اعتقالات في صفوف السلفيين الجهاديين وأعمال العنف متواصلة

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٢ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


اعتقالات في صفوف السلفيين الجهاديين وأعمال العنف متواصلة

اعتقالات في صفوف السلفيين الجهاديين وأعمال العنف متواصلة

إعداد إسماعيل دبارة

مقالات متعلقة :

 

وصفت الحكومة التونسية أعمال العنف والحرق التي جدّت مساء الاثنين الثلاثاء وكامل يوم الثلاثاء بكونها "أعمال ارهابية". وعلمت (إيلاف) أن أعمال الحرق طالت كذلك مقرات أحزاب وشرطة في محافظة سوسة الساحلية.
وتأتي موجة العنف التي يقف ورائها التيار السلفي الجهادي احتجاجا على عرض لوحات فنية اعتبرها كثيرون "مسيئة للاسلام" في معرض للفن التشكيلي نظم الأحد الماضي بضاحية المرسى شمال العاصمة.


إسماعيل دبارة من تونس، وكالات: أعلنت وزارة العدل التونسية الثلاثاء ان أعمال العنف والتخريب التي شهدتها العاصمة تونس ليل الاثنين-الثلاثاء تعتبر "اعمالا ارهابية" وان من تم اعتقالهم في هذا الاطار سيحاكمون بموجب قانون الارهاب الذي اقر في عهد بن علي.

وقال ممثل وزارة العدل محمد فضل السايحي في مؤتمر صحافي "ستتم احالة الموقوفين الى العدالة بموجب قانون مكافحة الارهاب الذي اقر في 2003".

واصيب اكثر من 100 شخص في اعمال العنف التي شنت الشرطة على اثرها حملة اعتقالات شملت 160 شخصا في صفوف "عناصر من السلفية الجهادية" وآخرين من اصحاب السوابق.

وشهدت تونس الثلاثاء حملة اعتقالات في صفوف "عناصر من السلفية الجهادية" وآخرين من اصحاب السوابق إثر أعمال عنف وتخريب في الليلة الفاصلة بين يومي الاثنين والثلاثاء وطوال يوم الثلاثاء.

وتاتي أعمال العنف والتخريب في أحياء بتونس العاصمة ومحافظات أخرى احتجاجا على عرض لوحات فنية اعتبرها سلفيون "مسيئة للاسلام" في معرض للفن التشكيلي نظم الأحد الماضي بمدينة المرسى شمال العاصمة.

جانب من المواجهات يوم الثلاثاء بين الأمن التونسي ومحتجّين

وأفاد لطفي الحيدوري ان "أعمال العنف والشغب اندلعت في أحياء السيجومي والانطلاقة والتضامن الشعبية وسط العاصمة تونس والكرم وبيرصة والمرسى شمال العاصمة".

وأوضح انه تم حرق محكمة وسيارة إطفاء تابعة لجهاز الدفاع المدني وحرق مركزين للأمن وتهشيم واجهات مراكز أمنية.

وتابع أن قوات الأمن "استعملت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المشاغبين الذين ردوا برشقها بالحجارة".

من جانبه، دعا الشيخ الجهادي البارز في تونس المعروف باسم "أبو أيوب" التونسيين إلى "الانتفاض" بعد صلاة يوم الجمعة المقبل ردا على "المرتدين واستهزائهم بديننا الحنيف".

ويعتبر ابو أيوب الذي وجّه رسالته الى التونسيين عبر مقطع فيديو نشر على شبكة فايسبوك، واحدا من أبرز قياديي "السلفية الجهادية".

وهاجم أبو أيوب الحكومة والرئيس منصف المرزوقي واصفا اياه بانه "مرتد" مؤكدا أن الحكومة "صامتة عن الدفاع عن الاسلام".

من جهة أخرى، نأى تنظيم "ملتقى أنصار الشريعة" السلفي الجهادي المتشدد بنفسه عن أعمال العنف. وقال أحد أعضاء التنظيم "لم ندع إلى أعمال العنف لكننا ندعو كل التونسيين إلى التظاهر بعد صلاة يوم الجمعة القادم نصرة للدين ووذوذا عنه".





وكانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان طالبت نهاية ماي الماضي السلطات "بتحمل مسؤولياتها الكاملة ودونما مزيد من التردد في تطويق ظاهرة العنف السلفي" واتهمت الجماعات السلفية المتشددة ب"بتكريس الإرهاب والترويع ونشر الرعب والإكراه".

وفي جندوبة (شمال غرب) أحرقت مجموعات سلفية بالزجاجات الحارقة مكتب "الاتحاد العام التونسي للشغل" (أكبر نقابة عمال) ومقار أحزاب يسارية هي "الوطنيون الديموقراطيون" و"الديموقراطي التقدمي" و"التكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات" وفق ما أعلنت وكالة الأنباء التونسية.

وأضافت الوكالة أن "سلفيين مسلحين بالسيوف والسكاكين والزجاجات الحارقة ومدعومين بأشخاص مأجورين أحرقوا شاحنة لنقل الخمور، ونهبوا محلات تجارية".

وذكرت نقلا عن مصادر أمنية أن "السلفيين أجروا بلطجية وكلفوهم القيام بعمليات شغب وإلهاء اعوان الامن حتى يتركوا المجال للسلفيين لتنفيذ مخططاتهم".

وفي مدينة سوسة (وسط شرق) تم رشق واجهة "المعهد العالي للفنون الجميلة" بالزجاجات الحارقة وفق الوكالة.

ووصف وزير العدل نور الدين البحيري في تصريح اذاعي أعمال العنف بأنها "أعمال إرهابية" وتعهد تطبيق القانون على "الارهابيين" وذلك في أول تعليق لمسؤول رسمي على هذه الأحداث.

من ناحيته دعا وزير الشؤون الدينية التونسي نور الدين الخادمي إلى فتح تحقيق قضائي في ما تضمنته لوحات فنية عرضت الأحد الماضي في مدينة المرسى من "اعتداءات وإساءات للدين الاسلامي".

وقال في تصريح للتلفزيون الرسمي إن "حرية الابداع مكفولة في الاسلام (...) لكن الاعتداء على مقام الذات الالهية أو المقدسات الاسلامية ينذر بتهديد للوحدة التونسية والسلم الاجتماعي".

من ناحيتها طالبت كتلة "حركة النهضة" الاسلامية في المجلس الوطني التأسيسي الثلاثاء بتضمين دستور تونس الجديد بندا "يجرم الاعتداء على المقدسات الدينية" التي قالت إنها "أسمى من أن تكون موضوعا للتندر والعبث والتطاول".

وقالت إن "حرية الابداع وحرية الابداع الفني (...) ليستا مطلقتين من كل الضوابط ويجب على من يمارسهما أن يستحضر عقيدة وأخلاق الشعب" التونسي الذي يدين بالاسلام.

وحركة النهضة هي الحزب الأكثر تمثيلية في المجلس الوطني التأسيسي إذ لها 89 مقعدا من اصل 217.

ولم يكن السلفيون يجرؤون على التحرك في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي زج بالآلاف منهم في السجون وأجبر مئات آخرين على الهرب من البلاد.

ويقول مراقبون ان "سلفيي تونس يعتقدون أن ظهورهم أصبح محميا" منذ فوز حركة النهضة الإسلامية في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.

وتتهم أحزاب معارضة ومنظمات حقوقية حركة النهضة بالتواطؤ مع السلفيين والسكوت عن تجاوزاتهم المستمرة في حين تقول الحركة انها بصدد "محاورة" هؤلاء لاقناعهم بضرورة التخلي عن العنف.

اجمالي القراءات 3631
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more