نفى المرشح الرئاسي المصري حمدين صبّاحي اتهامات سيقت بحقه، ومنها تلقيه رشى من قطر ورجال أعمال آخرين ومحاولته بدوره عرض رشوة لتوجيه تحقيق، إضافة إلى تخابره مع دول أجنبية، واتهمت حملة صباحي "فاسدي مبارك" بالوقوف وراء هذه الحملة.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يتعرّض المرشح الرئاسي المصري المحتمل حمدين صباحي لحملات انتقادات واتهامات شديدة من جانب مؤيدين لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، المرشح المحتمل أيضًا، وصلت إلى حد اتهام صباحي بتلقي أموال من قطر، والتخابر مع دول أجنبية، بينما ردت حملته الانتخابية بتقديم بلاغات إلى النائب العام المصري ضد اثنين من مؤيدي السيسي. واتهمت الحملة من وصفتهم بـ"فاسدي دولة مبارك وأنصار دولة الاستبداد" بقيادة حملات تشويه سمعة صباحي.

شنّ مؤيدون لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي حملة هجومية واسعة ضد المرشح الرئاسي حمدين صباحي، واتهمه رفاعي نصر الله، مؤسس حملة "كمل جميلك" لدعم السيسي، بالتخابر مع دولة أجنبية، وتلقي رشى من رجال أعمال.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورة زنكوغرافية لمستندات تزعم تلقي صباحي أموالًا ضخمة من دولة قطر، وتزعم مستندات أخرى تلقيه تمويلات أخرى من رجال أعمال مصريين.

رشوة زور
غير أن الأخطر اتهام صباحي بعرض رشوة على شاهد في قضية أحداث مجلس الوزراء. وقال شاهد الإثبات أحمد الشاذلي في قضية ما يعرف بـ"أحداث مجلس الوزراء"، التي تحاكم فيها مجموعة من النشطاء، بتهم تتعلق بالاعتداء على الشرطة وخرق قانون التظاهر، أثناء إدلائه بشهادته أمام محكمة جنايات القاهرة، في القضية المتهم فيها الناشط السياسي أحمد دومة وآخرون، إن صباحي عرض عليه رشوة تقدر بـ20 ألف جنيه، مقابل تغيير شهادته ضد دومة أثناء التحقيقات، وذلك في عام 2012.

اللجوء إلى القضاء هو رد حملة صباحي، وتقدم حامد جبر وعدد من أعضاء اللجنة القانونية بالحملة ببلاغ حمل رقم 6155 لسنة 2014 عرائض النائب العام، ضد كل من أحمد موسى، مقدم برنامج "الشعب يريد"، والذي كان يذاع على قناة التحرير، ورفاعي نصر الله منسق حملة "كمل جميلك"، متهمًا إياهما بالسبّ والقذف في حق صباحي، واتهامه بالعديد من التهم، التي لا أساس لها من الصحة، كما ورد في البلاغ.

أوضح البلاغ أن نصر الله اتهم صباحي بأنه "تلقى مبالغ مالية، وتخابر مع دول خارجية، وغيرها من التهم التي لا يملك نصر الله أي سند قانوني لها، وهي تهم من شأنها تشويه سمعة السيد حمدين صباحي، بل وتقتضي معاقبته إن صحّت". وأضاف البلاغ: "كما تخلى أحمد موسى عن دور الإعلامي، وأصبح طرفًا أصيلًا في ترديد تلك الاتهامات مرات عدة، سواء من خلال استضافته لنصر الله أو بشكل منفرد، متناسيًا الرسالة الحقيقية للإعلام، وهي نقل الصورة الحقيقية للرأي العام، لا تضليله".

وقالت حملة صباحي إن "البلاغ ليس الهدف منه مهاجمة الإعلام، ولكن الهدف الحقيقي هو إعلاء دولة سيادة القانون وعدم تشويه سمعة الشرفاء بالباطل، خاصة وأن نصر الله قدم دعوى قضائية أمام محكمة الأمور المستعجلة ضد صباحي، لمنعه من الترشح لانتخابات الرئاسة للأسباب السابقة، ولم يقدم أي مستندات رسمية تؤكد اتهاماته".

من جهته، أعرب المستشار رفاعي نصر الله، مؤسس حملة "كمل جميلك" لدعم السيسي عن تقديره الشخصي لصباحي. وقال لـ"إيلاف" إنه يحترم صباحي على المستوى الشخصي، مشيرًا إلى أن صباحي كمرشح رئاسي يدور حوله الكثير من علامات الإستفهام، بشأن تلقيه أموالًا من الداخل والخارج.

مُطالب بالشفافية
ولفت إلى أن صباحي مطالب بتوضيح جميع الحقائق، وإزالة اللبس حول شخصه، حتى يعلم المصريون كل صغيرة وكبيرة، لاسيما في ما يتعلق بذمته المالية.

أما هبة ياسين المتحدثة باسم التيار الشعبي، فقالت إن حملة "كمل جميلك" ليست حملة رسمية، وبالتالي لا تعير حملة صباحي ما يصدر من قياداتها إهتمامًا. وأضافت لـ"إيلاف": "إننا نرى أن هجوم قياداتها وغيرهم من الإعلاميين أو السياسيين على صباحي ليس إلا محاولات يائسة لتشويه صورته".

مشيرة إلى أن "تلك الحملات سوف تفشل، لاسيما أن هناك آخرين حاولوا تشويهه في السابق وفشلوا، لأنهم جميعًا يتهمون صباحي بما ليس فيه". ولفتت إلى أن فلول نظام حسني مبارك، وأنصار الدولة البوليسية، وجماعة الإخوان هم من يقف وراء حملات التشويه المتعمدة.

للتحقيق لا الإعلام
أضافت: "نحن في التيار الشعبي نؤكد على ضرورة أن يتوجّه أي شخص لديه ما يدين صباحي إلى النائب العام مباشرة، ويطلب التحقيق فيها". تابعت: "نرفض استخدام المنابر الإعلامية في الترويج لاتهامات باطلة. وما يحدث هو محاولة لتشويه صورة صباحي أمام الرأي العام، للتأثير على إرادة الناخبين".

واتهمت حملة صباحي رسميًا من وصفتهم بـ "فاسدي دولة مبارك وأنصار دولة الاستبداد" بقيادة "تلك الحملة المصطنعة من الألف إلى الياء، والتي تستهدف تشويه سمعة المرشح المحتمل للرئاسة في عيون جماهير شعبنا"، مشيرة إلى أن "فاسدي نظام مبارك لايزالون ينتظرون عودة دولة القمع والفساد مرة أخرى، وهم يدركون تمامًا أن حمدين صباحي يمثل العقبة الأكبر في سبيل تحقيق أحلامهم الفاسدة".

أضافت الحملة في بيان لها، تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن "صباحي سبق أن أعلن هو وحملته أكثر من مرة أن كل من يمتلك ضده اتهامًا جادًا، عليه التقدم به فورًا إلى النائب العام، وأن الاتهامات الزائفة التي يرددها البعض محاولًا إقناع جماهير شعبنا بها، مكانها الملائم مكتب النائب العام، وليس وسائل الإعلام، فاستخدام هذه التهم في وسائل الإعلام يؤكد أن المقصود هو التشويه، وليس البحث عن الحقيقة".

وتعزو  "حملات التشويه الزائفة" إلى "تصاعد أسهم صباحي الانتخابية، والتفاف جماهير شعبنا حول برنامجه المنحاز إلى العدالة الاجتماعية والديمقراطية والاستقلال الوطني، وهي في هذا السياق تدرك أن هذه الحملات تأتي في إطار الانتخابات الرئاسية والشائعات التي تحيط بها دومًا". وهددت الحملة بـ"أنها ستلجأ إلى القضاء ضد كل من يتهم ويشهّر في الحملة ومرشحها بلا سند أو دليل".