و. بوست: مصر تستعد لـ15 عاما من الطغيان في ظل السيسي

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٥ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الخليج الجديد


و. بوست: مصر تستعد لـ15 عاما من الطغيان في ظل السيسي

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المصريين على مشارف استقبال 15 عاما جديدة من "الطغيان الحالك" في ظل التمرير المتوقع لتعديلات دستورية تسمح للرئيس الحالي "عبدالفتاح السيسي" بالبقاء في الحكم حتى عام 2034، حيث يكون بلغ عمره 80 عاما آنذاك.

وأقر مجلس النواب المصري (البرلمان)، الخميس، بأغلبية ساحقة التعديلات الدستورية المذكورة، وسيبدأ البرلمان مناقشة طلبات الأعضاء بشأن المواد ليقر كل مادة على حدة، على أن يجري استفتاء شعبي بشأنها لاحقا.

6 سنوات من القمع

 

وفي افتتاحيتها، الأربعاء، قالت واشنطن بوست إن "السيسي" منذ وصوله إلى السلطة عام 2013  عبر انقلاب عسكري، أنشأ أكثر نظام قمعي في تاريخ مصر الحديث، فآلاف الناس قتلوا أو اختفوا قسريا، وعشرات الآلاف سجنوا وعذبوا، وفي العديد من الحالات بقوا في السجن لسنوات دون محاكمة.

وتتابع "لم يكن ضحايا السيسي فقط من عناصر ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين، ولكن كذلك المعارضين له من الليبراليين والعلمانيين".

ملأ "السيسي" البرلمان بالمتملقين، وأسكت الإعلام الحر، وسحق منظمات المجتمع المدني المستقلة، ورغم كل هذا فلم يرض عن الدستور المصري الذي يضع من الناحية النظرية بعض القيود على سلطته، وفق واشنطن بوست، التي استطردت "ولهذا يقوم أنصاره في البرلمان بالدفع باتجاه تعديلات دستورية واسعة، تحول الجنرال السابق إلى حاكم فعلي للبلاد مدى الحياة".

ومن بين التعديلات المقترحة زيادة مدة ولاية الرئيس من 4 إلى 6 سنوات، وتمكينه من الترشح لأكثر من المدتين التي ينص عليهما الدستور، الأمر يسمح لـ"السيسي" بالحكم حتى عام 2034.

12 عاما أخرى من الطغيان

 

لا يتوقف الأمر عند النصوص المتعلقة بمدة الرئاسة وعدد دورات الترشح، بل يتجاوزه إلى تعديلات دستورية أخرى لتوسيع سلطات الرئيس على القضاء، والسماح له بتعيين ثلث أعضاء الغرفة الجديدة في البرلمان (مجلس الشيوخ)، وإنشاء مجلس عسكري يشرف على الدولة تحت قيادة "السيسي"، وهو ما يعتبره معارضو التعديلات يمنح الجيش الوصاية على كافة مؤسسات وأجهزة الدولة. 

ومن المنتظر أن يعقب التعديلات الدستورية استفتاء شعبي، رجحت واشنطن بوست أن نظام "السيسي" سيقوم بتزويره.

وربما اعتقد "السيسي" أنه يحاول تطبيق نموذج الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أو الصيني "تشي جينبنغ"، اللذين ألغيا القيود على فترات الحكم، إلا أن الجنرال المصري السابق لم يقدم نموذجا عن الحكم القوي، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي رأت أن "السيسي" بدلا من تحديث بلده اتبع سياسة تبذير مصادرها.

واستشهدت الصحيفة بعدة أمثلة حول السياسات الفاشلة لنظام "السيسي" بقولها "أقام مشاروعات عملاقة مثل العاصمة الجديدة، ولكن في الوقت الذي استفادت القوات المسلحة من ملايين الدولارات من المشاركة في هذه المشروعات، يعيش السكان في فقر".

وفشل الجنرال السابق حتى في المهمة العسكرية التي يعرفها وهي هزيمة الإرهاب في شبه صحراء سيناء، وفق الصحيفة، التي حذرت من اعتقاد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بأن دعمه لـ"السيسي" هو استثمار في استقرار مصر.

وأشارت إلى أن تاريخ البلد يكشف أن من يدعمون "السيسي" يساعدون على مستقبل غير مستقر لأكبر دولة عربية تعدادا للسكان.

وتنوه الصحيفة إلى أن إلغاء المدة المحددة لولاية الرئيس لتحصين الرئيس "السيسي" وحكمه الضعيف تثير مخاوف من تمرد الشعب في النهاية كما فعل ضد "حسني مبارك" الذي حكم لمدة 30 عاما.

ليس الشعب المصري وحده الذي قد يثور في نهاية المطاف، ولكن "السيسي" يعلم أن طريقة حكمه المتطرفة والديكتاتورية - على حد وصف واشنطن بوست-  قد تؤدي إلى مقاومة في واشنطن التي يعتمد على المليارات القادمة منها كدعم عسكري.

اجمالي القراءات 754
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق