إعدام شاعر فلسطينى بالسعودية الوهابية .. من أين يأتي داعش بفكره

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٤ - نوفمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


إعدام شاعر فلسطينى بالسعودية الوهابية .. من أين يأتي داعش بفكره

إعدام شاعر.. من أين يأتي داعش بفكره
  • غضب على المواقع الاجتماعية بسبب الحكم على شاعر بالإعدام في السعودية على خلفية قصيدة كتبها عام 2008، وربط المغردون بين ظهور داعش وهذا الفكر المتحجر الذي ينصب رجل دين قاضيا على أديب ليقطع رأسه متى أراد.
العرب  [نُشر في 25/11/2015، العدد: 10108، ص(19)]
 
في انتظار العفو
 
الرياض- ضجت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التضامن مع الشاعر أشرف فياض المولود في السعودية من أصول فلسطينية بعد إصدار محكمة سعودية الثلاثاء 17 نوفمبر حكما بإعدامه بتهمة الترويج لأفكار إلحادية و“التحرش” بالذات الإلهية.

واستندت إدانة فياض إلى أقوال شاهد قال إنه سمع المتهم “يسب الله والرسول والسعودية”، كما استندت الأدلة إلى ما ورد في ديوان لفياض صدر منذ سنوات.

وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية في السعودية) قد اعتقلت الشاعر أشرف فياض مطلع يناير 2014، في مدينة أبها، جنوب غرب السعودية، على خلفية نشره ديوان شعر عام 2008، بعنوان “التعليمات بالداخل”.

ومن السعودية، وفي مقال نشر الاثنين على الموقع الالكتروني لصحيفة الوطن، تساءل الإعلامي السعودي قينان الغامدي عن دوافع إصدار حكم بالإعدام كهذا، وقال: “أشرف فياض شاعر مبدع فلسطيني من مواليد المملكة، وأسرته تقيم هنا في السعودية، منذ أكثر من خمسين عاماً، هذا الشاعر، حكم عليه بالإعدام تعزيراً، في أبها، فما السبب؟”

في الواقع، يبدو أن فياض نفسه يجهل السبب الحقيقي للحكم الصادر بحقه. فوفقا لصحيفة الغارديان البريطانية، وصف فياض ديوانه "التعليمات بالداخل"، والذي اُتهم بسببه بالإلحاد، بأنه يدور حوله “كلاجئ فلسطيني وحول أشياء ثقافية وفلسفية أخرى. لكن إسلاميين متطرفين أولوه على أنه يتضمن أفكاراً معادية للذات الإلهية” وناشد الغامدي الملك سلمان العفو عنه قائلا: “أرجوك أن توقفه (الحكم) وتدرأ عن المملكة مثل هذه الأمور، التي تنخر سمعتها عالمياً”.

وقال معلق إن القضية ليست قضية أشرف فياض فقط، بل قضية المئات والآلاف من الذين يمكن أن تزهق أرواحهم وتضيع أسرهم بسبب شكوى أو شبهة لا يتم التيقن من صحتها! وتساءلت ميساء العامودي “هل أشرف فياض أخطر من داعش؟”، مذكرة برائف بدوي وعلاء برنجي، وغيرهما كحمزة كشغري وتركي الحمد ومحمد سلامة.

وكتب عبدالله بن عباد “قصة #أشرف_فياض وقبله قصة #رائف_بدوي تغنياننا عن الحديث عن داعش وتفجيرات باريس، وكل كلام التسامح والسلام”. من جانبه كتب عبدالرحمن اللاحم “لم نسمع أن قصيدة فجرت مسجدا أو مجمعا سكنيا أو قتلت شيخا أو امرأة أو طفلا، فالقصائد والروايات والأعمال الأدبية ليست أداة من أدوات القتل والإرهاب”.

مغردون يؤكدون أنهم لم يسمعوا بقصيدة فجرت مسجدا أو قتلت لأن الأعمال الأدبية ليست أداة إرهاب

وقال عبدالله حميدان “السعودية تجتهد في نفي علاقتها بالتطرف ثم يأتي فينا من يؤكد أننا نعدم المبدع ونجلد التسامح”. وقال مغرد يدعى أحمد “لو وضعتم شعار داعش بدل وزارة العدل لن تحسوا بفرق”.

وقال عزيز القناعي “ما أبشع الأوطان التي تحتوينا حين نكون فيها عاجزين عن الدفاع عن حرية الرأي والاعتقاد والجسد، بينما القاتل يترقب لحظة الإعدام”. وقال مغرد إن الشعر أقصر طريق إلى السجن في بعض دول الخليج، في إشارة إلى قضية الشاعر القطري محمد بن الذيب الذي حكم عليه هو الآخر بالسجن لمدة 15 سنة بسبب قصيدة لم ترق للسلطات القطرية.

وتساءلت مغردة مصرية “الشاعر سيعدم بسبب ‘تحرشه بالذات الإلهية’ هل من الممكن أن يعرف لي قانوني معنى ‘تحرش’؟ عندنا يعني غمز/ لمس/ قرص / قبلة!” واعتبر مغرد أن هذا الأمر جنون.

وكتب مغرد “إن الحكم بقتل #أشرف_فياض يجعلنا أمام عملية داعشية حقيقية يجب أن تتصدى لها الدولة من منطلق مكافحة الإرهاب”. وقالت دلع المفتي “يغتصب ويقتل ابنته فيخرج بمناصحة.. يكتب شعرا فيعدم”.

وفي نفس السياق قال مغرد “إلى الآن بعضهم لا يزال مستغربا من أين ظهر فكر الدواعش إن كانت محاكمنا تقضي بإعدام #أشرف_فياض بسبب قصيدة!”. وكتبت مغردة تدعى هيلدا اسماعيل عن فياض إنه “أول من علمني سر كاميرتي وعدساتها، وأول من أعطاني دروسا في الفن بلا مقابل. كنا في لندن وكان خير الأصدقاء”.

واعتبر أحمد منصور أن “من حق أشرف فياض أن يكون ملحدا أو لادينيا أو أي شيء آخر. ماذا يضير السعودية ذلك؟ ولماذا تنصب نفسها وكيلا لله في الأرض؟”. وقال مغردون إنهم ضاقوا ذرعا مما يدعى هيئة الجهل والتخلف (الشرطة الدينية السعودية)، “نحن في القرن الواحد والعشرين ورجل دين متخلف يحكم على أديب بالإعدام”.

يذكر أن مجموعة من المثقفين العرب أطلقت عريضة على الإنترنت بعنوان “بيان للمثقفين العرب ضد محاكمة الشاعر أشرف فياض”، عبرت فيها عن رفضها لحكم الإعدام ودعت باقي المثقفين إلى التوقيع عليها.

ونشرت العريضة على مواقع التواصل الاجتماعي التي جاء فيها أيضا “أن هذه النظرة الضيقة إلى الأدب والإبداع تعزز من الظلامية الفكرية”. وقال معلق سعودي “في وطني يقتل الفن والشعر، ويسجن المناضل والناصح حتى يموت، ويطلق سراح الداعشي حتى يقتل من تبقى من المواطنين”.

اجمالي القراءات 2720
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق