فورين بوليسي عن الانتخابات المصرية: أسوأ نتائج ممكنة.. لكن اليأس ليس خيارا

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٣٠ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


فورين بوليسي عن الانتخابات المصرية: أسوأ نتائج ممكنة.. لكن اليأس ليس خيارا

فورين بوليسي عن الانتخابات المصرية: أسوأ نتائج ممكنة.. لكن اليأس ليس خيارا

9
فورين بوليسي عن الانتخابات المصرية: أسوأ نتائج ممكنة.. لكن اليأس ليس خيارا

نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا تحليلا تعلق فيه على نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية المصرية وتوضح ان هذه النتائج هى اسوأ نتائج ممكنة لكنها غير مفاجئة حيث أنها نتيجة طبيعية لمرحلة انتقالية متخبطة سيئة. وأوضح الكاتب مارك لينش، أستاذ العلوم السياسية الأمريكى والمتخصص فى شؤون الشرق الأوسط، أنه نظرا للمسار المضطرب للمرحلة الانتقالية بعد الثورة في مصر، لكن على ما يبدو بطريقة ما أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي نجحت في إنتاج أسوأ تركيبة في جولة إعادة: مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي مقابل المرشح الموالى للمجلس العسكرى أحمد شفيق.

واعتبر الكاتب أن اللمحة والآمال المثيرة لعملية انتقالية ناجحة نحو الرئيس المدني الذي يمكن أن يمثل الثورة ويتحدى المجلس العسكري يبدو أنها مرة أخرى تتحرك من المشهد. لذلك، في الأساس، كانت هذه الانتخابات الرئاسية كذلك هى مجرد جزء آخر من انتقال مصر الكارثى السئ.

ويقول الكاتب فى تحليله أنه من المهم التفكير بعقلانية في هذه النتائج.فهذه النتائج ستبدو أقل غرابة بمجرد الاعتراف بأن القوتين الأكثر نفوذا في مصر فازوا بالجولة الأولى. فقد فازت جماعة الاخوان المسلمين بـ 25٪، وهى النسبة التي ربطها معظم الخبراء بالتأييد الشعبي لهم لسنوات والتى هى أقل بكثير مما كانت عليه في الانتخابات البرلمانية. بينما ذهب ربع آخر من التصويت لمرشح المجلس العسكري أحمد شفيق، وهى النسبة التي من المرجح أن تعكس واقعا منتشرا على نطاق واسع من التعب والإنهاك الشعبي من الثورة. لذلك فلا ينبغي أن تكون أي من تلك النتائج ينبغي مفاجأة. لكن المأساة الحقيقية هي أن باقى المواطنين الذين فى يقفون في المنتصف، كما حذر كثيرون، دمروا أنفسهم بعدم التوحد حول مرشح واحد، مما تسبب فى تقسيم ما تبقى من الـ 50٪ من الأصوات بين ثلاثة مرشحين.وهذا أيضا لا ينبغي، للأسف، أن يكون مفاجأة.

ويعتبر لينش أن السبب فى أن هذه النتائج كانت مفاجئة بالنسبة للبعض هو بشكل أساسى نظرا للأفكار الشعبية حول الانتخابات مسبقا. لكن الاقتراع في الواقع كان تقريبا عديم الفائدة تماما، حيث تم المبالغة بشكل جذري فى حصة عمرو موسى من الأصوات وإغفال مناشدة المرشحين الأوفر حظا الحقيقيين. كما تم الاستهانة والتقليل من شفيق لأن الناس (من كل الأطراف)افترضت أن موسى هو المرشح الحقيقي للمجلس العسكري. وتم رفض مرسي لأن العديد من المراقبين خلطوا الفرد بالحركة الإسلامية. وفي الواقع، بمساعدة نسبة المشاركة المنخفضة نسبيا، أدت الآلة الانتخابية لجماعة الإخوان المسلمين بشكل جيد بالنسبة له كما كانت ستفعل مع المرشح المستبعد خيرت الشاطر.

ويطرح الكاتب سؤال: ماذا سيحدث الآن؟ معتبرا أنه من الصعب الحكم على كيف سيتجه الناخبين، فستكون الجولة الثانية موسم المناورات السياسية، مع تشكيل ائتلاف صعب وتأكيد تحديات لكل المرشحين. ورغم أن جماعة الإخوان ينبغي أن تكون المستفيد الطبيعي من الأصوات "المؤيدة للثورة"، لكن أخطائها السياسية على مدى الشهور الماضية- لاسيما قرارها بتقديم مرشح للرئاسة بعد تعهدها بعدم القيام بذلك- قد ساعد على توليد عدم ثقة واستياء هائل بين الطبقة السياسية. فهذا الاستياء السياسي، جنبا إلى جنب مع الاستقطاب المتزايد بشأن الإسلام السياسى والخوف من أن طرف يهيمن على فرعى الحكومة، قد دفع على الأقل بعض القوى إلى الاتجاه نحو شفيق. لكن موقف شفيق المتصلب قد يجعله شريكا غير مرجح بشكل كبير.

ويرصد الباحث الأمريكى رد فعل الناشطين على هذه النتائج ويقول أن معظم الناشطين يبدوون مذهولين بشكل غير مفهوم بشأن النتيجة. لأنهم إذا ما أقروا بالمنطق الاستراتيجي للانتخابات في وقت سابق وتوحدوا حول مرشح واحد، ربما كانوا قد تفادوا هذه النتيجة. لكن لم يتقدم موسى، نظرا لماضية، ولا أبو الفتوح نظرا لائتلافه الغريب مع سلفيين وثوريين. وعلى الأرجح عكس الصعود الأخير لصباحي الإحباط من هؤلاء المرشحين. في الجولة المقبلة، التصويت لجماعة الإخوان أو للمجلس العسكرى هو لعنة بالنسبة لهؤلاء النشطاء، لكن يوضح الكاتب أنا لن يتفاجأ إذا مكث الكثيرون فى منازلهم.

 

ويشير التقرير إلى أنه من الصعب أن يكون هناك استفادة حقيقية من فوز أي من هذين المرشحين، لكن التهديد الذي يشكله باقي المرشحين قد يكون مبالغ فيه. فاحتمالات عدم الاستقرار المستمر (التى لا يرجح أن تكون على نمط حشد انتفاضة25 يناير أخرى ) ستتصاعد مع فوز شفيق، خاصة إذا تم النظر إلى الانتخابات بأنه قد تم تزويرها أكثر حتى مما تم في الجولة الأولى كما أنه يسعى للحكم بالقبضة الحديدية التى وعد بها.

ومن المرجح أنه سينتهى به المطاف كرئيس ضعيف، مع القليل من الشرعية الشعبية، والقليل من السيطرة على المجلس العسكري الذي سيبقى لديه صلاحيات قوية. كما أن سياساته على الأرجح ستشبه سياسات الوضع الانتقالى الراهن، التي أنتجت ضعف فى الأداء الاقتصادي وعدم الاستقرار السائد.

ويتابع التقرير أن مرسي لديه فرصة أكبر ليكون مستعدا وقادرا على استخدام الرئاسة لمنافسة سلطة المجلس العسكري، ولكنه لا يزال يخيف العديدين فى الخارج بسبب سلوك جماعة الإخوان المسلمين (بما في ذلك العديد من السلفيين الذين يحتفظون بعداء متأصل بعمق تجاه منافسيهم الإسلاميين).ويرى الكاتب أن مرسي ربما لن يتحرك فعليا لفرض الشريعة الإسلامية، إذا فاز لأنه على الرغم من عدم انتظام السلوك السياسي على مدى الأشهر القليلة الماضية، إلا أن جماعة الإخوان لا تزال منظمة برجماتية عملية، وجميع القادة الذين تحدث معهم على مدى العام الماضي أكدوا على الحاجة الماسة لإعطاء الأولوية للإصلاح الاقتصادي. وتضيف "فورين بوليسي" أن تشكيل تحالفات ذات مغزى في غضون الأسابيع القليلة المقبلة قبل الانتخابات، وأخذ ضمانات مؤكدة بشأن الدستور من شأنه أن يساعد، رغم أن مثل هذه الوعود يصعب أن تكون موثوق بها.

ويشير الكاتب إلى أن الفكرة القائلة بأن واشنطن سعيدة بهذا الاختيار لا ينبغى تصديقها، لأن هذه الفكرة الغريبة بشأن وجود تلاقى أو تحالف بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان "مبالغ فيها" في بعض الدوائر السياسية والشعبية، في حين أن فوز شفيق ينبئ بعدم الاستقرار وستعرقل الصلاحيات العسكرية الكبيرة أي إصلاح حقيقي.

وذكر لينش أن اعتقاده الشخصي – حسب قوله – هو أن الولايات المتحدة كانت تسعى بهدوء وصمت لدعم ترشيح موسى، مما يبين مدى الفعالية التي تتحكم بها الولايات المتحدة في الأحداث في القاهرة.

لكن في الواقع هناك علامة جيدة للغاية وهى أن الولايات المتحدة كانت لا صلة لها بالحملة الانتخابية– حيث كانت حملة ناجحة تقوم أساسا على الخطاب المناهض للولايات المتحدة أو المناهض للتدخل الأمريكي العلني في الانتخابات.

ويختتم الباحث الأمريكى مقاله بقوله أن الجولة الأولى من الانتخابات فعلا أنتجت أسوأ نتائج ممكنة. والجولة الثانية حقا لا يمكن أن تنتج الرئيس الذي سيتولى قيادة شرعية واسعة أو تفويض شعبي. للأسف، هذا ما ينبغي لنا أن نكون قد توقعناه من هذا التحول السيء. لكن اليأس ليس خيارا. فيجب أن يبقى التركيز على الرؤية من خلال الانتقال إلى سلطة مدنية وصياغة دستور مقبول.

اجمالي القراءات 3119
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأربعاء ٣٠ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[66967]

إلى أين تذهب مصر

ما بين الإخوان ومرشح المجلس العسكري يتحير المصريون فيم يختارون ؟ هل مرشح الإخوان بكل ما يحمل من مخاوف ومواقف وتقييد للحريات ووملفات غامضة تصريحات متناقضة وقول الكلام ونفيه ، ومستقبل غامض ... أم يعطون اصواتهم لأحمد شفيق المحسوب على النظام السابق وكما أن هناك ملفات دامية  حدثت ولا زالت تحسب عليه من موقعة الجمل ، ومستقبل يعود بنا إلى الخلف في عودة مزعجة ! وكان الشعب كان يحلم واستيقظ ليجد نفسه في نفس الزمن وفي نفس فترة الحكم ! فالناس في حيرة من أمرها وقد اصابها الهم والكدر .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more