مترجم: عائلة يهودية فرت من مصر لتفتح «حلويات المنصورة» في نيويورك.. وهذه قصتها

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٢ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


مترجم: عائلة يهودية فرت من مصر لتفتح «حلويات المنصورة» في نيويورك.. وهذه قصتها

تسلط صحيفة «نيويورك تايمز» الضوء على قصة عائلة يهودية فرت من مصر خلال خمسينات القرن الماضي، لكنها لم تنس إرثها في تلك البلاد، لتفتتح مطعمًا للحلوى في نيويورك صار علامة بارزة يعرفها جميع اليهود في المنطقة.

وتفتتح الصحفة بالقول: قبل نحو 20 عامًا، كان السيد ستانلي ميسيس، الكاتب والمحرر الصحافي يصطحب عازف الجيتار يوسي بيامنتا إلى «معجنات المنصورة» في نيويورك، كان الهدف هو شراء الكنافة (وهي حلوى عربية مصنوعة من خيوط عجينة الفيلو)، اتبع ميسيس في ذلك اليوم تعليمات بيامنتا بطلب الكنافة من النوع الداكن المفتت من حواف المقلاة، وكانت تلك أفضل كنافة تقريبًا ذاقها في نيويورك بأسرها.

وبالرغم من أن السيد ميسيس قد انتقل للعيش في منطقة كوينز، إلا أنه لا يزال يواظب على العودة إلى «حلويات البحر المتوسط» في جرافسيند ببوركلين بعد قيامه بحلاقة شعره. وبالرغم من أنه لا يزال يتبع نصيحة صديقه حول نوع الكنافة الأفضل، غير أنه يعترف بأنه صار متحمسًا بشكل أكبر لزيادة الكميات الي يتناولها.

«أتيت إلى هنا فقط لشراء قطعة واحدة» هكذا يصف السيد ميسيس – 65 عامًا – رحلته لشراء قطعة ذات ثمانية بوصات، ويضيف جيسون بالاسيانو – 23 عامًا – وهو عميل آخر جاء للشراء مع عائلته خلال عطلته في نيوجيرسي القريبة :«لديهم أفضل حلوى في المدينة».

لفترة تقارب الستة عقود، كان «معجنات المنصورة» على طريق الملوك السريع يشهد تقاطر اليهود من كافة الأرجاء – خاصة أولئك الذين ينحدرون من أصول مصرية أو سورية – بالإضافة إلى أولئك الذين يقدرون طعم الفستق الجيد، احتفظ ذلك المحل بألواحه الزجاجية التي تحتوي على قشور البرتقال المغطاة بالشيكولاتة والمخبوزات المحشوة بالعجوة (تعرف بـ«المعمول») بشهرة واسعة خلال أيام عطلات اليهود.

بحسب «نيويورك تايمز»، فقد جاء بنيامين دويك – 68 عامًا – الذي يعمل في مصرف استثماري، مع زوجته باني من سكارسدال، لشراء حلوى الغُرَيّبة. عرف دويك محل الحلوى هذا منذ طفولته، «نشأت في كارولينا الجنوبية، وكان والدي يحدثني دومًا عن «حلويات المنصورة» من بلدنا القديمة، في إشارة إلى القاهرة».

على الواجهة الأمامية، وفيما تنظم صفوف البقلاوة المعروضة،  تسرد جوسيانا منصور – 63 عامًا – إحدى ملاك المحل، تاريخ العائلة. فقد كان أسلاف زوجها آلان يديرون مخبزًا في حلب يدعى المنصورة خلال القرنين 18 و19، قبل أن ينتقل جد آلان في عام 1910 إلى القاهرة ليفتتح مخبزًا آخر باسم المنصورة أيضًا، تحول المخبز بعد ذلك إلى مقهى، وقد كان الملك فاروق – آخر ملوك مصر – من بين زبائنه.

ومنذ خمسينات القرن الماضي، تقول الصحيفة، تصاعد العداء لليهود في مصر؛ ما اضطر الأسرة إلى الهرب لباريس، قبل أن تستقر لاحقًا في بروكلين. وهناك رفعت راية «حلويات المنصورة» مجددًا، والتي ستصبح علامة تجارية معروفة بين مجتمعات اليهود السفارديم في أحياء بروكلين. واليوم يمكنك أن ترى جوسيانا وابنيها جاك – 29 عامًا – وديفيد – 41 عامًا – يتنقلون بين آلات صنع الحلوى، أو يقطعون الحوى التركية والبسبوسة وكيكة الشيكولاتة لتجهيزها للعرض أمام الزبائن.

«لا نصنع إلا ما يحبه الناس، حلوانا دسمة»، تقول جوسيانا. كانت هذه النكهات هي ما بحث عنه أفيف موسوفيتش – 45 عامًا – حنينًا إلى وطنه، حين غادر إسرائيل إلى بروكلين للمرة الأولى قبل 14 عامًا. يقول موسوفيتش – الذي يعمل طاهيًا – فيما يلتقط بعض قطع السمبوسة المحشوة بالجبنة من الثلاجة: «إنها تستخدم المقادير الصحيحة»، ويضيف ضاحكًا: «لا يمكنني قول أشياء جيدة بحق الأشياء المجانية».

لدى «حلويات المنصورة» زبائن من كل أنحاء العالم، وتستطيع أن تسمع السيدة جوسيانا تتحدث عبر الهاتف بالإنجليزية أو العبرية أو الفرنسية أو العربية، تتلقى طلبات مثلًا لأجل زفاف في الأرجنتين أو مؤتمر طبي في مينيسوتا.

لكن، وبالنسبة للعديد من الزبائن، فإن «حلويات المنصورة» أكثر من محل لشراء الحلوى، إنه أقرب إلى مشهد اجتماعي «مثل الذهاب إلى صالون الحلاقة» كما يقول ديفيد منصور. يسأل دويك السيدة جوسيانا عن صحة ابن عمه في فنزويلا، ويرى أنها تعرف عن أقاربه هناك أكثر منه باعتبار أنها تتلقى اتصالاتهم باستمرار من أمريكا الجنوبية باستمرار لشراء منتجاتها، كما تتشارك لينا باسان أخبار وفاة والدتها مع جوسيانا فيما تطلب شراء بعض عناقيد جوز الهند.

وتختتم الصحيفة تقريرها بقول باسان – 60 عامًا – التي جاءت من بنما حيث تعيش: «الأمر يشبه العودة إلى عائلتك، إنهم يعلمون كل شيء عنك».

اجمالي القراءات 1098
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق