بوش يعاير القادة العرب بالإصلاح وديمقراطية إسرائيل:
بوش يعاير القادة العرب بالإصلاح وديمقراطية إسرائيل

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٩ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: محيط






مواجهة مصرية أمريكية في شرم الشيخ
بوش يعاير القادة العرب بالإصلاح وديمقراطية إسرائيل



القاهرة: شهد المنتدى الاقتصادي العالمي والذي افتتح أمس في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر بمشاركة نحو 1500 من كبار المسئولين وكبار رجال الأعمال من حوالي 70 دولة من مختلف قارات العالم، مواجهة مصرية أمريكية وذلك من خلال الكلمات الافتتاحية للرئيسين المصري حسني مبارك والأمريكي جورج بوش والتي كشفت عن وجود تباين شديد حول رؤية كلا منهما للعديد من قضايا المنطقة.



فقد أثار خطاب بوش غضب الزعماء العرب بعد أن اتهمهم ضمنا في خطابه بقمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان، وطالبهم بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، في وقت وصف فيه إسرائيل بـ الديمقراطية الوحيدة الموجودة بالمنطقة..

ورفض بوش ما سماه "زعم البعض أن الديموقراطية لا تتوافق مع الإسلام، مؤكدا أن الديموقراطية تسمح بحرية المعتقدات الدينية ولا تمثل تهديدا للإسلام أو غيره من الأديان".

كما أعرب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلي اتفاق سلام فلسطيني ـ إسرائيلي قبل نهاية العام الجاري، لكنه لم يقدم أي دليل ملموس علي تقدم المفاوضات قبل أن يغادر المنطقة، مخلفا وراءه إحباطا فلسطينيا.

خطاب الرئيسين

أوجز خطاب الرئيسين مبارك وبوش أمام المنتدى طبيعة الرؤيتين المصرية والأمريكية للعديد من القضايا، وعبر عن عمق التناقض بينهما.

وحاول بوش في خطابه أن يتقمص دور المعلم، الناصح، لشعوب عريقة لا تحتاج تعليمه، بينما إلتزم مبارك المنهج التحذيري الذي ينبه للأخطار التي تأتي من التدخلات الخارجية ومن تعمد تجاهل حقائق المنطقة، طارحا رؤية تحمل المسئولية في مشكلات العولمة على الدول المتقدمة والغنية، وفي عدم تشخيص الأمور وفق ما يقتضي الأمر وما يتسق مع طبيعة المنطقة.

وقارن عبد الله كمال رئيس تحرير صحيفة "روزاليوسف" المصرية بين خطاب الرئيسين مبارك وبوش من حيث تناول كلا منهما للقضايا الخلافية، فأشار إلى أن المنتدى مثّل ساحة للمبارزة بالخطابات بين الزعيمين.

فقد قال مبارك: "عندما نتحدث عن المستقبل فإن علينا أن نعي أن الوقت يداهمنا وأن الزمن يسابقنا ونسابقه، المستقبل يبدأ من هذه اللحظة".

ولكن عندما تحدث بوش عن المستقبل، كرر ما سبق وذكره في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي قبل يومين، بأن إسرائيل ستحتفل بعيدها الـ120، وستكون عندها من أعظم الديمقراطيات في المنطقة، وستلحق الهزيمة بحزب الله وحماس والقاعدة، معتبرا أن هذه رؤية عالمية وليست يهودية أو أمريكية.
[بوش خلال إلقاء كلمته]
بوش خلال إلقاء كلمته

وعلى صعيد الإصلاح السياسي، حث بوش قادة كل دول الشرق الأوسط علي التوقف عن قمع شعوبهم، والإفراج عمن سماهم "سجناء الضمير"، مشيرا إلى أن الأمل لايزال يحدوه في أن تقود مصر المنطقة في الإصلاحات السياسية.

وبدا بوش مفتخرا بالنماذج غير المكتملة التي تعاني من مشكلات عدة في كل من العراق وأفغانستان، حيث أشاد بتصدير الديموقراطية إلى دول مختلفة ثقافيا على مدى الـ 50 عاما الماضية، مثل كوريا الجنوبية وأندونيسيا وتشيلي والفيليبنيين، واعدا دول الشرق الأوسط بمستقبل مماثل في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين.

كما تجاهل بوش ما يحدث في العراق، والعنف المسيطر عليه، وتجاهل ما تتعرض له أفغانستان من عدم استقرار، وراح يشيد ببضعة أشخاص حصلوا على شهادات في الطب والهندسة هناك، متجاهلا أنه يتكلم في منطقة بها الملايين، ممن حصلوا على تلك الشهادات منذ سنوات.

لكن مبارك وجه في خطابه كلمات وصفها كمال بـ "الطلقات" إلى هذه الرؤية التي تصدر الديموقراطية للخارج، من منطلق حديثه عن مسيرة مصر، وقال: "نستكمل أركان ديموقراطيتنا، تعزيزا للتعددية وتفعيلا لحياتنا السياسية... نمضي في ذلك بإصلاحات تنبع من الداخل تراعي ظروف مجتمعنا وخصوصيته وتحاذر من تجارب عدة حاولت القفز للأمام فانكفأت إلى الوراء، ومحاولات فرض الديموقراطية من الخارج تحت ذرائع عدة انتهت بدمار واقتتال وإزهاق للأرواح".

وقال بوش: "ما زال يحدوني الأمل بأن تقود مصر الإصلاحات السياسية في الشرق الأوسط". ولكن مبارك ربط بين الإصلاح والسلام، وأكد أن الخيارات التي قررتها مصر بإرادتها هي مواصلة الإصلاح في كل مجالاته ومواصلة السعي نحو السلام في الشرق الأوسط.

وقال مبارك إن القضية الفلسطينية، هي سبب الإحباط في الشرق الأوسط، وجوهر الصراع والمدخل الصحيح لعلاج باقي أزماته، مشير إلى أن "الإرهاب ليس مرجعه الأساسي الفجوة بين الفقراء والأغنياء كما قد يعتقد البعض، ولا غياب الديموقراطية، كما يعتقد البعض الآخر، وانما مرجعه الأساسي قضايا طال انتظارها لحل عادل في مقدمتها القضية الفلسطينية".

وفي الوقت الذي تحدث فيه بوش كثيرا عن قيم الحرية والعدل والديموقراطية، قال مبارك "إن الدعوة إلى ترسيخ قيم الحرية والعدل وكرامة الإنسان، هي كل لا يتجزأ، ونحن نتطلع لأن تشمل هذه الدعوة شعب فلسطين، لتنتهي محنته بعد 60 عاما من التشريد والمعاناة".

وكانت قضية الطاقة البديلة، من الموضوعات الخلافية بين مبارك وبوش، فقد أشاد بوش بتجربة الولايات المتحدة في تقديم الطاقة البديلة الحيوية، وقال إن "أزمة الطاقة ستجد حلا كلما قل اعتماد العالم على النفط".

أما الرئيس المصري فقد حمّل المسئولية في المشكلة الغذائية لمن ينتجون الطاقة من الغذاء: قائلا: "هل من المعقول أن يمضي البعض في إنتاج الوقود الحيوي وبدعم من الحكومات لمنتجيه؟ وهل من المعقول أن تستخدم المحاصيل الزراعية في إنتاج الإيثانول لتزداد أزمة الغذاء تفاقما"؟

وبالنسبة للوضع الاقتصادي، تحدث مبارك عن التطور الاقتصادي في الداخل ومعدل النمو المرتفع والثابت منذ ثلاث سنوات، وانخفاض معدل البطالة وتراجع مستوى العجز في الموازنة، فيما قال بوش إن مصر "تحقق نموا اقتصاديا ملحوظا وتطورا ملموسا في الإصلاح الاقتصادي"، مشيدا بشركة المحمول الخاصة التي حققت إنجازات دولية وتنتمي لمصر.

ويقول محللون إن العرب بدأت تتوسع لديهم قناعة بأنهم خسروا 8 سنوات بانتظار وعود من سراب رمى بها بوش فى وجوههم فى خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي.

وفى غياب أى إعلان عن تقدم ملموس فى عملية السلام فإن جولة بوش التى شملت إسرائيل والسعودية ومصر يمكن أن تعطى انطباعا بأنها حدث مكرر وأن تعزز الشكوك فى فرص توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتفاق قبل نهاية ولايته.

ويذهب خبراء عرب إلى القول إن حقبة بوش انتهت بشكل سيّئ بالنسبة إلى العرب، فقد صدقوا وعودا كثيرة وحضروا لقاءات ثنائية وجماعية متعددة مع السيد بوش وقبلوا بالتطبيع الجماعى فى مؤتمر أنابوليس على أمل الوصول إلى حل، ولو منقوص، لكن بوش أدار لهم ظهره وسخر من ثقتهم وسيظلون بانتظار الرئيس البيضاوى الجديد ليجددوا له الثقة والانتظار والوهم

اجمالي القراءات 5905
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   طلعت خيري المنياوي     في   الإثنين ١٩ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[21302]

فعلا

فعلا ان الحكومات العربيه تحتاج الى قلع وليس اصلاح لاان الاصلاح ما عاد ينفع فيهم لاانهم اصبحوا  على شكل معرض لسيارت قديمة الصنع \\\ وترى الحاكم يمسك دفة الحكم 40 او 50 سنه 


اما دعوة بوش للصلاح فهي كلمة حق يراد بها باطل \\\ التعايش بين الاديان يعني القضاء على ما تبقى من بصيص\\\\ الاسلام


وفيها يصبح الؤمن والكافر على دين واحد \\ فلا يداعي احد لابالقدس ولا غيرها وهذه ستراتيجيه توحي ان امريكا لها نيه ان تتعمك في منطقة الشرق الاوسط من خلال التحضير الارض الخصبه لهذا الاتجاه عن طريق الديمقراطيه


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق