مترجم: إما صفقة سعودية إيرانية كبرى، أو حرب دينية تبتلع الشرق الأوسط

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٣ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسة


مترجم: إما صفقة سعودية إيرانية كبرى، أو حرب دينية تبتلع الشرق الأوسط

مترجم عنA Saudi-Iranian grand bargain

اعتاد المحللون على انتقاد المملكة السعودية لنشرها للوهابية، النسخة المتزمتة من الإسلام السني، ولكنهم فشلوا في معالجة ذلك ضمن سياقه الإقليمي.

ينقسم الإسلام إلى فرعين رئيسيين، السني والشيعي. بدأ الانقسام من نزاع حول من يجب أن يخلف النبي محمد. تعايشت الطائفتان بسلام لقرون، متشاركين عدة عبادات ومعتقدات رئيسية. حتى غزو أمريكا للعراق الذي تبعه هيمنة شيعية عليه، كانت إيران الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي يسيطر عليها الشيعة.

صعود أيديولوجيا

King Ibn Saud Of Saudi Arabia With His Children

الوهابية هو المذهب المدعوم رسميًّا من المملكة السعودية؛ يسيطر المذهب على قطر أيضًا، ولديه أتباع كثر حتى شبه القارة الهندية. منذ حوالي مائتي عام، نادى مؤسسه الأول محمد بن عبد الوهاب بالعودة إلى ممارسات المسلمين الأوائل، وإلى التزام حرفي بالنصوص الإسلامية الأصيلة. الوهابيون لا يقبلون الخلافات الدينية، يتجنبون التفسيرات اللاهوتية ويرفضون ممارسات الطوائف الأخرى مثل الصوفية، والشيعة، أو حتى السنة غير الوهابيين. يلتزم تيار الوهابية الأساسي بالطاعة والولاء لملك السعودية.

تأسست كتائب الإخوان أو «إخوان من طاع الله» كفرع عسكري للوهابية عام 1912، هادفة إلى تطهير وتوحيد العالم الإسلامي بالقوة. الميليشيا – والتي كان قوامها من البدو الذين هجروا حياة البادية- كانت تستخدم في الأساس بواسطة الملك عبد العزيز بن سعود لتوحيد المملكة، هذا قبل أن يهزمهم بعد تمردهم عليه. حاول أتباع الحركة القيام بثورتين مسلحتين، وفشلوا في كلتيهما. الأولى كانت ضد الملك عبد العزيز في ثلاثينيات القرن المنصرم، والثانية كانت ضد الملك خالد في سبعينياته. الثورتان اتهمتا الملكين بالتسيب الديني.

التكتيات المتبعة هذه الأيام بواسطة تنظيم «داعش»: الشعارات، والعلم، والوجوه الملثمة، وقطع الرؤوس والدعوة لخلافة إسلامية، كلها ارتداد لأيديولوجيا حركة «الإخوان» المتطرفة والتي ما زالت تحظى بشعبية في بعض الأوساط السعودية والقطرية، وبين رجال الدين أيضًا.

منذ نشأة المملكة السعودية عام 1932، تبنى الملوك المتعاقبون على السعودية سياسات تطوير للبنية التحتية للمملكة من خلال تعميم التعليم (ليس فقط على الذكور كما كان متبعًا)، استيراد العمالة الأجنبية وحملات التحديث المتعددة. بفضل تلك السياسات، فإن المملكة التي كان سكانها قبليين أميين متناحرين بعقول محافظة تنتمي للقرون الوسطى، أصبح سكانها الآن أكثر اندماجًا وتجانسًا تحت راية قومية واحدة، وأكثر انتماء للعصر الحديث.

بينما تقف في مقدمة هذه الجهود، أن العائلة المالكة السعودية كانت حريصة على عدم فقدان شرعيتها وشعبيتها من خلال دعم رجال الدين. في ذات الوقت كان الشاه الإيراني يخوض تجربة التحديث نفسها في بلاده.

تصدير الثورة

 

بعد نجاح الثورة الإسلامية عام 1979، تبنت الجمهورية الإسلامية سياسات دعم المليشيات والأحزاب الشيعية خارج حدودها. صرح آية الله الخميني أن تأسيس دولة إسلامية عالمية هو من الأهداف الأصيلة للثورة. أهداف مثل تصدير الثورة وإقامة دولة إسلامية عالمية وضعت إيران على خط الصدام مع القادة العرب الذين رأوا فيها تهديدًا إقليميًّا، خاصة في تلك البلاد التي تملك نسبة كبيرة من الشيعة، وهي في الغالب أقليات ساخطة تعاني من الاضطهاد.

مذ ذلك الحين يُنظر إلى المسلمين الشيعة في جميع أنحاء العالم العربي كطابور خامس. بالنسبة للمملكة فإن التهديد أكثر خطورة، نظرًا لأن حقول نفط شاسعة مثل الصفانية، وشيبة والأغوار، وكذلك المقر الرئيسي لشركة أرامكو السعودية، كلها تقع في المناطق الشرقية ذات الكثافة الشيعية العالية.

تصاعدت المخاوف بعد مظاهرات كبيرة لحجاج إيرانيين رفعوا شعارات سياسية في المسجد النبوي والحرم المكي إبان مراسم حج عام 1981. قوات الأمن السعودية اشتبكت مع المتظاهرين، ليقتل مئات من الطرفين. بعدها دعا آية الله الخميني المواطنين السعوديين إلى إسقاط العائلة الحاكمة. لم تكن تلك المرة الأولى التي حاول فيها الخميني التدخل في شؤون المملكة؛ بعد محاصرة أتباع ميليشيا الإخوان للحرم المكي عام 1979، صرح الخميني أنه عمل من تدبير الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية. تصريحاته تسببت في أعمال شغب ضد مصالح غربية في بعض دول العالم الإسلامي، كما عقدت من مهمة السلطات السعودية.

المحاصرون اتهموا العائلة الحاكمة بانتهاج سياسات غير إسلامية. طالب المحاصرون بإسقاط العائلة المالكة والتحرر من الهيمنة الغربية، وطرد غير المسلمين من المملكة والعودة إلى تعاليم الإسلام الأصيلة، ووضع حد لتعليم المرأة ومنع أجهزة التلفاز. استمر الحصار الدموي لشهرين، ولم ينته إلا بعد استعانة القوات المسلحة السعودية بالخبرات التقنية للقوات الخاصة الفرنسية والباكستانية.

لاحقًا تبين أن المهاجمين تلقوا تبرعات من أثرياء سعوديين متعاطفين، كما كانوا مسلحين ومدربين بشكل جيد. بل إنهم حصلوا على بعض الأسلحة والذخيرة المهربة من عسكريين سابقين في الحرس الوطني شاركوا في التمرد. رجال الدين في النهاية اقتنعوا بإصدار فتوى تبيح للقوات المسلحة اقتحام الحصار، لكنهم رفضوا وصف المتمردين بالمرتدين.

دمرت هذه الحادثة هيبة المؤسسة الوهابية للاشتباه في تورطها مع المتمردين. نأى الملك خالد بنفسه عن الاشتباك مع المحافظين. في المقابل، عاكس الجهود الهادفة لليبرالية اجتماعية ودعم المزيد من التدين المتشدد، همش الشيعة وصدر الوهابية؛ كل ذلك في محاولة لنفي تهمة التسيب الديني عن نفسه.

خادم الحرمين الشريفين

 

لاحقا تبنَّى الملك خالد والملوك من بعده لقب خادم الحرمين الشريفين، لتأكيد التزامهم الديني وحقهم في الحصول على بيعة رجال الدين، والتأكيد على وصاية السعودية على العالم السني الإسلامي.

لمواجهة نظرية ولاية الفقيه (سيطرة فقهاء الشيعة على الحكومة) التي ينادي بها الخميني، استقدم النظام التعليمي السعودي معلمين ومعلمات – مصريين في الغالب- ينتمون إلى حركة الإخوان المسلمين. كان المنهج التعليمي ينص بعد ضرورة طاعة الحاكم، على أن:

«الله غايتنا، القرآن دستورنا، النبي قائدنا، الجهاد طريقنا، الموت في سبيل الله أسمى أمانينا». مع مرور الوقت، تغلغلت تلك الشعارات في المجتمع السعودي وأعادت تشكيله بشكل أكثر تطرفًا، حتى على أعلى المستويات فيه. الأمر نفسه ينطبق على قطر.

تدهورت علاقة المملكة بجماعة الإخوان المسلمين منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وزارة الداخلية اتهمت تلك الأيديولوجية بنشر التطرف داخل المملكة، كما وصفتها بأنها «مصدر جميع المشاكل في العالم الإسلامي». على الرغم من تصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية مؤخرًا، لكنها ما زالت تحظى بدعم هادئ ولكن واسع بين السعوديين الذين نشأوا على أيديولوجيتهم المتطرفة.

في ثمانينات القرن الماضي، حاول الغرب مساعدة المملكة السعودية لمواجهة المساعي الإيرانية لتصدير الثورة وصد الغزو السوفيتي لأفغانستان. الرياض دفعت الكثير من المال لشراء الأسلحة الغربية لدعم العراق في حربها ضد إيران، كما مولت مدارس طالبان في باكستان، حيث يلقن فيها الفتيان السنة مبادئ الجهاد، كما يتلقون تدريبًا من قبل القوات المسلحة الأمريكية والمخابرات الباكستانية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قبل إرسالهم لمحاربة السوفييت.

لتجنيد المجاهدين وتبرير الجهاد، أصبح تكفير الأعداء السياسيين جزءًا من الخطاب السياسي للجماعات السنية المتشددة. أيمن الظواهري، زعيم تنظيم التكفير والهجرة مصري المنشأ، والذي كان حينها فرعًا محظورًا من جماعة الإخوان المسلمين، انضم للقتال ضد السوفييت. أدى تأثيره لانتشار أيديولوجيا التكفير. حين انسحب السوفييت، عاد معظم المقاتلين للشرق الأوسط، وشمال أفريقيا والغرب ناشرين أيديولوجياتهم، لينبت للقاعدة في النهاية فرعها الأيديولوجي، داعش.

تصوير الشيعة والإيرانيين ككفار أصبح جزءًا لا يتجزأ من خطاب الوعظ الديني الذي يبثه المتشددون السنة إلى الملايين عبر قنوات متخصصة. أصبحت القيادات العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص رهينة ذاك الخطاب، لتتعقد بذلك كل احتمالات التسوية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

شقاق الأسرة الحاكمة

 

ثمة ضرورة كبرى الآن لصفقة سياسية إقليمية موسعة. استقرار الأسرة المالكة في السعودية – على الرغم من الانتقال السلس للسلطة- وقدرتها على مواجهة التهديدات الوجودية للفتنة الطائفية على حدودها وداخلها، سيتضاءلان في غياب صفقة كتلك.

الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز حظي بدعم القبائل، كما كان ينظر إليه من قبل معظم السعوديين باعتباره قائدًا مرنًا، وأبًا وحاكمًا ذا خبرة وتقوى واستقامة لا جدال فيها.

في المقابل، فإن شائعات تدور حول مشاكل صحية كبيرة يعاني منها خليفته الملك سلمان، ما يعني أن سلطته قد تتضاءل شيئًا فشيئًا. أخوه غير الشقيق، ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز ليس لديه نفوذ داخل الأسرة ولا خبرة في الحكم، كما أنه أول ولي للعهد لا يتولى حقيبة وزارية.

القوة الحقيقية يملكها محمد بن نايف ابن الـ 55 عامًا. وهو ولي ولي العهد، ووزير الداخلية ورئيس مجلس شؤون الأمن السياسي، كما يتشارك مع ابن الملك البالغ من العمر 36 عامًا، الأمير محمد بن سلمان، رئاسة الديوان الملكي ووزارة الدفاع ورئاسة مجلس شؤون الاقتصاد والتنمية.

كرئيس للديوان الملكي، يصدر الأمير محمد بن سلمان المراسيم نيابة عن والده المريض، ويستخدم الختم الملكي، لهذا يعتبره البعض الحاكم الفعلي للبلاد. هذا هو تركيز غير مسبوق للقوة في يد عشيرة واحدة: «عشيرة السديري» – إحدى زوجات الملك عبد العزيز بن سعود- والتي ينتمي لها الملك، وابنه وولي ولي العهد.

أمراء الجيل الثاني الأصغر سنًّا يمتلكون خبرة ودهاء أقل من الأمراء الكبار. تنتشر شائعات عن أن ولي ولي العهد لا يحظى بإجماع بين الأمراء الشباب، وأن محمد بن سلمان ليس محبوبًا حتى بين إخوته. إلى متى ستصبر العشائر الأخرى داخل آل سعود على احتكار السلطة من قبل آل السديري؟ خاصة مع وجود سابقة لتنازل قسري لملك مريض عن العرش (الملك سعود بن عبد العزيز عام 1962).

بخلاف خطر تمرد أميري أو انقلاب داخل القصر، فإن معظم أحفاد الملك عبد العزيز يفتقرون إلى قاعدة من القوة والخبرة السياسية، خاصة في العلاقات الخارجية، كما يبدو أنهم قد يتبعون سياسات مواجهة صفرية في المنطقة، معتقدين أن المال يشتري النفوذ والحماية الدولية ويحل المشاكل الداخلية.

التحديات الخارجية

 

تأسس تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية – المعارض للأسرة المالكة- عام 2009 كتحالف بين فروع التنظيم في السعودية واليمن. استغل التنظيم النزاعات الطائفية في العراق لإشعال حرب أهلية أدت في النهاية إلى تشكيل داعش. كل من القاعدة و«داعش» يستخدمان خطابًا معاديًا للغرب وهجمات على الأقليات لتحقيق أهدافهم في زعزعة استقرار العراق، وسوريا، ومصر، واليمن، ولبنان، وليبيا، وباكستان وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا.

في الآونة الأخيرة أدخلوا تكتيكاتهم هذه لدول الخليج أيضًا، والتي انضمت للتحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة. تتردد الدعوات لحمل السلاح ضد الشيعة بين بعض الوهابيين في السعودية وقطر، على خلفية اتهام الشيعة بالكفر.

تواجه السعودية معضلة الآن؛ إذا حاولت حماية الأقلية الشيعية في البلاد، فإن آل سعود سيكونون عرضة للدعايا التكفيرية. كما أن التراخي في معاقبة والقضاء على الهجمات على العمالة الوافدة وعلى أبناء الشيعة، سيكلف آل سعود غضب الغرب، كما سيعطي طهران ذريعة للتدخل في الشؤون السعودية. حل هذه المعضلة لا يمكن أن يقوم على استراتيجية أمنية بحتة، لا بد من تجفيف مصادر الطائفية.

تقاسم الحدود مع «داعش» في العراق لسنوات قادمة ليس خيارًا سعيدًا بالنسبة لإيران، لهذا من الممكن أن تكون مستعدة لقتال تنظيمي داعش والقاعدة في شبه جزيرة العرب ضمن قوة إقليمية؛ كما أنها تعارض تاريخيًّا ظهور دولة كردية مستقلة، وهو أمر يتزايد احتماله طالما بقيت القوات الكردية رأس حربة في مواجهة داعش. تدعم إيران حلًّا سياسيًّا إقليميًّا للمشاكل السورية واللبنانية، كما أنها ترغب في تعزيز نفوذها في العراق. لتحقيق هذه الأهداف، على طهران أن تستمر في زيادة انتشارها العسكري وشبه العسكري ودعمها المالي في العديد من مسارح الصراع الطائفي في العالم العربي. طهران اختارت التصعيد حتى الآن في البحرين واليمن، وبدرجة أقل في المملكة العربية السعودية، على الرغم من كونها واقعة تحت عقوبات شديدة بسبب برنامجها النووي، وعلى الرغم من تضاؤل عائدات النفط.

حققت الرياض نصرًا استراتيجيًّا كبيرًا على طهران في البحرين وعلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر. لكن في العراق، أدت السياسات الطائفية لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي إلى ظهور داعش، وإلى تحالف بغداد مع طهران. تخسر الرياض أيضًا سيطرتها على اليمن لصالح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيين المدعومين من إيران. تواجه حدود المملكة الآن خطر المحاصرة من قوات داعش في العراق وتنظيم القاعدة في اليمن؛ كما أنها تواجه مستنقعًا في سوريا، وطريقًا مسدودًا في لبنان، وحربًا أهلية في ليبيا، واحتمالية انتقال عدوى هذه التوترات إلى الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي؛ والأهم من ذلك، إرهابيين محتملين في الداخل نتيجة الصراعات الطائفية والأهلية المشتعلة على حدودها.

لدى المملكة السعودية حتى الآن أمان داخلي وقدرة على دعم الانتفاضات السنية في الخارج. لكن تحقيق نصر خارجي ما زال يبدو بعيد المنال في ظل تفضيل واشنطن بشكل متزايد لمكافحة التطرف وتنظيمي داعش والقاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتفكيرها في ضم إيران كلاعب محوري يشارك نفس الأهداف.

التوصل لاتفاق نهائي حول برنامج إيران النووي يبدو أكثر احتمالًا، مما قد يعزز محور الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، لتتمكن طهران من لعب دور الشاه في الشرق الأوسط، وهو احتمال غير مرغوب فيه بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي.

استمرار سياسات كل شيء أو لا شيء داخليًّا وإقليميًّا من الصعب فهمها، في وقت اختارت فيه المملكة السعودية منازعة أمريكا، وروسيا وإيران على حصصهم في سوق النفط. الصراعات الإقليمية والطائفية من شأنها بالطبع إضعاف محاولات الرياض الحفاظ على الأسعار المنخفضة للنفط.

صفقة كبرى

صفقة إقليمية كبرى هي ضرورة سياسية في الوقت الحاضر، وهي أمر له سابقة تاريخية دينية. تعايشت الطوائف الإسلامية بسلام لعدة قرون خلال العصر العثماني. وهو بديل أفضل من الاحتمالات الكارثية الأخرى. قد تتضمن الصفقة مشاركة مؤسسية للسلطة بين الشيعة والسنة في العراق واليمن والبحرين وسوريا، ودمج قوات حزب الله في صفوف الجيش اللبناني. سيقلل هذا من احتمالية نشوب مزيد من الحروب بالوكالة أو الحروب المباشرة في اليمن وليبيا، وسيقوِّض قوة «داعش» والقاعدة.

في غياب مثل هذه الصفقة، فإن الحرب الأهلية في سوريا وتداعياتها المدمرة ستكون “بروفة” لحرب أهلية دينية قد تبتلع الشرق الأوسط، ثم تمتد إلى الدول الآسيوية التي تسكنها أقليات سنية أو شيعية تعاني من مظالم.

اجمالي القراءات 3377
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق