انقسام حاد في العراق بشأن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٥ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


انقسام حاد في العراق بشأن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب

انقسام حاد في العراق بشأن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب
  • سنّة العراق المكتوون بإرهاب مزدوج من داعش والميليشيات يرون في التحالف العسكري الإسلامي المشكّل بقيادة السعودية بارقة أمل، فيما قادة الأحزاب والميليشيات الشيعية يخشون أن يسحب التحالف الجديد البساط من تحت أقدام حليفتهم وداعمتهم الأولى إيران.
العرب  [نُشر في 16/12/2015، العدد: 10129، ص(3)]
 
حق لهم أن يقلقوا
 
بغداد - عكس الموقف من التحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنت المملكة العربية السعودي تشكيله لمواجهة الإرهاب، مجدّدا الانقسام السياسي الحاد داخل العراق، واستناد ذلك الانقسام إلى أسس طائفية وخضوعه لسياسة المحاور التي تزداد ملامحها وضوحا في البلد.

وظهر بجلاء موقفان بارزان من الخطوة التي أعلنتها السعودية: موقف القوى السياسية ذات المرجعية السنية التي رحّبت بالتحالف الجديد ودعت إلى ضم العراق إليه، والقوى ذات المرجعية الشيعية التي هاجمته وانتقدته بعنف.

ولم تغب الصراعات الإقليمية عن خلفية المواقف السياسية من التحالف الجديد الذي ضمّ تركيا فيما استبعد إيران التي ردّ أنصارها داخل العراق بحدّة على التحالف واتهموه بـ”الطائفية”.

وكانت السعودية قد أعلنت بشكل مفاجئ في ساعة متأخرة من ليل الاثنين-الثلاثاء تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 34 دولة أبرزها الإمارات والمغرب وتركيا ومصر وباكستان، بهدف محاربة الإرهاب.

ولم يضم التحالف الذي سينشئ مركز عمليات مشتركا في الرياض، كلا من إيران والعراق وسوريا.

وأشار ولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي، الأمير محمّد بن سلمان عقب الإعلان عن تشكيل التحالف الجديد إلى أن محاربة الإرهاب لن تقتصر على تنظيم داعش، قائلا في مؤتمر صحفي “أي منظمة إرهابية تظهر أمامنا، سوف نعمل ونتخذ إجراءات لمحاربتها”.

ويفسّر هذا المعطى الأخير جزئيا حدّة هجوم قوى سياسية شيعية عراقية على التحالف، ذلك أن السعودية تضع حزب الله اللبناني الموالي لإيران والذي له امتدادات وتشابكات مع ميليشيات شيعية في الداخل العراقي على قائمة التنظيمات الإرهابية.

وفي العراق ذاته يطالب الكثير من العراقيين بمعاملة الميليشيات معاملة التنظيمات الإرهابية بالنظر إلى أنشطتها المخلّة بالقوانين وارتكاب الكثير منها جرائم تتراوح بين الخطف والقتل ونهب الأموال والممتلكات.

ويرى سنّة العراق أنفسهم ضحايا إرهاب مضاعف: إرهاب داعش الذي طال مناطقهم بشكل رئيسي، وإرهاب الميليشيات المنخرطة في حرب داعش، والتي لا تتردد في معاقبة أبناء المناطق السنية بتهمة احتضانهم التنظيم المتشدّد والتعاطف معه.

ويدعو الكثير من العراقيين إلى نزع زمام الحرب على داعش من يد الميليشيات غير المنضبطة. ومن هذا المنطلق يشكّل تأسيس تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب بارقة أمل لسنّة العراق.

وعلى هذه الخلفية طالبت كتلة اتحاد القوى التي تمثل الكتل السنية في البرلمان العراقي، أمس، حكومة بغداد بضم العراق إلى التحالف الجديد، معتبرة أنّه “يمثل ضمانة حقيقية للقضاء على الإرهاب نهائيا وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وقال رئيس الكتلة أحمد المساري في بيان “نحيي الإعلان عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمواجهة التنظميات الارهابية في المنطقة وفي مقدمتها تنظيم داعش الارهابي”، مبينا أن “إعلان 34 دولة عربية وإسلامية في مقدمتها السعودية وتركيا وباكستان تشكيلها لتحالف يتصدى لكل أشكال الإرهاب وألوانه يمثل استجابة واعية من قبل تلك الدول”.

وطالب المساري الحكومة العراقية بـ”الانضمام إلى هذا التحالف نظرا لما يعانيه العراق جرّاء الممارسات الإرهابية لعصابات داعش التي تحتل مساحات شاسعة من أراضيه واستخدام الإرهاب ذريعة للتدخل في شؤونه الداخلية وانتهاك سيادته”.

كذلك رحب عضو المكتب السياسي لتحالف القوى حيدر الملا بإعلان التحالف العسكري الإسلامي، داعيا الحكومة العراقية إلى “استثمار لحظة الإدراك الإقليمي والدولي لمخاطر الإرهاب كونه أصبح يشكل تهديدا حقيقيا للأمن والسلم العالمي”، ومشدّدا على ضرورة “الابتعاد عن إقحام العراق في صراع المحاور الدائر بالمنطقة، كونه سيضعف الجبهة الداخلية بالشكل الذي ينعكس سلبا على واقع المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي”.

وانضم ائتلاف متحدون للإصلاح بقيادة النائب السابق لرئيس الجمهورية أسامة النجيفي إلى موقف اتحاد القوى في دعوة الحكومة إلى “الانضمام الفوري” للتحالف العسكري الإسلامي.

وقال الائتلاف في بيان إن “ائتلاف متحدون يرى في التحالف العسكري الإسلامي، الذي أعلنت المملكة العربية السعودية عنه، ردا إيجابيا على استفحال الإرهاب وتشويه قيم الإسلام السمحاء”، موضحا أنه “يحشد الطاقات الإسلامية وبخاصة العسكرية منها، ويؤكد أيضا على محاربة الجانب الفكري المظلم الذي تشيعه داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى”.

وفي موقف معاكس تماما لموقف اتحاد القوى ومتحدون، وصف رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي والذي ينتمي للتيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، التحالف الذي شكلته السعودية بـ”الطائفي”، قائلا إنّه “لا يمثل الإسلام”.

كما وصفت فردوس العوادي النائبة عن ائتلاف دولة القانون الذي يقوده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التحالف العسكري الإسلامي بـ”البدعة”.

والمالكي الذي يقود أيضا حزب الدعوة الإسلامية الحاكم، تحوّل إلى أحد أكبر حلفاء إيران في العراق، فيما يعلن نفسه عدوا للمملكة العربية السعودية عبر تكراره اتهامها بمساندة الإرهاب.

وقالت العوادي في بيان إن “ما خرجت به السعودية وإعلانها عن تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب مقره الرياض، هو بدعة جديدة”، متسائلة “أي إرهاب سيبدأ هذا التحالف المزعوم بمحاربته. هل هو إرهاب داعش الذي يذبح الأطفال ويهتك النساء ويبقر البطون ويأكل القلوب والأكباد ويتاجر بالأعضاء البشرية، أم هو إرهاب القاعدة، أم إرهاب بوكو حرام في نيجيريا”.

اجمالي القراءات 2774
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق