داعش بوجه جديد يستهدف النساء الليبيات

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٢ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


داعش بوجه جديد يستهدف النساء الليبيات

داعش بوجه جديد يستهدف النساء الليبيات

  • بدأت في ليبيا حملات مدنية في العالمين الافتراضي والواقعي ضد قرار الحاكم العسكري لمنع سفر النساء دون محرم. حيث اُعتبر هذا الأمر مخالفا للدستور الليبي وليس من حق الحاكم العسكري. ويعتبره البعض عودة إلى طريق داعش.

محارم من جميع الأشكال والأسعار

طرابلس – أثار إصدار الحاكم العسكري لمنطقة شمال شرق ليبيا، عبدالرزاق الناظوري، قرارا بمنع سفر المرأة الليبية دون سن الستين سنة من السفر إلى الخارج من غير محرم (من غير رجل قريب لها داخل عائلتها) سجالا كبيرا على الشبكات الاجتماعية.

ونشرت القوات المسلحة الليبية، التي يشرف عليها خليفة حفتر، نسخة من هذا القرار على صفحتها الرسمية بفيسبوك، وقد صدر القرار الخميس 16 فبراير ووقع تعميمه بداية هذا الأسبوع.

وبدأت سلطات مطار الأبرق الدولي، أكبر مطارات المنطقة الجغرافية الرابطة بين درنة وبن جواد، بتطبيق هذا القرار حسب ما أكده مسؤولون داخله وعدد من شهود العيان، فيما لم تصدر تأكيدات بوجود منع في مطار طبرق الدولي.

في الجانب الآخر، أصدر المركز الليبي للإعلام وحرية التعبير، بيانا انتقد فيه القرار، معتبرا أنه يشكّل “انتهاكا واضحا وصريحا لحقوق الإنسان وحقوق المرأة الليبية، ويتعارض مع هويتنا العربية الليبية الإسلامية الأصيلة، وهو يؤدي إلى تضرّر شريحة كبيرة من أبناء الوطن، فضلا عن أنه تقييد لحرية الحركة لشريحة واسعة من الليبيات اللواتي يقمن بإعالة أبنائهن”.

وتابع المركز في بيانه أن ليبيا ألغت قرار منع سفر المرأة من دون محرم عام 2007، أي في عهد معمر القذافي، مضيفا أن إعادة إحياء هذا القرار وبث الحياة فيه من جديد “يتنافيان مع المبادئ المدنية للدولة، ويتناقضان مع التعاليم الإسلامية وقواعد حقوق الإنسان”، مناشدا السلطات بإعادة النظر في القرار.

وأثار القرار الذي حمل الرقم 6 للعام 2017 زوبعة من الاحتجاجات والانتقادات، التي بدأت في العالم الافتراضي وانتقلت إلى أرض الواقع للوقوف ضد تنفيذ ما اعتبره العديد من الليبيين والليبيات “العودة إلى عصر الجاهلية”. وبدأت حملة توقيعات على موقع آفاز لمنع العمل بالقرار.

قرار منع سفر المرأة دون محرم ألغي عام 2007، غير أن الحاكم العسكري أعاد العمل به

كما استخدم الليبيون عبر العالم الافتراضي هاشتاغين منذ بداية الحملة هما: #لا_لمنع_سفر_المرأة_دون_محرم و#wonenTravelBa الذي تجاوز المليون ونصف المليون مشاركة من قبل منظمات وجمعيات عالمـية ومحلية في ليبيا وخارجها.

الناشطة النسوية الليبية زهراء النقي كانت أبرز الذين حملوا لواء هذه الحملة في العالم الافتراضي خاصة تويتر حيث بدأت مع عدد من الجمعيات والمنظمات حملة التغريدات لتعريف الليبيات بحقوقهن ولماذا عليهن رفض القرار.

وكتبت على حسابها على تويتر “أيتها الليبية اعرفي حقك جيدا… قرار الحاكم العسكري بمنعك من السفر إذا كنتِ أقل من الستين عاما دون محرم باطل وجاري الطعن فيه، فدستور الاستقلال الليبي يحفظ حقك في حرية التنقل والسفر”.

من جانبها تؤكد الناشطة مبروكة المسماري أن “القرار باطل حكما، فليس للحاكم العسكري الحق في التدخل في الشؤون المدنية لليبيا، وهذه المسألة هي من مهام لـجنة الأمن القومي في البرلمان، والحاكم العسكري بقراره تجاوز الجميع، وتجاوز وزارة الخارجية، وقانونيا القرار ساقط”.

يذكر أن الحملة كانت تعبيرا عن حراك مدني في ليبيا بشكل خالص، فلم تقف وراءها منظمة أو جهة بعينها، بل كانت نتيجة تحرك شعبي رأى في القرار انتهاكا لحرية المرأة الليبية وحقوقها. واللافت كان عدد المتحمسين ضد القرار من الرجال في ليبيا وخارجها وهم أكثر من النساء، بحسب ناشطات ليبيات.

وغردت إحدى السيدات على تويتر مؤكدة على ضرورة التحرك لوقف القرار قائلة “اليوم طيارتك وبكرا (غدا) سيارتك” في إشارة إلى السعودية التي تمنع فيها المرأة من قيادة السيارة أو السفر دون محرم. كما تم تداول صور لنساء ليبيات عبر التاريخ كان لهن دور رائد في التذكير بحقوق المرأة ومكانتها.

فيما أنتج شاب ليبي أغنية للتهكم على القرار، استخدم فيها لحن الأغنية الشهيرة “Hero” للمغني إنريكيه اغليسيس بعنوان I can be your Muhram bebe ،”يمكنني أن أكون محرمك يا حبيبتي”. ولاقت الأغنية التي حملت على موقع يوتيوب رواجا كبيرا بين الليبيين. وتعتقد الناشطة النسوية الليبية المسماري أن القرار “جاء بضغط من دائرة الأوقاف في ليبيا”.

بيد أن الليبيين ليسوا كلهم ضد القرار، إذ كانت هناك بعض التغريدات، التي تؤيد منع السفر دون محرم، معتبرين أن ذلك تطبيقا للدين والشرع.

في حين سلك البعض أسلوب التهكم حيث غرد أحد الليبين قائلا “للأخوات الراغبات في السفر ولا يملكن محارم، لدينا محارم من جميع الأشكال والأحجام والأسعار..”.

ووفق الناشطة النسوية مبروكة المسماري فإن الحملة مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي وسترافقها تحركات مدنية وقانونية إذ “عقد الأربعاء اجتماع للجنة الأمن القومي في البرلمان مع عدد من الناشطات النسويات في ليبيا لبحث القرار ومناقشة العدول عنه”.

وتضيف المسماري “لقد حُرمت من دخول ليبيا بسبب داعش سابقا وعندما تم دحره في منطقتي لم يعد بإمكاني العودة إلى وطني لأني أعمل خارجه معظم الوقت، لقد انتهينا من داعش ليخلق داعش بشكل آخر”.

اجمالي القراءات 1531
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق