فى اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة: حال المصريات لا يسر

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٥ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


فى اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة: حال المصريات لا يسر

 

فى اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة: حال المصريات لا يسر

 
 
تحقيق ــ آية عامر نشر فى : الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 - 10:53 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 - 11:00 ص



- الأهالى يرون الحفاظ على عفة بناتهن فى العملية.. وسيدة: أشعر بالإهانة حتى الآن

- الختان يعرض الفتاة للنزيف والاحتباس البولى وتسمم الدم وفيروس سى والإيدز

- عندما ترى المرأة الطلاق «خراب بيوت» يضربها الزوج ليل نهار

- ضربنى وكنت حاملًا فقتل الجنين داخلى.. ولا أفكر فى الطلاق فليس لى مكان آخر

- طبيب نفسى: لا يضرب زوجته إلا من يشعر بنقص رجولته أو لديه قصور ذهنى

بداية من «جريمة» الختان التى تتعرض لها الفتاة فى طفولتها، مرورا بالتحرش فى سن المراهقة والشباب، وانتهاء بإجبارها على الزواج من زوج لا تريده، ثم تعرضها فى أحيان كثيرة للضرب والسب من زوجها.. هكذا تتلخص حياة المرأة فى «الألم أكثر من الفرح»، رغم المساعى الحثيثة التى يبذلها العالم لوقف العنف ضد النساء.

وفى اليوم العالمى للمرأة، المحدد له 25 نوفمبر من كل عام، لمناهضة العنف ضد النساء، ترصد «الشروق» الجرائم التى تطارد المرأة المصرية، فى منزلها وعملها وفى الشارع، وفى كل مراحل حياتها، فما زال حال المصريات لا يسر، وما زلن يجاهدن للحصول على حقوقهن، لكن تعامل الدولة والمجتمع لا يتعدى كونه تفاعليا نقاشيا فى المؤتمرات والمنتديات وبروتوكوليا بتوقيع الاتفاقيات، وفقط دون اتخاذ إجراءات حقيقية تجاه الاعتراف بحق المرأة المصرية حتى فى العيش آمنة مطمئنة على نفسها.

الختان.. جريمة فى الصغر تقتل الفتاة فى الكبر

«ذهبت للفسحة فى البلد، وفوجئت بأننى غارقة فى الدم، وماما تمسك يدى بشدة حتى لا أستطيع الهرب، وشعرت بوجع وبكيت كثيرا، لكن بابا اشترالى حاجات حلوة، وقالى إن ربنا قال كده».. بهذه الكلمات تذكرت الفتاة ن.ح، 14 عاما، اليوم الذى تعرضت فيه لعملية الختان، وهى لا تدرك جيدا خطورة الأمر.

تلجأ الأسر إلى ختان بناتها حفاظا على عفة البنت وشرف العائلة، بحمايتها من الوقوع فى الرذيلة، رغم أن أسرا كثيرة تعرف أن الختان يؤدى فى أحيان كثيرة إلى الوفاة.

الفتاة «ن.ح»، المعروف عنها تفوقها فى الدراسة، فهى بالصف الثانى الإعدادى، تقول «عندما عرف صديقاتى بالأمر استغربن، لكن فوجئت بأن فيه 4 صديقات بالفصل تعرضن للأمر ذاته».

وتقول «ن.ح» وهى مقيمة فى شارع متفرع من شارع ترسا بالهرم «بعد ذلك شعرت بارتفاع درجة الحرارة وتعب كبير.. أمى كانت رافضة الأمر، وكنت أسمعها كثيرا تتكلم مع بابا وتقول له بلاش نعمل فى البنات كده الزمن تغير».

تعرضت الفتاة وشقيقتها الصغرى لذات العملية فى يوم واحد، بعد أيام قليلة من وفاة الطفلة سهير الباتع، إثر خضوعها للختان على يد طبيب فى يونيو 2013.

ولم تشفع وفاة سهير لدى والد الطفلتين الذى أصر على إجراء الختان لهما، وأشارت الفتاة «والدى قال لنا إننا ذاهبون للفسحة، ولا أعلم إذا كان الختان حلو ولا وحش، ووالدتى اعتذرت لى وقالت لى معلش بابا عاوز مصلحتك».

فى عام 2008 جرم القانون المصرى ختان الفتيات، ونص على معاقبة من يقوم بذلك بالسجن ما بين ثلاثة أشهر وعامين، وغرامة مالية، كما صدرت فتوى دينية تحظر إجراء العملية، إلا أن ذلك لم يمنع استمرار تعرض الفتاة لخطر تشويه أو بتر أعضائهن التناسلية، لاعتقاد الأهالى بأن الختان محاولة للسيطرة على الرغبات الجنسية للمرأة قبل الزواج، كوسيلة لضمان عذريتها.

من جانبه قال الدكتور محمد الإمام، طبيب نساء وتوليد، ليست لختان الإناث أى فوائد صحية كما يدعى البعض، فضلا عن أنه قد يتسبب فى مضاعفات صحية مباشرة ومضاعفات متأخرة.

وأضاف الإمام أن حياة الفتاة تتوقف على مهارة الطبيب الذى يجرى العملية وطبيعة المكان والأدوات إذا كانت معقمة؟، مشيرا إلى أن الفتاة قد تتعرض للنزيف والاحتباس البولى الحاد وعدوى المسالك البولية، وعدوى الجروح وتسمم الدم والتيتانوس، وإمكانية انتقال فيروس الالتهاب الكبدى، والإيدز، فى حالة أن الأدوات المستخدمة لم تكن معقمة.

ويقول الإمام إن عملية الختان فى الغالب تجرى لفتيات تتراوح أعمارهن بين الثامنة والـ14 عاما.

وتختلف آراء أهالى الفتيات حول عملية الختان حيث ترى الغالبية، أنها عملية خطيرة ولا تفيد الفتاة فى شيء، وأن هذا جهل بالدين والثقافة، وقد يؤدى إلى وفاة الفتاة، بينما يرى البعض الآخر أنه تجميل لتلك الأعضاء التناسلية قبيحة المنظر وأنه يجعلها تلد بسهولة، فضلا عن أنها تكون مطيعة لا ترهق زوجها فى العلاقة الجنسية، وهى فى ذات الوقت تستطيع أن تحافظ على شرفه فى حالة غيابه أو مرضه.

بينما تقول شيماء.م، البالغة من العمر 26 عاما «أجريت لى عملية الختان أنا واخواتى الفتيات على مدار يومين، وكانت أكبر اخواتى تبلغ من العمر 15 عاما وأصغرنا 11 عاما».

شيماء وهى أم لطفلين تتحدث عن الختان قائلة: العملية صعبة جدا وشعرت بوجع وبإهانة قوية، لكن لا تشعر الفتاة بالإهانة إلا فى الكبر، ووالدتى ربطت يدنا بحبل قوى حتى تمر العملية دون أى مشاكل.

وتضيف شيماء «أثناء ممارسة الجماع مع زوجى، أتذكر أحداث عملية الختان والألم الذى تعرضت له، لكن الله رزقنى بزوج يحاول دائما ألا يشعرنى بأى إهانة من أى نوع».

وتؤكد شيماء أن ختان الفتاة لا يمنعها من الانحراف إن أرادت، وأنا وزوجى نرفض تماما أن نجرى هذه العملية لبناتنا، لأنها عملية صعبة وآثارها النفسية لا تزول، وتظل عالقة بروح الفتاة وعقلها.

وهنا قطعت الحاجة سمية، والدة زوج شيماء، حديثها وهى تقول «الختان عفة للبنات ألا ترون من يقبضوا عليهن فى شقق الدعارة، ولما حفيداتى يكبرن سأقنع والدهن بختانهن».

القضاء على التحرش.. وعد رئاسى ينتظر التحقيق

أعتذر لك وأعدك بأننا كدولة لن نقبل مثل هذه الحوادث فى المستقبل، وسوف نتخذ إجراءات صارمة ضد أى متحرش».. كلمات اعتذار وباقة ورد بدأ بهما الرئيس عبدالفتاح السيسى، فترة حكمه بعد اختياره رئيسا للجمهورية،

أثناء زيارته للسيدة ضحية التحرش بميدان التحرير خلال الاحتفال بفوز السيسى بالرئاسة.

ورغم هذا الوعد الرئاسى، مازالت الفتيات تعتبرن أن معدلات التحرش مرتفعة، مؤكدات ضرورة إعادة هيكلة وزارة الداخلية لحماية الفتيات فى الشارع المصرى.

نيرمين حسن الطالبة، بكلية اقتصاد وعلوم سياسية تقول «هناك صعوبة فى القضاء على ظاهرة التحرش طالما لا يوجد تعاون من وزارة الداخلية».

وأضافت أن «التحرش لن يختفى طالما أن وزارة الداخلية ضعيفة وكل تركيزها فى التصدى للتظاهرات والأحداث السياسية فقط».

وتتحدث نيرمين عن مخاوفها قائلة «لا أفكر فى النزول بعد صلاة المغرب تخوفا من تعرضى لأى تحرش يفقدنى كرامتى، كما أننى دائما لا أنزل للشارع إلا بصحبة شقيقى».

وتحلم نيرمين بنزولها وجميع الفتيات إلى الشارع المصرى دون التعرض لأى أذى، قائلة «وزارة الداخلية مازالت غير قادرة على تحقيق الأمن بشكل عام فى البلاد وهو ما يؤثر على زيادة ظاهرة التحرش وليس تخفيفها».

«الزواج القبلى».. سجن فى منزل الزوجية

«تزوجت ابن عمى الذى لا يتساوى معى فى التفكير والثقافة والدراسة، خوفا من ضرب والدى الذى ربما يؤدى إلى وفاتى».. هكذا عبرت ع.ن عن مأساتها فى الزواج بالإكراه من أحد أقاربها.

والسيدة ع.ن، التى تبلغ من العمر 30 عاما، تزوجت، وهى فى السنة الأخيرة من الكلية، من ابن عمها الحاصل على دبلوم صنايع.

وقالت: «عندما عرض والدى علىّ الزواج رفضت، ولكن أمى نصحتنى بألا أتمادى فى رفضى حتى لا أخسر كل شىء».

الزواج القبلى، عادة منتشرة فى كثير من المحافظات المصرية، وتعتبر بعض القبائل القرابة شرطا أساسيا فى الزواج، فالكثير من العائلات لا تقبل تزوج بناتها لرجال أغراب من خارج العائلة، وتتعامل مع الابنة، التى تتزوج من خارج العائلة على أنها منبوذة وأبناؤها درجة ثانية بعد أبناء بقية أفراد العائلة.

وتقول ع.ن التى تخرجت فى كلية الآداب: إن الزواج من القبيلة والعائلة شىء لا يمكن النقاش فيه، فلكل قبيلة قانون.

«فعندما رفضت الزواج من ابن عمى هددنى والدى بعدم الاعتراف بأولادى وعدم الترحيب بهم وعدم حصولى أو حصولهم على أى ميراث». وأكدت دراسة صادرة مؤخرا عن مؤسسة قضايا المرأة بعنوان «الزواج القبلى بالإكراه سجن بلا قضبان»، أن ٢٩.٥٪ من الفتيات يجبرن على قبول الزواج القبلى خوفا من عدم ترحيب القبيلة بهن إذا تزوجن من خارج القبيلة، و٢٢٪ خفن من عدم استطاعتهن زيارة أهلهن، و٢١.٥٪ خفنا من الإحساس بدونية أطفالهن بالمقارنة بباقى أطفال القبيلة.

حاولت «ع.ن» البحث عن مبرر للزواج القبلى، فقالت: «الزواج القبلى هدفه الحفاظ على الثروة المالية والعادات والتقاليد وحتى لا تختلط أسامى القبائل، وتحتفظ كل قبيلة باسمها»، وهو ما وضحته الدراسة أن ٣٦٪ من الأسر تضغط للزواج القبلى بالإكراه للحفاظ على اسم القبيلة، مقابل ٣٢٪ للحفاظ على العادات والتقاليد السائدة، و٢٩٪ للحفاظ على أراضى القبيلة والثروة المالية.

وتقول «ع.ن» وهى أم لأربعة أطفال، أكبرهم عمره 6 سنوات: «لا أرغب فى زواج أولادى بنفس الطريقة، لأن هذا الزواج نهايته مظلمة، ولن يكون نافعا لأى طرف من الطرفين، خاصة أننى انفصلت عن والدهم لعدم قدرتى على التعايش والتفاهم معه، وهو ما تقبله والدى».

وتذكر «عندما طلبت الانفصال قال لى والدى إن التى تطلب الطلاق، هى التى تتنازل عن كل شىء من حقوقها ولا تطلب شيئا، ولن تتزوجى مرة أخرى، وبالفعل وافقت لأننى لم أرغب فى الزواج، فأنا حياتى الآن أولادى واستكمال دراسات عليا».

وتوضح الدراسة أن 52% يوافقون على أن تتزوج الفتاة من خارج القبيلة، فيما يوافق ١٨٪ على الزواج القبلى و٣٠٪ لم يحددن موقفهن بعد، فضلا عن أن ٦٦.٥٪ من الإجمالى تعتقد أنه يمكن أن يتزوج الشاب من خارج القبيلة وهى أعلى من النسبة التى أعطت نفس الحق للنساء، و٣٠.٥٪ لا يوافقن على إتاحة الزواج للرجال خارج القبيلة.

داليا: أعطيت زوجى العصا ليضربنى حتى تهدأ أعصابه المتوترة

«زوجى يضربنى ليعدل مزاجه وبعد ذلك يرتاح ويصالحنى».. هكذا تحدثت داليا محمود عن معاناتها مع زوجها، الذى يضربها بالعصا ليل نهار.

وتقول داليا، وهى سيدة تبلغ من العمر 28 عاما من محافظة الدقهلية «أعيش مع والدة زوجى وزوجات أخوته فى بيت واحد، وعلى تنظيف شقة والدة زوجى، وإعداد الطعام لها مرتين فى الأسبوع».

وتضيف: زوجى يعمل حدادا، وأمه تضربنى أحيانا، وتحرضه ضدى عندما أتأخر عن موعد الطعام، حيث تتصل به ليأتى لضربى بعد انتهاء عمله، وينتهى اليوم بـ«علقة ساخنة» تتسبب فى إحداث كدمات وخدوش بجسدى كله.

الأمر وصل بالسيدة وزوجها إلى مرحلة مرضية، تقول عنها: «وصل بى الحال، أننى عندما أرى أن غضبه تصاعد، ولن يهدأ أحضر فورا العصا والحذاء ليضربنى بهما»، مؤكدة أن الأسباب التى يضربها عليها زوجها تتلخص فى أن أحد أبنائها يبكى بصوت عالٍ، أو أنها لم تذهب شقة حماتها لتنظيفها فى موعدها، أو حتى «زيادة الملح بعض الشىء فى الطعام».

وتؤكد داليا وهى أم لثلاث فتيات أكبرهن رؤية فى الصف الأول الابتدائى «عندما تزوجت لم أكن أعلم ما يخفيه لى القدر، حيث إننى خطبت لمدة 4 أشهر فقط»، موضحة عندما اشتكيت لأمى قالت لى: «مالكيش غيره هو سندك فى الدنيا يا بنتى بعد وفاتى».

تستكمل داليا «حتى الحمل لم يكن يشفع لى عند زوجى الذى يضربنى على أى خطأ»، قائلة: «زوجى يحبنى بالرغم من ضربى، لكنه عصبى لدرجة كبيرة ويتعصب بسبب أشياء بسيطة، لكن لا أفكر فى الطلاق فليس لى مكان آخر».

وتضيف: «أخى لا يأتى لمنزلنا حتى لا يرى زوجى، ويشتبك معه، خاصة أن والدتى ترفض دائما زيارته لمنزلى، حتى لا ينتهى الخلاف بينه وبين زوجى بطلاقى، فهى تخشى من خراب البيت»، مؤكدة أن زوجها ليس بخيلا لا معها ولا مع بناتهما، لكنه لا يرتاح إلا بضربها.

تسيطر على داليا حالة من السكون والاستسلام والانقياد، ليس لها رأى، ولا هدف ولا اتجاه، تتذكر عندما ضربها زوجها أول أيام عيد الأضحى الماضى بعد الصلاة مباشرة: «ضربنى وطردنى من البيت لأنى كويت قميصا غير اللى طلبه».

وتضيف: «بعدما طردنى أخذت أبنائى وقررت أن أذهب إلى أمى، لكنى قابلت شقيقه على سلم المنزل، فأقسم بألا أغادر المنزل فى يوم العيد، لكن زوجى كان قد أقسم يمين طلاق لأغادر البيت، واضطررت إلى البقاء عند شقيقه طوال اليوم وعدت إلى شقتى فى اليوم التالى».

أصبح الضرب بالنسبة لداليا أمرا متوقعا طوال الوقت، والسب والتهديد بالطلاق أخف منه إيلاما، لأن زوجها يضربها دون رحمة «ضربنى وكنت حاملا، وتسبب ذلك فى وفاة الجنين داخل بطنى».

من جهته يقول الطبيب النفسى، عمرو بسيونى، إن 50% من النساء الأميات يتعرضن للعنف على يد الأزواج، مقابل نسبة أقل من النساء الحاصلات على مستويات تعليمية أعلى.

ويضيف أن كثيرا من الزوجات اللاتى تتعرضن للضرب المبرح تذهبن للعيادات النفسية لتلقى العلاج، خاصة أنهن يكن فى حاجة لاستشارة الطبيب، فضلا عن أن هناك زوجات يتعرضن للضرب أثناء الحمل.

ويؤكد بسيونى أن الزوج الذى يضرب زوجته يكون لديه قصور ذهنى، ويشعر بنقص رجولته، لأنه لا يشعر بالتوازن أو الصبر، فضلا عن القلق وضعف الشخصية والخلل فى توازن السلوك.. «العنف مرفوض حضاريا وأخلاقيا وسلوكيا واجتماعيا».

وأشار بسيونى إلى أن المجتمع يرسخ فى عقل الفتاة منذ الصغر، ضرورة الحفاظ على العلاقة، وأن تتنازل عن كرامتها مقابل ألا تخرب بيتها، حتى لا تحصل على لقب مطلقة.. «أهون عند العائلات أن تظل بنتهم تُضرب من زوجها على أن تكون مطلقة».

وأكد أن النظرة الدونية للمرأة من أحد الأسباب المهمة لضرب الرجال زوجاتهم، فضلا عن عدم محاسبة الزوج أو الشخص الذى يضرب المرأة، ولا يتعرض للعقاب المناسب.

اجمالي القراءات 7392
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   محمد وجيه     في   الأربعاء ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[76757]

عندما يصبح الجهل قانون المجتمع


الكارثة تكمن فى ثقافة الناس و تقديسهم لعادات و أعراف ما أنزل الله بها من سلطان ، فمهما ارتفع المستوى التعليمى و الثقافى يبقى الفرد أسيرا لعاداته التى ورثها ممن سبقوه ، فلا تتعجب عندما تجد أحدهم يحمل شهادة عليا فى علم ما من أكبر الجامعات ، و قد رضخ لختان بناته خوفا من كلام الناس ، لأن الناس –غالبا- ما يصفون المرأة الغير مختونة بأنها حامية جنسيا ، و هى صفة مشينة فى عرف قطاعات عريضة من المجتمع المصرى و بخاصة فى الأوساط الريفية حيث ينظر إلى الجنس و الاستمتاع به على أنه تلطيخ للشرف ، بل إن أحدهم قد يشك فى سلوك زوجته إذا أبدت شيئا من الرغبة أو التفاعل . لذا تجد هذا المتعلم أول من يحرص على ختان بناته هربا من حصار الأعراف و خوفا على سمعة بناته , حتى لو تسبب الأمر فى وفاة ابنته ، فهو يرى أن تموت بشرفها خير من أن تعيش بسمعة تلوكها الألسنة من حوله .



و لأنهم يعلمون أن فى هذا الختان ظلما فادحا للبنت و جريمة لا تزول بمرور الزمن ، يبقى المبرر الوحيد أمامهم هو التمسح فى الدين و الزعم بأن ختان البنات سنة عن رسول الله عليه السلام. العجيب أن السعودية و هى أكثر الدول  التزاما بالتراث و ما فيه من خلل لا يقم أهلها بختان بناتهم.



 



الدولة قامت بسن القوانين التى تجرم ختان البنات ، إلا أن المشكلة تبقى فى التكوين الثقافى للأفراد و اختراع المحرمات و تقديسها ، تماما كمن صنع صنما بيديه ثم سجد له.



 



 



 



 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق