الولايات المتحدة تعترف بالفشل في كوبا، فماذا عن الشرق الأوسط

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٠ - ديسمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


الولايات المتحدة تعترف بالفشل في كوبا، فماذا عن الشرق الأوسط

الولايات المتحدة تعترف بالفشل في كوبا، فماذا عن الشرق الأوسط
محللون يرون أن واشنطن فشلت في غزوها للعراق، فهي لم تحقق أي هدف سياسي من ورائه بل منحت إيران سطوة ونفوذا هائلين على جارتها الغربية.
العرب فرانسوا باسيلي [نُشر في 20/12/2014، العدد: 9774، ص(7)]
 
كوبيون يعتبرون تطبيع العلاقات مع أميركا "خيانة"
 
بعد أكثر من خمسة عقود من القطيعة، قررت واشنطن أن تغير من سياستها المتكلّسة تجاه هافانا، واتفقت الولايات المتحدة وكوبا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وتبني نهج مختلف. ويدفع هذا القرار إلى التساؤل حول إمكانية إقدام واشنطن على تغيير سياساتها المدمرة في الشرق الأوسط.

حين أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، قبل أسبوع من عيد الميلاد الغربي، أهم قرار في حياته السياسية، وهو إعادة العلاقات الطبيعية مع كوبا، اعترف علنا بفشل السياسة الأميركية تجاه كوبا ونظام كاسترو فشلا ذريعا على مدى أكثر من نصف قرن. وهو قرار صائب وإن كان متأخرا جدا، مما يدفع بالتساؤل عما إذا كان هناك أمل في أن تعترف الولايات المتحدة بشكل مماثل بفشل سياساتها الذريع في الشرق الأوسط وعلى مدى أكثر من نصف قرن أيضا.

حيث كان تعاملها مع جمال عبدالناصر منذ الخمسينات من القرن الماضي مشابها لتعاملها مع الزعيم الكوبي فيدال كاسترو في تلك الفترة، ثم كانت سياستها الفاشلة في غزو العراق، ومؤخرا في سوريا، ثم موقفها المساند للإخوان في مصر إبان ثورة 30 يونيو ومحاولتها المستميتة الحفاظ واستعادة نظام الإخوان، وبدايتها غير الموفقة تجاه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو ما يتغير حاليا بالتدريج.

هذا بالإضافة إلى الفشل المستمر لسياسات الولايات المتحدة في التوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية وفشلها في الضغط على إسرائيل لتغيير سياستها العدوانية حتى فيما يتعلق بأمر أعلنته الولايات المتحدة مرارا وهو رفضها استمرار إسرائيل في إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وتجاهل إسرائيل التام لهذا الرفض مما يكشف الموقف المتواطئ البائس للسياسة الأميركية.

بالطبع هناك اختلافات في الجغرافيا والتاريخ معا بين المنطقتين، كوبا والشرق الأوسط، ولكن يجمعهما ذلك الفشل الفادح الفاضح للسياسة الأميركية بنتائج كارثية على الجميع، على العرب وعلى الغرب معا، ليس أقلها اندلاع الإرهاب من منطقة الشرق الأوسط ليضرب دول العالم والغرب خاصة بأضرار أمنية واقتصادية ضخمة، وتفتتت دول الشرق الأوسط ومجتمعاته وتدمير مدنه وقتل وتشريد الملايين من الأبرياء وتحويل المزيد منهم إلى إرهابيين، بدوافع وبمبررات بل وبأسلحة هذه السياسة الأميركية الخرقاء في المنطقة برمتها. فلماذا غيرت أميركا من سياساتها المتكلسة الفاشلة تجاه كوبا؟ وهل يمكن أن تغير من سياساتها المدمرة في الشرق الأوسط؟

كينيدي و"سي أي إيه" في خليج الخنازير

كانت السياسة الأميركية طوال نصف القرن الماضي رهينة للجالية الكوبية الأميركية في فلوريدا ولليمين الأميركي المتمثل في الحزب الجمهوري الذي تتغذى وتنتعش أفكاره وسياساته دائما بالحروب والحصار والمعارك المستمرة مع العالم، وقد كان التخطيط للتدخل العسكري الأميركي في كوبا قد حدث في عهد الرئيس إيزنهاور الجمهوري، ومع مجيء الرئيس كنيدي الديمقراطي كانت كل استعدادات الغزو قد تمت ووضع الملف جاهزا من قبل الـ”سي آي إيه” على مكتب الرئيس كنيدي للمضي في الخطة، واضطر هذا الأخير لإعطاء الموافقة فقامت الـ”سي أي إيه” بإرسال قوات ميليشيات كانت قد أعددتها ودربتها لعملية غزو كوبا والتي كان غرضها هو خلع فيدال كاسترو ونظامه وتنصيب حاكم يخضع للإرادة الأميركية.

محاولة الغزو الفاشلة لـ"سي أي إيه" في خليج الخنازير كشفت عن الرغبة الأميركية الفاضحة في إخضاع كوبا بقوة السلاح

وهبطت الميليشيات على أرض جزيرة كوبا وأحرزت انتصارا سريعا ضد شرطة قرية ساحلية، لكن فيدال كاستروأمسك بقيادة الجيش بنفسه وتصدى للقوى الغازية التي كانت قد استعانت بالطيران فهزمها وقضى عليها في ثلاثة أيام، وقام بأسر معظم أفراد القوة الغازية وكشفهم للعالم كله ثم أعادهم للولايات المتحدة يجرون أذيال الخيبة، وعرفت هذه الهزيمة القاسية والمعركة الفاشلة بعملية خليج الخنازير (باي أوف بيجز). واستشاط كنيدي غضبا لهذه الفضيحة الهائلة التي ورطته فيها الـ”سي أي إيه”، وشكّل عدة لجان للتحقيق وقال لمن حوله إنه سيقوم بتفتيت الـ”سي أي إيه” إلى شظايا وبعثرتها في الريح.

ولكن الأيام لم تمهله فقد قام رجل يدعى لي هارفي أوزوالد بإطلاق الرصاص عليه في دالاس، ثم قام رجل مشبوه بإطلاق الرصاص على أوزوالد وهو في أيدي البوليس فقتله، وبهذا دفنت معه أسرار اغتيال الرئيس الأميركي والذي انطلقت الروايات لتصور أسباب اغتياله والجهات التي تقف خلفها بشكل ما زال يثير الشكوك في أذهان الكثيرين إلى اليوم.

وبسبب الفشل الذريع لعملية خليج الخنازير ضد كاسترو ونجاحه في القضاء عليها منتصرا بذلك على أقوى دولة في العالم لا يفصله عنها سوى بحر صغير وهو الجزيرة الصغيرة بمواطنيها الأقل من عشرة ملايين، حلق اسم كاسترو في فضاء القوى والتيارات الثورية والتحررية في العالم في فترة الستينات التي كانت تشتعل فيها الحركات التحريرية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.

وصار اسم كاسترو ورفيقه في الكفاح غيفارا (الذي قتلته القوات الأميركية بعد ذلك) بجانب عبدالناصر، هم الأشهر في العالم كله كزعماء وقفوا بقوة وشجاعة أمام قوى الإستعمار التقليدية، إنجلترا وفرنسا والجديدة، الولايات المتحدة، مما أشعل حماس شعوب العالم الثالث الصاعدة والراغبة في الحرية والكرامة بعد قرون من العبودية والخضوع المذل للقوى الأجنبية، وكان من الطبيعي أن يعجب كاسترو بناصر الذي ثار قبله على الاستعمار القديم والجديد معا وكان في مطلع الستينات قد صار الزعيم الأقوى في العالم الثالث كله.

حاولت الولايات المتحدة محاربة جمال عبدالناصر بإقامة تحالفات عسكرية وسياسية مع دول في المنطقة لمحاصرة مصر

تصحيح المسار

من اللافت للنظر أن محاولة الغزو الفاشلة لـ”سي أي إيه” في خليج الخنازير كشفت عن الرغبة الأميركية الفاضحة في استعمار وإخضاع كوبا بقوة السلاح، بشكل كان منافيا لكل الشعارات البراقة للولايات المتحدة في ذلك الوقت من انتصار للحرية والديمقراطية والقيم الإنسانية النبيلة في العالم، مما دفع بكاسترو إلى الاستعانة بالاتحاد السوفييتي لحماية كوبا من ذلك التهديد الغاشم من قبل الولايات المتحدة، فأعلن بعد الغزو تطبيقه للاشتراكية ومعاداته للرأسمالية، حتى وصل به الأمر إلى الموافقة على أن يضع الاتحاد السوفييتي صواريخ نووية على أرضه على بعد خطوات من الولايات المتحدة وهو ما أدى إلى الأزمة الشهيرة التي كادت أن تندلع بسببها حرب نووية عالمية ثالثة.

الفشل الأميركي الأساسي هنا، والذي قام أوباما بتصحيحه بعد نصف قرن، هو اللجوء إلى التدخل الغاشم، إلى درجة الغزو المسلح، في شؤون دولة أخرى، بدلا من اللجوء إلى إقامة علاقات طبيعية تحترم الآخر ولا تتدخل في شؤونه الداخلية مع اقتصار التأثير عن طريق التبادل الاقتصادي والثقافي المفتوح بلا مخططات ومؤامرات سرية تدفع الطرف الآخر إلى الدفاع عن النفس ومعاداة الولايات المتحدة والانضمام إلى المعسكر المضاد، هذا الفشل لم تستطع الولايات المتحدة استيعابه إلى اليوم فنجدها تكرر اخطاءها بحذافيرها في مناطق أخرى من العالم وأهمها بالنسبة إلينا هي منطقة الشرق الأوسط.

وسنجد أن الولايات المتحدة كان لها فشل مماثل غير مبرر مع مصر وجمال عبدالناصر قبل فشلها مع كوبا وكاسترو بسنوات قليلة، ولم تتعلم الولايات المتحدة من أخطائها، وما زالت لم تتعلم ولا تتعلم إلى اليوم، وكان خطأ الولايات المتحدة في ضغطها على البنك الدولي لرفض طلب تمويل مشروع السد العالي.

فقد طلبت واشنطن من ناصر أن تقوم كشرط للتمويل بوضع ميزانية مصر تحت مراقبتها وكأنها تريد إعادة الاستعمار في صورة استعمار اقتصادي غاشم، وكان الطلب غير مشروع وغير معقول مما دفع ناصر إلى رفضه

واللجوء إلى الاتحاد السوفييتي الذي رحب بتمويل السد وتصميمه والمساعدة على إنشائه بشروط تحترم سيادة مصر واستقلاليتها، وكان هذا هو بداية دخول الاتحاد السوفييتي للشرق الأوسط.
 
هل يمكن أن تغير أميركا من سياساتها المدمّرة في الشرق الأوسط
 

كما راحت الولايات المتحدة في نفس الفترة تحاول محاربة ناصر بإقامة تحالفات عسكرية وسياسية مع دول في المنطقة لمحاصرة مصر، وكان أهم هذه المحاولات إقامة حلف مع تركيا والعراق، والذي حاربه ناصر بكل قوة ونجح في إسقاطه وإخماده في مهده، وكان ذلك في حكم الرئيس الجمهوري إيزنهاور.

وكما أشرت فإن الحزب الجمهوري كان دائما هو الأسرع في اختيار الأسلوب الكوبوي في السياسة الخارجية، ومازال يفعل ذلك إلى اليوم، فالسناتور جون ماكين كان وما يزال يطالب أوباما بأن يتدخل عسكريا في سوريا لضرب الجيش السوري، وكان من أكبر المؤيدين لرئيسه الجمهوري جورج بوش الصغير في غزوه الغاشم للعراق وتحطيمه لجيشها ومدنها وتقسيمها.

في وقتنا الحاضر نجد أن الولايات المتحدة قد فشلت في غزوها للعراق، فهي لم تحقق أي هدف سياسي من ورائه بل منحت إيران سطوة ونفوذا هائلا على العراق بكل ما يمثل ويملك من مكانة وثروة، ولم يستفد من غزوها للعراق سوى إسرائيل، خاصة مع قيام الحاكم الأميري برينين بتسريح الجيش العراقي، وقد خرج العراق بهذا ليس فقط من أي إمكانية صراع مع إسرائيل بل خرج من التاريخ والجغرافيا أيضا، وصار، وقت كتابة هذا المقال، مرتعا لقوى خرجت منه على العالم من كهوف التاريخ لتقوم بممارسات بدائية تعود بالمنطقة لعصور الجاهلية القبلية الأولى تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام.

سياسة متخبطة

وتبدو السياسة الأميركية الحالية متخبطة لا تدري ماذا تفعل، هل تستمر في معاداة نظام الأسد ومساندة معارضيه الثائرين عليه حتى بعد تصاعد قوة وسطوة تيار الإرهابيين وسطهم وبعد ظهور داعش.

كما تبدو الولايات المتحدة بهذا مقبلة على فشل جديد لسياساتها الخارجية في الشرق الأوسط، وقد أصبح واضحا لسكانه المنكوبين أن كل منطقة تطالها اليد الأميركية تتحول إلى خراب هائل يقتل ويشرد فيه الملايين وتسقط به بلاد ومدن وأوطان بأكملها.

هناك اختلافات في الجغرافيا والتاريخ بين كوبا والشرق الأوسط لكن يجمعهما الفشل الفادح للسياسة الأميركية

أما في مصر الحاضر فقد حققت السياسة الأميركية الفشل تلو الفشل، فقد بدأت مع ثورة 25 يناير بمحاولة الحفاظ علي صديقها مبارك ونظامه وابنه جمال، الذي كان قد زارها في زيارة سرية، وافتضح أمره في محاولته تقديم فروض الطاعة والولاء للبيت الأبيض كوريث يقدم نفسه للسيد الأميركي باعتباره أهلا للثقة، فأيدت الحكومة الأميركية مبارك في الإيام الأولى للثورة وهو ما يتجاهله من يرون أن ما حدث في مصر ليس سوى مؤامرة أميركية، وهي رؤية مراهقة وشريرة معا تحاول الحط من قدرة المصريين الذاتية وسلبهم ألحق في الزهو بما حققوه من إنجاز.

ومعظم هؤلاء المعادين للثورة الينايرية هم من فلول النظام الساقط ومن بقايا رجال أمن دولته الذين يكرهون شباب الثورة ولا يريدون الاعتراف حتى بأنها كانت ثورة، ومعهم بعض عشاق نظرية المؤامرة التي تسهل عليهم إلقاء مسؤولية كل شيء على أكتاف الشيطان البعيد الخارجي وليس على كتفي الطاغية الفاسد الداخلي ومن كانوا يؤيدونه.

ومع السقوط السريع والمفاجئ لقوات أمن دولة مبارك يوم جمعة الغضب في 28 يناير ونزول الإخوان إلى الشارع بعد رفضهم المشاركة في 25 يناير لكي يلعبوا على الحبلين لعدم وضوح المنتصر بعد، راحوا يقفون في الميدان مع الثوار مرة ويجلسون مع اللواء عمر سليمان للتفاوض مرة أخرى، فالمناورة السياسية والتنقل من موقع لآخر وإيهام الطرفين بأنهم معهم وإمساك العصا من الوسط هي كلها ألعاب اتقنوها طوال ما يقرب من القرن من العمل السري التحتي الإرهابي السياسي الدعوي معا. ولذلك سارع زبانيتهم في واشنطن بمحاولات إقناع البيت الأبيض والكونغرس أنهم القوة المنظمة الوحيدة في مصر القادرة أن تكون بديلا لمبارك، وأنهم على استعداد أن يكونوا أكثر فائدة من مبارك بوعود بإحكام لجام الجماعات الإرهابية التي قالوا إنهم وحدهم من يقدر علي تحجيمها، وهو أمر يعرفون أنه سيكون له وقع السحر في آذان المسؤولين الأميركيين، ولهذا تغيرت النبرة الأميركية وسارعوا بمطالبة مبارك بتقديم تنازلات ثم مع استمرار نجاح الثورة والتفاف أغلبية المصريين حولها احتضنوا مطالب الثوار كاملة بضرورة رحيل مبارك، وفي ذلك الوقت كنت أكتب قائلا أن أميركا تتابع وتتبع لكنها لا تصنع ما يحدث في مصر لأن الشعب وحده هو القادر على صنع الحدث في الشارع، وهو ما حدث فعلا.

أما دور أميركا بعد ذلك فلم يكن حاسما في أي شيء، فكل ما حدث كان بإرادة وأيدي المصريين أنفسهم، سواء كانوا من الشباب الثائر الذي لم يستطع أن يوحد صفوفه لكي يتصدى للإخوان ويقدم قيادة يمكنها أن تحكم، أو الإخوان والتيار الإسلامي الذي نجح في إقناع حوالي نصف الشعب بالتصويت له فأدخلهم مجلس الشعب ثم رئاسة الجمهورية.

فالمصريون هم من ثار على الطاغية مبارك في 25 يناير وأسقطوه، وهم من اعطوا للإخوان والسلفيين أصواتهم ثم شاهدوهم وهم يفشلون في مجلس الشعب ثم في الحكم فشلا هائلا وفادحا ومفضوحا، وهم من قام بالثورة عليهم في 30 يونيو لاستعادة بهاء ثورتهم الأولى، والتفوا حول حركة تمرد لإنقاذ مصر من قبضة تجار الأديان أهل التكفير والإرهاب الفكري والجسدي، وهم من أعطوا أصواتهم للسيسي لكي يكون رئيس مصر في مرحلة بالغة الخطورة.

في النهاية، ها هي الولايات المتحدة تصحح موقفها الملتبس من مصر والرئيس السيسي وتوافق على عدم المساس بالمعونة السنوية على عكس ما كانت تهدد، وليس معنى هذا أن الولايات المتحدة قد تعلمت من أخطائها، فقد أثبتت أنها لا تتعلم، ولكن كل ما يعنيه هذا أن موقفها الحالي قد صار أكثر عقلانية وأنها قد استسلمت للتغيير الذي فرضته الإرادة الشعبية المصرية، والدرس الأساسي للمصريين هنا هو الإيمان بأنفسهم، وعدم الاهتمام المبالغ بأي إرادة خارجية، والتيقن من أن الولايات المتحدة يمكنها أن تتابع، وأن تتبع، ولكن لا يمكنها أن تصنع، ما يحدث في مصر.

اجمالي القراءات 2357
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق