رأي: خمسة دروس مستقاة من العملية العسكرية بغزة

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٣٠ - يوليو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: بى بى سى عربى


رأي: خمسة دروس مستقاة من العملية العسكرية بغزة

تتواصل عملية

كاتبة هذا المقال، فريدا غيتيس، محررة الشؤون الدولية بصحيفة "ميامي هيرالد ومراجعة الشؤون الدولية" وعملت سابقا كمنتجة ومراسلة صحفية بـCNN وهي مؤلفة كتاب "نهاية الثورة: عالم متغير في عصر البث التلفزيوني المباشر".. والمقابلة لا تعبر بأي شكل من الأشكال سوى عن أفكار وآراء غيتيس.

 

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمركيية (CNN) -- مما لا شك فيه ستتوقف جولة القتال الحالية بين حماس وإسرائيل، وحينها سيظل الإسرائيليون والفلسطينيون، الذين يعتصرهم الحزن والإرهاق، جيرانا، كما ستبقى خلافاتهم.

لكن توابع هذه الحرب لن يتردد صداها فحسب في غزة، والضفة الغربية، وإسرائيل فسحب، بل أيضا في شوارع القاهرة والرياض والمقاهي وغرف المعيشة في باريس، ووزارات الخارجية بالدول العربية، وغرف الاجتماعات الخاصة بوزارة الخارجية الأمريكية،  لقد كشفت هذه الحرب عن أعصاب تالفة وتحيزات عميقة وسياسات خاطئة.

وهذه خمس دول ستشهد انعكاسات المواجهات الدائرة الآن بعد توقفها:

<" style="font-size: 1.7em; margin: 0px 0px 10px; font-family: FrutigerLTW20-65Bold; line-height: 1.2em; width: auto;"> فلسطين

دعاية حماس وقتلها لإسرائيليين قد يرفع من شعبيتها، لكن الفلسطينيين ينظرون بتكتيكات حماس واستراتيجيتهم التي نجم عنها الكثير من الموت والدمار، رغم أنهم سيلقون باللوم على إسرائيل، في المقام الأول.

رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، كان أول من أشار لذلك علانية، عندما حذرت إسرائيل حماس من مغبة إطلاق الصواريخ التي دفعت بها لشن الهجوم البري، قال مخاطبا حماس بغضب: ماذا نحاول تحقيقه بإطلاق صواريخ؟" وأضاف "نفضل القتال بحكمة."

إختباء مقاتلي حماس داخل الأنفاق ما يدفع بالنيران الإسرائيلية نحو المناطق المدنية، تكتيك لا يستوجب المراجعة فحسب بل إدانة صريحة, ففي تحول صارخ عن مواجهات سابقة، تعرضت وسائل الإعلام العربية بانتقادات شديدة لحماس، على وجه الخصوص من الإعلاميين المصريين.

أوروبا

معاناة سكان غزة أبرزت الجانب المفجع في الصراع، دفعت لخروج احتجاجات لا سيما في مدن بها جاليات مسلمة كبيرة، لكن ما شهده عدد من المدن الأوروبية في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا ومناطق أخرى، تجاوز منطلق التعاطف مع ضحايا الحرب أو إدانة للتكتيك الإسرائيلي.

شهدت أوروبا واحدة من أبشع الانتفاضات الصارخة ضد السامية منذ حقبة أربعينيات القرن الماضي، منتقدو إسرائيل يزعمون تواري الدولة العبرية من الانتقادات بحجج معاداة السامية، ازاحت النقاب عن دعوات "الموت لليهود" و"قطع أعناق اليهود" أو "إرسال اليهود إلى غرف الغاز"، بجانب تدمير وإحراق المحال المملوكة ليهود ومهاجمة المعابد، لتكشف عن مشاعر معادية لليهود متجذرة،  غالبا لا يجري الحديث عنها في الأوساط المهذبة، سوف نكتشف مدى جدية معالجة القادة الأوروبيين للمسألة الآن، كما سنكتشف ما سيظل  خافيا وراء ستار الخطاب المدني.

الشرق الأوسط

أبرزت حرب إسرائيل-حماس الايدولوجيات الناشئة والتحالفات السياسية في الشرق الأوسط الجديد، برزت تركيا وقطر كمدافعين عن حماس،  دعمهما العلني  للإخوان المسلمين خلال الربيع العربي،  الدولتان تحولتا إلى مدافعتين عن الجماعات الإسلامية في المنطقة، ما أثار حفيظة الحكومات العربية الأخرى.

الدفاع عن الإسلاميين في غزة هدفه تحقيق مآرب سياسية نظرا لما تتمتع به القضية من دعم شعبي. مصر وفي ظل الحكومة الجديدة اتخذت موقفا حازما ضد حماس، واتخذت مواقفا ضد مؤيديها، لا سيما تركيا.. هذه التحالفات السياسية تعقد الأمور بالنسبة لواشنطن.

الولايات المتحدة

القتال في غزة والصورة الدراماتيكية للقتلى المدنيين الفلسطينيين وآلاف الصواريخ التي أطلقتها "حماس" ضد المدنيين الإسرائيليين خلقت معضلة دبلوماسية لواشنطن، فإسرائيل هي الحليف الراسخ في المنطقة، لكن للرئيس باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، اختلافات. وعوضا عن اتخاذ موقف حازم إلى جانب  إسرائيل، انشغلت أمريكا بجهود دبلوماسية مع قطر، التي تدعم ألد أعداء إسرائيل، وتركيا التي انتقد قادتها إسرائيل قوة.

تفاصيل العملية الدبلوماسية،  التي استبعدت بشكل مثير للدهشة المعتدلين الفلسطينيين، أصابت إسرائيل بالذعر، والغضب في الأوساط الفلسطينية وازدراء الجانب المصري.. عندما يتحقق وقف إطلاق النار على الولايات المتحدة إعادة النظر في كيفية الموازنة بين الحلفاء والخصوم في أوقات الأزمات، حتى بعد وقف إطلاق النار، فأن هذا الصراع أبعد ما يكون في حكم المنتهي.

اجمالي القراءات 701
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق