الملك عبدالله جسد شرور النظام السعودي

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٦ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


الملك عبدالله جسد شرور النظام السعودي

كتب-أندرو براون

 التغيير قد يلوح في أفق السعودية، لكن إصلاح بلد فيه التعذيب والفساد والقتل بحكم قضائي أمراً شائعاً،  لن يكون سهلاً.

يمكننا أن ننظر للجانب المشرق لوفاة الملك عبدالله، عاهل السعودية، وارتقاء الأمير سلمان مكانه، فذلك يظهر-إذا ثبتت تقارير اعتلال صحته- أنه حتى الخَرَفْ لا يمنعك من الوصول للقمة، لكن على الأقل يجب أن يكون لديك الآباء المناسبين. مكمن الخطر للعديد من الأنظمة السياسية هو وصولها في نهاية المطاف إلى أن تدار بواسطة رجال لم تعد قدراتهم مناسبة لهذا العمل؛ فَكّر في البابا يوحنا بولس الثاني وانحداره (الصحي) الطويل نحو النهاية، تشرشل بعد سكتته الدماغية، ريجان أو القادة السوفيت. مع ذلك فأن السعودية تعد حالة فريدة في تاريخ العالم الحديث عند اختيار قائد يُعتقد أنه في انحداره الأخير حتى قبل مجيئه إلى السلطة.

هذا ملمح أخير من سخافة مملكة شريرة بحد ذاتها، ومصدر للشرور والفساد لاأي مكان أخر في العالم، فالسعودية لها ممارسات تعذيب وأحكام قتل تعسفية: قطع رأس امرأة في الشارع، الفكر الليبرالي يعاقب بالجلد وهو الأمر الأكثر بشاعة من الموت بجز رأسك مرة واحدة بالسيف، لأنه ينفذ على فترات ممتدة. هذا جمع من الخوف والكراهية ربطا سويا يطفوان على كم لا يمكن تخيله من الأموال يحوزها قلة محظوظ، بينما الفقراء هناك، الذين هم ليسوا عبيد أو أجانب، فيُطلق عليهم هناك لفظ “طُفشان” ومعناها حسب عالم إنسانيات هو “شخص مُعَجز وبليد” (مغلوب على أمره).

التأثير السعودي على العالم الخارجي هو شر تام، فالشباب الذين أرسلتهم (السعودية) للقتال في أفغانستان تحولوا إلى القاعدة، السعوديين الذين مولوا الجهاديين السُنة في العراق وسوريا تحولوا إلى داعش. دعمهم هذا نشر نموذج سام من الإسلاموية في أنحاء أوربا، وأفسدوا أيضاً الساسة ورجالة الأعمال مع ثقافة من الرشوة. السعوديين تتطلعوا دائما لأسوا أشكال الامبريالية الغربية: احتقار غير هم من المسلمين مثلما يفعل أي قومي أميركي.

من الصعب أن نرى ماهية الإصلاحات التي من الممكم أن تجعل السعودية أفضل، على سبيل المثال فالاتحاد السوفيتي أظهر كيف يمكن أن يكون انهيار الاستبداد الشمولي بشكل فوضوي ومروع. وعلى الرغم أن السعوديين سيتبقى لهم الإسلام إذا اضمحلت دولتهم –خسر السوفيت أيديولوجيتهم كما امبراطوريتهم- فسوف يصعب معه في ظل تفسيرات متزمتة وضيقة له أن يؤدي إلى السلام، وبجانب ذلك فهم يواجهوا ما يطلقوا عليه “أعدائهم” من الشيعة في قوس يمتد من سوريا شمالاً ويمتد إلى العراق وإيران، وعلى الامتداد نفسه هناك اليمن في الجنوب، حيث تمرد يكتسب قوة باطراد، وأيضاً هناك أقلية شيعية قمعت بقسوة في المملكة نفسها.

كل هذه التهديدات تحتم تعزيز منظومة القمع، وذلك ينبع أيضاً من إيمان الحكام هناك أنهم إذا أرخوا قبضتهم فسوف يسقطوا وبدورهم سيداس عليهم. يتطلب الأمر قائداً ماهراً وحكيماً لمواجهة تحديات المستقبل، وقد يكون هذا هو الصحيح والجيد بالفعل، وليس كالثناء المتذلل الذي وُجهَ للملك الأخير من جانب السياسيين الغربيين الذين وصفوا ملكاً خيالياً للسعودية نحتاجه بالفعل، وليس مثل الذي لدينا والذي من المرجح أننا سنحصل عليه.

رابط الموضوع الأصلي:

 http://goo.gl/4t7gYW

اجمالي القراءات 1544
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق