توقف عن التشتت.. هذه هي المهارات الأساسية لملائمة احتياجات السوق العالمي

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٠ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


توقف عن التشتت.. هذه هي المهارات الأساسية لملائمة احتياجات السوق العالمي

في العصر الحالي الذي نعيشه، يتطور سوق العمل بشكل دائم؛ إذ نشهد الآن ظهور بعض الوظائف الجديدة، التي لم تكن موجودة قبل 25 عامًا، والتي تتطلب بالطبع مهارات جديدة، وفي المقابل تختفي وظائف أخرى فقدت شعبيتها أو لم تعد مناسبة لروح العصر.

مقالات متعلقة :

لكن وبالرغم من ذلك هناك مهارات معينة يمكنها أن تحدث فرقًا في نجاحك، أيًا كان المجال الذي تتواجد فيه، وفيما يلي نسرد إليك كل ما تحتاج معرفته عن الصفات والمهارات اللازمة التي يتطلبها سوق العمل اليوم وفي المستقبل، خاصةً في ظل ما يشهده العالم اليوم من وجود فجوة كبيرة بين المهارات الأساسية لراغبي العمل واحتياجات السوق العالمي.

 فجوة كبرى بين المهارات الأساسية وما يتطلبه سوق العمل في 2018

في دراسة صادرة عن مركز «Live Career»، تم خلالها تحليل متطلبات سوق العمل، إضافةً إلى المهارات الخاصة لراغبي العمل عن طريق دراسة سيرهم الذاتية، جرى الإشارة إلى أن هناك فجوة شهدها سوق العمل في العام الماضي، إذ ادعت خلالها الشركات أنها لا تستطيع الوصول إلى عاملين لديهم المهارات الوظيفية الأساسية التي يحتاجها سوق العمل في العصر الحالي. في الوقت ذاته عانى العمال على مدار العام من أن مهاراتهم الوظيفية أصبحت عتيقة بسبب التطور التكنولوجي الحالي، والذي يشهد تحولًا رقميًا في جميع الوظائف تقريبًا.

يشير التقرير إلى أن العمال من ذوي الخبرة والمهارات الوظيفية المناسبة أصبحوا ندرة؛ إذ كشفت دراسة حديثة عن أن 95% من الشركات تواجه مشاكل في العثور على عاملين بالمهارات التي يحتاجون إليها؛ مما يؤكد عدم توافق واضح بين قانون العرض والطلب في سوق العمل الحالي، ينبع أولًا من النظم التعليمية التي تفتقد إلى التركيز على متطلبات القوى العاملة اليوم، وما زالت تعتمد على أساسيات عتيقة فقدت أهميتها بفعل عوامل الزمن.

الباحثون عن عمل يعرضون مهارات قليلة جدًا في سيرتهم الذاتية. *دراسة Live career

كانت الأزمة الأولى التي أشارت إليها الدراسة هي المهارات القليلة التي يعرضها من يبحثون عن عمل في سيرتهم الذاتية؛ إذ تدرج إعلانات الخاصة بالوظائف الفردية ما متوسطه 21.8 من المهارات في حين تدرج السير الذاتية في المتوسط حوالي 13 مهارة فقط، وعلى الرغم من أن هذه الاختلافات بين ما يتطلبه العمل والسير الذاتية للباحثين عنه قد لا تترجم بالضرورة وجود فجوة في المهارات، إلا أنها تشير بالتأكيد إلى ضرورة تعزيز طلبات العمل بقدراتٍ ومهاراتٍ أكبر، إن كانوا حقًا يمتلكونها. أيضًا كانت هناك أزمة أخرى تشير إلى اختلال واسع النطاق؛ إذ إن هناك مهنًا أخرى قد تكون أكثر مطابقة للسير الذاتية للباحثين عن العمل أكثر من تلك التي يتقدمون إليها.

 

 

وأشار التحليل أيضًا إلى أن هناك خمس مهارات أساسية تظهر بشكلٍ متكرر في إعلانات الوظائف، وعلى الرغم من ذلك تفتقدها السير الذاتية، وهي: «الأداء والسلوك الإيجابي، القدرة على العمل الجماعي، القدرة على القيام بمهامٍ متعددة، الإلمام بمعرفة قطاع البيع بالتجزئة، وأخيرًا العمل البدني».

وفي الوقت ذاته هناك أربعة مهارات أساسية تظهر بشكلٍ متكرر في طلبات الباحثين عن العمل، دون الظهور في إعلانات الوظائف، وهي: «العمل باستخدام مايكروسوفت وورد (Microsoft Word)، القدرة على إدارة الوقت، العمل وفقًا لميزانية، العمل جزءًا من فريق أو إدارة فريق عمل»، وعلى الرغم من أن هذه الاختلافات للبعض تعتبر بسيطة، إلا أنها تعبر عن فروق واضحة بين الطريقة التي يتحدث بها أصحاب العمل والباحثين عن العمل فيما يتعلق بالمهارات.

وتعد هذه الفروق – على الرغم من بساطتها – دلالة على صعوبة الالتقاء بين الفريقين، خاصة في العصر التكنولوجي الذي نحيا فيه؛ إذ وعلى سبيل المثال، يدرج في إعلانات الوظائف مهارة «العمل الجماعي»، وعلى الرغم من أن الباحثين على العمل يدرجون عادةً مهارة «العمل جزءًا من فريق»، إلا أن النظم التكنولوجية الانتقائية في الشركات الكبرى خاصةً تتمحور حول كلمات رئيسة يدرجها أصحاب العمل لفرز وتقييم السير الذاتية، وبالتالي تحصل السير الذاتية على تقييماتٍ أقل نتيجة لفروقٍ بسيطة مثل هذه.

هذه هي المهارات الأساسية التي تتناسب مع العصر الحالي

قد يكون البحث عن وظيفة أمرًا صعبًا ومرهقًا للغاية، إلا أنه للحصول على الوظيفة المناسبة يجب أن تعمل على تسويق نفسك بطريقة جيدة، تتناسب ومتطلبات سوق العمل الحالي، وذلك من خلال سرد المهارات الأساسية التي يسعى إليها أصحاب العمل، ولكن بطريقة جذابة وذكية، وذلك عن طريق تسليط الضوء على مهاراتك في سيرتك الذاتية أو خطاب التقديم، جنبًا إلى جنب التدريب المتخصص، والذي يعزز من إمكانات وفرص حصولك على وظيفة في سوق عمل تنافسي، وفيما يلي عرض لأهم المهارات التي يحتاجها سوق العمل اليوم ويجب أن تدرج في سيرتك الذاتية.

1. مهارات الحاسب الآلي «الكمبيوتر»

في كل الوظائف تقريبًا تحتاج على الأقل إلى معرفة أساسية فيما يتعلق بطريقة استخدام الحاسب الآلي، لكونها واحدة من أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل اليوم، ويعد التركيز على الخبرة فيما يتعلق ببرامج معالجة النصوص وجداول البيانات والتي تعتمد على برامج مثل «مايكروسوفت وورد (Microsoft Word)» وبرامج الإكسيل «Excel» بشكلٍ أساسي، فرصة أفضل في الحصول على الوظيفة.

في الوقت ذاته يعد من المهارات الرئيسة أيضًا مهام البحث عن المعلومات وكتابة الرسائل الإلكترونية، وفي بعض السياقات الخاصة مثل: «وظائف التسويق»، تمثل القدرة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من المهام الرئيسية التي تحتاجها للنجاح في عملك والحصول على منصب أفضل في نهاية المطاف، العالم اليوم يستفيد من التأثيرات العالية لمواقع الإعلام والتواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك، وتويتر، وإنستجرام»، وذلك عن طريق استخدامها بشكلٍ فعال في الأغراض التجارية، ولذلك يعتبر القدرة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أفضل خمس مهارات يبحث عنها أرباب العمل الآن، ولذلك يجب أن تعزز إمكاناتك بالتدريب من خلال الدورات الخاصة عبر الإنترنت، أو في الدورات التعليمية المتاحة أمامك.

2. مهارات التواصل

تشكل مهارات التواصل ركيزة أساسية في أي عملٍ تتقدم إليه، وتظهر بوادر تلك المهارات من خلال مقابلات العمل، ولذلك تحتاج إلى إظهارها بشكلٍ فعال لأصحاب العمل خلال المقابلات الحية للحصول على وظيفة.

وللتواصل أشكال شفهية تعتمد على لباقتك، وأنك متحدث عام جيد تستطيع التفاعل مع رؤسائك وزملائك بالعمل، وأشكالًا أخرى غير شفهية تعتمد على طريقة كتابتك للرسائل الإلكترونية وإدارة أعمالك بشكلٍ لبق عن بعد.

 

 

3. القدرة على حل المشكلات وإدارة المشاريع

من بين المهارات الأساسية الأخرى، تأتي القدرة على حل المشكلات، ويجب أن تضعها واضحة في سيرتك الذاتية؛ لأن ما يحتاجه أصحاب العمل هو موظف يعرف كيف يستكشف الأخطاء ويعمل على إصلاحها بشكلٍ فعال ومستقل. وينصح أثناء مقابلة العمل أن تذكر لمديرك مثالًا من وظيفة سابقة حددت فيها مشكلة ونجحت في وضع حل فعال.

في الوقت ذاته تتطلب أغلب الوظائف القدرة على إدارة المشاريع بشكلٍ أو بآخر، وذلك عن طريق ترتيب المهام الوظيفية وفقًا لمواعيد محددة، وفي حدود الميزانية الخاصة بالعمل؛ وهي مهارة ذات أهمية كبرى في السير الذاتية إن كنت تتحلى بها.

4. الابتكار

في دراسة حديثة للمنتدى الاقتصادي العالمي، وجد أن الإبداع سيكون ثالث مهارة وظيفية بين المهارات الأكثر أهمية بحلول عام 2020، وذلك بعد القدرة على حل المشكلات والتفكير النقدي، ويشير التقرير إلى أن أرباب العمل يبحثون عن موظفين يستطيعون التوصل إلى طرق جديدة ومبتكرة للتعامل مع وظائفهم، وأفضل طريقة لإظهار هذه الخاصية تكون عبر مقابلة العمل، وذلك عن طريق التطرق إلى وسيلة مبتكرة استخدمتها في عملك السابق ولاقت نجاح.

5. تحليل البيانات

نحن ننتقل إلى عالم أكثر إعتمادًا على البيانات، ولذلك تعد مهارة تحليل البيانات من أكثر ما يبحث عنه أرباب العمل، وتعد القدرة على تحليل البيانات والتفكير الحسابي سواء من خلال البرمجة أو الترميز من المهارات الهامة للجميع خاصةً في المستقبل، فإن كنت لا تمتلك هذه المهارة، حاول الحصول على بعض الدورات التدريبية.

6. التكنولوجيا هنا لتبقى.. وخدمة العملاء في المقدمة

أدى ظهور التكنولوجيا في كل صناعة تقريبًا إلى ظهور موجة جديدة من الوظائف، تتطلب بالفعل مهارات جديدة، وفي تقرير لموقع «LinkedIn» عن أكثر المهارات المطلوبة لعام 2018، جرى الإشارة إلى أن هناك مجموعة من المهارات المطلوبة في سوق العمل الآن، وبعض الاتجاهات البارزة التي يجب على الباحثين عن العمل التطرق إليها، وشملت خدمة العملاء؛ كونها أحد الاتجاهات البارزة التي تنمو بشكلٍ سريع، إضافةً إلى التسويق والوظائف المتعلقة بالمبيعات، إذ تعد القدرة على الوصول إلى عملاء محتملين، وضمان رضا العملاء عن الخدمة المقدمة إليهم أحد العناصر الهامة الحالية لنجاح الأعمال في الوقت الحالي.

جاء ذلك بالإضافة إلى أن بعض المهارات التقنية، مثل البرمجيات الوسيطة والتكامل وعرض وتحليل البيانات وأمن المعلومات والشبكات، وإدارة البرامج والتطوير، وتطوير المحمول، ومهارات الدعم الفني، وهيكلة وتوزيع وتطوير صفحات الويب «web Architecture»، سينمو لها سوق عمل كبير في المستقبل.

7. المهارات المهجنة أو الخليطة

هي مجموعة من المهارات التقنية تندمج جنبًا إلى جنب مع المهارات الناعمة، والتي تعني أن أرباب العمل يبحثون عن أفراد يستطيعون القيام بالمهارات التقنية المعقدة، إضافةً إلى العلاقات العامة والموارد البشرية أو مهام المبيعات والتسويق، وأن هؤلاء الأفراد هم الأكثر قدرة على حصد الوظائف في المستقبل نظرًا لقدرتهم على القيام بمهامٍ متعددة.

هذه هي الوظائف والمهارات المطلوبة في المستقبل

تؤكد العديد من الدراسات العلمية الجادة أن الكثير من الوظائف القائمة حاليًا ستختفي في المستقبل؛ إذ ستحل «الروبوتات» أو الآليون محل البشر في أغلب الوظائف، لكن وفي الوقت ذاته سيصبح للبشر وظائف أخرى بديلة، يعرفها هذا الجيل الذي نشأ وتربى بعد عام 2010، وذلك بحسب تقريرٍ صادر عن مؤسسة «استشراف المستقبل» في أبوظبي، بعنوان «157 وظيفة شائعة حتى عام 2040»، يقول التقرير: «ستوجد التكنولوجيا وظائف أكثر من تلك التي ستقضي عليها، ومثلما سيتلاشى العديد من الوظائف الحالية، ستسهم التكنولوجيا بشكلٍ مباشر في إيجاد الوظائف الجديدة».

يشير التقرير إلى أن الادعاءات بأن الروبوتات ستسيطر على المشهد الوظيفي في المستقبل هي مجرد أوهام لا أساس لها من الصحة، فعلى سبيل المثال، ووفقًا لتقرير شركة ماكنزي «Mckinsey»، ثلث الوظائف التي تواجدت خلال الخمس وعشرين عامًا الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن لها أي وجود قبل ذلك، وتتضمن وظائف مثل: «تطوير تكنولوجيا المعلومات، وتصنيع الأجهزة، وإنشاء التطبيقات، وإدارة نظم تكنولوجيا المعلومات»، فما هي المهارات التي يجب أن نعلمها لأبنائنا وأحفادنا، من أجل ملائمة احتياجات سوق العمل في المستقبل القريب عام 2040؟

 

 

يشير التقرير إلى أنه في عام 2040 ستصبح «الروبوتات» متواجدة بشكلٍ أكثر انتشارًا في حياتنا اليومية وستؤدي أدوارًا مختلفة في قطاعاتٍ شتى؛ مما سينتج عنه وظائف جديدة تشمل: «صيانة الروبوتات، وتقنية تشغيل الروبوتات، ومراقبة الروبوتات، ومشغلو الروبوتات»، هذا إضافةً إلى ظهور فئة جديدة من الموردين المتخصصين في توريد الروبوتات لسوق العمل.

كما يؤكد التقرير على أن الوظائف الخاصة بتحليل البيانات هي الأكثر قدرة على النفاذ للمستقبل، في ظل ما يشهده المستقبل من قوائم بياناتٍ ضخمة، ولذلك فإن المهارات الخاصة بالبيانات ستكون هي الأكثر شيوعًا في سوق العمل، مثل: «تحليل البيانات، ومحققون في مجال البيانات، ومراقبة البيانات» وغيرها من المهارات الخاصة بهذا المجال الواسع.

ومع ظهور الطائرات بدون طيار في عصرنا الحالي، والتي ستشهد انتشارًا واسعًا في المستقبل، سينمو مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة والتي تتطلب بعض المهارات تتمثل في: « هندسة نظم الطائرات، وبرمجة الطائرات بدون طيار، ومهارات تشغيل أجهزة الاستشعار، وصيانة الطائرات بدون طيار وتشغيلها».

لا تتوقف الدراسة على هذه الوظائف التقنية فقط، بل تتعداها إلى مجال الصحة والذي ستنشأ فيه مجموعة من الوظائف الجديدة طبقًا لاحتياجات العصر، مثل: «مختصين في مكافحة أمراض الشيخوخة، وآخرين مختصين في تعزيز الصحة العقلية، ومنظمي الجينات، وأخصائيين في مجال التحفيز العصبي للدماغ، والتعديل الجيني». هذا ويشير التقرير إلى أن المستقبل يحمل الكثير من أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتي ستتيح كمًا هائلًا من البيانات أمام البشر؛ مما قد يكون له تأثير كبير على تعزيز الوظائف الدماغية لدى البشر، هذا بالإضافة إلى ظهور سيارات ذاتية القيادة في المستقبل؛ مما سينتج عنه مجموعة جديدة من الوظائف مثل: «هندسة الطرق الذكية والتصليح والصيانة ومحللي حالة المرور».

يتطرق التقرير أيضًا إلى تكنولوجيا البلوك تشين «Blockchain» – وهي تقنية تتيح أسلوبًا جديدًا في معالجة البيانات، خاصةً سجل معاملات العملات الافتراضية مثل البتكوين – والتي ستعمل في المستقبل على السيطرة والانتشار في القطاعات المالية الحكومية والمصرفية؛ مما سيحدث تغيرًا جذريًا في المعاملات المالية، وسيوفر في المقابل العديد من الوظائف وفرص العمل، مثل: «مهندسي البلوك تشين، ومصممي البلوك تشين، ومحللي أنظمة»، وغيرها من الوظائف الجديدة التي تتيحها هذه التقنية.

في النهاية يكشف التقرير كيفية سيطرة التقنيات التكنولوجية الحديثة على المستقبل، مما لا يدع مجالًا للشك؛ أن المهارات التقنية وتطويرها بما يراعي الاتجاهات البارزة للمستقبل هي التي ستتمكن من تجاوز حاجز الزمن، والأكثر قدرة على النجاح، ولا مجال للمتباطئين والمترددين، ومن هنا تنبع أهمية تنمية هذه المهارات في شتى المجالات.

اجمالي القراءات 1855
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق