إندبندنت: مقتل ريجيني دليل على وحشية نظام السيسي

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٧ - فبراير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربية


 إندبندنت: مقتل ريجيني دليل على وحشية نظام السيسي

تحت عنوان "الربيع العربي في مصر يتحول إلى شتاء من الخوف والتعذيب" نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا سلطت فيه الضوء على حادثة قتل طالب الدراسات العليا اﻹيطالي "جوليو ريجيني" التي وصفها البعض بـ"المروعة"، وهو ما يركز "بشكل كبير على وحشية نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومستويات القمع التي ينتهجها بحجة الاستقرار".
وقالت الصحيفة في تقرير نشر اليوم اﻷحد: عندما تتحدث عناوين الصحف في مصر هذه اﻷيام، فإنها عادة ما تكون نفس اﻷحداث، سوريا والعراق، أو الهجمات اﻹرهابية التي يشنها تنظيم الدولة اﻹسلامية المعروف إعلاميا "بداعش"، ولكن تدمير طائرة ركاب روسية فوق سيناء، ربما جراء انفجار، هيمن بشكل أقل على عناوين الصحف خلال الفترة الماضية".

مقالات متعلقة :

وما يحدث من قمع داخلي فلا يحظى باهتمام يذكر -البعض يقول- إنه أسوأ من أيام الرئيس السابق حسني مبارك.

وأضافت :" وفاة الطالب الإيطالي -ذلك الجسم المنهمك الذي اكتشف في القاهرة مساء الأربعاء- يجب أن يتحدى عادة الصحف، فليس هناك شك في أن جوليو ريجيني طالب دكتوراه البالغ من العمر 28 عاما بجامعة كامبردج، توفي بشكل مروع، فريجيني اختفى حينما كان في طريقه إلى حفلة عيد ميلاد في وسط القاهرة قبل نحو أسبوعين، وعثر على جثته في نهاية المطاف بحفرة في الضواحي".

وأشار مسئول رفيع المستوى في الشرطة إلى أن الوفاة جراء حادث سيارة، ولكن العلامات التي كانت على الجثة، ومن بينها حرق السجائر، تؤكد أن الطالب تعرض للتعذيب، حيث كان يوجد على جثته آثار ضرب على أذنيه، وكان عاريا من اﻷسفل. بحسب تقارير محلية.

وقالت النيابة: إن" ريجيني تعرض للموت البطيء، وهي الملاحظة التي أدت إلى تكهنات بأن القاتل أو القتلة كانوا يحاولون استخراج المعلومات".

الدراسة التي كان يعدها الطالب عن النقابات العمالية المصرية في أعقاب الربيع العربي تبدو غير ضارة، لكنها جعلته على اتصال مع معارضي الحكومة التي شنت حملة شرسة على كل ما يخص منظمات المجتمع المدني.

وحتى قبل قتل ريجيني، قال الطالب: إن طلاب دراسات عليا مصريين نصحوه بضرورة تغيير موضوع بحثه حتى يبقى في أمان، والخميس الماضي قالت الصحيفة التي يعمل لديها ريجيني -المانيفستو- إنه طالب بعدم وضعه اسمه على المقالات لحماية نفسه، الآن يبدو أنه قتل وهناك مخاوف على سلامة الناشطين الذين كانوا على اتصال معه. بحسب الصحيفة.

وأوضحت الصحيفة: "في حين لم تستبعد إمكانية أن يكون دوافع القتل سرقة أو عملية خطف فاشلة، فإن منتقدي حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي يشيرون إلى أن ما حدث لريجيني أبعد ما يكون عن المتوقع".

عبد الفتاح السيسي ظلت حكومته سريعة الغضب وخاصة في الفترة التي تسبق الذكرى السنوية لثورة 25 يناير 2011، وفي مساء الذكرى السنوية اختفى ريجيني في القاهرة وسط حضور قوي للشرطة.

وبعد ثلاثة أيام من اختفاء ريجيني، قال موقع إخباري مصري إن الشرطة ألقت القبض على العشرات من المصريين والأجانب في الجيزة خلال عملية ضد "الهاربين والمخالفين".

وتساءلت الصحيفة ماذا يحدث للأفراد الذين يتم القبض عليهم خلال هذه النوع من الحملات اﻷمنية، -وبحسب منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش وغيرها من الجماعات الحقوقية - يكون التعذيب والضرب وغيرها من الانتهاكات.

وفي ديسمبر الماضي، قبل أسابيع فقط من اختفاء ريجيني، نشرت اللجنة المصرية للحقوق والحريات تقريرا صادما عن حالات الاختفاء القسري، وذلك بعد الحديث مع الضحايا وأسرهم والمحامين، ووثقت 340 حالة خلال ثلاثة أشهر فقط بين أغسطس ونوفمبر من العام الماضي، بمعدل ثلاث حالات يوميا.
ووصف الضحايا الذين أفرج عنهم في وقت لاحق أنواع التعذيب المختلفة، وتشمل الصدمات الكهربائية والتعليق من اليدين والتهديد بالاعتداء الجنسي.
وتقول اللجنة إن الحكومة هي من تتحمل مسئولية هذه الانتهاكات، متهمة إياها بالسماح لضباط أمن الدولة بتعذيب الناس والإفلات من العقاب، ويقول نظام الرئيس السيسي إنه يستخدم هذه اﻷساليب للقبض على الإرهابيين الذين يهددون أمن الدولة، لكن العديد من الناس الذين تعرضوا للتعذيب لا علاقة لهم باﻹرهاب أو ﻷنهم أعضاء بجماعة اﻹخوان المسلمين.
شادي حامد، زميل بارز في مركز دراسات الشرق الأوسط في واشنطن، أشار إلى: "المنظمات غير الحكومية تتفق على أن مستويات القمع مرتفعة بشكل غير عادي، وربما لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر الحديث، حيث يتم توجيه القمع ضد جميع الأطراف والقوى السياسية الذين يتحدون النظام بصورة مباشرة، بما في ذلك الشباب الثوريون".

وأضاف:" الواقع الذي تعيشه البلاد وشبابها حاليا عكس الآمال الكبيرة التي ولدت مع التظاهرات التي شهدها ميدان التحرير خلال ثورة 2011، وهذا يعيد نفس اﻷخطاء التي ارتكبها حلفاء مصر الغربيون مع اﻷنظمة المتشددة الأخرى في الشرق الأوسط، حينما برروا مستويات القمع التي ترتكبها الدولة باسم الاستقرار".

وخلال زيارة إلى القاهرة الصيف الماضي، حذر وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري من أن انتهاكات حقوق الإنسان قد تقوض جهود مكافحة الإرهاب، وذلك بعد أيام فقط من إعلان واشنطن أنها ستقدم ثماني طائرات مقاتلة من طراز F-16 لمصر كجزء من المعونة السنوية.
وأظهر تقرير التشريح اﻷولى لريجيني أنه مات جراء نزيف في الدماغ إثر ضربات على الرأس، وهو الاكتشاف  الذي لا يضيف جديدا لتبديد الغموض حول اختفائه. بحسب الصحيفة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول:" إن وفاة شاب ذكي وأنيق مأساة لأصدقائه وعائلته، خاصة أنه ليس لديه أي انتماء سياسي وهذا لا يمكن تجاهله، فالشكوك حول دور الأجهزة الأمنية شهادة على جو الخوف والقلق الذي يؤرق المجتمع المدني في مصر، بعد خمس سنوات من ثورة توقع الكثير أن تغير كل شيء إلى اﻷفضل".

اجمالي القراءات 2233
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق