د. الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف الأسبق: التشكيك في السنة هدفه القضاء على الدعوة الإسلامية

اضيف الخبر في يوم السبت ١٢ - يوليو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً.


د. الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف الأسبق: التشكيك في السنة هدفه القضاء على الدعوة الإسلامية

د. الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف الأسبق:

التشكيك في السنة هدفه القضاء على الدعوة الإسلامية

 

التشكيك في السنة هدفه القضاء على الدعوة الإسلامية
د. الأحمدي أبو النور
 

الحديث مع المفكر الإسلامي الكبير الدكتور الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف الأسبق، له وزن وقيمة خاصة أنه أحد أبرز علماء الأمة الإسلامية المعاصرين

فقد نشأ وزير الأوقاف الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء في أسرة علمية، فكان والده رحمه الله العلامة الشيخ محمد ملكي أبو النور قد غرس بداخله حب العلم، وتعهده بالتربية والتعليم، فأكمل فضيلته حفظ القرآن الكريم وواصل دراساته والتحق بكلية أصول الدين حباً في علوم التفسير والحديث، وبعد الانتهاء من دراسته نال درجة الماجستير في الحديث تم الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1970 وعين مدرساً بكلية أصول الدين ثم عمل بكلية البنات الإسلامية وأسس فيها قسم التفسير والحديث، ثم أصبح رئيساً للقسم ثم عميداً للكلية ثم كلف بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في الحكومة في عام 1984م، وقام بالتدريس في السودان والكويت ثم المملكة العربية السعودية والأردن في جامعة اليرموك، وخلال رحلته مع التأليف، وضع مؤلفات عدة في علم الحديث تجاوزت الاربعين كتاباً جلها في الدفاع عن صاحب الرسالة سيدنا محمد صلىالله عليه وسلم، ومن فوق هذه الخبرات التقيناه في منزله فكان هذا الحوار.
< في البداية.. تمر الأمة السالامية بنفق مظلم فكيف لها أن تخرج من هذا لانفق؟
- على الأمة أولاً أن تبدأ بتحليل أسباب الدخول في هذا النفق المظلم أو المأزق الشديد الذي تعاني منه، والعمل على  تجنب هذه الأسباب مع ضرورة النأي بأنفسنا عن كل عوامل الفرقة والصراع وتقوية الوازع الايماني، وعلينا أيضاً امتلاك عوامل التقدم والقوة في جميع المجالات مع الوضع في الاعتبار أن حالة التشرذم التي نعاني مها لن تجعل أحداً يلتفت الينا، وأقول بشكل حاسم إن التمسك بتعاليم ديننا ونفض غبار التخلف على الصعيد العمل سيعيد الاعتبار لنا وينهي صراع الأمم علينا.
< وكيف تتحقق الوحدة أو الاتحاد بين العرب والمسلمين؟
- في عصرنا الحديث يصعب فيه إقامة الدولة المركزية أي «دولة الخلافة»
ولكن هناك صوراً حديثة للوحدة والاتحاد أبرزها وأشهرها في عصرنا الحالي ما عليه الاتحاد الأوروبي، حيث تتناول كل دولة الرئاسة لفترة محددة تنتقل بعدها الى دولة أخرى، وكل دولة لها سياستها الداخلية التي  تناسبها بما لا يخالف الصالح العام للدول الاعضاء في الاتحاد، وهم متفقون أو شبه متفقين في سياستهم الخارجية وهو النموذج هو الأنسب للتطبيق في عصرنا على جميع الدول الاسلامية.
< باعتبارك أحد أعلام الأمة الاسلامية في عمل الحديث والسنة النبوية ماذا تقول في حملات التشكيك والافتراء ضد السنة من قبل القرآنيين والفرق الضالة؟
- لا يشك في السنة إلا الذي في قلبه مرض نحو الاسلام ومن في أفقه ضيق، والعلاج الناجح لمثل هذه المسائل يتم عن طريقين الأول هو الثقافة المتخصصة في علوم القرآن والسنة سواء عبر اقتناء المراجع المتعلقة بهذا الموضوع أو توجيه الأسئلة للمتخصصين في علوم القرآن والسنة، وأرى أن الحملة على السنة النبوية والتشكيك في أهلية الصحابة ما هى الا جزء من الحملة على القرآن الكريم باعتبار أن الصحابة ممن كتبوا القرآن، وتولوا جمعه حتى صار على الصورة التي بين أيدينا حالياً، مما يعني أن الحملة على السنة هدفها القضاء على الدعوة الاسلامية بشكل عام ومما يرد على مزاعم هؤلاء أن الله تعالى لم ينزل القرآن وحده بل كان والسنة متلازمين مصداقاً لقوله تعالى: «واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل علكيم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شىء عليم» «البقرة: 231» ونحن لا نستطيع أن نفهم القرآن الا بدراسة السنة ولا يمكن أن نستغني عن سنة نبينا أبداً، وقد حسم القرآن الأمر ودحض افتراءات ما يطلق عيهم القرآنيون، حيث قال تعالى: «وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب» «الحشر:7» أيضاً قوله تعالى: «وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم» «النحل: 44» فالسنة النبوية تبيان لكتاب الله تفصل مجمله وتقيد مطلقه.
< في رأي فضيلتكم هل الخطاب الديني نجح في تحقيق غايته؟
- غياب الحرية في السنوات الماضية كان أهم معوقات الخطاب الديني عامة والخطاب الديني الرسمي خاصة، ولا شكل أن الحرية أمر ضروري وجوهري في العمل الدعوي، ولهذا فإن افتقاد الحرية وغيابها طوال السنوات الماضية كان سبباً في تأثر الخطاب الديني وحدث التباس بين التيارات الاسلامية، لكنني متفائل وأتوقع أن يشهد الخطاب الديني طفرة غير مسبوقة في السنوات القادمة خاصة أن الاوقاف حالياً لا تدخر جهداً في التطوير والتثقيف والتوعية بهدف تطوير الخطاب الديني وتحقيق أهداف الدعوة الاسلامية السمحة ونبذ العنف والارهاب الفكري.
< أخيراً.. نعيش أيام رمضان والكل يتهافت نحو العبادة لكن يقصرون في أعمالهم وواجباتهم فما نصيحتك؟
- القرآن به عبر كثيرة وآياته تدعو الى العمل بما فيه وما فيه يدعونا الى العمل قال تعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» ولهذا ينبغي أن يكون الصيام وقراءة القرآن قوة باعثة على العمل في إطار الاتقان، فالله عز وجل يقول «للذين أحسنوا الحسنى وزيادة»، وهؤلاء هم المقصدون بتأدية أعمالهم بدقة، ولهذا ينبغي أن تنحصر العبادة في التلاوة والعبادة فقط

اجمالي القراءات 3756
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق