جريمة قتل الآباء للأبناء.. «الفقر» هو الدافع و«الاكتئاب السودوي» المبرر

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٨ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربيه


جريمة قتل الآباء للأبناء.. «الفقر» هو الدافع و«الاكتئاب السودوي» المبرر

جميع الأبواب أغلقت في وجهه، فتملكه اليأس، ظن أن الهروب أفضل الحلول المتاحة له من ظلم الدنيا، فألقى بأبنائه الثلاثة في مياه النيل بحي إمبابة ثم ألقى بنفسه منتحرا و مودعا الحياة بأكمله، مصطحبا معه أحبته.

مساء أمس الخميس، عثرت قوات الأمن على جثتين الأولى لرجل في العقد الخامس من عمره، والثانية لشاب في العقد الثاني من عمره، إذ تبين أنهما لأب وابنه، وتبين من بطاقة الرقم القومي للأب أنه حداد ومقيم بمدينة السلام.

وقبل الابن و الأب، عثرت قوات الأمن على جثة فتاة بكامل ملابسها أسفل كوبري الساحل، واتضح انها ابنة الرجل الخمسيني وأخت الشاب، وتكثف قوات الأمن جهودها للعثور على جثة الابن الثالث

بعدها استدعت النيابة شقيق الرجل المنتحر الذي كان يعمل حدادا، فتعرف على جثة شقيقه و نجله، كما تعرف على جثة ابنة شقيقه بالطب الشرعي.

وقال شقيق الحداد للنيابة إن زوجة أخيه هجرت منزل الزوجية منذ عدة سنوات، وأقامت دعوى خلع ضد زوجها المنتحر بسبب مكوثه في المنزل إثر إصابته بعجز بسبب العمل.

وخلال التحقيقات، قال صديق الحداد، إن صديقه المنتحر مدين له بمبلغ من المال، مضيفا: "قبل الحادثة قالي لو معرفتش أديلك فلوسك في الدنيا هقابلك في الآخرة واديهالك".

وعلى غرابة الواقعة، إلا إنها ليست الأولى، فخلال الفترة الماضية شهد المجتمع المصري مقتل عدد من الآباء لأبنائهم، وبعضهم انتحر وآخرين برروا جرائمهم بحق أطفالهم.

في يونيو 2015، شهدت عزبة القلعة شرقى الإسكندرية، حادثا مأساويا، إذ قتل عامل أطفاله الثلاثة وأصاب زوجته، بعدما وثقهم بالحبال وإنهال عليهم بالضرب بلوح خشبى، لشكه فى سلوك زوجته.

زوجة الرجل قالت أمام النيابة إنها فوجئت بزوجها يوثقها وأولادهما وتعدي عليهم بالضرب بلوح خشب، ما أدي لحدوث إصابتها ووفاة أولادهما، مضيفة أن زوجها كان غير متزن نفسيا و معتاد على تعاطي المخدرات.

وخلال شهر أغسطس الماضي،  ألقت ربة منزل بطفليها داخل ترعة البحر اليوسفي بعزبة الشيخ عيسي التابعة لقرية صفط الخمار بمركز المنيا، بسبب خلافات مع زوجها، وأنقذت المباحث الطفل الرضيع قبل غرقه، لكنها وجدت شقيقه جثة هامدة.

وتحريات المباحث قالت إن هناك خلافات عائلية بين ربة منزل وزوجها ويدعي "رجب-ض" 33 عامًا، وأنها دائمة الشكوي من معاملته السيئة، حيث يرفض أن تذهب لزيارة أسرتها

في الأثناء ، أقدم عامل على قتل ابنته البالغة من العمر 13 عاما بمساعدة زوجته الثانية فى الغربية، أثناء تأديبها لكثرة هروبها من المنزل هربا من جحيم زوجته الثانية.

وأوضحت التحريات أن الأب تعدى على الفتاة بالضرب بمساعدة زوجته الثانية  حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ووضعوها داخل جوال، بمنور المنزل حتى تعفنت الجثة، وتم ضبط المتهم وزوجته وعللا ذلك لكثرة هروبها من المنزل.

 أب أخر تجرد من المشاعر الإنسانية، حيث ذبح طفله  ليحرق قلب زوجته لرفضها العودة للعيش معه بعش الزوجية بالغربية، وجاء ذلك بعد استمرار الخلافات الزوجية بين الزوجين ورفض الأم العودة مرة أخرى للزوج، كان سببا لجريمة القتل البشعة التى شهدتها محافظة الغربية، وراح ضحيتها الطفل.

وبعدما باءت كل محاولات الزوج بالفشل فقرر العودة لمنزله مرة اخرى برفقة طفله الذى ذهب معه لإحضار والدته، وفى طريق العودة لطنطا، تخلص الاب بدم بارد من ابنه، حيث ذبح فلذة كبده.

وبرر الزوج جريمته في تحقيقات النيابة أنه كان يعتقد بأن الذى يجلس بجواره في وسائل المواصلات زوجته وليس ابنه، وأنه اقتاده لمكان الجريمة وقتله وهو لا يدري بنفسه وفي اعتقاده أن يقتل زوجته بسبب صدمته فيها.

وفي أغسطس الماضي، اتهم محمود نظمي والد طفلين بقتل ابنيه بمدينة فارسكور بمحافظة دمياط، عندما تم العثور على جثتي طفلين يطفون على مياه النيل، وسط دهشة وذهول أهالي المنطقة الذين عثروا عليهم.

وأمام النيابة اعترف نظمي في محاضر الشرطة أنه اختلق واقعة خطف طفليه وقتلهما لخلافاته المالية وأنه وراء الجريمة بسبب علاقاته النسائية المتعددة، ومداومة تناول المخدرات ما تسبب في مشاجرات مستمرة مع زوجته.

وأضاف الأب في اعترافاته انه أنفق مبالغ مالية باهظة اقتربت من مليون جنيه الفترة الماضية ، وأصبح مديونا وشعر بأن طفليه سيواجهان الحياة بشكل سيئ بسببه وبسبب سمعته خاصة بعد أن أدمن الخمر ما دفعه لارتكاب الجريمة.

استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز أرجع حوادث قتل الأهل لأبنائهم التي انتشرت مؤخرا إلى التفكك الأسري واختلال العلاقة داخل الأسرة والانهيار الثقافي والقيمي والديني بالإضافة لانتشار تعاطي المخدرات.

فرويز أوضح في تصريحات سابقة لــ"مصر العربية"، أنه هناك مرضى يمكن أن يكونوا مصابين بالانفصام والإكتئاب السودوي، لإنها قد يدفعان الشخص للتخلص من أبنائه وأعز الناس إليه ولكنه ينتحر في النهاية.

استشاري الطب النفسي، أوضح أن هذا النوع من الاكتئاب يدخل فيه صاحبه قبل ثلاثة أسابيع على الأقل من الانتحار.

وتتمثل أعراض مرض الإكتئاب السودوي في الرفض التام للحياة، وقلة النوم لفترات طويلة، والرفض للطعام، وعدم الرغبة في لقاء أي شخص، بحسب فرويز.

 وأوضح أن الشخص يبدأ فى الإقلال من الحركة والتفكير المستمر فى أشياء سيئة مثل أن يؤذي نفسه أو المقربين منه، وممكن أن يصل به الأمر إلى الانتحار أو يقتل أولاده أو أمه أو أبوه والسبب أن الشخص يرى الدنيا سوداء. .

غير أن فرويز أكد أن هناك حوادث لا تستدعي  أن يكون المريض به حالة من الانفصام أو الاكتئاب السودوي، وذلك وفقًا للظروف البيئية والاقتصادية التي كانت محيطة بالمتهم.

اجمالي القراءات 1151
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق