المساومة مع جماعة بوكو حرام ممكنة

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٣ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


المساومة مع جماعة بوكو حرام ممكنة

أعلنت الولايات المتحدة أن طائرات تجسس تحلق فوق شمال نيجيريا للمساعدة على العثور على حوالى مئتي تلميذة مخطوفة منذ منتصف نيسان (ابريل)، لدى جماعة بوكو حرام الاسلامية، التي رفضت الحكومة النيجيرية مطالبها للافراج عنهن.


إيلاف من بيروت: توقع خبراء أن لا تستبعد السلطات النيجيرية المساومة مع جماعة بوكو حرام لاستبدال التلميذات المئتين المخطوفات في نيجيريا بمعتقلين إسلاميين، كما طلبته الجماعة الاسلامية المسلحة وسارعت الحكومة إلى رفضه.

وطالب زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو في شريط فيديو بالافراج عن معتقلين من عناصر الحركة المسلحة مقابل الافراج عن التلميذات المخطوفات في منتصف نيسان (أبريل) من شمال شرق البلاد، واثار مصيرهن استنكار الرأي العام الدولي وحملة تضامن واسعة.

ورفضت الحكومة النيجيرية الطلب واعتبرت أبوجا أن الاسلاميين الذين قتلوا آلاف الاشخاص في ظرف خمس سنوات وتبنوا عملية الخطف الجماعية في 14 نيسان (أبريل) في ولاية بورو (شمال شرق) ليسوا في وضع يمكنهم من "فرض شروطهم".

وقد استبق البرفسور شيهو ساني المتخصص في بوكو حرام في مقال نشر الاسبوع الماضي بالقول ان الاسلاميين سيقترحون مبادلة من هذا القبيل. وقال "قد يتم التوصل إلى اتفاق مع الاسلاميين". لكن السلطات تقول إنها لم تقبل ابدا باستبدال معتقلين برهائن تحتجزهم بوكو حرام سواء كانوا نيجيريين او من الغرب، رغم انها قد افرجت عن بعض معتقلي بوكو حرام.

واشار ساني إلى أن هناك ثلاثة انواع من المعتقلين التابعين لبوكو حرام: القياديون، والمقاتلون وعائلات عناصر المجموعة، مرجحا ان تفرج الحكومة النيجيرية عن العائلات المعتقلة في "خطوة" قد تسمح ربما بالافراج عن التلميذات.

وقد اتهمت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان الجيش النيجيري مرارا باعتقالات تعسفية بحق الاف الاشخاص المشتبه في انتمائهم إلى بوكو حرام بمن فيهم نساء واطفال وحبسهم في ظروف صعبة جدا.

واعتبرت اليزابيث دونلي ان استبدال معتقلين برهائن "امر يستحق النظر فيه". ورأت انه يبدو ان هناك تغييرا في موقف شيكاو منذ فيديو الاثنين الماضي الذي يتوعد فيه "ببيع" التلميذات ومعاملتهن ك"سبايا".

وتحدث هذه المرة عن امكانية الافراج عنهن مقابل الافراج عن "اشقائه" المقاتلين المعتقلين. وقالت دونلي ان "الجانب الغامض في هذا الشرط قد يعني ان بوكو حرام بصدد مراجعة موقفها". وقالت دونلي "قد يدركون ان استراتيجيتهم ليست ناجحة حقا".

تأثر عالمي

إلى ذلك، تأتي مهمات "التجسس" و"المراقبة" التي اعلنت عنها واشنطن مساء الاثنين في وقت تتوسع فيه التعبئة الدولية من أجل هؤلاء الفتيات، وقبل ايام من انعقاد قمة تنظمها فرنسا حول هذا الملف. وصرح مسؤول كبير في الادارة الاميركية قائلًا: "لقد تقاسمنا مع النيجيريين صورًا التقطتها اقمار صناعية تجارية ونقوم بعمليات تحليق بمشاركة طياري تجسس ومراقبة واستطلاع فوق نيجيريا بإذن من الحكومة".

وأمام موجة التأثر العالمي التي اثارتها عملية الخطف غير المسبوقة وافقت السلطات النيجيرية رغم تشددها التقليدي حيال التدخلات الاجنبية، على المساعدة الدولية وارسال خبراء. وبعد الولايات المتحدة التي أرسلت فريقًا من الخبراء المدنيين والعسكريين، وبريطانيا وفرنسا اللتين ارسلتا بدورهما فرقا، عرضت اسرائيل مساعدتها على غرار الصين.

التربية الغربية حرام

ويقوم خبراء اميركيون بتفحص دقيق لشريط فيديو بوكو حرام. ويظهر الشريط الجديد لبوكو حرام نحو 130 فتاة، جالسات في الهواء الطلق تحت اشجار في مكان لم يعرف موقعه وهن يتلون معًا الفاتحة. وتظهر الفتيات في الشريط وهن يرتدين حجابًا اسود أو رماديًا لا يظهر منه سوى وجهوهن، وسئلت ثلاث منهن فقالت اثنتان انهما مسيحيتان اعتنقتا الاسلام بينما قالت الثالثة انها اصلا مسلمة.

وستعقد السبت قمة اقليمية في باريس لمساعدة نيجيريا وجيرانها على مواجهة التحدي المتمثل بجماعة بوكو حرام التي تعني بلغة الهاوسا "التربية الغربية حرام".

قمة أمنية

ومساء الاحد اقترح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عقد قمة حول الامن في نيجيريا يتوقع أن تجمع السبت في العاصمة الفرنسية حول الرئيس الفرنسي قادة خمس دول افريقية على الاقل، نيجيريا واربع دول مجاورة هي التشاد والكاميرون والنيجر وبنين.

واعلن هولاند الاثنين انه طلب من الاميركيين والبريطانيين، المشاركة في هذه القمة للعمل معًا وبطريقة فعالة. وفي باريس، جرت تظاهرة الثلاثاء شاركت فيها "السيدتان الاوليان" الفرنسيتان السابقتان كارلا بروني وفاليري تريرفيلر إلى جانب مشاهير من عالم الفن للمطالبة بالافراج عن الفتيات المختطفات.

وهكذا تلاقى نجوم من السينما الفرنسية والصور المتحركة والغناء إلى جانب نساء من عالم السياسة في ساحة تروكاديرو قبالة برج ايفل وراء لافتة كتب عليها "ايها القادة اعيدوا لنا بناتنا". ولجأ مئات الالاف من الناس والمشاهير، امثال السيدة الاميركية الاولى ميشيل اوباما، إلى شبكات التواصل الاجتماع لجذب الانتباه إلى مصير هؤلاء الفتيات.

واعرب الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، الذي تعرض لانتقادات شديدة لعدم تحركه خلال الايام التي تلت خطف الفتيات، عن تفاؤله الكبير من عملية البحث الجارية حاليًا بفضل دعم لوجستي من المجتمع الدولي.

- See more at: http://www.elaph.com/Web/News/2014/5/903858.html#sthash.QH8jmJlX.dpuf

اجمالي القراءات 3652
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق