عمرو بدر عمرو بدر يكتب : السيسي يتحدي مبارك

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٢ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: بوابة يناير


عمرو بدر عمرو بدر يكتب : السيسي يتحدي مبارك

عمرو بدر يكتب : السيسي يتحدي مبارك

 

كُتب في: 21 أكتوبر 2014 , ( 44 : 20 ) | 2

حكم مبارك مصر 30 عاما متصلة ، رسخ خلالها شتي مظاهر الفساد و الاستبداد ، و سيطرت علي البلد شلة من المحاسيب و ” الكبار ” ، و تقزمت مصر بدرجة لم تحدث علي مدار تاريخها الطويل ، و تداخلت السلطة مع رأس المال في زواج لا يقبل الانفصال ، وضمت السجون آلاف المعتقلين ، و تفشي الفساد و بيع الذمم و الضمير ، و انتشرت البطالة بشكل غير مسبوق ، و أضحت أقسام الشرطة سلخانات للتعذيب ، و أصبح جهاز الشرطة فوق الرقابة و فوق القانون و فوق البشر .
و لأنه يحلو للبعض تصوير نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه شبيه ووريث لنظام مبارك ، و مع إيماني بصحة هذا الطرح ، فإن الأمر المؤكد ان عبد الفتاح السيسي قد تحدي مبارك ، و تفوق عليه ، و أصبح نظامه أكثر استبدادا ووحشية ..
فرغم الفقر الذي عاشته مصر مع مبارك إلا أن الرئيس المخلوع لم يجرؤ علي الاقتراب من كل ما يمس قوت المصريين و كل ما يرتبط بالحياة اليومية للمواطن ، أما عبد الفتاح السيسي فقد اقترب بشدة من قوت المصريين فارتفعت اسعار السلع التمونية و البنزين و الغاز ، مع ما ترتب طبعا علي هذه الزيادة من ارتفاع في أسعار كل شيء ، أضف إلي هذا أن عبد الفتاح السيسي حتي الآن لم يستطع التعامل مع مشكلة البطالة التي تضم الملايين ، أما القول بأن الرجل ما زال في بداية حكمه فمردود عليه بأنه لم يطرح رؤية أصلا للحل ، و تم تصدير مشروع قناة السويس و كأنه سيحل كل أزمات مصر !
علي مستوي الحريات كان مبارك يسمح بهامش بسيط للحريات ، لا يجوز تخطيه ، و هو اتفاق ضمني ارتضاه مبارك و الغالبية العظمي من النخبة السياسية ، إلا أن عصر مبارك قد شهد تنوع في ممارسة هذه الحرية ، فكانت هناك صحافة موالية للنظام ، و أخري معارضة له ، بل كانت بعض صحف المعارضة تتخطي الخطوط الحمراء بكثير ، خذ صحيفة الدستور حتي عام 2010 نموذجا ، أما عصر عبد الفتاح السيسي فالصحافة كلها لون واحد ، تتحدث بلهجة واحدة ، و بصوت واحد ، فليس هناك صحافة مؤيدة و أخري معارضة بل أن الصحافة كلها ” مطبلة ” ، من التطبيل .
علي مستوي التكوين الشخصي ، كان مبارك عنيدا و لا يسمع لمعارضيه ، و لا يهتم بهم و لا بوجودهم أصلا ، إلا أنه لم يسجن الأجيال الجديدة من الشباب التي كانت تعارضه ، و إن حدث كان مجرد احتجاز مؤقت للتأديب لا أكثر ، أما السيسي فقد سجن شباب الثورة الذين كانوا جزءا من أسباب وصوله لمقعد الرئاسة ، و هو يبدو في تعامله و محاولاته للتضييق علي المجال العام أكثر عندا من مبارك ، و قد أصر علي أن يكون قانون التظاهر المشبوه هو لغة الخطاب بينه و بين معارضيه ، و أصبحت الشرطة في عهده أكثر إجراما ووحشية من عصر مبارك بمراحل ، تسجن الشباب ، و تقمع المظاهرات ، و تقتحم الجامعات ، و تعذب المواطنين في أقسام الشرطة و تلفق التهم لهم دون رادع ، ببساطة أصبحت الشرطة أكثر قمعا و تسلطا عن عصر مبارك .
هل كل ما كتبته الآن يعني أن نترحم علي زمن مبارك ؟ بالطبع لا .
و لكن علينا أن ندرك أن ثورة المصريين لم تسقط النظام بل توحش النظام أكثر و أصبح أكثر فسادا و استبدادا رغم أن مصر كانت ، و ما زالت ، تناضل من أجل نظام عادل و غير مستبد .
إذا علينا ببساطة أن نقتنع أن نظام السيسي أكثر وحشة من نظام مبارك ، و يبدو أن هذا النظام يظن أن تهمة الإرهاب ستعفيه من المحاسبة علي إجرامه ، إلا أن علينا أيضا أن نؤكد أن نظام مبارك الذي كان أقل فسادا و استبدادا قد سقط ، فما بالك بنظام السيسي ؟
جاوب براحتك !

اجمالي القراءات 1323
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق