ممارسات شرطة الأخلاق الزجرية مصدر لسخرية الإيرانيات

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٤ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


ممارسات شرطة الأخلاق الزجرية مصدر لسخرية الإيرانيات

ممارسات شرطة الأخلاق الزجرية مصدر لسخرية الإيرانيات
  • مع اقتراب فصل الصيف، بدأت الشرطة في طهران في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الإيرانيين الذين لا يمتثلون للقوانين التي تتعلق بالزي الإسلامي وبالمظهر الخارجي الخاضع لقيود صارمة تهم النساء بدرجة أولى في إيران، وفي عود على بدء تتجرأ الإيرانيات على التمرد على القانون الذي يختار لهن، بحسب ذوقه، الشكل الذي يجب أن يظهرن عليه ليجدن أنفسهن موقوفات ومعتقلات ويتعرضن للمحاكمة والسجن والإهانة، ولشيوع هذه الممارسات اعتدن عليها وأصبحت مثارا لسخريتهن بدلا من أن تردعهن.
العرب  [نُشر في 04/05/2016، العدد: 10265، ص(12)]
 
أجيال تواقة للحرية
 
طهران - دعمت شرطة الأخلاق النظامية العرفية الإيرانية المكلفة بمراقبة امتثال المواطنين للزي العام القانوني حضورها هذا العام بفيلق يتكون من 7 آلاف من العملاء السريين الذين ينشطون في هذا المجال.
وتفيد الكاتبة دينيز حسن زادي أجيري في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية بأنها من بين النساء اللاتي واكبن السنوات الأولى للجمهورية الإسلامية، ولكن والدتها تتذكر كيف كانت تجتهد لتجنب إعطاء شرطة الآداب أو أي شخص آخر يتبع السلطة الحاكمة، أي ذريعة أو تفاصيل تجعلها في موضع خطأ، وتعرضها لعقوبات بالسجن جراء “الاحتجاجات”، التي كانت شائعة جدا في صفوف المخالفين لقواعد الزي.

وتقول دينيز “في أحد الأيام شديدة الحرارة وفي أوائل الثمانينات كان والداي في طريقهما إلى المعرض الدولي في طهران. وهناك، بينما كانت أختي الكبرى طفلة مستلقية في عربتها، أدارت أمي العجلات لتلج إلى غرفة مليئة بالنساء من اللاتي كن مسؤولات عن التحقق عن مدى امتثال السيدات لقوانين الزي في الجمهورية الإسلامية. كن يطالبن النساء بتثبيت الحجاب على رؤسهن، ويقدمن أنسجة لأخريات لإزالة المكياج من على وجوههن.

ومع مرور الزمن، أصبح جيل الشباب تدريجيا متعودا على شرطة الآداب، التي كانت تعرف آنذاك باسم ‘الكوميته’ وبمجرد أن يلتقيهم المرء، تتكسر موجة الفزع داخله.

وفي أوائل التسعينات، اعتقلت الكوميته أختي وصديقتها في الشارع، كانتا في طريقهما لشراء المثلجات عندما فتحت امرأة كانت ترتدي الشادور الأسود باب شاحنة الشرطة وطلبت منهما الصعود. وبسبب الهلع ركضت أختي وصديقتها باتجاه سيارة أجرة كانت تسير على بعد أمتار قليلة وقفزتا داخلها. وتم إطلاق النار عليهما من الشاحنة التي سرعان ما انحرفت أمام سيارة الأجرة وقطعت الطريق عليها. قفز جنديان من الشاحنة وصوبا بندقيتيهما على السيارة، في حين صرخت المرأة التي كانت ترتدي الشادور و طالبة من أختي وصديقتها الصعود. ففعلتا.

النساء كن يصفقن ويغنين، وهن ينتظرن في الزنزانة الجماعية، وعدد من الموقوفات ضربن بالقوانين عرض الحائط

وتم نقلهما إلى معتقل فوزارا برفقة نساء أخريات معظمهن من الشابات، حيث كان من المقرر تحديد موعد لمحاكمة جماعية. وبعد بضع ساعات، عاد والدي إلى المنزل وبرفقته شقيقتي. كانت أمي مندهشة، في حين كان أبي مضطربا. أما موقف أختي، التي كانت وقتها في المدرسة الثانوية، فقد كان مختلفا جدا.

دخلت منزلنا بابتسامة واسعة على وجهها، وقالت لي إنها كانت ‘تجربة رائعة’. ووصفت لي بحماس كيف كانت النساء يصفقن ويغنين، عندما كن ينتظرن جميعا في الزنزانة الجماعية، وهناك عدد قليل من الموقوفات اللاتي ضربن بالقوانين عرض الحائط، وهن على ما يبدو كثيرا ما يترددن على مركز الاحتجاز.

وفي أوائل الألفية، ذهب والدي مجددا إلى أحد الأقسام التي تقع بالقرب من منزلنا، ليتسلم أختي بعد أن أوقفتها شرطة الآداب مرة أخرى، وللسبب ذاته وهو عدم استجابتها لقواعد الزي في الجمهورية الإسلامية. وفي إحدى الليالي في منتصف الألفية، كنا في طريقنا عائدين من رحلة إلى جبال البرز بالقرب من فيروزكوه، شمال شرق طهران. كنا تسعة بين فتيات وفتيان، فلحق بنا أحد رجال الشرطة على دراجة نارية وطلب منا التوقف. فاستجبنا لذلك، فركن دراجته أمام السيارة ليحبط أي محاولة للهرب. وكشف لنا عن بطاقته قائلا إنه لن يسمح لنا بالمسير أكثر.

هذه مجرد عينة على ما تواجهه النساء في إيران. وفي العديد من المرات، أطلق علينا أعوان اليقظة تسمية ‘عاهرات’ لأني كنت ورفيقاتي نضحك بصوت مرتفع في الشارع، وفي مناسبات عدة طلب منا إنزال أكمام الثوب حتى تحجب سواعدنا، وتغطية شعورنا، والجلوس ‘بشكل مناسب’ في الأماكن العامة.

بعد أن غادرت إيران في أواخر عام 2008، لم أعد أتعرض لمثل هذه المضايقات ولكن صديقاتي اللاتي بقين هناك مازلن يعانين من المضايقات. ومؤخرا قالت لي إحداهن إنه تم إلقاء القبض عليها بجوار منزلها، وتم اقتيادها إلى مركز الشرطة، وتم إعداد فيش خاص بالمشبوهات لها. كانت تضحك دون توقف، قائلة إن الأمر “مضحك جدا” أن يتم اتهامها بـ”ارتداء ملابس غير لائقة”.

وعندما تولى محمود أحمدي نجاد السلطة في عام 2005، كان التحول نحو اتباع طريق محافظ أكثر تشددا أمرا غاية في الوضوح. وكان شهر أغسطس، يمثل موسم زيادة نشاط عناصر شرطة الأخلاق. كانت أعدادهم تتكاثر في فترة وجيزة، وكانوا يلقون القبض على أي شخص، لا يروق لهم ملبسه وشكله.

 
 
 
 
اجمالي القراءات 2362
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق