إيكونوميست»: «السيسي» يؤمم الحياة السياسية.. وحملة سيناء دعاية انتخابية

اضيف الخبر في يوم السبت ١٧ - فبراير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الخليج الجديد


إيكونوميست»: «السيسي» يؤمم الحياة السياسية.. وحملة سيناء دعاية انتخابية

أعلن الجيش المصري الهجوم في سيناء عبر مقطع فيديو مقتضب، ظهر به جنود يؤدون التحية العسكرية، وطائرات مقاتلة لامعة، وموسيقى عسكرية في الخلفية. ويبدو أنها أكبر عملية في شمال سيناء منذ أعوام.

وتم إبلاغ المستشفيات بتخزين الأدوية وإلغاء الإجازة السنوية للأطباء، وتم إغلاق المدارس إلى أجل غير مسمى.

وبعد ذلك بأسبوع تقريبا، لا أحد متأكد من عدد القوات التي تم نشرها، ولا ما يأملون في تحقيقه. وأصبحت المنطقة عسكرية مغلقة. ويصدر الجيش سلسلة من الأرقام حول عشرات القتلى، والاستيلاء على 1500 كيلوغراما من المتفجرات، وهو أمر لا يمكن تأكيده. وحتى مقاطع الفيديو تبدو معظمها وكأنها لقطات تليفزيونية، إلا إذا وجدت البحرية طريقة جديدة لاستخدام قوارب الهجوم السريع في الحروب الصحراوية.

وعلى مدى ما يقرب من 5 أعوام، صارعت مصر لإخماد التمرد. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، قتل «إرهابيون» أكثر من 300 شخص في مسجد في شمال سيناء، في أعنف هجوم في تاريخ مصر الحديث. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن ذلك؛ حتى أنّ القاعدة أدانت المذبحة. وتوجهت كل الشكوك نحو ولاية سيناء، التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وبعد أسابيع، حاولت المجموعة اغتيال وزير الدفاع والداخلية أثناء زيارتهما لسيناء. ويقول دبلوماسي غربي: «يبدو أن لديهم مستوى متزايدا من التمرس والذكاء». والآن هددوا بعرقلة الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل. وحذر مقطع فيديو - صدر في 11 فبراير/شباط - المصريين من النزول للتصويت.

وكان العديد من المصريين يميلون بالفعل إلى البقاء في منازلهم. وكان منافس «عبد الفتاح السيسي» الوحيد مشاركا في حملة إعادة انتخاب «السيسي». أما المنافسان الأكثر جدية فهما الآن في السجون العسكرية. وتم احتجاز ثالث لمدة أسابيع في فندق فخم.

وفي واحدة من الرسوم الكاريكاتورية التي تم مشاركتها على نطاق واسع، تحذر زوجة زوجها إما أن ينفق عليها أو «سأبلغ عن أنك تريد الترشح للرئاسة». وحتى الرئيس نفسه يبدو أنه يعترف أنها مهزلة، وفي مؤتمر يهدف إلى إبراز إنجازاته، بدأت امرأة شابة تسأل «السيسي» ماذا سيحدث إذا خسر الانتخابات. وقبل أن تتمكن من الانتهاء، انفجر في الضحك.

ووراء الأبواب المغلقة، يكون «السيسي» أقل مرحا. وعلى الرغم من أنه يضمن الفوز، فإنه يسعى إلى تصويت ساحق. وكان أقل من 48% من المصريين قد خرجوا للتصويت عام 2014، ويبدون أكثر عدم مبالاة هذه المرة. وحتى بعض مؤيدي الرئيس يشعرون بالإحباط، إزاء حالة البلاد وسياساتها الخانقة.

ويعتبر الاقتصاد في حالة سيئة، مع ارتفاع معدلات التضخم، وركود القطاع الخاص. وعلى عكس أسلافه، ليس لدى «السيسي» حزب للترويج له وتعبئة الناخبين.

وفي الواقع، ليس لديه سوى عدد قليل من الحلفاء. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني، أقال اثنين من ثلاثة من كبار قياداته الأمنية. ومع عدم تقديم أي شيء آخر، فإن عملية سيناء تبدو حملة للدعاية الانتخابية عشية الانتخابات.

وفي الفترة الأخيرة، أحال «السيسي» مجموعة من رجال الأعمال المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين إلى نيابات أمن الدولة. وكان بعضهم قد احتجزوا من قبل، لكنهم تم إطلاق سراحهم بعد أن رأتهم الحكومة معتدلين. كما تم سجن «هشام جنينة» - الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات - الذي انضم إلى إحدى الحملات الفاشلة لتحدي «السيسي». ومع إخلاء المجال أمام «السيسي»، انتقلت الشرطة إلى القبض على المرشحين السابقين.

وفي 31 يناير/كانون الثاني، اصطحب «السيسي» الدبلوماسيين والصحفيين إلى دلتا النيل. وكان من المفترض أن يكون في مزاج جيد؛ حيث كان هناك لتدشين حقل الغاز الجديد الضخم الذي سيوفر مليارات الدولارات من العائدات وإمدادات ثابتة من الطاقة الرخيصة. ولكن اللهجة تحولت بسرعة إلى الغضب. وحذر من أن ثورة عام 2011 لن تتكرر.

وقال: «لا تفكروا في محاولة فعل هذه الأمور معي. أنا لست سياسيا. أنا لست رجل كلمات». وكان ذلك تهديدا لا لبس فيه. إلا أنه قد يكشف عن ضعف أكثر من القوة.

اجمالي القراءات 738
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق