الحرب في سوريا: جرائم تعذيب وإبادة وبراميل الأسد وداعش وغارات روسية وجوع ينهش في الأجساد

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٩ - فبراير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: بوابة يناير


الحرب في سوريا: جرائم تعذيب وإبادة وبراميل الأسد وداعش وغارات روسية وجوع ينهش في الأجساد

كتبت: سارة الضويني

“مقاومٌ بالثرثرة ممانعٌ بالثرثرة له لماذا يصبح اللسان ابيض مُدَّعٍ.. يصولُ في شوارعِ الشَّامِ كسيفِ عنترة.. يكادُ يلتَّفُ على الجولانِ والقنيطرة.. مقاومٌ لم يرفعِ السِّلاحَ.. لمْ يرسل إلى جولانهِ دبابةً أو طائرةْ.. لم يطلقِ النّار على العدوِ.. لكنْ حينما تكلَّمَ الشّعبُ صحا من نومهِ و صاحَ في رجالهِ مؤامرة ! مؤامرة ! و أعلنَ الحربَ على الشَّعبِ و كانَ ردُّهُ على الكلامِ.. مَجزرةْ”*.

مقالات متعلقة :

مقدمة

سوريا، وجع بحجم دولة، شقيقة عربية تلاقي الأهوال، وتشكو إلي الله صمت دولي، وخذلان عربي مفجع. جل ما أراده السوريون، وقت أن قرروا الخروج علي الحاكم الظالم، بشار الأسد، في ثورة مجيدة، لفت أرجاء سوريا الجريحة من الأسدين، عيش كريم وكرامة إنسانية وعدالة إجتماعية، كباقي ثورات الربيع العربي.

ولكن الأسد الذي لم يرفع سلاحه في وجه العدو الصهيوني الذي احتل بقعة من أرض سوريا رفع السلاح في وجه المتظاهرين السلميين. ودخلت سوريا في صراع طائفي بين العلويين والسنة، وتحولت الساحات السورية التي شهدت هتاف الثوار الأبرار إلي ساحة قتال طائفي مقيت، ودفع الشعب السوري الثمن غالياً، ولم يسلم من جرائم التعذيب والإبادة الجماعية، جرائم حرب سكت عنها المجتمع الدولي الذي يتغني دوماً بحقوق الإنسان، ولا من براميل السفاح الذي مازال متمسكاً بالسلطة، ولا من الغارات الروسية التي لا تفرق بين مدني وغيره، ولا من جوع ينهش الأجساد الطاهرة، أطفال وكبار، رجال ونساء، وشباب، يموتون من الجوع والخذلان.

و”جنيف” تلو الأخري، ومؤتمرات واجتماعات، دون جدوي، فالأسد ونظامه وحزب الله اللبناني يتصارعون مع السعودية السنية والتحالف الأمريكي، وتبقي روسيا التي تغرد بمفردها خارج السرب، تلقي مقاتلاتها، صواريخاً، علي مدنيين وإرهابيين دون تفرقة، في إعلان صريح ببوفاة سوريا الثورة، لتتحول إلي حرب دولية طائفية، وصراع كبير علي من يمتلك الأرض.

“مقاومٌ يفهمُ في الطبِّ كما يفهمُ في السّياسةْ استقال مِن عيادةِ العيونِ كي يعملَ في ” عيادةِ الرئاسة ” فشرَّحَ الشّعبَ.. و باعَ لحمهُ وعظمهُ و قدَّمَ اعتذارهُ لشعبهِ ببالغِ الكياسةْ عذراً لكمْ.. يا أيَّها الشَّعبُ الذي جعلتُ من عظامهِ مداسا عذراً لكم.. يا أيَّها الشَّعبُ الذي سرقتهُ في نوبةِ الحراسةْ عذراً لكم.. يا أيَّها الشَّعبُ الذي طعنتهُ في ظهرهِ في نوبةِ الحراسةْ عذراً.. فإنْ كنتُ أنا “الدكتورَ” في الدِّراسةْ فإنني القصَّابُ و السَّفاحُ.. و القاتلُ بالوراثةْ!”*

جرائم تعذيب وإبادة بسوريا

قالت اللجنة الأممية المشكلة للتحقيق في الانتهاكات في سوريا إن نظام بشار الأسد وجبهة النصرة وتنظيم الدولة ارتكبوا على نطاق واسع جرائم تعذيب وإعدام وإبادة جماعية بحق المعتقلين.

فقد أكد المحققون أن جبهة النصرة وتنظيم الدولة ارتكبا عمليات تعذيب وإعدام جماعية بحق المحتجزين لديهما. وقالت اللجنة إن ما يقلقها هو طبيعة الانتهاكات في سوريا المرتبطة بجرائم الحرب.

وأوضحت اللجنة أن حالات الموت الجماعي في سجون النظام السوري تصل إلى جرائم إبادة جماعية.

ودعا المحققون مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على مسؤولين سوريين لصلتهم بموت أعداد كبيرة من المحتجزين في السجون.

وتوصل المحققون إلى أن محتجزين لدى الحكومة السورية يموتون بشكل جماعي، وأن هذا يصل إلى حد تطبيق الدولة سياسة “إبادة” للسكان المدنيين، وهو ما يعد جريمة ضد الإنسانية.

وقالت إن سجون النظام السوري تشهد إبادة جماعية وعمليات قتل تجري بشكل كبير، ورأت أن هذا الواقع يشكل سياسة للاعتداء على المدنيين.

“أنا مش كاف.. بس الجوع كافر”

هكذا غني لنا زياد الرحباني، يتردد صدي صوته المكلوم مذكراً الإنسانية بأجمعها بمطلب إنساني مشروع، ذهب أدراج الرياح في سوريا.

“جل ما نريد هو هدنة” صوت صادر يتردد من بعيد من بشر فتك بهم “الجوع المر”، وكلما تم الاعلان عن هدنة، اخترقها قوات النظام والميليشيات لتعجز فرق الصليب الأحمر الدولي والمفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن القيام بدورها.

فالمرة الأخيرة التى وصلت فيها المساعدات كانت منذ ثلاثة أشهر، حينها قال موظفو اللجنة الدولية إنهم رأوا الجوع فى أعين السكان، ومنذ ذلك الحين وضحايا “مضايا” لا يأكلون سوى ورق الشجر ولحم القطط. 

“سوريا لم تجع منذ آلاف السنين والآن تموت جوعًا في عهد الأسديين وأذنابهم.. تبًا لهذا العالم السافل”: “الجوع الكافر” كما أسماه أهالي البلدة في لافتاتهم لم يلقَ أذانًا صاغية من الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية، ولم تحمل جولات ديميستورا المكوكية من وإلى دمشق أي جديد لمنكوبي مضايا، ولم ترتقِ هذه الكارثة إلى مستوىً يجعل وكالات الأنباء العالمية تضغط باتجاه إنقاذ ما تبقى من إنسانيتها، يقول ناشطو ريف دمشق.

مجلس الأمن بدوره بدا عاجزاً أمام هول المأساة، إلا أنه أعلن عن عقده جلسة خاصة بشأن المدينة المنكوبة الإثنين المقبل. وذكرت الأمم المتحدة “تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع، ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا”. 

وأوردت مثالًا من مضايا إذ قالت: “وردتنا معلومات في الخامس من يناير 2016 تفيد بوفاة رجل يبلغ من العمر 53 عاماً بسبب الجوع، في حين أن أسرته المكونة من خمسة أشخاص ما زالت تعاني من سوء التغذية الحاد”.

بدوره، قال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، روبرت كولفيل، إن “الوضع رهيب”، لكنه أشار إلى صعوبة التحقق من أعداد الضحايا ومن حجم معاناة سكان مضايا.

كذلك أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 13 شخصًا في انفجار ألغام وضعتها قوات النظام السوري أو برصاص قناصة أثناء محاولتهم مغادرة مضايا لجلب الطعام.

حرب سوريا القاسية، دخلت عامها الخامس الآن، مرت بمشاهد مثل هذه من قبل، ومشاهد أسوأ أيضًا، هذه الصور التي تنشر من قبل النشطاء ترينا أطفالًا يتناولون أوراق الأشجار، فى حين أصبح أقرانهم صرعى، طوى شبح الجوع صفحات طفولتهم البائسة، في انتظار فرج من الله.

 النظام السوري ألقى 5238 برميلاً متفجراً خلال أربعة أشهر فقط

كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان -في تقرير لها اليوم الاثنين- أن النظام السوري ألقى على المحافظات السورية 5238 برميلا متفجرا على الأقل، وذلك منذ بداية التدخل الروسي في 30 سبتمبر 2015.

وذكر التقرير أن البراميل المتفجرة قتلت نحو 189 شخصاً، بينهم 36 طفلاً و26 سيدة، مشيراً إلى أن عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي للنظام السوري خلال يناير الماضي فقط بلغت نحو 1428، منها 1123 برميلاً متفجراً على ريف دمشق، و127 على مدينة حلب، وثمانون على درعا، وسبعون على حمص، و24 على حماة، وبرميلان على اللاذقية والقنيطرة.

وقال تقرير الشبكة إن “القصف خلال الشهر نفسه أدى لمقتل نحو 22 مدنياً -بينهم سبعة أطفال وأربع سيدات- منهم 15 في مدينة حلب، وأربع في درعا، تلاها ريف دمشق بنحو ثلاثة مدنيين”، مضيفاً “تضررت مدرسة واحدة، ومركز للدفاع مدني”.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن الجهة الوحيدة التي تمتلك طيراناً حربياً ومروحياً هي النظام الحاكم، لكنه ينكر إلقاء البراميل المتفجرة كإنكاره مختلف أنواع الانتهاكات الأخرى، في ظل استمرار منع دخول لجنة التحقيق الدولية، وحظر المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية ووسائل الإعلام المستقلة.

وأوضح التقرير نفسه أنه “تم في بعض الحالات توثيق استخدام القوات الحكومية براميل متفجرة تحتوي على غازات سامة، مما يعتبر ذلك خرقاً لقراري مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في الـ27 من سبتمبر 2013، ورقم 2209 الصادر في السادس من مايو 2015”.

وذكرت الشبكة أن عمليات الرصد والتوثيق اليومية التي تقوم بها أثبتت “بلا أدنى شك أن النظام السوري مستمر في قتل وتدمير سوريا من خلال إلقاء مئات البراميل المتفجرة، وهذا ما يخالف تصريح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الذي أكد أن النظام السوري توقف عن استخدام البراميل المتفجرة”.

وأوصى تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان مجلس الأمن بالعمل على التنفيذ الجدي للقرارات الصادرة عنه بعدما تحولت لمجرد حبر على ورق، مما أفقده كامل مصداقيته ومشروعية وجوده.

كما طالب التقرير بـ”فرض حظر أسلحة على الحكومة السورية، وملاحقة جميع من يقومون بعمليات تزويدها بالمال والسلاح، نظرا لخطر استخدامها في جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.

روسيا تكثف غاراتها والائتلاف المعارض يتهمها بتنفيذ إبادة

كثف الطيران الحربي الروسي غاراته على حلب وريفها وإدلب شمال سوريا، بعد يوم من قصف عنيف نفذه على ريف دمشق دعما لقوات النظام.

وأثارت الغارات الروسية على ريف دمشق ردود فعل غاضبة حيث اتهم الائتلاف الوطني السوري موسكو بتنفيذ “مشروع إبادة جماعية”، في حين ندد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بتلك “الهجمات العشوائية” وبقصف المعارضة أحياء في العاصمة السورية واعتبرها “غير مقبولة”.

وفي أحدث الغارات الروسية، أفاد ناشطون بسقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى في قصف جوي استهدف معرة النعمان بريف إدلب.

كما قتل مدنيان على الأقل وأصيب آخرون في غارات روسية استهدفت عدة أحياء بمدينة حلب. وشمل القصف -حسب مراسل الجزيرة- أحياء المرجة وكرم الطراب والجزماتي وحي الفردوس.

في المقابل ذكرت حركة أحرار الشام الإسلامية عبر حسابها بموقع تويتر أنها قصفت المراكز والطائرات الروسية في مطار حميميم بجبلة وقمة النبي يونس في ريف اللاذقية بصواريخ “جراد”.

واعتبر هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن روسيا “بغاراتها الوحشية” على المدن السورية وخاصة مدينة دوما بريف دمشق أمس الأحد، تنفذ “مشروع إبادة جماعية” باتباع ما وصفها “بإستراتيجية الإجرام والإرهاب الممنهج ضد المدنيين”.

وفي هذا السياق أوضح مروة أن “المجازر الروسية” تنسجم مع أسلوب نظام بشار الأسد في التعامل مع أي خطوات سياسية أو دبلوماسية تتحرك على طريق الحل السياسي، حيث يسعى الروس من خلالها للرد على مخرجات مؤتمر المعارضة الموسع في الرياض، وخلط الأوراق من خلال ارتكاب المزيد من المجازر واستعمالها للتغطية على الهروب المتعمد من تلبية الاستحقاقات الدولية، بحسب القيادي المعارض.

وفي نفس الإطار اعتبر ستيفن أوبراين نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية اليوم الاثنين أن “الهجمات العشوائية” أمس الأحد على مدرسة في مدينة دوما، معقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق، وعلى أحياء سكنية في العاصمة السورية، “غير مقبولة”.

أوروبا وأزمة لاجئين غير مسبوقة

الأزمة تتفاقم يوماً بعد الآخر، ويبدو أن الاتحاد الأوروبي يمر بأزمة “عنيفة” بسبب “فشله” الواضح في التعامل مع قضية المهاجرين إلي أوروبا. وتُعقد الإجتماعات الطارئة لوضع آلية “مستديمة وثابتة” لإعادة توطين اللاجئين في الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد. لا مفر إذاً من حل هذه القضية بعد أن فشل العالم في حل الأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع.

وتزايد عدد الفارين للنجاة بحياتهم من الخراب والدمار الذي لحق بسوريا في ظل صراع بين السلطة والمعارضين المسلحين والمتطرفين من “داعش” الإرهابية وقوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.

وقد انتشرت في الصحف العالمية صور للاجئين سوريين غرقي في مياه البحر المتوسط آخرها صورة ذلك الطفل الصغير التي هزت العالم. ومن ثم، وجد الاتحاد الأوروبي نفسه في مأزق فقد دعت كل المنظمات المجتمع الدولي وخاصة أوروبا بالتعامل “الإنساني” مع اللاجئين من خلال تيسير الطرق القانونية للهجرة أو البت السريع في طلبات اللجوء.

 مشكلة النزوح تطارد السوريين

طالب ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية النظام السوري “بضرورة الوقف الفوري للقتال”، معرباً عن قلقه بشأن نزوح آلاف المدنيين جراء الاشتباكات العنيفة والقصف الجوي. يأتي ذلك بينما قال مسؤولون إن واشنطن تكثف جهودها لوقف إطلاق النار في سوريا.

ودعا أوبراين -وهو منسق شؤون الإغاثة الطارئة- الأطراف المتحاربة إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال التي تؤدي إلى إزهاق أرواح المدنيين، والسماح لهم بالتحرك والانتقال إلى مناطق أكثر أمنًا، والامتناع عن استهداف البنية التحتية.

ونقلت وكالة الأناضول عن أوبراين دعوته في بيان صحفي النظام السوري إلى ضرورة “الامتثال الكامل لقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بشأن حماية المدنيين في سوريا، والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول الآمن وغير المشروط إلى جميع الأشخاص المحتاجين في البلاد”.

وأعرب أوبراين عن قلقه البالغ إزاء تقارير أفادت بنزوح أكثر من ثلاثين ألفاً من المدنيين الأسبوع الماضي، جراء الاشتباكات العنيفة والقصف الجوي من قبل الحكومة السورية والقوات المتحالفة والجماعات المسلحة، لافتا إلى أن “نحو 80% من النازحين نساء وأطفال”. ونزح نحو سبعين ألف شخص من مناطق مختلفة في محافظة حلب شمالي سوريا، جراء القصف العنيف المستمر الذي بدأته المقاتلات الروسية والنظام السوري وقواته منذ الأسبوع الماضي، على المدن والبلدات الواقعة شمالي المحافظة.

جهود أميركية لوضع حد للصراع.. ولكن هيهات!

على صعيد مواز، قال مسؤولون أميركيون إن وزير الخارجية جون كيري سيسعى للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا وتقديم مساعدات للمدنيين، وذلك قبيل اجتماع مهم فيميونيخ هذا الأسبوع مع محاولته إبقاء عملية السلام الهشة في مسارها.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الحكومة الأميركية قوله “يعتقد كيري أنه إذا تمكنا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار وجرى تسليم المزيد من المساعدات.. فيمكن تحقيق تقدم دبلوماسي آخر”، إلا أنه أقر بصعوبة استمرار الحوار في وقت يتعرض فيه الناس للقتل والتجويع حتى الموت.

وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي عبرت فيه شخصيات من المعارضة السورية ودبلوماسيون غربيون ومحللون عن القلق من أن جهود السلام تكاد تفشل بسبب الحملة العسكرية الروسية التي دعمت قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على السلطة.

 

الفشل يلاحق مفاوضات جنيف

يبدو أن هذا التصور حول مستقبل سوريا مجرد وهم، وأنه لا يوجد تصور من الأساس، وأن هذه المتاهة لا خروج منها، فلا تنتهي المفاوضات، ولا تنتهي الحرب، والدليل انهيار مفاوضات “جنيف 3” غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية. فقد خرج الجميع من المحادثات خالي الوفاض، على أمل أن تحدث معجزة ما سواء في مؤتمر المانحين في لندن، أو مؤتمر ميونيخ للسلام، أو الموعد الجديد الذي حدده ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لمحادثات جديدة في 25 فبراير الحالي.

اتهامات متبادلة بين الحكومة السورية والمعارضة بإفشال المحادثات، على الرغم من أن الاثنين لم يجلسا معا على مائدة واحدة ولم يلتقيا وجها لوجه طوال الأسبوع الماضي.

والمعارضة تعلن تمسكها بمطالبها المتمثلة بوقف القصف ورفع الحصار عن 15 مدينة سورية والإفراج عن المعتقلين، بينما بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي السورى يؤكد أن “الشروط المسبقة” للمعارضة هي التي أفشلت المفاوضات، بالإضافة إلى رفضها الانخراط في أي محادثات جدية، فضلاً عن أنه لم يصدر عنها إدانة لحادث “السيدة زينب” الذي استهدف الشيعة.

والحقيقة أن هناك عدة عوامل ملموسة تقف وراء هذا الفشل، في مقدمتها انقسام الدول حول التعامل مع الملف السوري إلى كتلتين: الأولى تتمثل في أمريكا وحلفائها، والثانية روسيا والحكومة السورية، ولكل رؤيته للصراع ومدى تدخله فيه، ومدى قدرته على حسمه.

الصراع أو الحرب الباردة بين القوتين الكبيرتين يظهر واضحاً في تدهور العلاقات بين روسيا وتركيا، حيث تحتمي الأخيرة بالغرب ممثلاً في حلف شمال الأطلسي”الناتو”.

الفوضى سيطرت على مفاوضات جنيف، كما أعلن مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، والجميع يرفع شعار “البحث عن حسن النوايا لدى الآخر”، دون نية جدية لإنهاء معاناة السوريين مع اقتراب الذكرى الخامسة من اندلاع هذا الصراع في مارس القادم.

السعودية تعلن عن نيتها إدخال قوات برية لسوريا… ضربة أخري في الجسد السوري

كشف مصدران سعوديان مطلعان على خطط المملكة للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها لمكافحة تنظيم “داعش” في سوريا، لشبكة سي إن إن، أن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديين مع قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل المملكة حالياً.

والتزمت المغرب بإرسال قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.

وشدد السعوديون سابقاً على أن الغارات الجوية وحدها لن تهزم “داعش”، كما يرى السعوديون أنه عندما يُهزم التنظيم يُمكن لهذه القوة المشتركة أن تقوم بإعادة التوازن لساحة القتال ونشر السلام.

وتعتقد المملكة أن مارس القادم سيكون أنسب وقت لبداية التدريبات العسكرية، لأن السعودية تتوقع السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء قريباً.

يبدو أن العنف في سوريا أصبح “متجذراً” وأن الصراع يتفاقم بشكل غير مسبوق، حيث أن الأطراف المتصارعة علي الأرض قد خصلت علي دعم مادي وعسكري يسمح لهم بالاستمرار في التقاتل لعدة سنوات، ولا يبدو أن هناك نصر وشيد لأي من هذه الأطراف. إن تجاهل العالم لهذا الصراع الدائر أدي بشكل كبير إلي ظهور أزمة المهاجرين السوريين. وأبدت ألمانيا الشهر الماضي مرونة في تعاملها مع اللاجئين، بعد تأزم مشكلة اللاجئين السوريين، وبدأت بقبول طلبات الواصلين إلى أراضيها، بطرق غير شرعية من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

الأزمة تتصاعد وتتشابك ولا ضحية إلا هؤلاء الفارين بأعمراهم وأسرهم بحثاً عن مكان للعيش بكرامة دون اعتقال أو تعذيب أو اضطهاد أو اساءة كما يحدث معهم في الدول العربية التي استقبلتهم والتي يتم التنكيل بهم فيها بمنتهي القسوة خاصة في “مصر” و”الأردن”.

البحر من أمامكم والعدو من ورائكم والتنكيل والقهر وسوء المعاملة في دول جيران عرب ومسلمين فلم يعد يبقي غير الهرب إلي أوروبا بكل ما سيواجهونه من مشاكل من أجل حق أصيل هو “الحياة” أو الموت غرقاً.

“لا تبكِ يا سوريّةْ لا تعلني الحدادَ فوقَ جسدِ الضحيَّة لا تلثمي الجرحَ و لا تنتزعي الشّظيّةْ القطرةُ الأولى مِنَ الدَّمِ الذي نزفتهِ ستحسمُ القضيّةْ قفي على رجليكِ يا ميسونَ..

يا بنتَ بني أميّةْ قفي كسنديانةٍ.. في وجهِ كلِّ طلقةٍ و كلِّ بندقية قفي كأي وردةٍ حزينةٍ.. تطلعُ فوقَ شرفةٍ شاميّةْ و أعلني الصرَّخةَ في وجوههمْ حريّة و أعلني الصَّرخةَ في وجوههمْ حريّةْ”*.

(*): شعر لسوريين لدي إنطلاق الثورة قبل تحولها إلي حرب دولية
 

اجمالي القراءات 2338
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق