واشنطن بوست»: ترامب طلب 4 مليار دولار من الملك سلمان لإخراج أمريكا من سوريا

اضيف الخبر في يوم السبت ١٧ - مارس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


واشنطن بوست»: ترامب طلب 4 مليار دولار من الملك سلمان لإخراج أمريكا من سوريا

شرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريرًا حول تخبط الولايات المتحدة في إدارة الملف السوري، وأحدث التطورات داخل الإدارة الأمريكية في هذا الصدد. قال التقرير:

«خطرت على بال الرئيس ترامب، في مكالمة هاتفية جمعته بالملك سلمان، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فكرة من شأنها أن تسرع من خروج الولايات المتحدة من سوريا: وهي أن يطلب من الملك أربعة مليارات دولار. وبنهاية المكالمة، بحسب مسؤولين أمريكيين، اعتقد الرئيس أنه قد حصل على ما أراد».

يريد البيت الأبيض من المملكة ودول أخرى أموالًا لإعادة بناء واستقرار المناطق السورية التي حررها الجيش الأمريكي وحلفاؤه المحليون من سيطرة «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)». وهدف ما بعد الحرب منع الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين من المطالبة بهذه المناطق، ومنع داعش من إعادة تجميع قواها، بينما تقوم القوات الأمريكية بتطهير المنطقة من المقاتلين.

وقال التقرير: «إنَّ السعودية، التي يصل ولي عهدها إلى واشنطن يوم الاثنين المقبل؛ لعقد اجتماعات موسعة مع الإدارة الأمريكية، جزء من التحالف المناهض لـ(داعش)، لكنها انسحبت بشكل كبير من القتال في سوريا في السنوات الأخيرة». وقال التقرير «إنَّ السعوديين يتساءلون عن هذا المبلغ الضخم، مع أنَّ مسؤولين أمريكيين قد وضعوا بنودًا في وقت سابق تقترب من مبلغ الأربعة مليارات دولار».

 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتسلم قلادة من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز

أما بالنسبة لترامب، والذي لطالما اشتكى من التقاسم غير العادل للأعباء بين الحلفاء تحت المظلة الأمنية الأمريكية، فإنَّ حمل الآخرين على دفع فاتورة الجهود المكلفة لما بعد الحرب أمر مهم.

وقال المقال: «إنَّ من شأنَّ المساهمة السعودية بقيمة أربعة مليارات دولار أن تقطع شوطًا طويلًا في تحقيق أهداف الولايات المتحدة في سوريا، التي يقول السعوديون إنهم يشاركونها، لا سيما فيما يتعلق بالحد من سلطة الأسد، ودفع النفوذ الإيراني. وعلى سبيل المقارنة، فإنَّ الولايات المتحدة قد أعلنت الشهر الماضي عن تبرعها بـ200 مليون دولار لجهود إعادة الاستقرار».

وفي الوقت ذاته، فإنَّ ترامب حريص على إخراج الولايات المتحدة من حرب زعم فيها بالفعل أنَّ النصر على (داعش) قد اقترب؛ إذ تفاخر ترامب في خطاب يوم الثلاثاء بهزيمة (داعش) أمام قوات أمريكية في كاليفورنيا قائلًا: «لقد هزمناهم شر هزيمة».

وقال ترامب: «لن نتوقف حتى حلول التدمير الكامل بـ(داعش). إنَّ (داعش) لم تفكر قط في أنَّ هذا الأمر ممكن الحدوث. لم يتعرضوا لضربة مثل هذه من قبل».

معارك متقاربة

إنَّ سياسة البنتاجون التي تعود إلى عهد إدارة أوباما، قد حدت من التدخل الأمريكي في الحرب الأهلية في سوريا، وجعلتها شبه مقصورة على قتال (داعش) عبر قوات بالوكالة، تدعمها القوات الأمريكية.

وقد نجح هذا القتال، لكن على الرغم من تراجع الأراضي الواقعة تحت سيطرة داعش، فإنَّ الاحتمالية المتزايدة لانتصار الأسد في الحرب الأهلية أصابت صناع القرار والمشرعين الأمريكيين بالذهول، وجعلت مهمة الولايات المتحدة في سوريا مرتبكة ومشوشة.

وأشار التقرير إلى إنَّ الجنرال/ جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على الشرق الأوسط، قد طُلب للإدلاء بشهادة أمام الكونجرس حول ما إذا كان الأسد، بمساعدة إيرانية وروسية، قد انتصر بالفعل. وأجاب فوتيل قائلًا: «لا أعتقد أنَّ هذه عبارة دقيقة للغاية. أعتقد أنهم زودوه بالأسباب التي تعينه على التفوق في هذه المرحلة».

 

وأضافت الصحيفة أنَّ سبب أهمية هذا السؤال أنَّ المرحلة الثانية من الاستراتيجية الأمريكية الحالية في سوريا، بعد هزيمة (داعش)، هي الترويج لتسوية سياسية للحرب تشتمل في النهاية على خروج كل من الأسد وإيران.

ونقل التقرير عن قادة عسكريين أمريكيين قولهم: «إنَّ مهمتهم العسكرية في سوريا ما تزال مقصورة على هزيمة (داعش)»، لكنَّ بعض مسؤولي الإدارة بدأوا في توصيف الحضور الأمريكي بشكل أوسع، مقترحين أنه ينبغي أن يكون هذا الوجود حائط صد ضد إيران، وأن يضمن الاستقرار في الأراضي المحررة، وأن يعزز الأهداف الأمريكية في أية تسوية سياسية مستقبلية.

وضغط السيناتور ليندسي جراهام (جمهوري من ساوث كاليفورنيا)، والمنحاز للأعضاء الأكثر تشددًا في الإدارة حول سياسة الشرق الأوسط، على فوتيل حول فكرة تمديد المهمة إلى ما بعد (داعش)، وشدد على الأثر السلبي طويل المدى الذي يمكن أن يمثله انتصار إيران وروسيا والأسد على حلفاء الولايات المتحدة، مثل إسرائيل والأردن.

وقال التقرير: إنَّ جراهام سأل فوتيل: «وليست مهمتكم في سوريا التعامل مع المشكلة الإيرانية الأسدية الروسية؟ هذا ليس في نطاق عملكم، أليس كذلك؟». أجاب فوتل: «هذا صحيح».

ورفض فوتيل أن يقول إذا ما كان يعتقد أنَّ الولايات المتحدة ينبغي لها السعي لتحقيق هذا الهدف الأوسع. ولما سئل عما إذا كانت سياسة الولايات المتحدة تقضي بضرورة ترك الأسد للسلطة، قال فوتيل: «لا أعرف إن كانت هذه سياستنا على وجه الخصوص في هذا الوقت بالتحديد. ما يزال تركيزنا على هزيمة (داعش)».

وقال التقرير: إنَّ مسؤولين آخرين قد تكلموا عن أهداف أمريكية إضافية؛ فقد قالت نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، الخريف الماضي: إنَّ الاستقرار في سوريا لا يمكن تحقيقه «مع بقاء الأسد في منصبه. وإيران لن تكون هي المتحكمة». وقد أقنع مسؤولون في الإدارة ترامب أنَّ الجيش الأمريكي لا يمكنه سحب قواته من شمال سوريا؛ لأسباب يعود جزء منها إلى إيران.

وقال مسؤول أمريكي بارز، وأحد المسؤولين الكثر الذين ناقشوا السياسة حول سوريا بشرط عدم الكشف عن هويتهم: إنَّ «ثمة حججًا قوية قد أقيمت على أنَّ كيانًا سيئًا سوف يكون هناك» بما في ذلك إيران. وأضاف المسؤول: «ويبدو أنَّ هذه الحجج قد كسبت أرضية في الوقت الحاضر، لكنني لا أعتقد أنَّ هناك من يريد وجودًا عسكريًا أمريكيًا إلى أجل غير محدد في سوريا»، وترامب هو آخر من يريد ذلك.

وقال التقرير: «إنَّ عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة شبه ميتة منذ سنوات»، وقال وزير الخارجية الأمريكي، الذي سوف يغادر قريبًا: إنَّ الولايات المتحدة «لن ترتكب الأخطاء ذاتها» التي ارتكبتها إدارة أوباما عام 2011، عندما سحبت قواتها من العراق غير المستقر». وقال تيلرسون: «إنَّ مغادرة الأسد، من خلال عملية سلام ترعاها الأمم المتحدة، سوف تخلق ظروفًا مواتية لسلام دائم في سوريا وأمنًا على طول الحدود».

انقسامات في الإدارة

على الرغم من أنَّ ترامب قد وافق على توسيع القوات الأمريكية في سوريا منذ وصوله إلى منصبه، فإنه ما يزال قلقًا من أي دور أكبر، ولا يريد للأمريكيين البقاء هناك لوقت طويل.

يقول التقرير: «إن القوات الأمريكية التي يبلغ عددها حوالي ألفي جندي تقوم بتدريب الشريك الأمريكي الأكبر في سوريا، وهو قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وتقديم المشورة والمساعدة لها في كثير من الأحيان بالقرب من الخطوط الأمامية». وقال أحد المسؤولين الأمريكيين «إنَّ هذه المشاركة ينبغي إعادة تقييمها كل 18 شهرًا».

وكان ترامب قد أقال تيلرسون الأسبوع الماضي، وسلم الأخير إدارة وزارة الخارجية إلى نائبه، بينما يبقى في منصبه حتى الـ31 من شهر مارس (آذار) الحالي. ومع أنه من غير الواضح إذا ما كان مصير الأسد، أو طول بقاء القوات الأمريكية في سوريا كان هو محل النزاع بين تيلرسون وترامب، فإنَّ وجهات نظر مختلفة بشكل صارخ حول مصير الأسد وعملية السلام ما تزال قائمة داخل الإدارة.

 

فقد نقل التقرير عن أحد كبار المسؤولين قوله: إنَّ قوات سوريا الديمقراطية ينبغي لها أن تعقد اتفاقًا مع النظام السوري، بالنظر إلى ارتفاع أسهم الأسد، وقلة الرغبة الأمريكية في توسيع مهمتها العسكرية في سوريا. وتشارك (قسد) أهداف الأسد في تخليص سوريا من متمردي المعارضة، و(داعش) والقوات التركية.

ومع ذلك، فقد رفض مسؤول كبير آخر في الإدارة فكرة فوز الأسد، قائلًا: إنَّ النظام «أضعف من أي وقت مضى، لا سيما في هذا الجزء من الحرب الأهلية».

وقال المسؤول: «لو قارنا الوضع الآن بوضعه قبل الحرب الأهلية، فهو يسيطر على حوالي النصف، أو أقل من نصف المساحة التي كان يسيطر عليها قبل الحرب، وأقل من نصف الأرض الصالحة للزراعة، وأقل بكثير من نصف الموارد الاستراتيجية مثل النفط والغاز»، وأضاف المسؤول أنَّ أولئك القائلين بخلاف هذا الأمر «يسيئون فهم العملية السياسية».

وقال التقرير: إنَّ مسؤولاً ثالثًا في الإدارة عبر عن صدمته من أنَّ أي مسؤول أمريكي كبير قد يعتنق هذا الرأي، وسأل، مستنكرًا: «فعلًا؟ إنَّ هذا الأمر قد يكون صحيحًا لو كنت ستزيل الروس والإيرانيين وحزب الله. فمن دون هؤلاء سوف يسقط الأسد على الفور تقريبًا».

لكن، بحسب هذا المسؤول، فإنَّ الأسد يبدو أنه يحرز تقدمًا كبيرًا بمساعدة هؤلاء، مدمرًا عددًا أكبر من ذي قبل من المتمردين في الغرب، وموسعًا من أراضيه شرقًا؛ ليصبح على بعد أميال من (قسد) وداعميها الأمريكيين الذين ما يزالون يقاتلون (داعش).

وتعتمد الولايات المتحدة أيضًا على قوات (قسد) المرهقة في الإبقاء على حوالي 400 مقاتل أجنبي في (داعش) احتجزوا خلال المعركة في سوريا. وبحسب مسؤول أمريكي، فإنَّ الكثير من أولئك المعتقلين محتجزون معًا في غرف واسعة، وهو ما يزيد من مخاوف تواصلهم وإطلاقهم ما يخشى البعض من أنه سوف يكون النسخة الثانية من (داعش).

ونقل التقرير عن المسؤول قوله: «إنَّ بعض المال الذي تطلبه الولايات المتحدة من الحلفاء، مثل السعودية، سوف يستخدم في ضمان نقل المحتجزين إلى منشأة ذات زنازين انفرادية». وأضاف أنَّ ممثلي السفارة السعودية في واشنطن لم يجيبوا عن سؤال بخصوص طلب المليارات الأربعة التي يقول مسؤولون أمريكيون إنَّ ترامب قد عرضه على الملك سلمان».

ومع أنَّ الولايات المتحدة قد رفضت الاشتراك المباشر في الحرب الأهلية السورية، فهي أكبر مانح للمساعدات الإنسانية؛ إذ قدمت 8 مليارات دولار خلال السنوات السابقة في مساعدة للملايين في التجمعات المحاصرة بسبب القتال، أو المهجرين من بيوتهم إلى معسكرات اللاجئين.

اجمالي القراءات 1846
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق