المنوفية.. بلد الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء، هكذا تشتهر المحافظة المصرية القابعة في دلتا النيل، فهي بلد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والرئيس السابق حسنى مبارك، والرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، والمرشح لرئاسة الجمهورية عبد الفتاح السيسي والفريق صدقي صبحي وزير الدفاع الحالي.

ولم يكتف أبناء المحافظة بمنصب الرئيس فقط، وإنما تنوع وجودهم داخل مؤسسات الدولة المصرية؛ فقد شغل 4 منهم منصب نائب رئيس الجمهورية بداية من حسين الشافعي المولود بقرية شبرا مركز قويسنا، كما شغل السادات المنصب فترتين قبل أن يصبح رئيساً، ويأتي محمود فوزي كثالث شخصية منوفية تتولي منصب النائب من يناير 1972 حتي سبتمبر 1974، فيما حل حسني مبارك كآخر منوفي يشغل منصب نائب الرئيس في مصر.

وتواجد أبناء المحافظة على رأس السلطة التنفيذية في مصر، فتولى الدكتور محمود فوزي رئاسة الوزراء مرتين في عهد الرئيس السادات، ويأتي الدكتور كمال الجنزوري المولود في قرية جروا بمركز الباجور كثالث منوفي في رئاسة الوزراء، وجاءت فترة توليه للمنصب أثناء تولي مبارك مقاليد السلطة، ثم جاء الدكتور عصام شرف المولود بمركز الباجور بقرية "مشيرف" حيث تولى رئاسة مجلس الوزراء مارس 2011، ثم هشام قنديل الذي تولى رئاسة الحكومة في عهد الإخوان.

سيطرة منوفية على الوزارات السيادية

ولم تخرج وزارات الداخلية والحربية، وهما من الوزارات السيادية عن سيطرة أبناء المنوفية، حيث تولى المشير محمد عبد الغني الجمسي المولود بقرية البتانون مسؤولية وزارة الحربية عام 1974، وعين الرئيس عبد الناصر شمس بدران المولود بمركز الشهداء وزيراً للحربية، كما تولى أمين هويدي ابن المحافظة أيضاً وزارة الحربية تلاه الفريق محمد فوزي.

أما وزارة الداخلية فقد تعاقب ثلاثة من أبناء المحافظة عليها، وكان أول من شغلها اللواء أحمد رشدي المولود بمركز بركة السبع، ثم اللواء زكي بدر المولود بقرية منشأة عصام التابعة لمركز شبين الكوم، وجاء بعده اللواء محمد عبد الحليم موسى المولود بقرية أم خنان بمركز قويسنا.

وبعد تواجد أبناء المنوفية على سدة الحكم ورأس الحكومات في مصر، كان من الطبيعي أن يتعاقب على الوزارات المختلفة أبناء المحافظة، فالاختيار بالطبع كان يقع على شخصيات منهم؛ إما لظروف الزمالة أو القرابة أو الجيرة أو لعوامل أخرى مرتبطة بتوازنات داخل الدولة، إضافة بالطبع للعامل الأهم وهو الثقة.

فأكثر من 50 وزيراً جاءوا من محافظة المنوفية؛ حيث تعاقب على وزارة الأشغال والموارد المائية العديد من أبناء المحافظة هم عبد القوي أحمد وعبد الخالق الشناوي وعبد العظيم أبوالعطا ومحمد عبدالهادى راضى.

كما احتكر أبناء المحافظة منصب وزير الزراعة لفترات طويلة، حيث تولاه محمد السيد أبو علي وأحمد عبد الغفار باشا وعباس أبو حسين وعبد اللطيف محمود وعبد المحسن أبو النور.

فيما تولى كل من أحمد عبدالله طعيمة والأحمدي أبوالنور وزارة الأوقاف، وتولى وزارة التموين كل من أحمد علي فرج وأحمد نوح وناصف طاحون، كما تولى وزارة الصحة كل من محمد محمود نصار ومحمد درويش ومحمد صبري زكي وإسماعيل سلام.

وتعاقب على وزارة العدل العديد من أبناء المحافظة على رأسهم عبد العزيز فهمي وصبري أبو علم وأحمد حسني و فخري عبد النبي وأحمد سميح طلعت.

وفى الأزهر حصدت المنوفية ألقاباً في كرسي المشيخة والإمامة، حيث تولى إبراهيم الباجوري منصب الإمام وشيخ الأزهر ولاحقاً الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر الأسبق.

المحافظة أنجبت مارية القبطية زوجة الرسول

وتشتهر المحافظة التي ولدت بها "مارية القبطية"، زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام وأم ولده إبراهيم، بخصوبة أراضيها ورغبة أهلها في تعليم أبنائهم وإلحاقهم بالجامعات والكليات العسكرية؛ حيث يرون أن الاستثمار في الأبناء هو الاستثمار الأفضل، ويعتبرون أن تولي أبنائهم مناصب مهمة في الدولة هو قمة النجاح في هذا الاستثمار.

المحافظة، ولطبيعة سيطرة أبنائها على مقاليد الحكم طوال ما يقارب من 42 عاماً، ثارت ضد حكم الإخوان في مصر واضطهدها الرئيس المعزول محمد مرسي لمدة 4 شهور بجعل منصب المحافظ بها شاغراً دون محافظ، وكانت هي الأكثر تقديماً لشهداء الجيش والشرطة وبأعداد كبيرة، وكان آخرهم "ضحايا حادث مسطرد".

كانت المحافظة تسمى "الأرض الطيبة" في مصر القديمة، وبعد الفتح الإسلامي سميت بـ"مانوفيس"، وظهر اسم المنوفية الحالي نسبة إلى مدينة منوف الحالية، التي كانت قرية فرعونية قديمة معروفة باسم "بير نوب"، الذي يعني "بيت الذهب". واسم منوف اشتق من اسمها القديم "من نفر" بالهيروغليفية، و"أونوفيس" بالرومية، و"مانوفيس" باللغة القبطية، وهي تعني "الأرض الطيبة".