قسم المطرية» راحة محبوسين في الموت.. والخيال العلمي سيد المحاضر

اضيف الخبر في يوم الخميس ٣٠ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: التحرير


قسم المطرية» راحة محبوسين في الموت.. والخيال العلمي سيد المحاضر

ودة "السحل والقتل" في "زنازين المطرية" سيئ السمعة

وفاة سائق بالحجز في ظروف غامضة.. ومعاون يضرب عجوزًا حتى الموت

القسم يدعي إصابة الأول بالصرع وأسرته تتهم الضباط بتعذيبه 

ابن المجني عليه الثاني: أسقطوه وانهالوا عليه ضربًا بأحذيتهم

القسم فبرك المحضر وادعى أن مسجل خطر اعتدى عليه في "البوكس"


وقائع السحل والقتل الغامض عادت من جديد إلى حجز قسم شرطة المطرية سيئ السمعة كما أطلق عليه الأهالي نظرا لتعدد جرائم التعذيب والتنكيل، وشهد القسم أمس وفاة متهمين جدد، في قائمة "الوفيات الغامضة"، والتي يشتبه في وفاتهم نتيجة استعمال القسوة.

المجني عليه السبب!!

الحادثة الأولى باشرت فيها نيابة المطرية التحقيقيات حول وفاة سائق، الأسبوع الماضي داخل حجز القسم نتيجة تشنجات عنيفة أدت إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية، وانتقلت النيابة العامة وتمت معاينة الحجز ومناظرة الجثة وأمرت بعرض المتوفى على الطب الشرعى. 

ووفقا للرواية الرسمية فقد فوجئ المحتجزون في الساعة الخامسة فجرا بالمتهم سيد هريدي 36 سنة سائق، يضرب رأسه بقوة في الحائط إثر إصابته بحالة من الصراع والتشنجات، وبفتح ضباط القسم باب الزنزانة حاولوا إسعافه إلا أنه توفى نتيجة التشنجات، بينما أكد مصدر أمنى بالقسم، أن المتهم محبوس منذ 30 يوما على ذمة قضية إكراه أحد الأشخاص على توقيع إيصالات وبسبب وجود علاقة جنسية مع خطيبته، وتبين لرجال الأمن أنه مريض بـ"الصرع" وأنه يعانى من عدة تشنجات وتم السماح له بدخول الأدوية فى الزيارات.

وأضاف المصدر أنه يوم الوفاة قام الضباط بمحاولة إنقاذه بعد استغاثات السجناء ولكنه كان على حالة سيئة للغاية.

شهود العيان أكدوا لرجال المباحث قيامه بضرب نفسه عدة مرات فى حائط الحجز وإصابته بحالة التشنجات، ما أدى إلى إصاباته بإصابات بالغة بالجمجمة.

وتوجه فريق من النيابة إلى حجز القسم وقام بسؤال 17 شاهدا على الواقعة واستعجل تقرير الطب الشرعى حول أسباب الوفاة. 

وفى المقابل اتهم أهالي المتوفى أحد ضباط القسم بتعذيبه وضربه حتى الوفاة، وطالبوا النيابة العامة بكشف ملابسات القضية، كما تم توجيه الاتهام للضابط "ح.ح" معاون الضبط بالقسم، بمساعدة أهالى خطيبة المتوفى بالتعدى عليه داخل القسم.

الشارع يشهد..
في نفس الليلة برهن معاون مباحث قسم المطرية على مدى استهانته بأرواح المواطنين، حينما أقدم على قتل "عجوز" بمنطقة عرب الحصن، متحججا تارة بأنه حاول تهريب أحد المتهمين في أثناء القبض عليه، وتارةً أخرى بأنه "ديلر" حشيش ويقوم ببيع المخدرات على قارعة الطريق، وبالطبع سواء كان "الضحية المسن" هذا أو ذاك فهو محمى بقوة القانون، ولذلك انتقلت "التحرير" إلى مكان الواقعة للوقوف على تفاصيل أدق للواقعة.

"قتلوا أبويا غدر ومقّدروش سنه الكبير أو شعره الأبيض، وياريت ضربوه برصاصة كنا هانقول خرجت غصب عنهم، لكن دول موتوه من الضرب".. بتلك الكلمات بدأ سيد أحمد حديثه بكلمات يتقطعها الحزن والحسرة على وفاة والده أحمد محمود حسن 63 سنة، على المعاش، وبعد أن جفف دموعه، استكمل حديثه قائلا: والدى عايش طول عمره شغال عامل بناء فى السعودية، ومايعرفش حد هنا، ولما سنه كبر ومابقاش حمل الشغل، رجع مصر من سنتين وقال عشان يموت وسط أهله وأحفاده، وكان دائم الشجار مع ابن عمى الكفيف من يوم ما رجع من السفر، لإتجاره فى الحبوب المخدرة.

 وسكت الابن الملكوم قليلا  قبل أن يستدرج قائلا: ما تستغربش يا أستاذ إنى بقول على ابن عمى إنه بيبيع برشام عشان أنا هاقول الحق والمنطقة كلها شاهدة على اللى بقوله، واستكمل روايته "فى يوم الواقعة وبعد آذان العشاء، توضأ والدى وتركنا للذهاب للصلاة فى المسجد، وما أن نزل الشارع وجد 4 أفراد يعتدون بالضرب على ابن أخيه "المكفوف" فتدخل مدافعا عنه "حرام عليكم ده أعمى .. إنتوا مين" فإنهالوا عليه بالضرب قائلين له "إحنا مباحث يا روح..".

 ودخل الابن فى نوبة بكاء، والتقط منه محمود حسن 33 سنة، ابن شقيقة المجنى عليه، طرف الحديث قائلا "أنا سمعت صوت عالى برة خرجت لاقيتهم عمالين يضربوا فى خالى، طبعا الشارع كله إتلم عشان خالى راجل عجوز، ومنظره وهو تحت رجليهم يقطع القلب.. عارف يا أستاذ لما تلاقى عجوز تحت رجلين 5 رجالة وبيضربوا وبيدوسوا عليه".. وسكت برهة قبل أن يتابع حديثه "المنطقة كلها إتلمت والداخلية بدأت فى إطلاق النار، علشان تفرق الأهالى وأخذوا خالى معاهم، وهما بيضربوا فيه".

ويعود الابن للحديث قائلا: إحنا لما لقيناهم خادوه ومشيوا طلعنا على قسم المطرية عشان نعرف هما خدوه ليه وبعد ما "عدموه العافية"، وبالفعل سبقناهم على القسم، قبل ما ييجوا، ولقيت النقيب م.م معاون القسم بيقول لى "خد أبوك وروح بيه هو مغمى عليه ودى قرصة ودن عشان تعرفوا تتعاملوا مع أسيادكم".

يضيف الابن حول تفاصيل الجريمة، بأنه بمجرد تسلم والده وجده فاقدا للوعى تماما فرفض استلامه، وقال للضابط "إنت موته؟" فرد ضابط القسم "موته إيه ده بيستعبط ومغمى عليه، وأنا هابعت معاكم الأمين س.خ لغاية المستشفى عشان تدخلوا على طول".

واستكمل الابن أن الأمين استقل معهم السيارة وذهب الأهالى جميعا إلى مستشفى المطرية، وما أن دخل المستشفى حتى تركهم أمين الشرطة بحجة إحضار كارت شحن، وما أن دخل والده المستشفى وكشف عليه الطبيب حتى أخبره بأن أباه توفي منذ أكثر من نصف ساعة.

 ويتابع الابن: "سمعت الخبر كالصاعقة والتفت لأرى الأمين فلم أجده ففهمت بأن الضابط أرسل معنا الأمين ليقوم بتهدئتنا، ونأخذه من أمام القسم والأمين تركنا وذهب لأنه يعلم أن والدى متوفى".

وأضاف عبد الرحمن 23 سنة، الابن الثانى للمجنى عليه، أنهم عندما علموا بالخبر انتابهم جميعا الغضب وذهب أهالى المنطقة إلى القسم وقمنا بالتجمهر أمامه، وتم تصعيد الموضوع إلى أن جاء العميد محمد الألفى رئيس قطاع شرق القاهرة، وقام بتهدئتنا قائلا: إنه سوف يقوم بعمل المحضر اللازم ولو ثبت تعرض والدى للضرب فسوف يعاقب الجانى.

 وأضاف: "رددت عليه قائلا: يا بيه ده اتضرب قدامنا كلنا.. دول كانوا بيدوسوا عليه بجزمهم، فقام بتهدئتنا مرة أخرى، وقال حقكم هاييجى، وده طبعا بعد ما نائب مدير أمن القاهرة جالنا قدام القسم واتكلم معانا.

ويستكمل "عبد الرحمن" أن النيابة ذهبت إلى المستشفى فى الخامسة صباحا، وقامت بمناظرة جثة والدي وأمرت بتحويل الجثة إلى مصلحة الطب الشرعى لتشريحها ومعرفة سبب الوفاة، خاصة بعد أن جاء التقرير المبدئى إلى المستشفى بأن سبب الوفاة وجود كدمات واضحة وقوية بمنطقة الصدر والبطن والذراعين.

وأكمل الابن الثاني أنهم عندما ذهبوا للإدلاء بأقوالهم أمام النيابة فوجئوا بأن المكتوب فى محضر الشرطة شيء لا يصدقه عقل.. وحرر به أن والده المسن 63 سنة، كان يقوم ببيع مخدر الحشيش على الناصية وقامت قوات الشرطة بضبطه ومعه 3 صوابع حشيش ومبلغ 400 جنيه، وقام بالتشاجر مع مسجل خطر فى عربة الشرطة وقام المسجل بإحداث الكدمات والإصابات بوالدى وعندما قام أفراد الشرطة بالتوقف بالسيارة للسيطرة على الوضع، نجح المسجل فى الهروب" !!!!..

واستطرد الابن "ده لو خيال علمى مش هايقولوا كدة".. وهو نفس ماقاله الأهالي بعد ما سمعوا ما كُتب فى المحضر.

واختتم الابن حديثه في أسى قائلًا إنهم لم يكتفوا بقتله بل قاموا بتشويه صورته وإظهاره بتاجر المخدرات للهروب من فعلتهم.

وعودة لأقوال معاون مباحث قسم المطرية، المتهم بقتل العجوز، في المحضر فقال إنه عقب انتهائه من تفقد الحالة الأمنية بمنطقة "عرب الحصن"، برفقة القول الأمنى والتدخل السريع والتى يتردد عليها عتاة الإجرام وتجار المخدرات، وردت معلومات إليه بتواجد عدد من تجار المخدرات، وبدخول القوة المنطقة وبعد القبض على تاجر مخدرات "كفيف" وبحوزته 7 صوابع حشيش و375 جنيه، فى شارع البترول، قام الأهالى بالتعدى على القوات وحدثت حالة من الهرج مما أدى إلى إصابة أحد الأمناء بجرح في ذراعه. 

وأضاف معاون المباحث: "وهنا تدخل أحمد محمود حسين، 62 سنة عم تاجر المخدرات فى المشاجرة وتمكن من تهريبه، وبعد السيطرة على الموقف ألقينا القبض عليه لمساعدته فى تهرويب المتهم، وأثناء اصطحابه للقسم أصيب المتوفى بأزمة صحية مفاجئة، فأمر أحد الأمناء بسرعة نقله إلى المستشفى بصحبة نجله وذلك أمام باب القسم فور وصولنا".

 وأكد الضابط "أنا جبت زجاجة مياه للمتوفى وابنه شاهد على الكلام ده، وبعد دخوله المستشفى تلقيت إخطارًا بوفاته". 

الموت ينقذ محاميًا
بالطبع نتذكر وفاة المحامى كريم حمدى داخل قسم شرطة المطرية، بعد 24 ساعة من قيام الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بإلقاء القبض عليه، واتهامه بالمشاركة فى مظاهرات جماعة الإخوان المسلمين، وتم نقل جثمانه إلى مستشفى المطرية ومن ثم إلى المشرحة.

وأخطرت الأجهزة الأمنية أسرة المحامى بواقعة وفاته داخل حجز قسم شرطة المطرية، والذى تبين فى التحقيقات أنه توفى نتيجة تعرضه للتعذيب الشديد داخل القسم على أيدى رجال الأمن.

اجمالي القراءات 4602
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more