مترجم: وفياتها في العالم تفوق ضحايا الإرهاب.. 5 حقائق جديدة عن السِمنة

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٧ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسة


مترجم: وفياتها في العالم تفوق ضحايا الإرهاب.. 5 حقائق جديدة عن السِمنة

في ظل ارتفاع معدلات السِمنة يومًا بعد يوم في مختلف أرجاء العالم، يستعرض تقرير نشره موقع «Vox» الأمريكي، للصحافية جوليا بيلوز، أهم النِقاط التي توصلت إليها دراسة مُوسعة أُجريت حول هذا الوباء الذي لا يمكن تجاهُله بعدَ الآن.

مقالات متعلقة :

إذا نَظرت حولك، فليس من الصعبِ أنْ تلاحظ كيفَ أصبحت مشكلة السِمنة تُشكل خطورة حقيقية في أمريكا. فقد أصبح الناس هناك أسمن، كما أصبحوا يعانون من الأمراض المرتبطة بالسِمنة أكثر من ذي قبل، وهو ما دفع مختلف الولايات إلى مواجهة ذلك من خلال عِدة وسائل منها فرض الضرائب على المشروبات الغازية، ووضع بطاقات تحمل عدد السعرات الحرارية.

وبالانتقالِ إلى خارج حدود الولايات المتحدة، ستجد أنَّ المشكلة نفسها في مكانٍ آخر، ما يعني أنَّ السِمنّة الآن تعد ظاهرة متنامية في كل ركن من أركان العالم، في الدول الفقيرة والغنية على حدٍ سواء. وهذه هي الرسالة التي توصلت لها دراسة جديدة مُوَسّعة نُشِرَت في مجلة «New England Journal of Medicine» كما أوضح التقرير.

حيثُ رصدت مجموعة عالمية من الباحثين، مموّلين من مؤسسة «بيل وميلندا جيتس» الخيرية، أفضل تقدير بشأن مشكلة السِمنة حتى الآن، فوجدوا أنَّ حوالي أكثر من 10% من سكان العالم – 107.7 مليون من الأطفال و603.7 مليون من الكِبار- يعانون من السِمْنة في الوقت الحالي.

تضاعف انتشار السِمنّة منذ عام 1980 في أكثر من 70 دولة حول العالم – خاصةً في مناطق محدودي ومتوسطي الدخل – بينما يتزايد بمعدل ثابت في الدول الأخرى.

تُعَد هذه الدراسة أكبر تحليل منهجي أُجري من قبل لكل ما يتعلق بالسِمنة. ومن خلال ما قام به الباحثون من تنقيب في المراجع والمؤلفات الطبية، وتحليل لآلاف البيانات التي جُمعت من 195 دولة فيما يتعلق بمسألة السِمنة في الكبار والأطفال.

إليك خمسًا من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، كما تناولها تقرير «Vox»:

1. عدم ممارسة الرياضة ليس هو المحرك الرئيس وراء السِمنة

لطالما كان يُعتبر أنَّ عدم ممارسة الرياضة والزيادة المفرطة في تناول السعرات الحرارية تتسبب في السِمنة بالصورة نفسها. إلا أنهما ليسا كذلك كما يقول القائمون على مجلة (NEJM).

وطبقًا لهذه الورقة البحثية، فإنّ مستوى النشاط البدني قد بدأ بالفعل في النقصان قبل أنْ يرتفع معدل السِمنة العالمي بهذه الصورة، وهو ما يعني أنَّ التغيرات في البيئة الغذائية هي المتسبب الرئيس في السِمنة.

فقد غَزَت شركات الأغذية أمثال بيبسي، وماكدونالدز كل أنحاء العالم من خلال ما تقدمه من المشروبات الغازية رخيصة الثمن، والتي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، هذا مع كوْنها فقيرة بالمواد الغذائية، وكذلك الحلوى والوجبات السريعة.

وقد استطاعت التسويق لمنتاجاتها – التي سرعان ما أصبحت أرخص وفي المتناول – بخلاف نظائرها الصحِّية من الفواكه والخضروات بخاصة في المدن. وبالتالي فإنّ «توافُر هذه الأطعمة الغنية بالطاقة بأسعار معقولة، مع سهولة الوصول إليها بالتوازي مع التسويق المكثَّف لها يُفسر الاستهلاك الزائد للطاقة، وزيادة الوزن بين مختلف الفئات السكانية»، وهو ما أقرّه الباحثون.

وببساطة فنحن نتناول سعرات حرارية بمعدل أكبر مما يحتاجه الفرد: حيث إنَّ زيادة حجم الوجبات، وتناول الأطعمة خارج المنزل تعني مزيدًا من الأطعمة الثقيلة غير الصحِّية، ومزيدًا من المشروبات السكرية للتخلص منها. وعلى الرغم من ذلك فنحن نركز على احتياجنا لمزيد من التمارين الرياضية باعتبارها طريقة للحِفاظ على منطقة الخصر، وهو ما اعتبرته الدراسة أمرًا مُضللًا.

وأضافت ديانا توماس – الباحثة في مسألة السِمنة بجامعة مونتكلير – في حوارها لموقع VOX: «هناك العديد من الأسباب لممارسة الرياضة إذْ أنها بالفعل مفيدة للصحة؛ لكن إذا كنت تسعى إلى فقدان وزنك فأنا أرى أن أكبر مشكلة هي الطعام، نحن بحاجة إلى تقليل الأطعمة التي نتناولها».

وبناءً على ما سبق فإن الدليل الآن أصبح واضحًا: «إن ممارسة الرياضة أمر في غاية الأهمية للصحة، إلا أنها ليست مهمة لفقدان الوزن»، وعليهِ فإن كلا الأمرين لا ينبغي أنْ يكونَ لهما الثقل نفسه عند النقاش حول مسألة السِمنة.

2. ساهمت السمنة في 7% من الوفيات على مستوى العالم سنة 2015

يُعَد كوْنك ذو وزن مرتفع في الوقت الحالي عامل شديد الخطورة للإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة من بينِها مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى المزمنة، بالإضافة لعدد من الأمراض السرطانية. وبما أنّ السِمنة أصبحت أكثر انتشارًا فإن لها النصيب الأكبر في الإصابة بهذه الأمراض.

إجمالًا، وبحسب تقديرات الباحثين لقد ساهمت زيادة وزن الجسم في 4 مليون من الوفيات حول العالم – أو ما يعادل 7% من إجمالي الوفيات لأي سببٍ كان – عام 2015.

ويرجع السبب في معظم هذه الوفيات إلى أمراض القلب والأوعية الدموية في المقدمة، يليها مباشرةً مرض السكري، هذا بالإضافة إلى أمراض الكلى والسرطانات. وهو ما يُعَد رقمًا ضخمًا مقارنةً بالأسباب الأخرى، إذ يُعتبر أكثر من الوفيات الناجمة عن حوادث المرور، ومرض ألزهايمر بالإضافة إلى القضايا الأخرى التي تشغل الرأي العام حاليًا كالإرهاب إذا ما جُمعت معًا.

3. سِمنة الأطفال تنمو بمعدل أسرع منها في الكبار والولايات المتحدة هي الأسوأ

بينما لا تزال السِمنة أكثر نُدْرة بين الأطفال مقارنةً بالكبار إلا أنّ معدل السمنة في الأطفال ارتفع بشكل سريع جدًا في كثير من الدول.

من بين الدول العشرين الأكبر بالعالم تأتي الولايات المتحدة في المقدمة باعتبارها أسوأ معدل لسِمنة الأطفال بما يعادل 13% من الأطفال مصابين بالسمنة. في حين تمثل مِصر أعلى انتشار للسمنة بين الكبار ما يعادل 35% من البالغين يعانون من السمنة حاليًا.

وتتوالى هذه الإحصائيات بالتوازي مع تزايد الأدلة على أن كوْن الشخص سمينًا أو ذا وزن مرتفع في مرحلة الشباب يمكنه أن يؤثر بالسلب على صحة القلب وهو ما يزيد من خطر الوفاة. هذا بالإضافة إلى معرفة أنّ السمنة في الأطفال تؤدي إلى خفض متوسط العمر المتوقع بشكل خطير.

«حتى وإنْ بذلنا جهودًا كبيرة لأجل الوقاية من ذلك من الغد» كما قال آندرو ستوكس الأستاذ المساعد بقسم الصحة العالمية في كلية الطب بجامعة بوسطن، فبالفعل هناك جيل من الأطفال – أكثر من 100 مليون حول العالم – ربما يتوجب عليهم أنْ يصارعوا تلك الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن، كالسكري وأمراض القلب – كما سبق ذكرها – طيلة حياتِهم، بل ربما يواجهوا أيضًا خطر الموت المبكر بمعدلات مرتفعة.

4. لقد ساعد التقدم الطبي في خفض نسبة الوفيات الناتجة عن السِمنة في الدول الغنية

على الرغم مما سبق ذكره؛ فثمةَ فصلٍ بين ارتفاع معدل السمنة والأمراض المصاحبة لها في البلدان الغنية كالولايات المتحدة على سبيل المثال، حيث انخفضت نسبة الوفيات الناتجة عن السمنة فعليًا على مدار العشرين سنة الماضية.

ليس لأن السمنة أصبحت أقل خطورة الآن؛ لكن بسببِ التقدم الطبي الذي ساعد الناس في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وغيره من الأمراض الأخرى المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، كما قال الباحثون. إلا أنه و لسوء الحظ، فهذه الأدوية ليست متوافرة بالشكل نفسه في الدول النامية التي تشهد زيادات شديدة في السِمنة.

فكثير من البلدان التي يتزايد فيها معدل السمنة بشكل لا مثيل له (مالي، وبوركينا فاسو، وغينيا بيساو في غرب أفريقيا على سبيل المثال) لديها أنظمة صحية غير مجَهزة للتعامل مع هذا التسونامي من الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة، حسبما أضاف ستوكس.

5. هناك بعض الدول لا يزال معدل السِمنة بها منخفضًا بشكلٍ ملحوظ، كيف أمكنهم البقاء هكذا؟

بينما لم تتمكن أي من الدول من السيطرة على السمنة وخفض معدلاتها، فهناك بعض الدول لا تزال نسبة السمنة بها منخفضة، فقد كان أقلَ انتشار للسمنة بين البالغين في فيتنام – ذات دخل متوسط، وبين الأطفال في بنجلاديش – وهي دولة فقيرة، حيث حوالي 1% فقط أو أكثر قليلًا من السكان يعانون حاليًا من السِمنة.

الأمر الذي يراه ستوكس مدعاةً للتفاؤل: «إذ أنّ ذلك يُضْفي نوعًا من الإلحاح لإيجاد حلول لوباء السِمنة ذلك، يمكن تطبيقها من قبل أنْ ترتفع معدلات السِمنة كما في غيرِها من الأماكن» حسبما يقول. كما أنّ معرفة ما هو المختلف بشأن هذه البلدان قد يُعد مِفتاحًا لمعرفة الأسباب الجذرية لهذا الوباء.

«اليوم، ولأول مرة في التاريخ فإن عدد من يموتون بسبب تناول مزيد من الأطعمة غير الصحية أكثر من أولئك الذين يموتون نتيجة عدم تناول الطعام أو تناول القليل جدًا من الأطعمة الصحية»، كما قال مايكل بلومبرج – السفير العالمي للأمراض غير السارية (المزمنة) لدى منظمة الصحة العالمية – في بيانٍ خاص.
وأضاف: «إذ يُعد ذلك وباءً عالميًّا، لم يَعُد بإمكان الحكومات التغاضي عنه، فهناك العديد من الخطوات التي يُمكن اتخاذها لمعالجة السِمنة والتصدي لها، لإنقاذ الأرواح».

ترامب قد يُعطّل خفض نسب السمنة في الولايات المتحدة!

حيث تسعى كثير من الدول والبلدان لتجرِبة وسائل مختلفة كضرائب المشروبات الغازية، ومنع التسويق لأطعمة غير صحية للأطفال، وتقديم وجبات صحية في المدارس؛ إلا أننا ليس لدينا دليل قاطع على أنّ أيًا من هذه السياسات سيعمل بصورة جيدة. ويتوقع الأمريكيون أنّ نظام ترامب ربما يعطّل ذلك عندما يصل الأمر إلى تنفيذ تلك السياسات على المستوى الاتحادي.

حتى الآن، تقوم إدارة ترامب بتأجيل السياسات الاتحادية الرئيسية، والتي كانت تهدف إلى مواجهة السِمنة وتحجيمها.

فقد تم تأخير الموعد النهائي المحدد لوضع بطاقات تحتوي على السعرات الحرارية في قوائم المطاعم، مع بعض التساهل في معايير التغذية الخاصة ببرامج الغذاء المدرسية – المدعومة اتحاديًا – هذا بالإضافة إلى تأجيل تنفيذ بطاقات الأغذية الجديدة المزودة بالمعلومات، والتي كان من المفترض ظهورها على ملايين من السلع الغذائية بحلول يوليو (تموز) 2018.

لكن لا يزال هناك بصيص من الأمل، فمؤخرًا حتى عام 2013 لم يكن هناك ضرائب للمشروبات الغازية تهدف إلى خفض معدلات السِمنة. والآن، ما يقرُب من 9 مليون أمريكي يعيشون في المدن والولايات بهذه الضرائب. وهو ما يعني أنَّ هناك تقدمًا على المستوى المحلي، حتى وإنْ تجاهلت الحكومة الاتحادية هذا الوباء.

اجمالي القراءات 2150
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق