كميل حليم: أقباط المهجر مستقلون ولا ينسقون مع الكنيسة للتظاهر

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٠ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: حوار - هاني دانيال


كميل حليم: أقباط المهجر مستقلون ولا ينسقون مع الكنيسة للتظاهر


* الإعلام الحكومي يشوّه الكنيسة وأقباط المهجر ويغض البصر عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
* العلاقات بين مصر وأمريكا معرضة للفتور إذا لم تتوقف انتهاكات حقوق الإنسان.

أكد المهندس كميل حليم رئيس التجمع القبطي الأمريكي أن الحركة القبطية خارج مصر مستقلة، وليس لها علاقة بالكنيسة، ولم يحدث أي اتفاق مسبق بين الكنيسة وأي هيئة أو منظمة قبطية، وإنما وسائل الإعلام الحكومية هدفها الأساسي تشويه سمعة أقباط المهجر ووضع الكنيسة في موقف محرج أمام الرأي العام.



أشار حليم في حواره لـ "الأقباط متحدون" أن مذكرة وولف في الكونجرس الأمريكي دليل إدانة للحكومة لأنها لم تتعلم الدرس ولا تريد أن تتعلم من أخطائها، والخطوة المقبلة ستكون عبر تحويل القضية القبطية من قضية خاصة بالأقباط إلى قضية وطنية تخص الشعب المصري أجمعه مسلمين ومسيحيين ومشاركة المعارضة المصرية، خاصة وأن صوت الأقباط في المهجر هو الصوت الحر ولا يقع تحت سيطرة الحكومة المصرية.
حذر حليم من تردي العلاقات بين مصر والولايات المتحدة بعد تعيين مارجريت سكوبي سفيرة جديدة، خاصة وأن سكوبي لها تاريخ قوي في الدفاع عن حقوق الإنسان، ومن ثم لابد من وقف انتهاكات حقوق الإنسان بشكل فوري.

* الإعلام يتهم الكنيسة بالتنسيق مع أقباط المهجر في تنظيم المظاهرات للضغط على النظام... ما صحة ذلك؟

** الحركة القبطية هي حركة مستقلة منذ البدء وليس لها علاقة بالكنيسة، ولم يحدث أي اتفاق مسبق بين الكنيسة وأي هيئة أو منظمة قبطية، وإنما وسائل الأعلام الحكومية تحاول وضع الكنيسة في موقف دفاعي باستمرار والإصرار على عدم بحث الكنيسة على حقوق الأقباط المهدرة، والحركة الإعلامية الأخيرة هدفها الأساسي هو تشويه سمعة أقباط المهجر ووضع الكنيسة في موقف محرج أمام الرأي العام.

* لماذا لجأ أقباط المهجر للخروج في مظاهرات في عدة بلدان في توقيتات متزامنة؟

** عندما يتعرض واحد للظلم يبدأ في الشكوى ثم الصراخ، وعندما لا يحصل على حقه يصرخ أكثر وأكثر، ولجأ أقباط المهجر للتظاهر يرجع إلى زيادة وتكرار حالات الاعتداء الطائفي ضد الأقباط وزيادة العنف في مثال تعذيب الرهبان العزل المسالمين، واستمرار تجاهل الحكومة المصرية للحوادث الطائفية وإصرارها على معاملة تلك الاعتداءات كحوادث فردية، وعدم تطبيق القانون على المعتدين، بالإضافة إلى أن الهيئات والمنظمات القبطية تمر بمرحلة جديدة أساسها الاتحاد والمشاركة الفعالة لإظهار موقفها للعالم، وبعد رفض الحكومة اتخاذ أي خطوات لحماية الأقليات ومعالجة الحوادث الطائفية في مصر لم يكن أمام الأقباط سوى خيار واحد وهو طلب المساعدة من الضمير العالمي.

* تسبب المذكرة التي أعدها فرانك وولف عضو الكونجرس الأمريكي ضجة كبيرة في المجتمع المصري، وأثار تساؤلات عن الاستقواء بالخارج؟

** القضية القبطية تطورت تطور كبير منذ بدايتها أيام المرحوم شوقي كاراس، والدليل على ذلك بعد حدوث الاعتداءات الأخيرة في مصر مثل أبو فانا ومن قبل العياط وإسنا، واندلعت المظاهرات في جميع أنحاء العالم وهي منظمة من قبل الهيئات والمنظمات القبطية المختلفة، بالإضافة إلى قيام الاتحاد والبرلمان الأوروبي بإدانة الحكومة المصرية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وتقديم مشروع القرار 1303 للكونجرس الأمريكي والذي يقدم بالأدلة إدانة الحكومة المصرية بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الأقباط بشكل خاص، وكانت هذه المذكرة دليل إدانة للحكومة لأنها لم تتعلم الدرس ولا تريد أن تتعلم من أخطائها.
إلا أن الخطوة المقبلة ستكون عبر تحويل القضية القبطية من قضية خاصة بالأقباط إلى قضية وطنية تخص الشعب المصري أجمعه مسلمين ومسيحيين ومشاركة المعارضة المصرية، خاصة وأن صوت الأقباط في المهجر هو الصوت الحر الوحيد الذي لا يقع تحت سيطرة الحكومة المصرية ولا يخاف السجون ولا يحصل على رشوة من أحد أو الحصول على وعود بمنصب ما،لذلك تخرج المطالب بحسن نيّة وصدق.

* مَن يضمن استجابة الحكومة لدعوات أقباط المهجر؟

** بعد تجاهل الحكومة المصرية لطلبات الأقباط عموماً وتجاهلها لتطبيق أي من توصيات مؤتمرات زيورخ وواشنطن وشيكاجو، يعد إعلاناً بعدم استعدادها لعلاج وضع الأقباط في مصر، وهذا يؤكد أن الحكومة المصرية راضية بالوضع الحالي، وهي تشعل الأحداث الطائفية لكي تعمل على إلهاء الشعب عن مشاكل الوطن والإسكان والزواج ولقمة العيش ومكافحة الفقر.

*الحكومة تعرضت لانتقادات عديدة من منظمات دولية ومن الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة ولم تعدل سياساتها؟

الحكومة المصرية لا تعرف ماذا تفعل، تصرح بأنها لا تهتم بما تقوله المنظمات الدولية أو الدول، وهي لا تحاول أصلاح أحوالها، ولكنها على أرض الواقع منزعجة جداً من قرار البرلمان الأوربي بالإدانة، وكذلك مشروع القرار 1303 في الكونجرس الأمريكي، في حين إنهما لا يطاليان بتوقيع أي ضغوط سياسية أو اجتماعية أو مالية وأنهما فقط يطالبوا مصر باتخاذ خطوات لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، وحالياً الضمير العالمي لا يسكت على انتهاكات حقوق الإنسان في العالم أجمع، و مصر حالياً لها سجل سيء جداً في معاملة الشعب المصري عموماً مسيحيين ومسلمين، ومعاملة الشعب المصري عموماً في السجون وأقسام البوليس والرقابة على الصحافة والقضاء وحتى حرية التعبير في التليفزيون والإنترنت سوف تنتهك قريباً، وقائمة الانتهاكات الأخرى طويلة، ولو لم تستجب لنداءات الضمير العالمي لتحسين الأوضاع الإنسانية فإنها تعرف جيداً إن دورها قادمة في العقوبات التي قد تكون مباشرة أو غير مباشرة، والدليل ملاحقة المحكمة الدولية للرؤساء والزعماء الذين انتهكوا حقوق الإنسان، مثل سفاح البوسنة وطلب محاكمة رئيس جمهورية السودان.

* ما هو مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية في حالة نجاح ماكين أو أوباما؟ وهل يعي المرشحان ما يحدث في مصر وما هي خطتهما لتعديل أوضاع حقوق الإنسان؟

** أعتقد أنه بتعيين مارجريت سكوبي سفيرة جديدة ستظل العلاقة بين مصر والولايات المتحدة متوترة، خاصة وأن سكوبي لها تاريخ قوي في الدفاع عن حقوق الإنسان، وقد رفض أوباما زيارة مصر أثناء رحلته للشرق الأوسط بسبب الموقف الديكتاتوري للحكومة المصرية، كما أن ماكين صرح بأنه سيعمل على تغيير النظام المصري إلى ديمقراطي في حين نجاحه، وبعد نجاح تقديم القرار 1303 للكونجرس الأمريكي، فهذا يدل على وجود أجماع من الجميع في أمريكا أن الكل مهتم بديمقراطية مصر، وأن مصر هي مفتاح الشرق الأوسط، والعمل على إعادة الحكم للشعب والقضاء على الديكتاتورية وعدم مزج الدين بالسياسة،خاصة وأن الفصل بينهما يعد من أهم الإصلاحات المطلوبة من مصر، وأتوقع أن هذه الأجندة سوف تكون في غاية الأهمية في المرحلة القادمة بغض النظر عن من سيفوز في الانتخابات.

* ما هي خطة عمل التجمع القبطي في الفترة المقبلة؟

** خطط التجمع القبطي الأمريكي في المستقبل القريب العمل على تطوير القضية القبطية لتصبح قضية مصرية ويجب إن نعلم إن الوضع الحالي في مصر يعود إلى أن الحكومة عملت في العقود الماضية على إقناع الشعب المصري بأنها ضد الإخوان المسلمين وأنها تسجنهم ولكن الواقع أن الأخوان والحكومة شخص واحد ولهم نفس الهدف وهو تحويل مصر إلى دولة دينية، والدليل على هذا هو أنه بالرغم من أن الإخوان المسلمين تعتبر هيئة غير قانونية، فالحكومة مازالت تسمح لهم بفتح مكاتب في جميع أنحاء الجمهورية ولهم صحفهم يومية وأسبوعية تعبر عنهم، وأفكارهم يتم تدريسها في المدارس والجامعات وتنتشر في جميع الصحف الحكومية، مما أدى إلى تحول كبير في اتجاهات الشعب المصري إلى التفكير الإخواني، كما أن تصوير الوضع على أن الحكومة هي البديل الأوحد للإخوان المسلمين أمر خاطئ، خاصة إنها بذلك قضت على كل المعارضة ولم تسمح بأن يظهر صوت آخر سوى صوت الإخوان، وبذلك أقنعت العالم بأنها ضد الإخوان وأنها البديل الوحيد، وفي نفس الوقت نشرت أفكارهم وخطتهم، هذا حدث بالتزامن مع قيام الحكومة بعزل الأقباط والقضاء على كل القيادات السياسية القبطية.

ومن ثم سيعمل التجمع القبطي الأمريكي على أقناع الشعب المصري مسلمين ومسيحيين بأهمية وضرورة حقهم في المعارضة وأن أي نظام يجب أن يكون له معارضة يصحح أي فساد أو خطأ، إقناع الأقباط بالدخول في المعارضة وعدم تسليم المعارضة للإخوان فقط والعمل على تقوية البديل الثالث الذي يضم الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، فيكون مدافعاً عن المسلم المظلوم لرفع الظلم وتحسين أوضاع البلاد والقضاء على جميع أشكال الفساد والانتهاكات والعمل على توفير الحياة الكريمة للجميع.
بالإضافة إلى إقناع أقباط المهجر الصوت الوحيد الحر والمعارض في مصر بأن يدخلوا في الدفاع عن بلدهم ومستقبلها فهم حالياً الصوت القوي تأسيس البديل الثالث من المصريين مسلمين ومسيحيين من الذين يؤمنون بمبادئ ثورة 1919 المصرية ويطبقون توصيات قيادتها مثل سعد زغلول، الشيخ محمد عبده، قاسم أمين وغيرهم، وعدم الموافقة على ادعاءات الحكومة بأن مصر غير مؤهلة لتطبيق الديمقراطية.

*لماذا يعمل أقباط المهجر وحدهم دون دعوة فئات أخرى من المعارضة التي تتفق مع أهدافهم؟

** يجب على المنظمات القبطية الحرة في الخارج بفتح أبواب الاتصال مع المعارضة المصرية وتشجيعها ومساعدتها، فلو كان حدث ذلك يوم 6 أبريل الماضي لكان الاضطراب له صدى أكبر كنتيجة مشاركة قوة ملايين الأقباط في مصر، وكذلك مظاهرات عمال المحلة، ويجب العمل على توحيد جهود المنظمات المصرية والقبطية على تحويل القضية القبطية إلى قضية وطنية وإيجاد حلول لها، مما يؤدي إلى ازدهار المجتمع المصري ورخاءه.

*دائماً ما يهاجم الإعلام الحكومي أقباط المهجر ووصفهم بالخونة والعملاء؟

** عندما هاجر المصريين إلى المهجر تعلموا أشياء كثيرة مثل حرية التعبير والفكر والاعتقاد، ومارسوا الديمقراطية الحقيقية بمعارضة ما يتعرض لهم أخوانهم في مصر، وهو الأمر الذي لا يقبلوه على أنفسهم ولا يقبلوا ما يقدمه الإعلام من خداع وأكاذيب فهذه الشخصية الجديدة التي ظهرت هي شخصية غريبة على مصر لأنها لا تقبل عدم المعارضة، فالنظرة في مصر إلى هذه الشخصية الجديدة تنقسم إلى جزئين، الجزء الأول هو الإعلام الحكومي والحكومة والمؤيدين للنظام الفاسد، والجزء الثاني من المصريين الذين يؤمنون بالحرية والمواطنة وينظروا لهم بأنهم أمل المستقبل والصوت الحر، وأن أقباط المهجر عمق استراتيجي وفصيل مهم يجب الحوار معه والاستفادة منه.

* هل يمكن أن يعود رجال أعمال مصر في الخارج والاستثمار في مصر بدلاً الاستثمار في الخارج؟

**منذ 1952 وحتى الآن تم هدم أساسيات الاقتصاد المصري وكان هناك اتجاه إلى الفكر الاشتراكي والبعد عن الغرب، والفساد الذي حدث كبير ولا يمكن إصلاحه بسهولة بسبب سيطرة الحكومة على الاقتصاد، حاولت حكومة نظيف في الفترة الأخيرة تحسين الأوضاع الاقتصادية ولكن الدمار الذي حدث كان كبيراً، ومع ذلك فرص مصر أفضل من الصين بكثير بسبب موقعها وتوفر العمالة الرخيصة وكفاءة العمالة، ولكن سيطرة الحكومة وتدخلها والفساد يجعل رجال الأعمال يخشوا من الاستثمار في مصر، فإلى الآن الشركات المتعددة الجنسيات (Multi National Companies) ترفض الاستثمار في مصر فكيف نطلب من المصريين هذا.
لذلك نطالب الحكومة المصرية بفتح الباب للشركات المتعددة الجنسيات والبعد عن السيطرة على الاقتصاد حتى يعم الرخاء والرفاهية للشعب المصري، ويعود رجال الأعمال المصريين إلى الاستثمار في مصر.

* ما هي أحلامك التي تود تحقيقها خلال الفترة المقبلة؟

**تتحرر مصر من الحكم البوليسي وإعادة حكم مصر للشعب المصري، وهذا سيكون بعد مرور مرحلة انتقال لإزالة أثار 1952 والرجوع إلى الأساس الليبرالي المصري الذي تأسس بعد ثورة 1991، كما أحب أن أرى الوحدة الوطنية والحب والاحترام بين أبناء مصر من جميع الطوائف والأجناس رجالاً ونساء وأطفالاً، وأن تنفتح مصر اقتصادياً على العالم المتقدم والاهتمام بتحسين المجتمع المصري وليس تدميره، وأن تعود الكرامة والثقة للرجل والمرأة المصرية وأن تكون هناك حكومة هدفها الاحترام والتشجيع والعمل على تحسين أحوال الشعب، ورغم ما يحدث سأظل دائماً متفائلاً، فقد مررنا بكثير وقدنا الشرق الأوسط وسنفعل مثل هذا مرة أخرى.

اجمالي القراءات 6267
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الخميس ٢١ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[25962]

بارك الله فيك أستاذ / كميل حليم

أستاذ كميل


أشكركم على آرائكم المصرية الوطنية 100%


قولكم(إقناع الأقباط بالدخول في المعارضة وعدم تسليم المعارضة للإخوان فقط والعمل على تقوية البديل الثالث الذي يضم الشعب المصري مسلمين ومسيحيين) ، وقولكم (يجب على المنظمات القبطية الحرة في الخارج بفتح أبواب الاتصال مع المعارضة المصرية وتشجيعها ومساعدتها) لا يصدر إلا عن مصري وطني يعتز بمصريته ووطنيته ، بارك الله فيك ، نعم الأقباط فصيل مصري له حقوق وعليه واجبات ، ويجب أن يتعاونوا مع إخوانهم المسلمين ، من أجل حياة حرة ومستقبل أفضل لأبنائنا


شكرا لك


شريف هادي


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق