مدن عراقية 'تحرر' من سكانها بعد فرار داعش

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٦ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


مدن عراقية 'تحرر' من سكانها بعد فرار داعش

مدن عراقية 'تحرر' من سكانها بعد فرار داعش

 
تحويل مخيمات إلى مدن للمهجرين من أجل منعهم من العودة إلى ديارهم في المدن المحررة من قبضة التنظيم.
العرب  [نُشر في 27/06/2016، العدد: 10319، ص(1)]
 
'شطب الفلوجة من خارطة العراق' وترك سكانها في المخيمات
 
بغداد – يسلط الإعلان الرسمي الحكومي عن إتمام عملية تحرير مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم داعش الضوء على مصير سكانها الذين نزح معظمهم منها. ويخشى أن يلتحق هؤلاء بمَن سبقهم من سكان المدن المحررة في أوقات سابقة، الذين نزحوا ومنعوا بعد ذلك من العودة إلى مدنهم وبالأخص الرمادي وتكريت وعدد من مدن محافظة ديالى.

وقال أحد العاملين لدى الأمم المتحدة إن “عدد النازحين من الفلوجة يقدر بـ83 ألف شخص”، مضيفا أن “الوضع في المخيم مزر للغاية، إذ هناك نقص حاد في الطعام والماء والحمامات والأدوية والخيام”.

وهو ما يعني البقاء تحت طائلة التشرد والنزوح في ظروف تجمع كل منظمات الإغاثة الدولية العاملة في العراق على لا إنسانيتها. ويخشى سياسيون عراقيون أن تكون مخيمات الإيواء المؤقت نواة لإقامة مدن المستقبل بدلا من إعادة إعمار المدن الأصلية التي لحق بها الدمار الكامل من جراء الحرب لتتحول إلى مدن أشباح.

وتزامن إعلان استعادة الفلوجة بالكامل من تنظيم داعش مع تأكيد السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر على دعم بلاده للعراق في حربه ضد تنظيم داعش، بعد لقاءين منفصلين مع رئيس الحكومة حيدر العبادي ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، الأمر الذي يؤكد الدور الإيراني في مخطط أكبر لمنع أهالي المدن السنية العراقية من العودة إلى مدنهم بعد استعادتها من داعش.

ولا تملك الحكومة العراقية الواقعة تحت سطوة الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران حلا واضحا لإعادة المهجرين العراقيين إلى مدنهم. فالحديث عن عودة قريبة للنازحين إلى مدنهم ينبغي أن يكون جزءا من مشروع شامل لإعادة الحياة إلى تلك المدن.

وتؤكد المعطيات المتوفرة في الوقت الراهن أن الحكومة العراقية لا تملك مشروعا من ذلك النوع. وإذا افترضنا أنها قد خططت لمواجهة تلك المسألة فإنها لا تملك المال الكافي الذي تغطي من خلاله تكلفة الإعمار الهائلة.

وقال فلورين نوهوف مراسل صحيفة الصنداي تلغراف إن لاجئي الفلوجة محاصرون في المخيمات وسط الصحراء.

ونقل عن نازحة عراقية من الفلوجة قولها إن “العيش تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية كان مأساة والعيش هنا مأساة أيضا”، مشيرة إلى أنها لا تستطع العودة إلى الفلوجة لأن الجيش العراقي دمر المدينة.

وتبدو المعضلة المالية أقل تأثيرا من الإرادة السياسية التي لا تعمل في اتجاه وطني صحيح. فما كان واضحا من تصريحات زعماء الحشد الشعبي التي سبقت حرب الفلوجة ومهدت لها أن إلغاء المدينة من خارطة العراق السياسية والاجتماعية هو هدف العمليات العسكرية، فهي بالنسبة إليهم جحر الأفاعي والغدة السرطانية التي يجب اقتلاعها.

ومن المتوقع ألا تتعارض سياسة العبادي في ما يتعلق بالمدن المدمرة مع ما ورد في تلك التصريحات، خاصة وأن تلك التصريحات قد تم تدعيمها بمواقف متشددة عبر عنها نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي.

ويذكّر المراقبون بسياسات العزل والتهميش والإقصاء التي مورست في حق سكان تلك المدن في مرحلة ما قبل داعش، لتكوين فكرة عما يمكن أن تكون عليه تلك السياسات في مرحلة ما بعد داعش.

وأكد شهود عيان عمليات تصفية جسدية للهاربين من المدينة على مشارفها من قبل الميليشيات، في جرائم متوقعة في ظل امتلاك الميليشيات حصانة لا تقوى أي جهة حكومية على المساس بها.

وفي السياق نفسه فإن ما يجري في محافظة ديالى وبالأخص في المناطق التي تم طرد داعش منها إنما يؤكد أن إخلاء المناطق ذات الأغلبية السنية من ساكنيها وتهجيرهم يقعان في صلب التفكير السياسي لمرحلة ما بعد داعش. ذلك التفكير الذي يحقق لإيران رغبتها في أن تكون طريقها إلى بغداد سالكة من غير وجود عوائق بشرية مناهضة لسياساتها.

اجمالي القراءات 1769
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق