الفقيرات محرومات من الإنجاب.. حياة مدمرة لضحايا العقم القسري

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٢ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة


الفقيرات محرومات من الإنجاب.. حياة مدمرة لضحايا العقم القسري

كيف حدث ذلك؟ لدي ابنة وهذا يعني أنه كان لدي رحم" بهذه الكلمات تتذكر بونجيكيل مسيبي أحداث مأساتها مع التعقيم القسري، وبدأت الصدمة حينما أخبرها الطبيب أنه يستحيل أن تنجب مرة أخرى لأنها بلا رحم.
هي واحدة من نساء جنوب أفريقيا اللواتي تعرضن لعمليات تعقيم قسرية بين العامين 2002 و2015 خلال وجودهن في المستشفيات العامة في البلاد لإنجاب أطفالهن.
قبل أربع سنوات، اهتزت الأرض تحت قدمي مسيبي، وهي أم لمراهقة ذات 15 عاما، عندما علمت سبب عدم قدرتها على إنجاب طفل ثان، وهو بكل بساطة عدم وجود رحم لديها.
هل كان كابوسا تعيشه الأم الشابة؟ تتذكر مسيبي، البالغة من العمر 32 عاما، وهي تحاول كبح دموعها "لم أفهم ما كان يقوله الطبيب".
استنزفت كلّ طاقاتها الجسدية والنفسية لفهم ما لا يمكن تصوره، وقادتها التحقيقات الشخصية إلى مستشفى "كريس هاني باراغواناث" وهي مؤسسة عامة في جوهانسبرغ حيث أنجبت طفلتها عام 2005. وهناك، أوضح لها طبيب النساء العام 2016 أن رحمها أزيل عقب الولادة.
ضحايا العقم القسري
وتعد مسيبي واحدة من أصل 48 امرأة كن ضحايا العقم القسري بين العامين 2002 و2015 في جنوب أفريقيا وفقا لتحقيق نشر نهاية فبراير/شباط الماضي.
وأدانت لجنة المساواة بين الجنسين المحلية "المعاملة القاسية والوحشية واللاإنسانية والمهينة" التي تعرضت لها نساء، وجميعهن ذات بشرة سوداء، عند وضع أطفالهن خلال الولادات القيصرية في المستشفيات العامة.
كانت غالبية النساء مصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، لكن بونجيكيل كانت في سن 17 عندما وضعت طفلتها الوحيدة، أي في سن خطرة.
تقول مسيبي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إن موظفي الصحة "استفادوا من الموقف، وأرادو لعب دور الإله" عبر تحديد من يمكن أن يعيش ومن يجب أن يموت. وتابعت "لقد اعتقدوا أنهم يستطيعون القيام بكلّ ما يرغبون به في ذروة ضعفنا وعدم قدرتنا على الحركة".
عام 2016، أخبر طبيب النساء مسيبي بأنها خضعت لعملية تعقيم قسرية لإنقاذ حياتها. وهو ما تشكك فيه.
وتحظر القوانين في هذا البلد التعقيم القسري، لكن الأطباء ليسوا في حاجة إلى موافقة المريضة عندما تكون حياتها في خطر.
وفي معظم الحالات التي عاينتها لجنة المساواة بين الجنسين، تقول رئيسة اللجنة تمارا ماثيبولا إن العاملين في مجال الصحة شرحوا للمريضات أن العمليات كانت ضرورية "لأنكن مصابات بفيروس نقص المناعة البشرية والسل، ولأننا كنا نعتقد أن لديكن الكثير من الأطفال، انظرن إلى أنفسكن، أنتن فقيرات ولم يكن بإمكاننا السماح لكن بالاستمرار في الانجاب".
وتتابع ماثيبولا "لكن هذه الحجج لم تكن الأسباب الفعلية لربط قناة رحم امرأة أو نزعه بالكامل".

طبقت العديد من الدول سياسات العقم القسري تطبيقا لقانون التمييز الوراثي (بيكسلز) 
طبقت العديد من الدول سياسات العقم القسري تطبيقا لقانون التمييز الوراثي (بيكسلز) 
الاستسلام مقابل الألم
في الواقع، تعرضت الكثير من النساء للتهديد بعدم إعطائهن العلاج إذا لم يوقعن المستندات التي تجيز إجراء عملية التعقيم، وأجبرت أخريات على التوقيع في لحظات معاناتهن من "الألم الشديد" وفقا للجنة.
لكن بالنسبة إلى مسيبي، لم يكن هناك أي موافقة موقعة منها عندما نزع رحمها عام 2005.
قررت الشابة إلقاء الضوء على هذه المشكلة وانخرطت في معركة طويلة، إذ كتبت رسائل إلى السلطات الصحية والسياسيين ونظمت احتجاجات عدة.
تقول مسيبي التي تعيش بضواحي جوهانسبرغ "السلطات تفتقر للرحمة، إنها بلا إحساس، يتصرف الأطباء كما لو أنهم أزالوا ظفراً وسينمو مجددا. لا يمكنني الجلوس وتقبّل انتزاع رحمي من دون معرفة السبب. لدي شعور بأنني ناقصة".
بعد نشر تقرير لجنة المساواة بين الجنسين، وافقت وزارة الصحة على مقابلة صاحبات الشكوى وهو ما قدّم القليل من العزاء للضحايا.
ويبدو أن وزارة الصحة تتحفظ عن التحدث حول هذه القضية الحساسة، وتقول الناطقة باسم الوزارة لوازي مانزي "نحن ننتظر ردّاً من لجنة المساواة بين الجنسين لإصدار بيان مشترك".
تكافح النساء اللواتي خسرن جزءا من أجسادهن في حياتهن الخاصة. تقول ماثيبولا إن بعضهن "تعرضن للهجر من قبل أزواجهن لأنهن لم يعدن صالحات للإنجاب".
بعد فترة قصيرة من اكتشاف العقم، انفصلت مسيبي عن زوجها، وتقول "كان يريد المزيد من الأطفال وهو ما لا أستطيع تحقيقه".
التمييز الوراثي
وطبقت العديد من الدول سياسات العقم القسري، ففي اليابان خضع أكثر من 16 ألف مواطن بين عامي 1949 و1996 للعقم القسري تطبيقا لقانون تمييز وراثي، ويعتقد أن نحو 7600 سيدة من السود الفقيرات تعرضن للعقم القسري بولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الفترة من 1929 إلى عام 1974.
اجمالي القراءات 880
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more