انحياز دراما رمضان ضد المرأة يغضب المنظمات النسائية المرأة في الدراما المصرية شديدة السلبية

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٣ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


انحياز دراما رمضان ضد المرأة يغضب المنظمات النسائية المرأة في الدراما المصرية شديدة السلبية

 
انحياز دراما رمضان ضد المرأة يغضب المنظمات النسائية
المرأة في الدراما المصرية شديدة السلبية كرست نمط المرأة السلعة وكان النصيب الأكبر من القوالب النمطية يتراوح بين امرأة لعوب وأخرى خائنة أو فتاة ليل.
العرب  شيرين الديداموني [نُشر في 03/07/2016، العدد: 10325، ص(20)]
 
صناع الدراما المصرية متهمون بالاستمرار في تشويه صورة المرأة
 
القاهرة – تفاؤل حذر انتاب نشطاء ومنظمات حقوق المرأة في مصر، بعد أن احتلت البطولات النسائية المطلقة مساحة كبيرة من الأعمال الدرامية الرمضانية في العام 2016، ودخول عدد كبير من المبدعات في العملية الدرامية تمثيلاً وتأليفاً وإخراجاً.

واعتبر مراقبون أن هذا التطور سوف يساهم في تحجيم الصورة المغلوطة التي تصدّرها الدراما عن المرأة المصرية، ويصحح الفكرة المبالغ فيها، أو على الأقل يحاول تقريبها من الواقع، أو وضعها في خانة الاستثناء بدل طرحها كنمط سائد.

غير أن ما حدث هو العكس، فالصعود والانتشار الإيجابي للفنانات والمبدعات رافقه صعود صور شديدة السلبية كرست نمط المرأة السلعة، وكان النصيب الأكبر من القوالب النمطية المعلبة والسائدة في الدراما المصرية يتراوح بين امرأة لعوب متعددة العلاقات وأخرى خائنة أو فتاة ليل تلهو وتمرح.

هناك أيضا المرأة المريضة نفسيا، تقابلها المغلوبة على أمرها، أو المتسلطة والنكدية التي تبحث عن المشاكل أو تسببها، وظهرت قاتلة وتاجرة مخدرات، وأحيانا مطلقة وخاطفة للأزواج.

رصدت لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة في مصر، أن المرأة ظهرت بصورة سلبية في العديد من المسلسلات الرمضانية، بنسبة وصـلت إلى 52.4 بالمئة، فيما ظهرت صورة المرأة الإيجابية بنسبة 46.6 بالمئة، بينما كانت الصورة حيادية بنسبة 1 بالمئة.

هذا الأمر دفع حقوقيات ومنظمات نسائية لوصف المسلسلات بالكارثة، وتم اتهام صناع الدراما بالاستمرار في تشويه صورة المرأة، إذ أن أعمالهم غردت خارج سرب المجتمع العربي ككل.

واتهمت بعض المنظمات الدراما بتعمد تقديم صورة مشوهة وسلبية عن المرأة، عززتها مفردات وألفاظ مستخدمة تتنافى مع قيم وأخلاق المصريين، وتنقل للعالم الخارجي صورة منافية تماما لطبيعة المرأة المصرية.

وأكثر الأعمال تركيزا على الصورة السلبية للمرأة بحسب تلك المنظمات كانت مسلسلات “فوق مستوى الشبهات”، و”أبوالبنات”، و”الخانكة”، و”بنات سوبر مان”، و”الأسطورة”، و”أزمة نسب”، و”الكيف”، و”صد رد”، و”الخروج”. كما ازدادت الصورة قتامة بسبب تكرار أدوار المرأة المريضة نفسيا في 4 مسلسلات، بما أوحى أن المصريات يعانين من مرض نفسي، فالفنانة نيللي كريم في مسلسل “سقوط حر” تقتل زوجها وشقيقتها بعد خيانتهما لها وتدخل مستشفى الأمراض العقلية.

بالمثل الفنانة غادة عبدالرازق في “مسلسل الخانكة”، توضع في مستشفى الأمراض العقلية بعدما قام أحد أبناء رجال الأعمال باغتصابها، والفنانة ليلى علوي في مسلسل “هي ودافنشي” كانت تعالج في مصحة نفسية حينما ظهر لها عفريت اسمه دافنشي.

خبراء في علم الاجتماع رأوا أن الغالبية العظمى من النماذج المقدمة هذا العام لا تعكس الواقع الذي تعيشه النساء، وأن المبالغة كانت سائدة في الأعمال الدرامية

لعبت الفنانة يسرا في مسلسل “فوق مستوى الشبهات” دور المريضة نفسيا منذ الصغر التي تعتقد أن كلّ من حولها يكرهونها وينتقمون منها، قبل أن ترتكب سلسلة جرائم بقتل طبيبها ثم توريط صديقتها وقتلها.

خبراء في علم الاجتماع رأوا أن الغالبية العظمى من النماذج المقدمة هذا العام لا تعكس الواقع الذي تعيشه النساء، وأن المبالغة كانت سائدة في الأعمال الدرامية، سواء في إظهار السلبيات أو طرح الإيجابيات. وقالوا إن كل النساء لسن مقهورات يرضين بما يتعرّضن له من عنف وانتهاكات، وجميعهن لا يتاجرن بأجسادهن أو يتفوّهن بألفاظ جارحة، مثلما أن كلهن لا يعشن في حجرات متهالكة أو بيوت فارهة.

أما كتّاب الدراما الذين اهتموا بعرض مشاكل المرأة، فقد طرحوها دون أن يتطرقوا إلى ما يجب أن تكون عليه، فلم يكن هناك عمل فني يطالب بكسر القيود الاجتماعية التي عرقلت مسيرتها أو يدعو لإلغاء أو تعديل القوانين الشخصية المجحفة بحقها.

وأوضحت سامية خضر أستاذة علم النفس والاجتماع بجامعة عين شمس لـ”العرب” أن الدراما الرمضانية شيء مخز، وجردت المرأة من الملامح المصرية الأصيلة، ونادرا ما أظهرتها على أنها شخص فعال في المجتمع.

ورأت خضر أن نسبة غير قليلة من الأعمال الدرامية اتجهت هذا العام إلى “تسليع رخيص” للمرأة، من خلال التحايل للحصول على حقها مستغلة أنوثتها وجمالها، وقد تفشل رغم ذلك وتخسر على جميع المستويات فلا تحقق ذاتها واستقلاليتها ولا استطاعت أن تحتفظ باحترامها لنفسها. لم تستثن خضر من النقد المشاهد الخادشة للحياء والاتجاهات الجنسية الصارخة، والتي أثارت حفيظة الكثير من الأسر، والتي لا تليق بالمرأة المصرية ولا بمشوار كفاحها على مدار العشرات من السنين، ولا خروجها المشرّف في ثورتين متتاليتين مؤخرا.

على النقيض اعترض الناقد الفني محمد حبوشة على الهجوم الذي شنه البعض على الفن والدراما، وقال لـ”العرب” إنه انعكاس لما يحدث في المجتمع، وليس من المقبول أن يقدم أصحاب الأعمال الدرامية الصورة الإيجابية فقط. وأضاف حبوشة أن الفن ينسج الشخصية بشكل منطقي في إطار الأحداث، والفيصل الوحيد في العمل الدرامي هو الأداء التمثيلي وليس طبيعة الدور أو الشخصية.

اجمالي القراءات 2028
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق