بعد مرور نحو شهرين على ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران، وعلى الرغم من تواصل العملية السياسية في مصر نحو خريطة الطريق، والانتهاء من مسودة التعديلات الدستورية، لا يبدو أن جماعة "الإخوان المسلمين" مستعدة لمراجعة موقفها من المشهد الجديد في هذا البلد، ولا تزال عالقة في مرحلة رفض المتغيرات واستعادة أدائها القديم في المعارضة من خلال الشارع.

"الخطاب الإخواني" منذ نهاية يونيو/حزيران الماضي، لم تتغير مفرداته بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، واعتقال قياديين بارزين في الجماعة، بل ظل متصاعداً باتجاه واحد يرفض الاستحقاقات الداخلية التي أعقبت وجود رئيس انتقالي في البلاد، مصرة على انعدام أي فرصة في العودة إلى الماضي.

الواقع الدولي والعربي بعد الـ30 من يونيو/حزيران الماضي، لم يقنع قادة الإخوان أيضاً في مراجعة مواقفها، والقبول بالأمر الواقع، لا سيما أن دولاً غربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، تعاملت بواقعية مع الخريطة السياسية الجديدة في مصر، في حين دعمت دول عربية، مثل السعودية والإمارات والأردن، الحكومة المصرية سياسياً واقتصادياً.

ووفقاً لمراقبين فإن إصرار "الخطاب الإخواني" على مفرداته القديمة، وتمسكه بالعودة إلى ما قبل يونيو الماضي، لن يغير شيئاً في المستقبل السياسي المصري، لكنه سيساهم في عزلة هذا التيار أكثر فأكثر، ويضعه في موقع المعارض المتطرف، المستعد دائماً لإعلاء صوت الموقف دون التقدم نحو الحلول بواقعية ومرونة.