اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٠ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه
مترجم: هل تحصل على المال الذي تستحقه؟ تعرف على آثار غياب العدالة عن المجتمع
أعزى الباحثون أغلبية مضار الفقر للإحساس النفسي بالعوز والحرمان.
هكذا استهلت الصحافية والكاتبة إليزابيث كولبرت مقالها بمجلة «ذا نيويوركر» الأمريكية، وأضافت: يتصدر لاعبو الرياضة، والقائمون عليها، من مدربين، ومديرين، قوائم الأشخاص الأعلى أجرًا في أغلب المجتمعات، يجاورهم في ذلك صناع الترفيه الذين تتصل أعمالهم بالسينما، والتليفزيون، والدراما، والأغاني، فرأينا مثلًا چيم مورا، المدرب السابق لفريق كرة القدم الأمريكية بجامعة كاليفورنيا، يتقاضى 3.5 ملايين دولار سنويًا، وهو الأعلى أجرًا بين موظفي الولاية لعام 2016، يليه زميله كونزو مارتن مدرب كرة السلة في المركز الثاني بإجمالي راتب مليوني و930 ألف سنويًا، ناهيكم طبعًا عن أضعاف هذه المبالغ التى يمكن أن يتقاضاها ممثل واحد.
كما ذكر تقرير لمجلة «فوربس» حصول أعلى 10 ممثلين على ما يقارب مجموعه 500 مليون دولار عن عام 2016 وحسب. سجلت أجور الممثلين وبعض الرياضيين تخطيًا ملحوظًا للحرف الأخرى من حيث العوائد، بينما موظفو المؤسسات الحكومية لا تتخطى أجورهم ثلاثة أرباع مليون دولار سنويًا، فعميد أطباء الأسنان بمستشفيات الولاية فيكتور خليل بالكاد يتقاضى 686 ألف كل عام. أيضًا آن نيفيل مدير مكتب بحوث كاليفورنيا تنال 135 ألف. وچون سميث الموظف المؤقت بمصلحة الضرائب الكاليفورنية الذى يحوز قرابة 13 ألف دولار سنويًا.
توصلت كولبرت إلى هذه الأرقام من خلال قاعدة بيانات مرتبات موظفي ولاية كاليفورنيا من الأعوام 2007 وحتى 2017 التي أعدتها صحيفة «الساكرامنتو بي»، والتي تحتوي على البيانات الخاصة برواتب أكثر من 300 ألف شخص يعملون في مختلف قطاعات ولاية كاليفورنيا، واليوم يعلم أغلب موظفي الولاية بشأن قاعدة البيانات هذه، لكن الأمر لم يكن هكذا وقت إنشائها عام 2008؛ الأمر الذي أتاح لأربعة من علماء الاقتصاد القيام بتجربة نذكر مجرياتها تباعًا.
أجريت هذه التجربة بواسطة أربعة خبراء اقتصاديين لاختبار نظريات متباينة خاصة بغياب العدالة الاجتماعية. ذهبت إحدى هذه النظريات، وهي نظرية «النموذج العقلاني للتطوير الذاتي»، إلى فرضية تقاضي الناس رواتبهم استنادًا إلى الفرص المتاحة لهم، وعليه تتبدل أولوياتهم وتتغير توقعاتهم المستقبلية، فإذا ألموا بتقاضيهم رواتب أقل من زملائهم، تحفزوا للإبداع؛ ليزيدوا عوائدهم، منتظرين زيادة في الراتب تتوج مجهوداتهم، في حين يضرب الفتور عزائم المتيقنين من حصولهم على مرتبات عالية، وبالتالي تتغير توقعاتهم المستقبلية في جهة مغايرة.
على النقيض، تذهب نظرية أخرى – نظرية الدخل النسبي – لفرضية استجابة البشر لعدم الإنصاف عاطفيًا، وليس عقلانيًا، فتفترض النظرية أن المتأكدين من تقاضيهم رواتب أقل لا يرون في ذلك علامة لتوقع زيادة في العائد، إنما ينظرون إليه كدليل دامغ على عدم تقدير أرباب العمل لكفاءاتهم بالشكل المطلوب، وبالتالي يسخط ذوو المرتبات القليلة، بينما يشعر بالرضا كل متوثق من ارتفاع راتبه عمن حوله.
بعث الباحثون برسالة لآلاف الموظفين يلفتون أنظارهم لوجود قاعدة البيانات سالفة الذكر. قامت هذه الصفعة بزيادة أعداد الزيارات لموقع قاعدة البيانات، حيث اختلس الموظفون النظر إلى مرتبات زملائهم. بعد بضعة أيام ألحق الباحثون رسالتهم الأولى بثانية لنفس الموظفين يسألونهم عن مدى رضائهم عن وظائفهم الحالية، ومدى استيفاء الأجر المدفوع لما يبذل من تعب.
وأرسلوا الأسئلة عينها لموظفين لم يتم إخطارهم بقاعدة البيانات، ثم عكفوا على مقارنة النتائج، إلا أن ما انتهوا إليه لم يحابِ نظريةً، ولم يدحض أخرى. خلف الاطلاع على قاعدة البيانات متقدمة الذكر أثرًا سلبيًا على العاملين الذين يتقاضون مرتبًا أقل من نسبة متوسط الدخل الذين تبرموا وأبدوا استعدادًا للبحث عن وظيفة أخرى، على عكس زملائهم الزائدة عوائدهم عن نسبة المتوسط، والذين لم يتأثروا على الإطلاق.
وبافتراض أن موظفي كاليفورنيا يمثلون أغلبية موظفي الأرض، تشير التجربة هنا إلى نتيجة أكثر إزعاجًا من غيرها، تتلخص في: «عدم وجود فائزين حقيقيين في المجتمعات التي تتركز المكاسب الاقتصادية فيها في قمة الهرم الاجتماعي، بل وجود تعددية واسعة في قطاعات الخاسرين للمكتسبات المادية والحقوق، ممن يشكلون بقية الهرم نفسه».
يتذكر كيث پاين أستاذ علم النفس بجامعة نورث كارولينا اللحظة التي اكتشف فيها أنه فقير حين كان صغيرًا في الصف الرابع يقف في طابور كافيتريا مدرسته الابتدائية، لم يدفع پاين بالكاد شيئًا نظير حصوله على الوجبات نظرًا لضحالة دخل أسرته، وفي الأحوال العادية كان أمين الصندوق يمرر إليه الطعام دون سابقة سؤال، لكن إدارة المدرسة في هذا اليوم بالتحديد كانت قد انتدبت أمينًا جديدًا ليباشر مهامه الوظيفية؛ فسألت هذه الموظفة الجديدة (التي لا تعرف شيئًا عن حالة پاين بطبيعة الأمور) الطفل الصغير ليدفع حساب ما أخذه؛ فبهت الطفل خاوي الوفاض، وشعر بخزي شديد، وفي هذه اللحظة بالذات شعر للمرة الأولى أنه مختلف عن بقية الأطفال الذين يجوبون ردهات المدرسة بجيوب تكتظ بأموال تلقونها عن ذويهم.
وبالرغم من عدم حدوث أي تحولات من الناحية الاقتصادية، فعوائد أسرة پاين لم تشهد تغيرًا فيما يجنونه في هذا اليوم عن أي تاريخ قبله، لكنه بات يدرك موقعه على درجات السلم الاجتماعي (الطبقي)؛ فتملكه حرج من هندامه المتواضع، ومن طريقته في الكلام، كما يؤكد هو بنفسه في كتابه «درجات السلم المحطم: كيف يؤثر غياب العدالة الاجتماعية على طرق تفكيرنا، وسبل حياتنا، وحتى موتنا». ترسخ عند پاين الآن اعتقاد مؤداه أن مضار الفقر تتمثل في التجربة الشخصية التي يخضع فيها الفرد نفسه لا إراديًا للإحساس بالفقر.
لا يقتصر الشعور بالفقر على القابعين في القيعان، بل إنه من السهل أن يغمر البشر بالحرمان في عالم يقيس الناس أحوالهم فيه مقارنةً بجيرانهم، حتى لو تقاضوا أجورًا مريحة؛ لأنه «بعكس اصطفاف الأموال في أي حساب بنكي، يبقى المركز الاجتماعي هدفًا متغيرًا؛ وذلك بسبب رجوع تعريفه للمقارنات المستمرة مع الآخرين»، وفقًا لـپاين.
نتائج الإحساس بالفقر تتجاوز الوجدان، فمن يرون أنفسهم فقراء يكونون أكثر عرضة لاتخاذ قرارات صعبة ومؤذية على الأغلب، كالمقامرة، ومعاقرة الخمور، والميل إلى العنف والجريمة.
ويحدث مثلًا أن نرى الفقراء في أمريكا يشغفون ببطاقات «اليانصيب» صارفين عليها جل مكتسباتهم، لدرجة أن المؤسسات المسئولة عن إصدار هذه البطاقات يشار إليها باعتبارها «ضريبة يدفعها الفقراء». وفي بلاد أخرى نراهم ينتهجون مسالك غير إنسانية، كبيعهم أطفالهم، ووهبهم بناتهم للعمل في الجنس، أو إجبار أولادهم على العمل في الورش والمصانع تحت ظروف غير آدمية، كما رأينا في قصة أطفال مصانع «آپل» العالمية.
يكمل پاين حديثه مستعينًا بدراسة لعلماء نفس كنديين عن المقامرة، سألوا فيها مجموعة المتطوعين أسئلة استقصائية عن مواردهم المالية ومدخراتهم، ثم طلبوا منهم أن يصنفوا أنفسهم على «مؤشر قياس معيار الدخل الفائض». في الواقع كان المؤشر وهميًا، وتم التلاعب بالنتائج، فلم يكن مهمًا بحال استجلاء حقيقة أوضاعهم المالية، بل وُجه عدد منهم للاعتقاد بزيادة نسبة الدخل الفائض عنده عن أقرانه، ودُفع آخرون لتصديق العكس، ثم مُنح المتطوعون 20 دولارًا، وأتيح لهم إدخارها، أو المقامرة بها في لعبة بطاقات. امتنع من أخبروا بزيادة دخلهم عن المقامرة، بينما قامر المخدوعون همًا بقلة دخلهم، «يدفعهم شعورهم المزيف بالفقر؛ فزادت عندهم الرغبة في رمي الزهر»، مثلما يصفهم پاين.
دعوة للتبرع
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول ما معنى ( درأ ) فى قوله جل وعلا : (...
ذلكم : هناك فرق بين (ذلك ) و ( ذلكم ). (ذلكم ) للتعظ يم كما...
خوضهم فى آيات الله: 1 ــ ما الفرق في صلاة الظهر في جميع الايا م ...
صومه صحيح : السلا م عليكم دكتور ما حكم من أكل ناسيا أو...
الصحابة القرآنيون: الصحا بة لم يعرفو ا البخا رى ولا غيره ، أى هم...
more