ياطالع النخلة».. في موسم جني البلح.. فرحة وقصة ومغامرة

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٨ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربيه


ياطالع النخلة».. في موسم جني البلح.. فرحة وقصة ومغامرة

في خطوات رأسية ثابتة، وقدامين حافيتين يتناوبان على جذع نخلة، وعين طامحة في الصعود لأعلى، هكذا يبدو معراج جامعي التمور، لأعلى نقطة حيث الثمرة، رابطين أجسادهم المتاخمة للهواء بأحبال صنعوها من «الليف».. فحذاري أن يسقط أحدهم.

موسم حصاد البلح ينتظره المزراعون على أحر من الجمر، الكل هنا خلية نحل تتسابق في إنهاء المهمة.

ويشهد موسم جني ثمار البلح، اصطحاب المزارع عائلته إلى المزرعة ومعهم جميع مستلزماتهم من مأكل ومشرب، ويقوم أحد أفراد الأسرة بالصعود على النخيل لجني عراجين البلح، على أن يجتمع  باقي أفراد الأسرة أسفل النخيل، يقومون بعملية جمع البلح في اقفاص لحين الانتهاء من جني المزرعة بالكامل،  وبعد ذلك يتم بيع جميع المحصول للتجار أو توريده لمصنع البلح بالمحافظة التابع لها.

ويمر محصول البلح  بمراحل عديدة، أهمها تنظيف النخلة، وهو ما يطلق عليه (التلييف)، وتعنى الخلاص من الجريد والألياف التالفة، ثم مرحلة (التلقيح)، وهى اقتلاع اللقاح من دكر النخل وتجفيفه إلى أن يشبه (البودر) ،ووضعه بعد ذلك في قلب النخل أينما وجدت (عراجين البلح).

وتأتي بعدها عقب بدء نضوج البلح عملية الزماط، وهي حماية عرجون البلح من الآفات والأتربة من خلال تغليفه والتي كانت تتم قديمًا بسعف النخيل أو السمار، أمّا الآن فتتم من خلال شكائر بلاستيكية جيدة التهوية تستطيع حفظ البلح لحين اكتمال عملية النضج، لتأتى المرحلة الأخيرة وهي جمع محصول البلح وبيعه بالأسواق والمنازل.

"مصر العربية" ترصد في السطور الآتية مراسم جني البلح في مناطق ومحافظات  مصر المختلفة..

المرازيق:

ويستعد المزارعين في هذه الأيام من كل عام، بقرية المرازيق التابعة لمركز البدرشين لموسم جنى البلح الذي يعد المحصول الرئيسي بالنسبة للقرية.

ويقول محمود علي، أحد تجار البلح من أبناء القرية: " بتاجر في البلح من 15 سنة، وبنتظر الموسم دا بلهفة فهو عيد سنوي بالنسبة لنا"

وكشف محمود عن عدد من الصعوبات التي يواجهها في جني البلح، قائلاً: "النخل المايل يكون صعب في تقطيعه بالإضافة إلى  "سوسة النخيل" التي لا يوجد لها علاج وتتسبب في تلف ما يقرب من ألف نخلة سنوياً".

الفيوم:

وتعتبر محافظة الفيوم، من المحافظات الأولى في إنتاج البلح على مستوى مصر، لأن مناخها معتدل، ويبدأ موسم حصاد البلح في الفيوم، بداية من شهر يوليو، وينتهي في أواخر سبتمبر من كل عام.

وفي أراض زراعية مجهزة على مستوي واحد، يبدأ تقسيم البلح في المساحة المجهزة بين المزارعين، حيث يتم تحديد قطعة أرض محددة ونوعًا معين من البلح، بحيث يتم جمع كافة الأنواع المشابهة مع بعضها، ويترك البلح لمدة 20 يومًا. 

ويقول احمد متولي، أحد مزارعين جني المحصول، أنه قبل جمع البلح يقوم العديد من العمال بفرزه لاستخراج المصاب بـ"السوس"، أو غير مكتمل النضج، لاستبعاده من المحصول.

وأضاف متولي أنه عقب الانتهاء من عملية الجمع تبدأ عملية تجفيف البلح، ثم مرحلة التعبئة، حيث يتم جمع البلح فى أكوام، ويوضع فوق كل كوم "حجر صغير" كعلامة توضح أنه قد تم فرزه وتنقيته. 

الواحات:

ويستقبل أهالي الواحات بالوادي الجديد، الموسم الجديد لحصاد البلح، والذي يعد المحصول الاستراتيجي الأول بالواحات ويُسهم في سد احتياجات الأسر من متطلبات الحياة خلال العام.

وتمتلك الوادى الجديد أكثر من 1.9 مليون نخلة تنتج سنويًا ما يزيد على 55 ألف طن من البلح السيوي المعروف بـ«الصعيدي»، بالإضافة إلى كميّات أخرى من البلح كـ(الفالق، والمنتور، والتمر)، وهناك طفرة كبيرة في صناعة التمور، حيث تعد من الصناعات كثيفة العمالة ومن أهم المنتجات التي تقوم بدور التسويق الإعلامي للواحات.

الوادي الجديد:

وبدأت محافظة الوادي الجديد هذه الأيام في الاستعداد لجني البلح، والذي يطلق عليه موسم الأفراح والليالي الملاح، و الذي ينتظره الشباب والفتيات المقبلون على الزواج لإقامة الليالي الملاح وذلك لارتباط تلك المناسبة بجني البلح، حيث تعقد الآمال على محصول البلح لتحقيق الكثير من الأمنيات والوفاء بالعهود وقضاء الديون. 

ومن جانبه أكد الدكتور مجد المرسي مدير عام القطاع الزراعي بالوادي الجديد، أن المحافظة بها حوالي مليون و300 ألف نخلة تنتج سنويا نحو 45 ألف طن من البلح من مختلف الأنواع، أهمها "البلح الصعيدي " والذي يحقق اعلي انتاجية من المحصول.

وأوضح المرسي أن أهمية محصول البلح في الوادي الجديد , لا تقل أهمية عن محصول القطن والقصب في المحافظات الأخري, حيث يعتمد اهالي الواحات علي زراعة النخيل حيث لا توجد اي محاصيل أخرى تصلح للزارعة في أراضي ومناخ الواحات.

اجمالي القراءات 1217
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق