لا هدايا في كيس بابا نويل لأطفال العرب

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٠ - ديسمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


لا هدايا في كيس بابا نويل لأطفال العرب

لا هدايا في كيس بابا نويل لأطفال العرب
قصة 'بابا نويل' مستوحاة من خلفية واقعية ترتبط بالقديس نيقولاس الذي عاش في القرن الخامس ميلادي وكان يساعد الفقراء وأبناء المحتاجين.
العرب سامية العليوي [نُشر في 20/12/2014، العدد: 9774، ص(20)]
 
هدايا ومفاجآت تقدم من 'بابا نويل'
 
عواصم – أعياد الميلاد أو “الكريسماس” من المناسبات التي لها مدلول تاريخي وديني، وتحمل في بعض طقوسها الموروثة العديد من اللمحات الإنسانية عكستها شخصية “بابا نويل” أو “سنتا كلوز” الشهيرة التي حيك حولها الكثير من الأساطير والقصص لترتسم في أذهان الأطفال.

بلباسه الأحمر ولحيته البيضاء وكيس الهدايا وزلاجته التي تجرها الأيائل ارتبط اسم “سنتا كلوز” أو “بابا نويل” بالبهجة والسرور اللذين يضفيهما على نفوس الجميع مع إطلالة عيد الميلاد. ورغم أن قصة سنتا كلوز بملامحها الحالية تبقى خيالا إلا أن علماء النفس يرون أنها تنمي مخيلة الأطفال بجعل الخيال جزءا من الواقع.

وتقول أخصائية علم نفس الأطفال، دومينيك توريه: “عندما يخبر الأهل صغارهم أن بابا نويل سيأتي عبر المدفئة محملا بالهدايا، لا مشكلة في ذلك، فالأمر يندرج في إطار السحر المحيط بالمناسبة. وبما أنهم سمعوه من آبائهم فلا مشكلة في ذلك مطلقا”.

وعلى عكس ما يعتقده البعض فإن قصة سنتا كلوز لها خلفية واقعية، حيث ترتبط بالقديس نيقولاس الذي عاش في القرن الخامس ميلادي وكان يقوم بتوزيع الهدايا أثناء الليل على الفقراء وأبناء المحتاجين.

وتذكر مختلف الروايات أن القديس نيقولاس ولد في قرية بترا الواقعة على الساحل الجنوبي لتركيا.

 
بابا نويل أو سنتا كلوز صديق الأطفال الذي يأتي محملا سنويا بالهدايا
 

وتناقلت عدة مصادر أن والدي نيقولاس تركا له أموالا بعد وفاتهما فتبرع بها للفقراء تنفيذا لمقولة المسيح “تخل عما تملك وتبرع به للفقراء”. وأصبح معروفا بمساعدة المحتاجين والأطفال واهتمامه بالبحارة والسفن. ووهب القديس نيقولاس حياته للمسيحية وللأطفال، وقد نصّبته الكنيسة الكاثوليكية حينها أسقفا لميرا.

وتناقلت مصادر متعددة أن القديس سجن خلال عمليات ملاحقة المسيحيين واضطهادهم من طرف الامبراطور ديقليانوس. وقد أطلق سراحه في عهد الامبراطور قسطنطين الأكبر.

ودفن القديس بعد وفاته في كنيسته بميرا التي اختارت السادس من شهر ديسمبر للاحتفال به سنويا.

وانتشرت سمعة القديس نيقولاس في القرون الوسطى وامتدت إلى كل أرجاء أوروبا وأصبح القديس الراعي في روسيا واليونان.

وحسب مصادر مختلفة فإن طقس القديس نيقولاس في شمال فرنسا وبلجيكا وهولندا تطور حيث أصبح “بابا نويل” ينزل، في الخامس أو السادس من ديسمبر من كل عام، على سطح المنازل ليسأل الأطفال إن كانوا مطيعين.

ويترك الأطفال أحذيتهم أمام المدخنة، أو أمام باب المنزل، مع السكر والحليب والجزر لإطعام بغلة “بابا نويل”.

ثم انتشر الاحتفال بسنتا في بيوت الإنكليز، وتحول من سينتر كلاس إلى سانت نيقولاس.

وقد تغيرت العادات تدريجيا حين رأت العائلات المسيحية أنه من الأولى أن يرتبط هذا الاحتفال الخاص بالأطفال بميلاد المسيح، وهكذا أصبح سانتا يبدأ جولاته، ليس في ليلة الخامس من ديسمبر ولكن في ليلة الرابع والعشرين منه.

 
حفيد ملكة بريطانيا الأمير هاري يدعم الأطفال اليتامى في جنوب أفريقيا
 

وتقول مصادر إن رجل الدين الأميركي كليمون كلارك مور كتب سنة 1821 قصة حول أعياد الميلاد أظهر فيها سانتا كلوز الطيب بدينا وحوّل عصاه إلى حلوى، وتاج الأسقف إلى قبعة، وعوض بغلته بقطيع من الأيائل أو الغزلان، وألغى الكاتب بالتالي الصورة القديمة والموروثة للقديس. وتغيب النسخة العصرية لسانتا كلوز من الموروث المسيحي في الشرق الأوسط، لكن الإنجيل يتحدث عن شخصية قريبة من الأطفال تسمى القديس أندراوس.

ويقول رئيس مجلس الإعلام بالكنيسة الإنجيلية في مصر الدكتور إكرام لمعي إن “سانتا كلوز لا يوجد في تاريخ الشرق الأوسط المسيحي، وارتبط من بين الأشياء التي ارتبط بها، بالمناخ الثلجي الذي تعرفه أوروبا والغرب عموما وليس منطقة الشرق الأوسط”.

وأضاف أن “المجتمع الشرقي أصبح يقلد الغرب في الاحتفال بهذا القديس الذي لا وجود له في ثقافته”، غير أن الإنجيل أورد قصة القديس أندراوس.

وشرح القس أن “أندراوس كان أحد تلامذة المسيح، وكان معروفا بقربه من الأطفال. وقد أفردت بعض الطوائف مثل الكنيسة المسيحية للقديس أندراوس يوما في السنة تحتفل به فيه نظرا لقربه من الأطفال ومساعدته لهم”.

يذكر أن العديد من المتطوعين يشاركون سنويا مرتدين زي سنتا كلوز ذا اللونين الأحمر والأبيض، في سباقات تنظمها جمعيات خيرية من مختلف دول العالم لجمع تبرعات نقدية لمساعدة الأطفال المرضي والمحتاجين.

اجمالي القراءات 4050
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق