دان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الخميس زيارة أربعة برلمانيين فرنسيين سوريا، ثلاثة منهم التقوا الرئيس السوري بشار الأسد، وقال مندداً كيف نلتقي بدكتاتور قتل من شعبه "200 ألف قتيل؟".

وأضاف هولاند في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الفلبينية مانيلا، الخميس، "أندد بهذه المبادرة، لأنها اللقاء الأول بين برلمانيين فرنسيين من دون تفويض مع دكتاتور هو السبب في إحدى أسوأ الحروب الأهلية في السنوات الأخيرة، التي أوقعت 200 ألف قتيل".

وصول البرلمانيين الأربعة إلى باريس

وعند بوابة الوصول في مطار باريس قال جاك مايار، العائد من دمشق للصحافيين إنه ذهب لتقديم رسائل إلى الرئيس الأسد تتعلق بحقوق الإنسان والحرب الدائرة، وأجاب عن سؤال لأحد الصحافيين فيما إذا كانت الحكومة الفرنسية لديها علم بزيارتهم إلى دمشق قال "أنا عضو برلمان حر أسافر إلى أي مكان وإنني أبلغت رئيس كتلتي التي أنتمي إليها وهي حزب "حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية".

وقال حتى إن رئيس الحزب ساركوزي دان هذه الزيارة، إلا أنني سأنقل له ما جرى في هذه الزيارة.

البرلمانيون ينتظرهم استجواب البرلمان

قال جان كريستوف كامباديليس - رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا - اليوم، إن نائباً فرنسياً مهدد بالفصل من الحزب، لأنه ذهب إلى دمشق لإجراء أول محادثات مع مسؤولين سوريين منذ إغلاق السفارة الفرنسية في سوريا عام 2012.

وقد يعاقب النائب جيرار بابت الذي زار سوريا في إطار مجموعة برلمانية فرنسية ضمت أربعة نواب من أحزاب متعددة هذا الأسبوع، مما يسلط الضوء على الحساسية المحيطة بسياسة فرنسا في عدم التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال كامباديليس "أدين (هذه الزيارة) تماما. الأسد ليس دكتاتورا مستبدا.. إنه سفاح"؛ في إشارة إلى اتهامات فرنسية بأن قوات الأسد ارتكبت فظائع خلال الصراع الممتد منذ أربع سنوات. مضيفاً لإذاعة "آر.تي.إل" "بعثت رسالة مكتوبة إلى جيرار بابت. سأستدعيه وأفرض عقوبات". لكنه أشار إلى أن لجنة الانضباط التابعة للحزب هي التي ستتخذ قراراً بشأن ما إذا كان الأمر قد يستدعي الفصل.

وكان ثلاثة نواب من المجموعة البرلمانية قد التقوا بالأسد لإجراء محادثات أمس؛ لكن بابت قال في رسالة نصية قصيرة إنه لم يشارك في اللقاء شخصيا.

ولم توافق لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي على الزيارة.

رئيس الوزراء يصف الأسد بالجزار

من جهته، وصف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الزيارة اليوم بأنها "خطيئة أخلاقية".

وفي فرنسا بدأ بعض النواب من الحزب الحاكم والمعارضة في انتقاد موقف باريس، كما فعل مسؤولون سابقون وبعض الدبلوماسيين الشيء نفسه في أحاديث خاصة.

يذكر أنه قتل أكثر من 200 ألف شخص منذ بدء الصراع السوري، وعلى الرغم من معارضة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إجراء اتصالات مع الأسد، فقد دعت الحكومة السورية إلى تعاون دولي لمحاربة التطرف.