بالقلق (من تصرفات ترامب)؛ لأنه يستخدم الأساليب الكلاسيكية: تدمير مبدأ الفصل بين السلطات، والتأثير على النظام القانوني لصالح جهة بعينها، واستقطاب المجتمع والتلاعب بمفهوم الحقيقة، مما يجعلها غير قابلة للتطبيق.

وكل هذه الأشياء من مسببات القلق حقًا، ولكن بدلًا عن كونه يمثل الفاشية بشخصه، أعتقد أن ترامب أشبه ما يكون برجل استبدادي من الشخصيات المحافظة، كما حدث في أواخر جمهورية ڤايمار، التي تحالفت مع النازيين لتغيير النظام».

 

 

ومهما كانت طبيعة ترامب أو أهدافه الحقيقية، فإن مثل هذه التحالفات ضرورية لنجاح الفاشيين. كما هو الحال بالنسبة لبوتين، الذي ينشر اليوم بوضوح شكلًا من أشكال الفاشية من خلال السيطرة على الشركات في روسيا، وصل هتلر وموسوليني على هذا النحو إلى السلطة من خلال التلاعب بالنخب المحافظة، ونخب الشركات التي اعتقدت أنه بإمكانها السيطرة على الطغاة الناشئين، وكانت العواقب مأساوية.

يقول ستانلي: إن دعم مثل هذه النخب أمر مهم للغاية بالنسبة للفاشيين كي يظلوا في السلطة لبضع سنوات أكثر؛ لأن «الأوليجارشية (الأقلية الحاكمة) في الشركات تتوق إلى نوع معين من الاستقرار». ويضيف: «وهذا، إلى جانب دعم المحافظين الاجتماعيين، الذين اعتادوا الخوف من تهديدات لا أساس لها، يمكن أن يترك الفاشية في السلطة، في مواجهة صراعات مع الواقع».

وأوضح الكاتب أن مثل هذه القاعدة من الدعم غير متوفرة تقريبًا بالدرجة نفسها لترامب. وفي حين أنه حاول جاهدًا، وخاصة خلال تفشي جائحة فيروس كورونا، استمالة الشركات الأمريكية واسترضاؤها، إلا أنه كوَّن أعداءً كثُر في أوساط نخب الشركات الأمريكية.

يتابع الكاتب: من وول ستريت إلى وادي السيليكون، نجد أن قادة الأعمال في أمريكا أكثر استقلالية بكثير مما هو عليه الحال في دولة مثل روسيا على سبيل المثال. والأكثر من ذلك يبلغ عُمْر الديمقراطية الأمريكية 244 عامًا، وهي ليست ضعيفة تقريبًا كالأنظمة الديمقراطية الشابة، أو الهشة التي كانت موجودة في ڤايمار، والجمهورية الإيطالية في أوائل القرن العشرين.

ومبدأ الفصل بين السلطات في الدستوري الأمريكي، على الرغم من أنه يبدو متأزمًا حد الانهيار – كما رأينا أثناء عزل ترامب وتبرئته – معمول به على نحو أكبر بكثير من الوضع الذي نراه في العمليات الفاشية الأخرى للاستيلاء على السلطة.

ديمقراطية لم تخضع لاختبار حقيقي

حتى المحكمة العليا الأمريكية ذات الأغلبية المحافظة قلَّصت بعض طموحات ترامب، إذ حكمت مؤخرًا بأنه ليس فوق القانون وطالبته بالإفصاح عن سجلاته المالية إلى المدعين العامين. كما أن المؤسسة العسكرية الأمريكية، التي انحازت في التاريخ الفاشي الماضي بطواعيةٍ أكبر إلى رغبات المستبدين الذين يمسكون بزمام السلطة، قد اتخذت موقفًا من القيود الدستورية.

ترامب - الفاشية الجديدة

فبعد مقتل جورج فلويد في مايو (أيار)، نأى كل من وزير دفاع ترامب ورئيس هيئة الأركان المشتركة بنفسه علنًا عن ترامب بعدما سعى لتجنيدهم في حملته من أجل «القانون والنظام» لمواجهة الاضطرابات المدنية.

ومع ذلك يحذر إيريج من مخاطر الرضا عن النفس. ويرى المؤرخ في كتابه المرتقب صدوره أنه على الرغم من أن عُمْر الديمقراطية الأمريكية يقارب قرنين ونصف من الزمان، إلا أنها لم تخضع لاختبارٍ كامل حتى الآن في خوض مواجهة ضد القوى الخبيثة الحديثة مثل الهجوم السيبراني.

وهذا الأمر صحيح خاصة منذ نهاية الحرب الباردة، التي يقارنها بالحقبة غير المستقرة التي أدَّت إلى الفاشية بين الحربين في القرن العشرين. ويضيف إيريج: «ومع نهاية الحرب الباردة، اختفت بعض القيود من على يمين الطيف وشماله، بالإضافة إلى التوصل إلى إجماع عام على السياسة والمجتمع.

وإذا استُثنِيت أوقات الحرب (الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة) وكذلك الأوقات التي استُبعِدت فيها الأجزاء الرئيسة من المجتمع (النساء والأقليات والعاملين في بعض الأنظمة وما إلى ذلك) أو التي لم تُمثَّل خلالها على النحو اللائق، نجد أن الديمقراطية لم يتوفر لها كثير من الوقت لتخوض معاركها بقوة ضد معارضة شديدة، وأن تختبر قوتها وتخرج بمجموعة من الإستراتيجيات الناجحة للتعامل مع المعارضة الأساسية».

يقول باين: «إن الفاشيين يمكنهم بالفعل الاستمرار في السلطة إذا لم يُقدِموا على أفعال تتجاوز حد المعقول. والمشكلة بالنسبة لهم أنهم يتجاوزون المعقول عادةً. ويضيف: «نجحت الفاشية التاريخية في الاستمرار على نحو جيد للغاية طالما نأى قادتها بأنفسهم عن خوض حروب كبيرة.

ومن 1922 حتى 1940 يمكن وصف موسوليني بصعوبة بأنه غير ناجح في حكم البلاد. ومن 1933 حتى 1939، عاش هتلر أعظم ست سنوات يمكن أن يعيشها أي قائد في التاريخ الألماني. ولكن الحروب الكبيرة دمرت كلًا منهما، كما دمرت عديدًا من القادة الآخرين».

يختم المراسل بالقول: بدأ ترامب بالفعل حربًا تجارية عالمية لم تسفر عن شيء، وهدد بشن حرب حقيقية ضد إيران وكوريا الشمالية. ويرى معظم الباحثين أن الفاشية بحكم طبيعتها ولدت من رحم جنون العظمة، الذي يدفع صاحبه بدوره إلى تفضيل الحرب وتدمير نفسه في نهاية المطاف.

اجمالي القراءات 660
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق