لماذا غابت الجماهير عن احتفالات 30 يونيو؟

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠١ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربية


لماذا غابت الجماهير عن احتفالات 30 يونيو؟

تزينت السماء بعروض الطائرات الحربية، واكتست أعمدة الإنارة ووجهات المباني، المطلة على ميدان التحرير، بأعلام مصر وصور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاهد مثيلة شهدتها محافظات متفرقة من الجمهورية، احتفالا بالذكرى الثالثة لـ 30 يونيو.


ففي الوقت الذي تأهبت فيه الدولة للاحتفال بأحداث 30 يونيو، التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي، ونشرت قواتها الشرطية وبعض عناصر القوات المسلحة لتأمين الاحتفالات، ومنحت الموظفين إجازة رسمية، غابت الجماهير والأحزاب عن المشهد، إلا بعدد قليل من المواطنين تجمعوا بميدان التحرير وبعض الميادين بالمحافظات للاحتفال.

سياسيون رأوا  ذهاب بريق 30 يونيو وغياب المواطنين عن الاحتفال به، بسبب إصابتهم بحالة من الإحباط و"الزهق" لعدم تحقيق الهدف منها سوى رحيل جماعة الإخوان عن الحكم، وازدياد الأوضاع سوءا عما كان عليه النظام إبان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، فيما أرجعه آخرون إلى الخوف من الأعمال الإرهابية حال الاحتشاد بالميادين.

أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، أوضح أن أكثر المتشائمين لم يكن يتخيل أن النظام السياسي في مصر يصل إلى هذه الدرجة السيئة حاليا، مشيرا إلى أن الجماهير حين نزلت للميادين في 30 يونيو 2013 حملت عدة مطالب لم يتحقق منها سوى إزاحة الإخوان عن الحكم.

وقال دراج لـ "مصر العربية": "كل شيء بدء يتضح الآن أمام المواطنين، وانتهت قصة أهداف 30 يونيو، وأصبحنا أمام نظام جديد أسوأ من نظام مبارك، أغلق المجال أمام الحريات والتعبير عن الرأي وفشل في كل شيء في البناء والتنمية والسياسة والاقتصاد، وأصبحت مصر في المركز الأول للفساد والقمع".
وتابع: "أن الشعور بفشل النظام والهدف من 30 يونيو تمكن من المواطنين وأصيبوا بحالة من الإحباط وسدة النفس،  وذلك نتيجة تعرضه لصدمتين الأولى حين اختطفت الإخوان الحكم من الثوار، والثانية حين سيطر الجيش على الحكم" -بحد قوله-، مضيفا: "الناس أحوالها سيئة ومستنية الفرج".

ورأى محمد عصمت سيف الدولة، المفكر القومي، أن أبرز ما يمييز الذكرى الثالثة لـ 30 يونيو، هو أنه لم يعد يدافع عنها ويحتفي بها ويحيى ذكراها سوى الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظامه، معتبرا أنها ورقتهم الوحيدة لشرعنة حكمهم أمام المجتمع الدولي.

وأوضح سيف الدولة، على صفحته على "فيسبوك"، أن هناك من يعتبر 30 يونيو مؤامرة منذ اللحظة الأولى، استهدفت إجهاض الثورة بذريعة التصدي للإخوان، وهناك من يراها حركة تصحيح مستقلة، ركبتها وغدرت بها قوى الثورة المضادة ووظفتها لإجهاض الثورة واستعادة مقاليد الحكم وتصفية ومطاردة كل قوى وثوار يناير بما فيهم شركائها في ٣٠ يونيو.

فيما اعتبر سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن غياب المواطنين عن الاحتفالات ظاهرة أصبحت عامة ليس فقط في ذكرى 30 يونيو، موضحا أن الشعب تغير وانتهت القدرة على حشد الجماهير، مرجعا ذلك إلى عدة أسبابها منها خوف المواطنين من تعرضهم لتفجيرات أو أعمال عنف وإرهاب خلال التجمعات، وما وصفه بـ"زهق" الناس من فكرة التظاهرات أيا كان سببها احتفالية أو احتجاجية.

واستطرد: أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة ونزول الجماهير للشارع يمثل عبأ وضغط على قوات الأمن، لذلك من الأفضل أن تكون التجمعات والاحتفالات بأعداد قليلة، مستبعدا أن يكون غياب الجماهير دليل على انهيار أو فشل 30 يونيو، لافتا إلى أنه كان هناك احتفال بالذكرى من خلال الأبواق الإعلامية وخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي.

اجمالي القراءات 2034
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق