اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٢ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب
هجمات سيناء.. تطور نوعي يحتاج إلى استراتيجية جديدة
هجمات سيناء.. تطور نوعي يحتاج إلى استراتيجية جديدة | |||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||
العرب أيمن عبدالمجيد ومحسن عوض الله [نُشر في 02/07/2015، العدد: 9966، ص(6)] | |||||||||||||||||||
وتريد هذه الجماعات السيطرة على منطقة رفح والشيخ زويد وشرق العريش، وإبعاد أي وجود رسمي، في محاولة لتكرار سيناريو داعش في كل من العراق وسوريا وليبيا، أي الاستحواذ على قطعة من الأرض والتمدد طوليا وعرضيا. وأكّد المصدر أن العملية كانت مجهزة بمعدات عسكرية متطورة لشل حركة القوات المصرية على الأرض، حيث كانت بحوزة الإرهابيين مدافع مضادة للطائرات وكميات كبيرة من العبوات الناسفة تم زرعها على مسافة طويلة لمنع تحرك الآليات العسكرية وعدم وصول تعزيزات إلى نقاط التفتيش المتعددة التي جرى استهدافها. ومن المنتظر أن تصدر قرارات حاسمة جديدة تتعلق بمكافحة الإرهاب وآليات متنوعة لفرض السيطرة الأمنية تماما على مدن شمال سيناء ومواجهة الأساليب المتطورة التي تمتلكها الجماعات التكفيرية، وظهرت في هجوم أمس على وحدات الجيش والشرطة. وأضاف المصدر أن الهجوم الإرهابي على شمال سيناء، الذي أعلن تنظيم “ولاية سيناء” التابع لداعش مسؤوليته عنه، يفرض على الحكومة التسريع بتوسيع المساحة الفاصلة بين رفح الفلسطينية والمصرية إلى نحو 2800 متر، أي نحو ضعفي المساحة التي أعلن عنها من قبل (ألف متر)، في محاولة للقضاء على ظاهرة الأنفاق، حيث اكتشفت أجهزة الأمن المصرية قبل أيام قليلة نفقا يمتد لنحو ثلاثة كيلومترات في شمال سيناء تسربت منه بعض العناصر التكفيرية من غزة إلى سيناء. عدم اعتراف أجهزة الأمن بخطورة المشكلة والترويج دائما أن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة يزيد من صعوبة الوضع وصرحت مصادر قبلية بسيناء لـ”العرب” أن استهداف عدة أكمنة للشرطة والجيش في وقت متزامن من قبل الإرهابيين، جاء محاولة منهم لفك القبضة الأمنية التي أحكمها الجيش عليهم في الآونة الأخيرة، حيث كانت كل الأماكن المستهدفة، من الأكمنة الجديدة المستحدثة من قبل الجيش، فلم تكن في السابق بهذه المناطق أكمنة عسكرية ولا نقاط تفتيش. وعقب حملات التمشيط الواسعة التي قام بها الجيش مؤخرا، وضبط عدد كبير منهم، قام بإقامة نقاط جديدة على أبعاد متقاربة لقطع طرق التنقل والإمداد بين خلايا التنظيمات الإرهابية، لذلك قاموا باستهداف المواقع الجديدة مثل كمين أبورفاعي والسدرة. يذكر أن تلك الأكمنة كانت تحكم السيطرة على مناطق الجورة والمهدية وجنوب الشيخ زويد، وهي الناطق التي تمثل نقاط تمركز للعدد الأكبر من الإرهابيين.
رد فعل قال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، لـ”العرب”، إن ما حدث من علميات إرهابية كبيرة في سيناء، ينبع مما أسماه “حالة السعار” التي تعيشها التنظيمات المتطرفة، وهي تشاهد قوات الجيش تنجح يوميا في الوصول لمخابئها عبر عملية تمشيط واسعة ومعلومات دقيقة، ما أسفر عن مقتل وضبط المئات من عناصرها في الأشهر الأخيرة. وثمّن المقرحي تعاون القبائل مع الجيش والشرطة، الذي حقق نجاحات كبيرة، وأجبر الجهاديين على الدخول بكل قواهم البشرية وما لديهم من سلاح وعتاد في معركتهم الأخيرة، التي توصف بالانتحار. لكن، اللواء صالح المصري، مدير أمن شمال سيناء الأسبق، قال لـ”العرب” إن العملية هي تكتيك من التنظيمات الإرهابية، يستهدف “الضغط المتواصل”، لاستغلال نجاحهم في اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، حيث أعقبت عملية الاغتيال محاولة في اليوم التالي لتفجير قسم شرطة 6 أكتوبر (غرب القاهرة) مساء الثلاثاء، إلا أن خطأ تسبب في انفجار السيارة ومقتل الإرهابيين الثلاثة، قبل بلوغ هدفهم، ثم تأتي العمليات في سيناء لتوحي بالانفلات، وكل ذلك الضغط يستهدف توصيل رسائل وتحقيق أهداف على المستويين المحلي والدولي. واستطرد المصري قائلا: على المستوى الداخلي تستهدف هذه الجماعات ترويع الشعب وخلخلة ثقته في قدرة النظام الحاكم وأجهزة الأمن على توفير الحماية وهز ثقة الجنود، وخارجيا تحاول تصدير صورة للرأي العام الدولي أن مصر ليست آمنة. كما أن الهدف المحوري من الهجوم بأعداد كبيرة على الأكمنة، تصوير المشهد لقوات الأمن على أن الحرب هي مع ميليشيا منظمة تشبه التي تدور في الدول المجاورة وليس مع خلايا محدودة العدد والقدرات، لإضعاف الروح المعنوية والتشكيك في القدرة على إنهاء المعركة معهم في وقت قريب. علاوة على محاولة تصوير المشهد برمته على أن مصر دولة تواجه ميلشيات لا تقل خطورة عما هو موجود في كل من العراق وسوريا وليبيا. لكن هذا كله (حسب كلام المصري) لا يعكس الواقع، فالوضع في مصر مختلف والشعب لديه دراية بالأخطار، ويدرك أنهم يستهدفون الدولة المصرية، مشيرا إلى أن محاولاتهم سوف تنتهي بالفشل. الهجوم على شمال سيناء يفرض على الحكومة التسريع بتوسيع المساحة الفاصلة بين رفح الفلسطينية والمصرية إعلان حرب على وقع العمليات الإرهابية الأخيرة التي هزّت مصر وأيضا أماكن عديدة من العالم، حذّر جهاديون سابقون من وقوع عمليات جديدة في أماكن متفرقة خلال شهر رمضان، مشيرين إلى أن رسالة “أبو محمد العدناني” التي أطلقها منذ أيام تحت عنوان “يا قومنا أجيبوا داعي الله” تعتبر إعلان حرب على العالم بأسره. واعتبر خبراء في شؤون الحركات الجهادية والمتطرفة الهجوم الذي شنته عناصر داعش على مقار عسكرية بشمال سيناء، نقطة تحول في الصراع الضاري بين أجهزة الأمن المصرية والإرهابيين، نتيجة قوة الهجوم وعدد المشاركين ومستوى التدريب العسكري والإمكانيات العالية. وأرجع صبرة القاسمي، الخبير في شؤون الحركات الجهادية، قوة الهجوم، إلى زيادة عدد الشباب المصري الذي بايع داعش خلال الفترة الماضية، فضلا عن وصول عشرات المقاتلين من جنسيات أخرى إلى سيناء.
وكانت “العرب” حصلت على معلومات من مصادر أمنية قالت إن عمليات تهريب البشر عبر البر والبحر لم تتوقف، وتتم عبر الأنفاق التي تربط بين غزة ورفح، ومراكب الصيد التي تحول بعضها إلى تهريب إرهابيين بدلا من تهريب راغبي الهجرة غير الشرعية لأوروبا. وكشف الجهادي السابق ومؤسس ما يسمى بـ”الجبهة الوسطية” في تصريحات لـ”العرب” أن عناصر عسكرية من قيادات داعش في العراق وصلت سيناء مؤخرا، منها قيادة خطيرة (لم يفصح عن اسمها)، تقود العمليات ضد الجيش المصري. وأشار القاسمي إلى أن الرسالة الأخيرة للقيادي “أبومحمد العدناني”، المتحدث باسم داعش، والتي وصف فيها أنصار تنظيمه حول العالم بـ”جنود الخلافة”، كانت بمثابة دعوة رسمية لنشر الفوضى في العالم، لافتا إلى أن التنظيم له مناصرون ومؤيدون في عشرات الدول حول العالم، ولا توجد دولة غير مستهدفة من عملياته الإرهابية. وأوضح منير أديب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية لـ”العرب”، أن أي مناسبة مصرية دائما تسبقها أو تليها عملية إرهابية كبيرة، مشيرا إلى حادث اغتيال النائب العام يوم الاثنين الماضي عشية الذكرى الثانية لهذه الثورة. وأشار أديب إلى أن “مصر تعيش أسوأ فتراتها والقادم ربما يكون أسوأ، في ظل توحد معظم التيارات والتنظيمات الجهادية تحت لواء داعش، ما زاد من قوة التنظيم”، متوقعا أن تستمر فترة عدم الاستقرار الحالية لمدة غير معلوم نهايتها بالضبط. وما يزيد من صعوبة الأمر، حسب كلام أديب، عدم اعتراف أجهزة الأمن بخطورة المشكلة، والترويج دائما أن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهو أمر غير صحيح بالمرة، ويدحضه حادث أمس، الذي يعد بداية لعمليات نوعية ونقطة تحوّل كبيرة.يجمع مختلف الخبراء على أن العملية الأخيرة في سيناء كشفت عن تطور كبير في استراتيجية التنظيمات الجهادية. وكما أشار منير أديب تتحمل السلطات المصرية تتحمّل جانبا هاما من المسؤولية، فرغم المجهود الكبير الذي تبذله، والذي أعطى أكله، في حالات كثيرة، ما تزال القوات المصرية تتعامل بعقلية أمنية “غير محيّنة” مع تهديدات تنظيم متطوّر كالدولة الإسلامية ولديه قدرات فائقة على اختراق شبكة الإنترنت والترويج بجسارة لأفكار التنظيم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وإصدار الأوامر لأتباع التنظيم بطرق مختلفة.
والإرهاب ليس بأمر جديد على الخبرة المصرية، لكن الجديد هو طبيعة استدامته بشكل شبه يومي وديناميكية تطورّه المتسارعة؛ ما حوَّله من مجرد ظاهرة عابرة نتجت عن تطورات سياسية معينة، إلى كيان مادي ومعنوي حاضر بقوة في المجال العام ولا يمكن تجاهله. والحرب التي تخضوها مصر ضدّ الجماعات الإرهابية تحتاج إلى استراتيجية متطوّرة، يتداخل فيها الأمني بالفكري والتنموي والاقتصادي والاجتماعي، وأيضا تستدعي خططا حربيّة جديدة تتناسب وطبيعة المخاطر الجديدة وغير التقليدية الناجمة عن التنظيمات الإرهابية. كما تحتاج مصر إلى تعديل وضعها الأمني وأن تصبح قواتها الضخمة أكثر مهارة في التعامل مع الأنشطة الإرهابية. ويشدّد عمرو عبدالمنعم، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريحات لـ”العرب”، على أن المواجهة العسكرية مع هذه التنظيمات لن تقضي عليها، بل سوف تفتح الباب لمزيد من الدم المتبادل، مشيرا إلى أن المواجهة الفكرية يجب أن تسبق المواجهة العسكرية لوقف هذه العمليات. ونوّه إلى أن تنظيم داعش يمتلك نحو 170 ألف موقع على شبكة الإنترنت، منهم 100 ألف على شبكة تويتر وحدها، ويصدر كل يوم ما يزيد عن 300 إصدار مقروء ومصور، نجح من خلالها في استقطاب آلاف الشباب. |
دعوة للتبرع
صيام بلا تقوى: لماذا يهتم المسل مون بأن يصومو ا أكثر من...
عن البحث التاريخى : نحن مازلن ا تلامي ذ نتعلم اسس ومناه ج البحث...
مقتدى الصدر : زعيم التيا ر الصدر ي الشيع ي مقتدى الصدر...
صديق فرنسى: صديق فرنسي مثقف جدا و على اهثما م كبير...
دأب آل فرعون: جاء فى القرآ ن الكري م ( كدأب آل فرعون ) هل يعنى...
more