بعد إحالة «الشيخ جاكسون» للأزهر..هل يتراجع الإبداع؟

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٣ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربيه


بعد إحالة «الشيخ جاكسون» للأزهر..هل يتراجع الإبداع؟

أثار فيلم الشيخ جاكسون ضجة كبيرة في الفترة الأخيرة، بسبب التحقيق مع  مخرجه عمرو سلامة ، في مكتب النائب العام، وعرض الفيلم على الأزهر لإبداء رأيه فيه.

عمرو سلامة: الفيلم لا يقدم الحاد

خرج المخرج عمرو سلامة عن صمته، ليتساؤل على صفحته بموقع «فيس بوك»: «أين حرية الإبداع، وما جدوى عرض الفيلم على الرقابة إذا كانت موافقتها ليس حامية لنا؟ هل سيقيم الأعمال الإبداعية علماء دين ليسوا مختصين في الفن أو الإبداع وهل يجب بعد ذلك ان نفكر في كل أفلامنا من منطلق ديني ونتأكد ان كل مشهد "حلال" أم "حرام"؟".

وعلق المخرج عمرو سلامة ، على بلاغ مقدم من أحد المحامين ضد فيلم "الشيخ جاكسون" الذي تولى إخراجه، موضحًا أنه عُرض على النيابة وكان وكيل النيابة متفهم جدًا لأقواله ووجهات نظره.

وأضاف "سلامة"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج " مساء DMC"،  أن الأزهر ذات سلطة دينية وليست فنية، مؤكدًا أن الفيلم يجب أن تحتوي على شخصية متدينة.

وأشار إلى أن الرقابة وافقت على الفيلم، وصرحت هيئة الرقابة والمصنفات إنه لا توجد أي أفكار إلحادية في الفيلم، مضيفًا :" لو أنا مثلا جبت مشهد في الفيلم واحد بيقتل أمه ، يبقى أنا بدعو الناس اللي هيا تقتل أمهاتهم!، لو أنا جبت واحدة بتنتحر يبقى أنا مثلا بدعوا للانتحار!، لا طبعًا".

 إلى الخلف

"للأزهر ما للأزهر وللفن ما للفن ..فلا يجب أن تتدخل أي مؤسسة كانت في العملية الإبداعية" هكذا علقت الناقدة علا الشافعي في تصريح خاص لـ"مصرالعربية" عن إحاله الشيخ جاكسون للأزهر.

وترى علا الشافعي أن هذا النوع من القضايا دليل على التراجع الفكري والتخلف الذي وصلنا له.

وتابعت أن هناك محامين يسعون وراء الشهرة ، فيقدموا  أي محضر في مصنف فني ، فالفليم بالفعل قدم في دور العرض  وشارك في المهرجانات.

وعبرت علا عن إندهاشها من استجابة الأزهر لهذا النوع من الدعوات لتتسائل" هل هناك شيوخ شاهدوا الفيلم"؟.

تهديد الحريات 

يقول الناقد طارق الشناوي، إن اقتحام الأزهر لتقييم الأعمال الفنية هو أكبر خطر بات يهدد الحريات فى مصر، كما أنه يسحب الكثير من رصيد المؤسسة الدينية التى نكن لها كل تقدير واحترام.

 وتابع لـ"مصر العربية" : القضية ليست أن يوافق الأزهر الشريف على الفيلم بحذف أو بدون، ولكن لو صارت قاعدة مستقرة وبات للمؤسسة الدينية "أزهر أو كنيسة" الحق بالتصريح بالعرض، سوف يواجه الإبداع بل والحريات فى مصر أكبر كارثة، دعوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله.

جمعية نقاد السينما ترد

من جانبها، أعلنت جمعية نقاد السينما المصريين، تضامنها مع الفيلم المصري "الشيخ جاكسون" ومخرجه عمرو سلامة ضد الحملة التي يتعرض لها الفيلم من بعض طالبي الشهرة ومن سمتهم مدعي الوصاية الأخلاقية المطالبين بمنع الفيلم من العرض، والتي وصلت لاستدعاء المخرج للإدلاء بأقواله أمام النيابة، بالرغم من كون البلاغ المقدم يتعلق بفيلم قد أجازته الجهات الرسمية وعُرض على جهاز الرقابة على المصنفات مرتين كأي فيلم آخر، مرة كنص مكتوب وأخرى كشريط بعد التصوير، وفي المرتين أجازته الرقابة دون حذف، ومنحته تصريحاً بالعرض العام وفقاً للقانون، لا ينبغي أن يتعرض المبدع بعده لأي مسائلة أو استجواب.

وطالبت جمعية نقاد السينما المصريين، منح  الحرية الكاملة للمبدعين والمفكرين، فحرية الاعتقاد والإبداع والتعبير حرية إنسانية بديهية تنص عليها كل القوانين والدساتير ومنها الدستور المصري.

وناشدت المثقفين والمبدعين التكاتف والتدخل لإيقاف هذه المهزلة وأي مهزلة مشابهة، فدعوى الحسبة مرفوضة قانونياً وإنسانياً، وعصر الحريات والسماوات المفتوحة هو آخر عصر يمكن فيه المطالبة بمنع فيلم أو قمع فكرة.

 وتابعت : "الشيخ جاكسون" هو فيلم جاد مثل مصر في مهرجانات عالمية، واختاره السينمائيون والنقاد مرشحاً مصرياً لجوائز الأوسكار، وأي نقاش أو اختلاف حوله وحول أي عمل فني يجب أن يكون مكانه صالات العرض ووسائل الإعلام والندوات، لا المحاكم والنيابات. لأن هذه هي الصورة الحضارية التي نطمح إليها ونتمناها جميعاً لمصر وللفن المصري في ظل التحديات الكبيرة التي تخوضها البلاد والمعاناة التي يمر بها الفنانون لإنجاز أعمالهم، فأقل تقدير ألا نزيد بسوء التصرف هذه التحديات والمعاناة.

يتناول فيلم "الشيخ جاكسون" قضية الهوية في مصر، وتعود أحداثه إلى 25 يونيو 2009 بخبر وفاة المغني الأمريكي الشهير، مايكل جاكسون.

وتدور الأحداث حول شاب كان يلقبه الجميع بجاكسون خلال فترة دراسته بالمرحلة الثانوية، لولعه بالمغني الأمريكي، قبل أن يعيش صراعًا بين ولعه بالغناء والتزامه الديني.

ويشارك في بطولة الفيلم أحمد الفيشاوي، ماجد الكدواني، أمينة خليل وأحمد مالك، وهو من تأليف عمر خالد وعمرو سلامة، وإخراج عمرو سلامة.

اجمالي القراءات 1767
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق