أنت مسلم إذًا أنا أكرهك».. 5 أحداث تؤرخ لعصر الرعب

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٤ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


أنت مسلم إذًا أنا أكرهك».. 5 أحداث تؤرخ لعصر الرعب

في الـ18 من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016 أصدر مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية تقريرًا صادمًا أفاد فيه بأن عام 2015 شهد معدلًا غير مسبوق في جرائم الكراهية تجاه المسلمين داخل أوروبا فقط وصل إلى سبعة آلاف جريمة؛ نراوحت بين حرق المساجد وكتابة عبارات عنصرية عليها والاعتداء على المحجبات ومحاولة الركل والطعن لأشخاص مسلمين بسبب توجههم الديني.

مقالات متعلقة :


التقرير الذي نكأ جراحًا لم تندمل بعد منذ عهد النازية عن العنصرية ضد الأفراد بناءً على اختيارهم لمعتقداتهم، تزامن مع تصاعد خطير في الهجمات ضد المسلمين داخل القارة الأمريكية الشمالية وبالتحديد كندا وأمريكا وتواكب موعد صدوره مع بزوغ نجم الرئيس الأمريكي -المنتخب آنذاك- دونالد ترامب الذي قام بُعيد تنصيبه بإصدار قانون يمنع المسلمين -تحديدًا- من سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.


في محاولة لتحليل أسباب ظاهرة الكراهية تجاه المسلمين نرصد هنا خمسًا من أبرز الجرائم التي حدثت مؤخرًا في أوروبا والولايات المتحدة وكندا.

1- كندا: دماء بعد صلاة العشاء



في ثمانينيات القرن الماضي خرج الطالب الشاب خالد بلقاسم من الجزائر بعد أن حصل على بكالوريوس الهندسة الكيميائة متجهًا إلى كندا لاستكمال مسعاه التعليمي بعيدًا عن الاضطرابات السياسية.


مرت الأيام بسرعة كبيرة على الطالب خالد الذي حقق حلمه وحصل على درجة الدكتوراة في العلوم الغذائية من جامعة «لافال» في كندا. يتعرف الدكتور خالد داخل حرم الجامعة على زميلة له تدرس في نفس المجال فيتزوجها وتنجب له ثلاثة أطفال أكبرهم أمير الذي تعلق بوالده تعلقًا شديدًا. بلغ الدكتور خالد الستين من العمر وحقق أحلامًا كثيرة كانت قد راودته بينما هو يخرج من الجزائر بعيدًا عن الأهل والوطن والأصدقاء متجهًا إلى بلد بعيد مثل كندا أكثر تقدمًا وأمانًا.

مساء يوم الأحد 30 يناير (كانون الثاني) هذا العام يخرج الدكتور خالد وزوجته من منزلهما في مدينة «كيبيك» متجهين نحو المسجد الكبير لآداء صلاة العشاء، ودّع الدكتور خالد زوجته وداعًا لم يكن يعلم أنه الأخير قبل ذهابها لآداء الصلاة في المكان المخصص للنساء بينما دخل هو مُصلى الرجال كي يلحق بالعشاء جماعة مع المصلين.

يتوقف الزمن قليلًا ويبدو المشهد ثابتًا؛ مجموعة من المصلين الآمنين يمارسون شعيرة كُبرى في دينهم ويؤمهم إمام المسجد ومن خلفه يصطف خالد وبقية زملائه للصلاة وفي نفس المكان من زاوية أخرى تُصلي زوجته مع جمع من النساء الذين حضروا للمسجد، لا شيء جديد في مدينة لم يُسمع صوت الرصاص فيها منذ زمن بعيد.

الزمان: سبتمبر (أيلول) عام 2016.

يتجول طالب العلوم السياسية «أليكسندر بيسونيت» داخل أروقة جامعة «لافال» الكندية غير بعيد عن قسم العلوم الغذائية، وربما صادف مروره ذات يوم إلى جوار الدكتور خالد بلقاسمي؛ الذي لن يعرف عنه «أليكسندر» أي شيء سوى أنه مُسلم وأنه من نفس دين الإرهابيين المتطرفين الذين تمتلئ بالحديث عنهم خطابات المرشح الأمريكي للرئاسة والمفُضل لدى «أليكسندر» دونالد ترامب.

يتابع أليكسندر بشغف كبير خطابات ترامب وفي نفس الوقت يجد في نفسه ميلًا كبيرًا لمرشحة اليمين المتطرف في فرنسا «ماريان لوبن» ويهتم بالتوصل إلى أخبارها عن طريق الفيسبوك. تمتلأ نفسه بالخطاب المعادي للاجئين وللمسلمين ويفكر في طريقة للانتقام من كل هذا الذي يراه. يحدد أكبر مسجد في المدينة التي يقطن بها؛ المركز الإسلامي بكيبيك هدفًا له.

لم يكن يُعرف عنه تأييده للعنف كما يقول عنه أحد أصدقائه إلا أنه يحاول القيام بشيء عملّي لأول مرة في حياته.
يستأجر «أليكسندر» في الشهر التالي شقة بالقرب من المسجد مع توأمه؛ وينتقل إليها كي يتفرغ للتخطيط لجريمته بالقرب من مسرحها.

داخل الشقة يتعرف على طرق شراء البندقية اليدوية وكيفية استعمالها، ويحدد الزمان والمكان المناسبين لاستهداف أكبر عدد من هؤلاء المسلمين ويستقر رأيه على صلاة العشاء التي تشهد حشدًا كبيرًا نسبيًا عن باقي الصلوات داخل المسجد بعد عودة جميع المصلين من أشغالهم.

يأتي يوم الأحد 30 يناير (كانون الثاني) وينهض «أليكسندر» في موعد صلاة العشاء مصطحبًا معه سلاحه الآلي ومتجهًا إلى المسجد بينما كان المصلون في صلاة العشاء؛ يدخل «أليكسندر» من خلف ظهورهم ويبدأ في إطلاق النار.


كانت لحظة مهيبة للغاية تلك التي مرّ بها الدكتور خالد أثناء الصلاة إذ تفاجأ بمن يقطع عليه سكينته وقبل أن يدرك أن هذا الشاب هو طالب في نفس جامعته التي يعمل أستاذًا بها وربما مرّ بجواره ذات يوم، تنهال الرصاصات على جسده ذي الستين عامًا من الهجرة والعلم والعقبات، وقبل أن يسقط على الأرض تتداعى أمام عينيه صورة ابنه أمير وزوجته وبلده التي تركها قبل ما يربو على 30 عامًا.

لا يسعفه الزمن في تذكر كل ما مرّ به في رحلته؛ يسقط الدكتور خالد على الأرض قتيلًا ويسقط معه خمسة من المصلين كانوا يجاورونه في الصف بينما يُصاب ثماني مُصلين آخرون. يُسدل الستار على واحدة من أسوأ حوادث القتل الجماعي في تاريخ كندا وتعود زوجة الدكتور خالد هذه المرة إلى المنزل للمرة الأولى بدون زوجها.


«لقد كان شخصًا رائعًا؛ كان يبتسم في وجه كل من يلقاه، وكان يحب تلاميذه المتخرجين من تحت يديه» *كلود ديفور رئيس قسم العلوم الغذائية بجامعة لافال متحدثًا عن الدكتور خالد بلقاسمي.

2- ألمانيا: ممنوع ركوب المحجبات

حين خرجت الطفلة السورية ذات الـ14 عامًا من بلدها عقب اندلاع الحرب لاقت الكثير من الأهوال في رحلة هجرتها، تنقلت من بلد إلى آخر ومن دولة إلى أخرى، عبر البحر مرة والقطار مرة والحافلات مرة، إلى أن وصلت لألمانيا؛ البلد الذي فتح ذراعيه للاجئين السوريين واستقبل منهم مئات الآلاف في العام الماضي.

لم تكتمل تلك الصورة الوردية عند الفتاة التي ظنت أنها هربت من القتل والعنصرية والكراهية؛ وفي يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي ركبت الفتاة القطار الكهربائي الخفيف (الترام) في العاصمة الألمانية برلين. بُعيد ركوبها بلحظات تفاجأت بسائق القطار يعلن عبر مكبرات الصوت أن القطار لن يتحرك إلا حين تنزل منه الفتاة المحجبة التي ركبته للتو؛ انتباتها الدهشة بدرجة كبيرة وتساءلت عن العلاقة بين حجابها وسير القطار، لكن السائق لم بمنحها الوقت للإجابة عن كل هذه التساؤلات ولم يتعاطف معها أحد من الركاب، فأُجبرت الفتاة على النزول من القطار لا لشيء سوى لأن السائق لا يصطحب معه محجبات كما ورد في نص بيان الشرطة الألمانية.

بدأت الشرطة التحقيق في الحادثة وقالت إنها قد ترقى إلى جريمة كراهية على أساس ديني تجاه فتاة لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها، وقالت بيترا ريتزا المتحدثة باسم شركة النقل العام ببرلين أن الشركة ستعيد فحص كاميرات المراقبة والتدقيق فيما حدث من السائق تجاه الفتاة.

3- المجر: المسلمون إما إرهابيون أو مجرمون


عمدة 
© HVIM1920
في الـ28 من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016 سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على قيام عمدة مدينة «أسوثالوم» المجرية بمنع بناء المساجد نهائيًا أو إقامة الأذان وكذلك حظر ارتداء النقاب والبوركيني بهدف الحفاظ على قيم المجتمع المسيحي وتقاليده أمام أي استيطان خارجي حاشد على حد قول عمدة المدينة اليميني المتطرف «لازلو توروزاكي».


تقع المدينة على حدود صربيا وقد شارك عمدتها في عام 2015 في تصوير فيلم قصير يحذر فيه اللاجئين من دخول المجر.


«يواجه المسلمون في المجر كراهية شديدة تعززت بصدور هذا المرسوم» *الجمعية الإسلامية المجرية.


قامت الجمعية بإرسال خطاب إلى رئيس الوزراء المجري «فيكتور أوربان» مطالبة إياه بمعاملتهم باعتبارهم أقلية دينية لها حقوق كفلها لهم الدستور في المجر وباعتبارهم مواطنين يعيشون في هذه البلاد ولا يمكن لهم الهجرة إلى أي بلد آخر.


تزامن قرار المنع مع بدء حملة تصويت على خطة الاتحاد الأوروبي لتقسيم اللاجئين وقالت الجمعية إن شعار الحملة داخل المجر هو أن اللاجئين بصفة عامة والمسلمين تجديدًا هم إما إرهابيون؛ أو مجرمون على حد قول رئيس الجمعية «زولتان بولك».

4- تشابل هيل.. ما فائدة قتل المخالفين لنا في الرأي؟

صباح الأربعاء 11 فبراير (شباط) استيقظت الولايات المتحدة والعالم على جريمة قتل راح ضحيتها زوج وزوجته وأختها بعد أن أطلق متطرف أمريكي النار عليهم فأصابهم برصاصات في الرأس.

ضياء بركات، شاب أمريكي من أصول سورية يدرس طب الأسنان بجامعة «كارولاينا الشمالية» ويبلغ من العمر 23 عامًا، متزوج من يُسر أبو صالحة الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية والتي كانت ستلحق بضياء في دراسة طب الأسنان إلا أن الأمريكي «ستيفن هيكنز» كان له رأي آخر.

كان «ستيفن» جارًا لضياء على مدار أعوام طويلة ولم يلحظ أنه مسلم إلا بعد أن تزوج من يُسر «المحجبة» ومنذ تلك اللحظة اعتاد على التشاكل معه خصوصًا وأنهما يشتركان في موقف واحد للسيارات.

كان ضياء شخصية متسامحة للغاية مساهمًا بقوة في مساعدة الآخرين، إذ زار هو وزوجته مخيمًا للاجئين السوريين في تركيا قُبيل الجريمة كما تُظهر «التغريدات» التي كان ينشرها عر حسابه على موقع «تويتر» والتي كان بينها تغريدة يتسائل فيها ضياء عن الفائدة من قتل المخالفين لنا في الرأي، ويقول: «من السيء للغاية أن نسمع أناسًا يقولون: ينبغي أن نقتل اليهود، أو ينبغي أن نقتل الفلسطينيين، كما لو أن هذا سيحل أي شيء».

إلا أن ضياء لم يكن يدري أن حياته ستتوقف في محطتها الأخيرة بسبب جريمة كراهية من شخص انتظره حتى خرج هو وزوجته وأختها التي تبلغ من العمر 19 عامًا وأطلق الرصاص عليهم ما أودى بحياة الثلاثة جميعًا مرة واحدة في جريمة لاقت الكثير من الشجب والإدانة في المجتمع الأمريكي.

وبرغم أن زوجة المتهم قد أعلنت أن الدافع من القتل كان خلافًا حول أحقية ركن السيارة إلا أن والد ضياء أشار إلى أنها جريمة كراهية وقد فتحت الشرطة الأمريكية تحقيقًا تشير فيه إلى احتمال أن يكون المتهم قام بذلك بدافع من الكراهية تجاه المسلمين.

«الكلمات تعجز عن وصف تلك الإنسانة. كانت عظيمة بمعني الكلمة. اعرف ان الجميع يقولون هذا على أحبائهم بعد الموت رثاءً لهم، ولكنها بالفعل كانت عظيمة» أميرة عطا عن صديقتها يُسر زوجة ضياء.

5- بريطانيا: دماء لطفلين لم يولدا بعد على الأسفلت




مساء يوم الخامس من فبراير (شباط) هذا العام غادرت سيدة بريطانية من أصول صومالية تبلغ من العمر 34 عامًا، منزلها متجهة صوب المسجد القريب من بيتهم. في الطريق وبينما هي تسير بالقرب من المسجد اعترض طريقها فجأة رجل بريطاني يُدعى «ديفيد جالاشر» وبدأ بتوجيه عبارات بذيئة لها. لم تستجب السيدة لشتائمه وواصلت طريقها فقام «ديفيد» بالتعدي عليها باليد وبالركل وبالضرب وبينما كانت المرأة في حالة ذهول وصدمة مما يجري لها، حاول أحد المشاة الدفاع عنها فتعرّض له «ديفيد» وقام بركله وضربه هو الآخر إلى أن سقط أرضًا.

واصل «ديفيد» ضرب المرأة بقدميه واستقرت ركلة منه في أسفل معدتها فسقطت المرأة على الأرض وهي تنزف دمًا غزيرًا. في المستشفى وبعد أن حاول الأطباء علاجها اكتشفوا أن الدماء التي سالت كانت لتوأم في بطن المرأة التي كانت حاملًا بطفلين ولم تكن حتى على علم بذلك.


فقدت السيدة طفليها الذين لم يولدا بعد ونزفتهم دمًا على الطريق فيما اعتبرته الشرطة البريطانية جريمة كراهية تجاه المرأة المسلمة وقامت بالقبض على المتهم وتوجيه تهم التعدي على امرأة بدافع الكراهية والعنصرية الدينية والاعتداء على شخص آخر حاول الدفاع عنها، بينما طالبت عدة أصوات داخل البلاد بتوجيه تهمة القتل للمتهم وذلك لتسببه في قتل التوأم بركل أمهما التي لم تكن على علم بوجودهما في أحشائها.

اجمالي القراءات 2573
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   فتحى احمد ماضى     في   السبت ٢٥ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85046]

الاجرام لا دين له ولا وطن


من المؤكد ان الاجرام والعمل الارهابي لا يمكنك ان تصنفة او ان تعرف له دينا او قومية محددة فالارهابي في اساس انطلاقه للقيام بمثل هذا العمل المخالف لكل القوانين والشرائع وحتى الطبيعة الانسانية عندما يقدم على هذا العمل الاجرامي انما هو اما ان يكون مريضا بالنفس او العقل او ان حياته كانت يائسة بائسة جعلتة يحقد على المجتمع الذي يعيش فيه او انه يعمل ضمن مجموعات اجرامية منظمة ولكن يمكن ان تغلف كل هذه الدوافع الاجرامية عند الشخص بغلام الدين او القومية او العنصرية او ما شابه ذلك فالجرائم ومحاكم التفتيش في اوروبا اثناء العصور الوسطى التي كانت مغلفة بالديانة المسيحية فهل الدين المسيحي يدعوا الى العنف والاجرام مؤكد ان الجواب بالنفي وكذلك المجازر والاجرام الحالي في العالم الاسلامي هل الاسلام يدعوا الى العنف والاجرام مؤكد ايضا ان الجواب بالنفي وكذلك الدين اليهودي لكن كل المجرمين ينتمون في غالبهم اما الى المسيحية اوالاسلام او اليهودية وليس في الديانات ما يدعوا للقتل والعنف الا ما حرف منها بايدي بشرية ..لذلك اقول ان الاجرام لا دين ولا وطن ولا قومية له لذا نحن بحاجة الى نظرة عالمية شمولية تدعوا الى المحبة والتسامح بين الديانات السماوية جميعا وبين بني البشر في كل العالم حتى نقضي على هذه الظاهرة الاجرامية 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more