سقوط دمشق يعني سقوط طهران!

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠١ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسة


سقوط دمشق يعني سقوط طهران!

تتوالى التصريحات الصادمة التي تدلّ على مدى تدخل إيران في الحدث السوري، حيث كرّر مؤخرا أحد القادة الإيرانيين تصريحه بأن سوريا هي “المحافظة الإيرانية رقم 35″، وأن لـسوريا أهمية استراتيجية عند إيران تفوق أهمية “الأهواز”، لأن الأهواز يمكن استعادتها بعد فقدها أما فقدان سوريا يعني فقدان طهران.

كما كان الأمين العام لحزب الله قد صرح في واقعة سابقة أنه “لو لم نتدخل لسقطت دمشق في أسبوع” ، فيما تأتي تصريحات إيرانية أخرى تدلّ على أن الأسد باقٍ لإرادة إيران ذلك.

بالمقابل يعدّ معارضون سوريون بأن “بشار الأسد قد باع سوريا إلى إيران في سبيلِ الحفاظ على نظامه”.

فما حجم التدخل الإيراني في الواقع السوري وهل أصبحت سوريا تحت الوصاية الإيرانية؟

التدخل الإيراني

بدأت طهران بإمداد دمشق بالمال والرجال والسلاح منذ عام 2011، وقد برز تدخلها بشكل رئيسي منذ صيف 2012 حين بدأت كتائب المعارضة تطبق على العاصمة دمشق وظهور علامات تضعضع شبكة النظام العسكرية والأمنية، مما استدعى تدخل إيران المباشر في المشهد الميداني في سوريا.

التخطيط

تُركّز إيران على الطرق الاستراتيجية وعلى قلب سوريا الذي يحوي الجزء الأكبر المأهول من السكان، حيث أن المناطق الممتدة بين حمص ودرعا تتسم بطبيعة جغرافية يسهل التحصن بها من قبل قوات عسكرية منظمة، كما تم التركيز على حماية العاصمة دمشق والتحكم بشبكة خطوط المواصلات وطرق الإمداد بين العاصمة والساحل.

التدريب

ساعد الإيرانيون على تدريب أنصار النظام السوري وميليشيات قوة الدفاع الوطني، التي يُقدّر عدد أفرادها بـ100 ألف شخص من مختلف الطوائف وذلك ضمن معسكرات إيرانية، كما أن حزب الله منذ مستهل الأزمة السورية كثّف تجنيد وتدريب عناصره في السرايا وأرسل آلاف الرجال ممن تتراوح أعمارهم بين العشرينات والخمسينات إلى إيران لتدريبهم، ليقوم لاحقا بإرسال أعداد كبيرة من عناصره إلى الداخل السوري.

 

 

 

 

 

 

 

 

الدعم المالي

تنفق إيران في سبيل دعم النظام السوري نحو 35 مليار دولار سنويا على شكل مساعدات مالية وأخرى عسكرية حسب صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية، وتفيد المعلومات عن تخصيص طهران ميزانية ثابتة يجري صرفها باسم نظام دمشق.

وتشرف إيران بنفسها على ترتيب المشهد الميداني في سوريا تخطيطًا وتنفيذًا، حيث يشارك جنرالات من الحرس الثوري الإيراني في توجيه المعارك، بينما تساهم قوات خاصة من الحرس الثوري بشكل مباشر في المعارك وخصوصًا في جنوب البلاد، وأحيانا تنحصر مهمتهم في حراسة مخازن الأسلحة ومد الثكنات العسكرية بالمؤن، كما تحكم إيران قبضتها عبر الميلشيات الشيعية التي استقدمتها إلى سوريا وتُقدّر بحوالي 30 إلى 40 ألف مقاتل.

“يتزايد النفوذ الإيراني في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بنفس السرعة التي ينتشر فيها نفوذ داعش في مناطق المعارضة”         *أندرو تابلر، المتخصص في دراسات الشرق الأوسط

معركة القصير

مع أن بلدة “القُـصَـير” الواقعة قرب الحدود السورية اللبنانية بلدة صغيرة لا أهمية استراتيجية حقيقية لها بذاتها، لكن المعركة التي حصلت في القصير في حزيران/يونيو عام 2013 كانت نقطة تحوّل فاصلة، حوّلت مجرى رياح الحرب لصالح الأسد، حسب وصف موقع “فورين بوليسي”.

تدخلت قوات حزب الله لتحارب “فصائل الجيش الحرّ” بشكل مباشر في القصير، وكان الحزب قد أعلن رسميًا ولأول مرة مشاركته في القتال إلى جانب النظام السوري قبل شهرين من حادثة القصير، تحت عنوان “حماية القرى الشيعية المجاورة”.

وحين حُسِمت معركة القصير عبر انسحاب “مسلّحي المعارضة” من البلدة، بعد فترة حصار وقصف مكثّف غير مسبوق نال المدنيين السوريين، اشتعلت الضاحية الجنوبية في بيروت بالاحتفالات وتوزيع الحلوى، في صورة رمزيّة دالة على أن النصر تابع بشكل رئيسي لتدخل حزب الله.

يُذكر أن حزب الله يقوم بالتحضير الآن لـ”معركة الجرود” في القلمون ضمن ما أطلق عليه نصر الله “مفاجآت الربيع”.

“كما وعدتكم بالنصر مسبقا، أعدكم بالنصرِ مجددًا”    *حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله

“ما بعد القصير”

وهي العبارة المفضّلة التي استخدمها الأمين العامّ للحزب حسن نصر الله في خطاباته، وتلقفها من بعده كلًا من الإعلام السوري واللبناني الموالي للنظام السوري، متحدثين عن أن “مرحلة ما بعد القصير ليست مثل ما قبل القصير”.

فبعد أن كانت العاصمة دمشق مهددة من قبل قوات المعارضة ومحاصرة من عدة جهات في فترة تقارب الـ 28 شهرا، تقدمت قوات حزب الله جنبًا إلى جنب مع قوات النظام السوري وميليشيات شيعية أخرى لاستعادة مدن القلمون وأراضٍ في الغوطة وصولًا إلى درعا في الجنوب السوري، بالإضافة إلى تأمين الحدود السورية اللبنانية.

اعتبر حزب الله نفسه سبب رجحان الكفّة الرئيسي، وقد اتخذ لنفسه قطاعات كاملة في ريف دمشق الشمالي وضواحي دمشق القريبة بالإضافة إلى إقامته حواجز عدة في العاصمة، وهذه القطاعات مُحرّم دخول أي سوريّ لها أو التواجد قربها، بما في ذلك قوات الأسد نفسها، كما أن حمايتها تعتبر أولوية يتخذّ لأجلها الحزب إجراءات تنمّ عن تسيّد، من ضمنها اعتقالات مطلوبين سوريين أو حيازة أراضٍ، وتشير التصريحات إلى عدم نيّة حزب الله بترك الأراضي التي حاز عليها على المدى البعيد.

جنازة الحاج “حسين صلاح حبيب”، قيادي في حزب الله قُتِل في بلدة القصير السورية

التنسيق بين الميليشيات الشيعية

حسب موقع الإيكونوميست فإن الفوضى التي حلّت في بعض الدول العربية وبخاصة العراق وسوريا خلّفت فراغا قام بجذبِ فريقين متباينين وهما الجهاديون السنّة وعلى رأسهم داعش، والميليشيا

اجمالي القراءات 2587
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق