رسموا صلباناً على رؤوسهم بدعوى “علاج كورونا”.. لاجئون يكشفون “فظائع” مارستها شرطة كرواتيا بحقهم

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٨ - مايو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عربى بوست


رسموا صلباناً على رؤوسهم بدعوى “علاج كورونا”.. لاجئون يكشفون “فظائع” مارستها شرطة كرواتيا بحقهم

زعم أكثر من 30 لاجئاً أنهم تعرَّضوا للسرقة والضرب ورسم صلبان حمراء على رؤوسهم، بواسطة رذاذ على يد ضباط شرطة كرواتيين، قالوا إن تلك المعاملة كانت "العلاج من فيروس كورونا".

إذ نشرت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 28 مايو/أيار 2020، مقابلات مع طالبي لجوء، وحصلت على صور وجمعت عشرات الشهادات، بما في ذلك من قُصَّر، تكشف كيف أن ضباطاً تابعين للسلطات الكرواتية كانوا يضحكون ويشربون الجعة بينما كانوا يرشون رذاذ الرسم على المهاجرين الساعين لعبور الحدود، قادمين من البوسنة والهرسك.

فيما بدأت برلمانات الاتحاد الأوروبي الدفع لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتقصي حقيقة تلك الانتهاكات.  

الشرطة الكرواتية في قفص الاتهام: وفقاً لروايات المهاجرين التي أكدتها عدة منظمات خيرية، فقد اعتقل عسكريون مجموعتين على الأقل من المهاجرين وسلموهم إلى الشرطة بين يومي 6 و7 مايو/أيار، بالقرب من الحدود السلوفينية، على الطريق 61 في مدينة رييكا.

قال مهاجر باكستاني: "قبض علينا فردان عسكريان يرتديان الزي (العسكري) الأخضر في الساعة الثالثة صباحاً"، مضيفاً: "فتشونا للتأكد من أننا لا نهرب أي شيء ثم هاتفوا الشرطة. وصلت سيارة شرطة وبها 4 ضباط يرتدون الزي الأسود، كدّسونا في السيارة واصطحبونا إلى مركز الشرطة حيث التقطوا صوراً لنا، جعلونا نوقّع بعض الأوراق، طلبنا اللجوء لكنهم أخبرونا أن نخرس".

 

زُعِم أن ضباط الشرطة الكرواتيين سمحوا للعشرات من طالبي اللجوء، غالبيتهم من الباكستانيين والأفغان، قُبض عليهم في مناطق مختلفة، بالبقاء في مركز الشرطة مساء ذلك اليوم. وبعدها، في حوالي الساعة الرابعة عصراً من يوم 7 مايو/أيار، زُعِم أن الشرطة الكرواتية جمعت المهاجرين في 4 شاحنات واقتادتهم إلى قرب الحدود مع البوسنة.

بينما قال مهاجر آخر من باكستان: "كان مجموعتنا في شاحنة، جزء منها زجاجي، ما سمح لنا برؤية الشاحنة وهي تتوقف عند متجر حيث اشتروا الجعة"، مضيفاً: "كانوا يشربون طوال الطريق قبل أن نتوقف قرب نهر صغير على مقربة من بلدة فليكا كلادوشا".

صلبان على رؤوسهم: وفقاً للمهاجرين، حينها بدأت الانتهاكات، إذ زُعِم أن أفراد الشرطة طلبوا منهم مغادرة الشاحنة واحداً تلو الآخر، وبعدها بدأوا في رسم صلبان على رؤوسهم ووجوههم، مستخدمين رذاذ رسم.

قال واحد من طالبي اللجوء: "رسموا صلباناً على رؤوسنا ولوّنوا شوارب وجباه بعض الرجال"، مضيفاً: "بعدها جعلونا نخلع ملابسنا وأحذيتنا، وأخذوا أموالنا وهواتفنا، وأضرموا النيران في ملابسنا ومتعلقاتنا. وقف نحو 10 منهم في صفٍّ وجعلونا نسير أمامهم، بينما كانوا يضربوننا بعصي خشبية وهراوات الشرطة. بعدها دفعونا في النهر، وقالوا لنا ألا نعود مرة أخرى".

 

من بين 33 شخصاً أجرى معهم مجلس اللاجئين الدنماركي حوارات "ذكر 29 تعرضهم للضرب بواسطة هراوات الشرطة. وأفادت أسرة مكونة من شخصين (أب وابنه) أنهما أجبرا على وضع رأسيهما بين باب سيارة شرطة وجسم السيارة، بينما ركل ضباط الشرطة باب السيارة. وذكرت الأسرة أيضاً أن الشرطة الكرواتية أطلقت عليهم (7 رصاصات)، بعدما سبحوا في النهر باتجاه البوسنة والهرسك".

كيف ردّت كرواتيا؟ نفت وزارة الداخلية الكرواتية في رسالة بريد إلكتروني أن الشرطة تعاملت بعنف مع المهاجرين، لكنها أضافت أن "تحقيقاً موسعاً في هذه المزاعم" سيُفتح.
أشارت الرسالة إلى أن المهاجرين ربما اختلقوا تلك الأخبار. وجاء فيها: "نجد أنه من المرجح للغاية أن يكون آلاف المهاجرين على استعداد لاستخدام كل الطرق الممكنة لديهم لتحقيق هدفهم، بما في ذلك تقديم شهادات كاذبة ضد ضباط الشرطة". وأضافت: "مع نقص الأدلة، يكون أبسط وأسهل شيء لفعله هو اختلاق وقائع لم تحدث مطلقاً، أو وصف وقائع حقيقية بصورة مُحرَّفة". 

معاملة لا أخلاقية: من بين اللاجئين الذين أجرى معهم مجلس اللاجئين الدنماركي مقابلات، ذكر أربعة أشخاص أن ضباط الشرطة الكرواتيين أخبروهم أثناء رسمهم الصلبان على رؤوسهم برذاذ أحمر أو برتقالي اللون، أن ذلك "علاج لكورونا". 

أفادت الأسرة المكونة من فردين أن ضباط الشرطة كانوا يضحكون بينما يرسمون على رؤوسهم بالرذاذ.

سجل فريق مجلس اللاجئين الدنماركي في البوسنة والهرسك في شهر أبريل/نسيان وحده 1641 حالة للاجئين ومهاجرين أُجبروا على العودة من كرواتيا إلى البوسنة. ومن بين هؤلاء أبلغ 891 شخصاً عن تعرضهم للعنف أو الاعتداء البدني.

كما ذكر 1253 أن متعلقاتهم صُودرت أو دُمرت (بإشعال النيران فيها)، فيما قال 871 إن الشرطة الكرواتية صادرت وثائق هوياتهم أو دمرتها، وقال 445 إنهم مُنعوا من الوصول إلى إجراءات طلب اللجوء في كرواتيا على الرغم من مطالبتهم بهذا بوضوح. 

اجمالي القراءات 374
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق