"الراقصة الشهيدة" تشعل حربًا بين سلفيي مصر وأزهرييها

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٦ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


"الراقصة الشهيدة" تشعل حربًا بين سلفيي مصر وأزهرييها

فتوى سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن والشريعة وممثل الأزهر في لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري، التي تفيد بأن الراقصة شهيدة إذا قتلت وهي في طريقها للعمل وكسب الرزق، جعلته في مرمى نيران التيار السلفي الذي تفرّغ لمهاجمته والرد عليه أخيرًا.


القاهرة: أثارت فتوى لعالم أزهري عضو في لجنة وضع الدستور، بشأن حصول الراقصة على الشهادة لو ماتت وهي في طريقها إلى عملها، الكثير من الجدل في مصر، في الوقت الذي تموج فيه البلاد بجدل وصراعات سياسية، عقب نجاح الجيش في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي، استجابة لمظاهرات ملايين طالبوا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

فاتهمه السلفي ياسر برهامي، بـ"الكذب والإفتراء على الله"، في حين رد الهلالي باتهام السلفيين بـ"تشويه صورته". ويأتي اشتعال الحرب بين الهلالي والسلفيين في ضوء الصراع بين الأزهريين والسلفيين في لجنة إعداد الدستور، على الحديث باسم الإسلام والدفاع عن الشريعة في اللجنة.

"الراقصة شهيدة"
وفقاً لفتوى الهلالي، الذي يعتبر من أكثر علماء الأزهر إثارة للجدل في مصر، فإن "كل من قتل في شيء مباح فهو شهيد"، وكان الهلالي يتحدث في برنامج تلفزيوني في قناة أزهرية، فسأله مقدم البرنامج الشيخ خالد الجندي: "طيب اللي مات في ماتش كورة؟، فأجاب الهلالي: "ماتش الكورة شي مباح إذًا هو شهيد". وعاد الجندي يسأل: "واللي مات وهو مسافر للسياحة"؟، فأجاب الهلالي: "السفر للسياحة مباح، إذًا هو شهيد".

استمر الجندي في طرح الأسئلة، فسأل الهلالي: "طيب الراقصة؟، أوعى تقول كمان شهيدة؟، فأجاب: "دي فيها كلام. هي الراقصة بتشتغل 24 ساعة راقصة؟. طبعًا لأ. إذًا لو ماتت وهي بتجري على لقمة العيش، فهي شهيدة. وأبدى الجندي دهشته، فرد عليه الهلالي: "لازم نرحم الناس ونخفف عليهم".

أثارت فتوى الهلالي الكثير من الدهشة والغضب، إلا أنه عقب موضحًا: ''إن الراقصة شهيدة إذا نزلت للتظاهر ضد الفساد أو الظلم، أو كانت ذاهبة إلى عمل خير، ثم غرقت أو حرقت أو انهدم عليها جدار، أو طعنت بآلة حادة أو قتلت بطلق ناري".

أضاف: "هذا ليس من اجتهادي، بل من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذهب لزيارة عبادة بن الصامت في مرضه، فسأل صحابته عن مفهوم الشهيد، فقالوا: من قاتل حتى استشهد، فقالوا للنبي: إذن شهداء الأمة قليل، ورد عليهم بأن المطعون شهيد والمبطون شهيد والغريق شهيد وقتيل الهدم شهيد".

وأوضح أن: "الراقصة إذا كانت ذاهبة لأداء عملها في الرقص، ثم لقيت حتفها، فإنها لا تندرج تحت مسمى الشهداء، باعتبار أن الرقص حرام شرعًا".

السلفيون: افتراء على الله
انبرى السلفيون للرد على فتوى الهلالي، وانتقدوا تمثيله للأزهر الشريف في لجنة الخمسين لتعديل الدستور. فقال ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية في الإسكندرية: "لا دليل على هذا الكلام من كتاب ولا سنة"، متهمًا الهلالي بالافتراء على شرع الله. 
وقال: "نعوذ بالله من افتراء الكذب على شرع الله، الذي يصل بالعبد إلى أن يقول: إن الراقصة الذاهبة إلى الملهى الليلي إذا قتلتْ؛ فهي شهيدة!، والحديث المذكور يرد عليه؛ إذ ليس فيه كل مَن قتل في مباح". وأضاف: "لا بد من معرفة الرخصة المطلوب الأخذ بها، وليس الكلام على إطلاقه".

تشويه وتحريف
من جانبه، اتهم الهلالي السلفيين بـ"تشويه صورته"، وقال: "حزب النور يحاول تشويه صورتي وقلب الحقائق، لأني طالبتهم مسبقًا بالالتزام بالدعوة والابتعاد عن السياسة". وأضاف أن "الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، يبحث في أمور قديمة، ويقلب الحقائق، لأنه يقول على لساني ما لم أتفوّه به".

وأوضح: "أنا لم أقل إن الراقصة إذا قتلت في طريقها إلى ملهى ليليّ هي شهيدة، وإنما قلت بالحرف الواحد إن الراقصة إذا نزلت للتظاهر ضد الفساد أو الظلم، أو كانت ذاهبة إلى عمل خير، ثم غرقت أو حرقت أو انهدم عليها جدار، أو طعنت بآلة حادة أو قتلت بطلق ناري فهي شهيدة".

جدل لا يفيد الأمة
من جهته، قال الشيخ علي أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى في الأزهر سابقًا، لـ"إيلاف" إن الجدل في مثل هذه الأمور "لا يفيد الأمة، لاسيما أنها تمر بمرحلة عصيبة"، مشيرًا إلى أن "الأهم للأمة الانشغال بالتنمية وتطوير الأداء وطلب العلم من أجل رفعة شأنها".

وأضاف أن هذه الأمور محسومة منذ سنوات طويلة، مشيرًا إلى أن الرسول قال إن "المرء يبعث على ما مات عليه". وأوضح أن هناك حديثًا آخر عن أبي داوود، ورد فيه أن أحد الصحابة سأل النبي الكريم، وقال: "يا رسول الله، أخبرني عن الجهاد والغزو، قال: إن قتلت صابرًا محتسبًا بعثت صابرًا محتسبًا. وإن قتلت مرائيًا مكاثرًا، بعثت مرائيًا مكاثرًا. على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله بتلك الحال". ولفت إلى أن هذين الحديثين يوضحان أن المرء يبعث وفقًا للحال أو النية التي كان عليها وقت وفاته.

اجمالي القراءات 6909
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   غسان مغارة     في   الإثنين ١٦ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[73054]

فتوى ضلالة

 حسبي الله ونعم الوكيل لا يكفي استشهادهم بغير القرأن بل يفترون في طيات دينهم


2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[73055]

رأى فى سعد الهلالى

اتابع بعض حلقات سعد الهلالى فى برنامج القاهرة اليوم مع عمرو اديب .واستطيع ان اقول رأى فيه وفى علمه بكل حيادية وإنصاف . فمن الناحية الشخصية هو رجل مؤدب ولا يميل للعنف ولا للردود العنيفة .. اما عن علمه فهو رجل (صمّيم ) اى حافظ لمتون الفقه وشروحها ولا يخرج عنها قيد أنملة (مثله مثل  بقية مشايخ الأزهر لا يستخدمون عقلهم ابدا ابدا ) ولا بُرجح رأى فقيه على آخر . ومن هنا يستطيع أن يقول فى المسألة الفقهية الواحدة (طبقا لتعدد اراء الفقهاء ) انها حلال ،انها مباحة ،انها مندوبة ،انها حرام ،انها مكروهه،.،انها واجبة ،انها فرض عين أو فرض كفاية .. ولا تستطيع ان تعتبره  يميل إلى رأى معين ويدافع عنه  ،أو يدافع عن  راى محدد لفقيه محدد . يعنى بإختصار لايستطيع الإجتهاد وكذلك هو كغيره من الأزهريين لا يرجعون للقرآن الكريم فى أحاديثهم وبرامجهم إلا مافيما  ندر ويهجرونه تمام الهجران .


... ومن كل ما سبق اعتقد لأنه رجل مؤدب وهادىء الطباع ولكثرة تناوله للمواضيع السلمية فى  احاديثه(كالصوفية تمام ) ولقوله  للسلفيين والمتطرفيين انتم تأخذون  بالأراء المتشددة وتكون الآراء المتسامحة فى المسائل الفقهية ،وانكم نصبتم من أنفسكم خلفاء لله وأوصياء منه على خلقه جاء  هجومهم المستمر عليه ،وتصيدهم لبعض فتاوى الفقهاء(الغير منطقية )التى ينطق بها .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق