محمد فهمي لـ«هافنجتون بوست»: ساعتي تدق.. وأخشى أن أصبح رقمًا آخر وراء القضبان

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٨ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


محمد فهمي لـ«هافنجتون بوست»: ساعتي تدق.. وأخشى أن أصبح رقمًا آخر وراء القضبان

ترجمة - لينة الشريف
نشر فى : الثلاثاء 28 يوليو 2015 - 2:06 م | آخر تحديث : الثلاثاء 28 يوليو 2015 - 2:06 م

- الحكم في قضية «خلية الماريوت» يصدر يوم 30 يوليو
- الحرب على الإرهاب ترك العديد من الصحفيين من بينهم أنا تحت تهديد الحكومات
- 200 صحفي محتجزين الآن على مستوى العالم لقيامهم بوظيفتهم فقط
- قانون Bill C-24 خطر ويحرم المواطنين من حقوقهم الأساسية للمحاكمة العادلة
قال الصحفي الكندي محمد فهمي، إن "الحكم في قضيته المعروفة إعلاميًا بـ«خلية الماريوت»، يصدر يوم 30 يوليو الحالي، بعد 19 شهرًا من التجربة المؤلمة التي غيرتني وغيرت حياة أحبائي للأبد".

وأضاف فهمي، في مقال على موقع «هافينجتون بوست» الأمريكي، أنه "من المفهوم أن العالم منشغل بالأخبار المتعلقة بالاتفاقات النووية والسفاحين الذين يقتلون شعبهم تحت المبرر المنحرف للجهاد ولواء الإسلام والحرب على الإرهاب الذي ترك العديد من الصحفيين، من بينهم أنا، تحت التهديد المستمر للحكومات التي تعتبرنا أضرار جانبية".

ورأى الصحفي الكندي، أنه "من بين 200 صحفي محتجزين الآن على مستوى العالم لقيامهم بوظيفتهم فقط، تعتبر قضيته هو وزميليه الأسترالي بيتر جريسته والمصري باهر محمد، خلية الماريوت، أفضل الأمثلة لكيفية تداخل الصحافة والسياسة في المشهد الإعلامي اليوم"، مشيرًا إلى أنه "ليس سرًا أن حكومة قطر المالكة لشبكة (الجزيرة) مؤيدة قوية لجماعة الإخوان المسلمين".

وأشار إلى أنهم "أول صحفيين يتم إدانتهم بعقوبة 7 سنوات في قضية متعلقة بالإرهاب في مصر، والمرة الأولى في تاريخ مصر التي يتم ترحيل شخص أجنبي (جريسته) أثناء محاكمة، وأول مرة يتنازل كندي مصري عن جنسيته للخروج من السجن، وأنه في تحول درامي للأحداث، حيث لا يعرف أحد من يحرك الخيوط في عالم العدالة المصري تم ترحيل جريسته إلى أستراليا، بينما تم حظر ترحيلي إلى كندا".

وقال: "لقد تُركت لخوض المعركة مع زميلنا الثالث باهر محمد الذي يحمل جواز سفر مصري فقط"، معربًا عن "شكره للحكومة في كندا لجهودها لإخراجه من هذه الأزمة المستمر بغض النظر عن قدرتهم على النجاح".

كما تحدث فهمي عن جواز سفره، قائلًا: "إنه بعد إطلاق سراحه بكفالة في فبراير الماضي تركته الحكومة الكندية بدون جواز سفر لشهرين، وأضاعت السلطات المصرية جواز سفره التي صادرته بعد إلقاء القبض على فهمي".

وتابع: "الفريق القانوني الكندي في مصر، أخبرني أنها المرة الأولى التي ترفض أوتوا منح مواطنيها جواز سفر بديل في الخارج، على الرغم من حقيقة أن فهمي على قائمة الممنوعين من السفر من مصر، والإعلام الكندي والأحزاب المعارضة اتحدت وراء حقه الأساسي في حمل جواز سفر واستطاع الحصول على جواز سفر جديد بعد ذلك بشهرين".

وأشار إلى أن "الدعم العالمي غير المسبوق الذي حصلوا عليه أثناء فترة احتجازهم مازال يمنحه الإلهام، وأخبار خوض العديد من دعاة حرية التعبير معركة من أجل أولئك المتحجزين كانت حبل نجاة له أثناء وجوده في السجن".

واستكمل: "هذا الدعم المقدم لقضيتنا المتعلقة بحرية التعبير هو ما جعلني أطلق منظمة غير هادفة للربح، مؤسسة فهمي، ومقرها في فانكوفر؛ للقتال من أجل الصحفيين القابعين وراء القضبان".

فهمي قال: إنه "كشخصية واقعية، فهو يعلم أن المعنى الحقيقي لحرية التعبير ليست موجودة، ولكن أؤمن أيضًا أننا يجب أن نحارب نحو الإصلاح".

كما استعرض فهمي بعض الأحداث، من بينها تمرير أستراليا قوانين للوصول لسجلات الهاتف والإنترنت من دون أي حماية واضحة بالنسبة للصحفيين، وقانون Bill C-51 الكندي الجديد، الذي لا يضع حدودًا لحرية التعبير فقط، وإنما يهدد الحريات المدنية الأساسية المنصوص عليها في الدستور الكندي.

ولفت الصحفي الكندي إلى أن "ما وصفه بـ«التسونامي غير المسبوق للإرهاب» يتطلب إجراءات استثنائية للحفاظ على الأمن القومي، ولكن ليس على حساب أوكسجيننا الضروري للغاية الذي يأتي مع حرياتنا المدنية".

وأوضح فهمي، أن "الإرهابيين الذين عشت معهم في السجن لمدة سنة هللوا حرفيًا محتفلين بتمرير مثل هذه القوانين المعوقة، لا ينبغي علينا أن نتركهم يعلنون النصر!".

كما تحدث فهمي، عن مشروع القانون الجديد Bill C-24، الذي يسمح بانتزاع الجنسية من مواطن مزودج الجنسية إذا تمت إدانته، مثل فهمي، بتهم إرهابية، موضحًا أن "هذا القانون خطر حيث يحرم المواطنين من حقوقهم الأساسية للمحاكمة العادلة".

وقال: "هناك وباء عالمي متزايد للحملات القمعية على حرية التعبير ، مصر وقطر من أسوأ منتهكي هذه الحريات الأساسية"، مستعرضًا واقعتين تدافع مؤسسته عنهما، وهما الشاعر القطري محمد العجمي الذي يقضي الآن عقوبة 15 سنة في السجن بسبب بيت شعر في قصيدته ينتقد نفس أمير قطر الذي يسوق لحرية التعبير في الأمم المتحدة.

وأوضح أن "حوالي 6 صحفيين وكتاب قطريين على الأقل انتزعت منهم جنسياتهم لانتقاده الأسرة الحاكمة وتعرض العشرات لمضايقات من قبل جهاز أمن الدولة في البلاد"، مشيرًا إلى "أننا لن نجد معلومات كثيرة على مختلف قنوات الجزيرة عن الشاعر القطري الرومانسي الذي درس في مصر".

وفقًا لفهمي، هناك ضحية أخرى للقمع وهو الصحفي الأمريكي جيسون رضائيان العالق في سجن إيراني لأكثر من عام بسبب تهم وهمية بالتجسس.

واستكمل: "ساعتي تدق.. الوقت يأزف"، معربًا عن "خشيته من أن يصبح رقمًا آخر قابع وراء القضبان"، مشيرًا إلى أن "نتيجة المحاكمة ربما لا يكون لها علاقة بالأدلة، وإنما تسوية حسابات سياسية بين قطر ومصر".

وأضاف: "ما أعرفه على وجه اليقين أن عائلتنا من الصحفيين سوف يستمروا في القتال من أجل باهر محمد ومن أجلي إذا انتهى بنا الحال في السجن حتى نحصل على حريتنا".

كما أشار فهمي إلى أن "أوتوا أيضًا صعدت لعبتها منذ مطلع هذا العام وتستمر الحكومة الكندية في التعاون مع محامية فهمي أمل كلوني، استعدادًا للسيناريو الأسوأ، حيث سنحارب للترحيل إلى كندا إذا قرر القاضي مجددًا معاقبة صاحب عملي المريب، الجزيرة، عن طريق إسكاتي".

واختتم فهمي مقاله، قائلًا: "السجن من أجل جريمة لم أرتكبها سيكون أصعب هذه المرة بعد تذوق الحرية".
اجمالي القراءات 2139
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق